"Royal water lily"
يعد نبات "زنبق الماء الملكي" كما يسمى عند البعض واحدا من أجمل وأغرب النباتات المائية التي تشتهر بها مساحات واسعة من أمريكا اللاتينية وتحديدا المناطق الرطبة من مستنقعات و بــرك وأنهار ...
و هو من أسرع النباتات نمـوا ان لم يكن أسرعها على الإطلاق
إذ أن أوراقه تستطيع أن تصل في ظرف 6 أيام فقط الى 90 سنتيمترا !
ينتمي النبات الى العائلة النيلوفرية "Nymphaeaceae"
و لا يوجد منه بالعالم سوى نوعان فقط وهما "Victoria amazonica" و "Victoria cruziana"
من اسمائه الشائعة : "Royal water lily" ــ "Giant water lily" ــ "Amazon water lily" ــ "Water platter"
أوراق النبات المسطحة المستديرة التي تطفو فوق سطح الماء هي سبب شهـرته
إذ تبدو و كأنها صفائح خضراء مدورة مرتفعة الحواف وكأنها قالب حلوى !
بل ان البعض أطلق فعلا عليها هذا اللقب وباتت تعرف عند الفرنسيين الى جانب اسم زنبق الماء العملاق باسم :
"Moule à tartes" ، أي قالب الكعكــة
ساق النبات المغمورة بالماء يتراوح طولها ما بين متر واحد و8 أمتـــار
و تنتشر جذاميرها داخل التربة أفقيا لبضعة سنتيمترات
بعد ظهور البرعم الصغير الذي يطفو فوق سطح الماء سرعان ما تنبثق منه في غضون يومين الوريقة التي تتحول بسرعة الى ورقة كبيرة تتراوح مسافة قطرها ما بين مترين وثلاثة أمتار أحيانا !
وكلما زاد عمق الماء وطول الساق كلما كانت الورقة أكبـــر حجما واتساعا في القطر
وجه الورقة أخضر غامق معرق بينما ظهرها يكون ذا لون بنفسجي أو بني محمر خاصة "Victoria cruziana"
ويظهر التعريق بشكل أكبر وأوضح في ظهر الورقة كما نشاهد في الصور أدناه
وهو تعريق شبكي يتوزع انطلاقا من نصل الورقة دائريا على جميع أجزائها
ساق النبات و ظهر الورق كله مغطى بشعيرات شوكية وخاصة النوع الثاني "Victoria cruziana" الأصغر من حيث حجم الأوراق
اذ لا يصل هذا الأخير الى تلك الأحجام القياسية التي يتميز بها "Victoria amazonica"
و تقوم هذه الشعيــرات الشوكيـة بحماية النبتــة من الأسماك
نبات فيكتوريا له زهرة بيضاء كبيرة الحجم (25 ـ 40 س) عطرة ثنائية الجنس تظهر صيفا مرة واحدة
إذ لا يعاود النبات التزهير مرة أخرى الا في الموسم المقبــل
يتحول لونها الأبيض في اليوم الموالي لظهورها الى الوردي ثم الأحمر الفاتح أحيانا و لا تدوم لأكثر من يومين
فهي تفتح عند غروب الشمس ثم تعود لتغلق في صباح اليوم الموالي ثم تفتح ايضا في الغروب قبل أن تنزل الى قعر الماء و تحل محلها الثمرة الحاملة للبذرة التي يتكاثر منها النبات ذاتيا
ولآلية الانغلاق والانفتاح هذه مع تغير لون الزهرة حكمة عجيبة جدا أدهشتني وأنا أقرأها !
فالزهرة كما ذكرت قبل قليل ثنائية المسكن ، وحين استقبالها للحشرات الملقحة ـ نوع من الخنافس ـ تكون باللون الأبيض القشدي الذي يجذب الحشرات الملقحة اضافة الى الرائحة السكرية العطرة التي تصدرها وتكـون حينهــا حاملة للأعضـاء التناسلية المؤنثـة
ومما يساعد على انتشار رائحتها العطرة واجتذاب الحشرات أن الزهرة تعد من الكائنات الحية المنتجة ذاتيا للحرارة
"Thermogenic plants"
حيث بالامكان أن تصبح درجة حرارتها 20 درجة مئوية وهو ما يزيد من اقبال الحشرات عليها
بعد أن تنتهي عملية التلقيح تقفل الزهرة على الحشرة بداخلها وتلقائيا تتغير أعضاؤها التناسلية من مؤنثة الى مذكرة
تظل الحشرة حبيسة الزهرة الى ساعة الغروب وهو موعد تفتحها والذي يتغير فيه لونها من الأبيض الى الوردي
بعد تحرر الحشرة من الزهرة تطير متجهة الى زهرة أخرى بيضاء حاملة معها حبوب اللقاح المذكرة ... وهكذا تبدأ قصة حياة زهرة جديدة وتنتهي أخرى
نبات فيكتوريا بالرغم من انه نبات مداري الا ان الكثير من الحدائق المائية العالمية تتزين به حتى في اكثر المناطق برودة
اذ يكفي توفير أجواء دافئة رطبة في محميات او ما شابه لكي ينمو النبات ويتكاثر
لكن سرعة نموه تجعل منه نباتا غازيا قد يستعمر في غضون بضعة أشهر سطح البركة كله
يُكاثــر النبات بالبذرة وبتقسيم الجذاميــر أيضا
لورق النبات قدرة عجيبة بالرغم من مظهره الرهيف على تحمل وزن لا يقل عن 30 كيلوغراما وذلك بفضل التعريق الذي يميز ظهر الورقة
فالعروق كلها مملوؤة بكمية كبيرة من الهواء تمكنها من الاحتفاظ بتوازنها والبقاء طافية فوق الماء
حتى لو حط فوقها ضفدع أو طائر أو أي كائن حي آخر
أضف الى هذا أن وزن الورقة يمكن أن يتعدى 60 كيلوغرامـــا !
ومن المثير أيضا في خصائص هذا النبات العجيب اننا نشاهد الورقة تبقى طافية على سطح الماء والأمطار الغزيرة تتساقط فوقها
والسر في ذلك هو أن وسط الورقة مزود بحزوز رقيقة جدا لا تكاد ترى بالعين المجردة ومهمتها هي ترشيح مياه الأمطار المتجمعة فوقها
أضف الى ذلك كما قد لاحظتم في الصور وجود شقين عند نهاية القطــرمن جانبي الورقة يقومان بإفاضة الماء المتجمع فوقها
فسبحان الله وتبــارك جميــل وبديـع صنعتـه !
**********************************************
تعليق