تويتر
كثير من المفطرات ومبطلات الصيام يفعلها الصائم غير متعمد إما ناسيا أو مكرها أو جاهلا غير عالم بإفسادها لصومه
ونظرا لسماحة الشريعة الإسلامية واحاطتها بالطبيعة البشرية غير المنزهة عن النقص والخطأ فإن من أقدم على شئ مما يدخل في مفسدات الصوم ناسيا او مكرها أو جاهلا فلا شئ عليه ولا يلزمه القضاء لعموم قوله عز وجل { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا }
فأما الناسي فدليله ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه }
ولكن يتوجب عليه ان ينتهي متى تذكر لإنه حينئذ ارتفع عنه العذر
كما يجب على من رآه ان يذكره ويعلمه عملا بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
واما المُكره فدليله قوله عز وجل { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }
كما جاء في الحديث الشريف { إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه }
والإكراه مثل أن يجبر الزوج زوجته ولم تستطع الامتناع ولم تكن مطاوعة ، فلا شئ عليها ولا يلزمها قضاء أو كفارة
وصيامها صحيح تتم بقية يومها صائمة ولا تفطر و عليها الغسل طبعا
أما إثمها فيبوء به زوجها ان كان الصيام فرضا
اما الجهل بالحكم فدليله حديث عدي بن حاتم عندما عمد الى عقالين أبيض و أسود وجعل يأكل حتى يتبين له أحدهما من الآخر ... بحيث لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء
والجهل أيضا يشمل الوقت مثل ان يفطر الصائم ظنا منه دخول وقت المغرب وهنا أيضا لا شئ عليه لما روت أسماء بنت أبو بكر رضي الله عنها ان انهم أفطروا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس ولم يذكر قضاء
قال ابن تيمية رضي الله عنه : ولم يذكر في هذا الحديث أنهم أمروا بالقضاء و لو أمرروا بالقضاء لشاع ذلك كما نقل فطرهم
قال : وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـنه أفطر ثم تبين النهار فقال : لا نقضي فإنا لم نتجانف لإثم
لكن هذا لا يمنع من وجوب التتثبت والحرص في تحري وقت الغروب ... والله أعلم
