المعراج

من موسوعة المزرعة
مراجعة 01:06، 21 مارس 2022 بواسطة هديرنور (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'لدنيا عند الله.عزَّ وجلَّ هي العمل الذي يكون فيه المرء في واحدة من هذه الخصال ( اعْلَمُوا أَنَ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

لدنيا عند الله.عزَّ وجلَّ هي العمل الذي يكون فيه المرء في واحدة من هذه الخصال ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ ) (20سورة الحديد) عندما يكون المرء في عمل من هذه الأعمال يكون في الدنيا : فإذا كان في لهو يشاهد التلفاز، أو يجلس يأتنس مع قوم، في غير علم نافع، أو عمل رافع، فهو في لهو، حتى ولو كان يذكر الله، لأن ذكر الله هنا، معه مشاغل تمنع من القبول، فقد قال صّلى الله عليه وسلم:( ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقَنُونَ بَالإِجَابَةِ ، فَإِنَّ اللهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَ مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ)(1)

وكذلك اللعب إن كان نرداً ( طاولة )، أو ورقاً ( كوتشينة )، أو دومينو، أو ما شابه ذلك، فهو لهو ولعب وقال صّلى الله عليه وسلم: ( مَنْ لَعِبَ بِالنَرْدِ شير فَكَأنَّما غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرِ وَدَمَهِ )(2)

والدنيا إن كان مشغولاً ، بها شغوفاً بأهلها ، وكل وقته تطلعات في الفترينات، وينظر في الموديلات ، وكل نظره يركِّز على ما يلبسه من حوله ، ويسألهم في ذلك وعن ذلك ؟ ، أو كان همه الفخر في نيل المناصب ، أو في العلو ،أو في الجاه ، أو مشغولاً بولاه فوق المسئولية التي كلَّفه نحوه بها الله عزَّ وجلَّ وهذا أمر يطول شرحه ، وهذه هي الدنيا، وما سوى ذلك فأنت فيه في الآخرة هل الصلاة ضمن هؤلاء الخمس ؟لا، إذن أنت فيها في الآخرة ، وكذا تلاوة القرآن وكذا مجلس العلم وكذا عيادة المريض وكذا تشييع الجنازة وكذا أي عمل خير أو صالح تقصد به وجه الله فأنت بعمله في الآخرة ولست في الدنيا كما أنبأ الله عزَّ وجلَّ .

فرحلة الإسراء والمعراج رحلة في الآخرة إذن كي يبدأ الإنسان رحلة السير والسلوك إلى الله عليه أن يتوب توبة نصوحا شرطها الأول أن ينقي قلبه من مشاغل الدنيا وهمومها وحظوظها وأهوائها ويجعل شغله بالله والدار الآخرة وما أعده الله. عزَّ وجلَّ فيها لعباده الصالحين. وليس معنى ذلك أن يترك الدنيا ويترك السعي، ولكني أقول ينقي قلبه فيسعى بجسمه وقلبه مشغول بربه عزَّ وجلَّ، كما قال إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه فيكم وفي الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله هدىً: نهار الفتى المحبوب في السعي والبر وليل الفتى المطلوب في الذكر والفكر وفي الليل رهبان بذكر إلههـــــــــــــــم سكارى حيــــــــــارى في شهود وفي ذكر نهارهممُ يســــــعون يرضون ربهـــــــــم كما أمر الرحمـــــــــن في محكــــــــــــم الذكر

يطلبوها كما أمر الرحمن عزَّ وجلَّ: ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ) (15سورة الملك)

1))- أخرجه الترمذي ، والحاكم. فعن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه. )2 )فى مسند الإمام أحمد ، عن سليمان بن بريدة عن أبيه .