مصر بين الإعدام والعدم
بقلم الدكتور أحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الإعدام الحقيقي في مصر ليس هو الحكم بالقتل على الإمام الأكبر في هذا العصر، العلامة يوسف القرضاوي، وعلى الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقبلهما على المرشد الدكتور محمد بديع، وقبل ذلك على مئات ومئات من العلماء والدعاة والمفكرين والمصلحين؛ فهؤلاء في جميع الأحوال سوف يموتون في آجالهم المحددة،{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}...
والحكم بإعدامهم أو حتى تنفيذ هذا الحكم، لن يكون سوى مجدٍ جديد وعمر مديد لهم ولمكانتهم وتأثيرهم. فهنيئا لهم بالإعدام وبدونه.
أما الإعدام الحقيقي في مصر فهو أن يصبح العدم حاكما لمصر ولشعبها، وأن يصبح الحكم بالإعدام صادرا عن العدم والعدمية.
الإعدام الحقيقي في مصر هو إعدام الشرعية السياسية والقانونية والقضائية.
الإعدام الحقيقي في مصر هو إعدام إرادة الشعب وصوته وكلمته.
الإعدام الحقيقي في مصر هو إعدام الحق والحقيقة والحرية والكرامة.
الإعدام الحقيقي في مصر هو القضاء على القضاء وعلى القضاة.
الإعدام الحقيقي في مصر هو إعدام الأزهر ودار الإفتاء وهيئة كبار العلماء...
فهل ستستسلم مصر لهذه الإعدامات ولهذا العدم؟ لا أظن، بل لا يمكن.
تعليق