منذ حوالي ثلاث سنوات انطلقت تجربة زراعة القمح المعدل وراثيا والذي يمتلك قدرة على ابعاد الحشرات عن طريق اصدار رائحة منفرة للحشرات وخاصة المن
وهو ما أمكن تحقيقه آنذاك عن طريق التعديل الوراثي بواسطة نقل جينات بعض النباتات التي تمتلك هذه الخاصية طبيعيا الى القمح
الكثير من النباتات تمتلك القدرة على انتاج فيرومونات β-Farnesene تعمل عمل المبيد الحشري
بحيث ترسل بواسطة رائحة زيوتها الأساسية اشارات تلتقطها الحشرات وبالتالي تبتعد وترسل بدورها اشارات الى باقي الحشرات فلا تقترب
المعهد البريطاني "Rothamsted" للبحوث الزراعية وصاحب هذا المشروع والبحث العلمي غير المسبوق كان قد أظهر وقتها تفاؤلا كبيرا واستطاع أن يحصل على أول ترخيص من الحكومة البريطانية على زراعة نباتات معدلة وراثيا بالمملكة
وتوقع أن نجاح التجربة سوف يكون ثورة في عالم الزراعة وسوف يقضي نهائيا على استعمال المبيدات الكيماوية ، لكن ...
يبدو أن التجربة منيت بفشل ذريع ولم تستطع حبات القمح المعدلة وراثيا ان تفلح في ابعاد الحشرات دون ان تذكر لحد الآن الأسباب الحقيقية للفشل
لكن مع ذلك لازال المعهد مصرا على المضي قدما في التجربة الى حين تحقيق النجاح
ويذكر ان هذا المشروع كانت قد لاقى وقتها معارضة كبيرة من طرف اصدقاء البيئة ومعارضي التعديل الوراثي
هذه الاحتجاجات حتى وان لم تثن السلطات البريطانية عن الترخيص لاقامة التجربة الا ان ما أرادوه قد تحقق دون أن يكون لهم يد في ذلك !
مما يتكهنه بعض الخبراء بخصوص فشل التجربة أن هذه النباتات المعدلة وراثيا غير قادرة على انتاج الفيرومون بصفة مستمرة مثل النباتات التي تمتلكه طبيعيا
وبالتالي فانها تكون في عرضة لهجوم الحشرات عندما يتوقف
**************************************************