منذ أن برز علم التعديل الوراثي كهندسة جينية متعددة المجالات والتطبيقات والإنسان في تطوير مستمر لكل ما يوجد حوله من كائنات حية
من خلال تغيير خصائصها او تحسينها بأخرى او استبدالها كليا ...
مملكة النبات ربما كانت هي الأوفر حظا من تجارب العلماء في مجال الهندسة الوراثية
بعض هذه التجارب نالت الشهرة وتداولها المستهلكون على نطاق واسع
والبعض الآخر لم يلق استحسان الناس واعتبر مجرد ممارسة لهذا الفن دون حاجة ولا فائدة تذكر
وكمثال على هذا التجربة التي قام فيها علماء اسرائيليون بأمريكا منذ عدة سنوات
بتغيير رائحة الطماطم الطبيعية الى رائحة بعض انواع الورد والزهور
فحين تقوم بشق حبة الطماطم الى نصفين بدل أن تصدر منها رائحتها الحامضية المعتادة تفاجأ برائحة أخرى مغايرة تماما
ومطابقة لرائحة الورد الجوري أو لزهرة الجيرانيوم أو لحشيشة الليمون (سيترونيلا )
هذه التجربة لم تلق الرواج المطلوب وبالتالي لم يعد يذكر أثر لها منذ تسعينات القرن الماضي
فقد وجهت الى التسويق نحو الأسواق الأمريكية أولا كمحطة أولى في نية تعميمها على باقي الأسواق العالمية
الا ان عزوف المستهلك عنها جعل اصحاب التجربة يتوقفون حيث بدؤوا واعتبرت التجربة فاشلة
التعديلات الوراثية التي أجريت على الطماطم جعلتها تتخذ من الداخل لونا ورديا بدل اللون الأحمر الفاقع الطبيعي
وهذا بسبب احتوائها مرتين أقل على الليكوبين ( الصباغ الطبيعي الموجود في دم الانسان وبعض انواع الخضر مثل الطماطم والبطيخ )
بينما تحتوي في المقابل على نسبة عالية من بعض المركبات الطبيعية التي تساعد على اطالة مدة التخزين
لكن هذه الميزة الأخيرة لم تشفع لها ان صح التعبير لأن رائحة الطماطم الطبيعية التي تعطي نكهة خاصة للطعام لا يمكن تعويضها بأي رائحة أخرى
يذكر ان تاريخ هذه التجربة يعود الى سنة 1992 ، وقد أطلق عليها حينها إسم Flavr savr tomato
****************************************
http://lci.tf1.fr/science/2007-06/to...e-4896304.html
تعليق