بسم الله الرحمن الرحيم
الخيرة فيما اختاره الله .
ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، قصة عن ملك له وزير صالح ، وكان هذا الوزير يردد عبارة عند كل حادثة وعند كل أمر يقع من خير وشر ، فيقول ( الخيرة فيما اختاره الله ) ، وذات مرة كان الملك يأكل فاكهة فجرح أحد أصابعه بالسكين فقال الوزير الصالح : الخيرة فيما اختاره الله ، فغضب الملك وقال : أجرح أصبعي ويسيل الدم الكثير وتقول : الخيرة فيما اختاره الله ، ؟!! فأمر الملك أن يسجن ويعزل من منصبه !! فقال الوزير : الخيرة فيما اختاره الله ، ودخل السجن ، وبعد أيام قليلة ذهب الملك للصيد وتفاعل مع طرد الصيد حتى أبعد جداً عن بلده ، فدخل بلداً يعبدون النار !! فمسكوه وقالوا نجعله قرباناً لآلهتنا ، النار ، وكانوا كل سنة يقربون لها شخصاً تأكله ، فلما جردوه من ملابسه يريدون قذفه بوسط النار شاهدوا إصبعه مجروحاً !! وهذا عيب في القربان يقتضي رده وتبديله بشخص سليم تماماً ، ( يعني ما يضحي ) فتركوه وأخلو سبيله ، فعاد إلى بلده وطلب الوزير وأعاده إلى منصبه !! وقال : عرفت الخيرة فيما حصل لي ، فماهي الخيرة فيما حصل لك ؟ قال : لو كنت معك لقذفوني في النار وأصبحت قرباناً لها ، فكان سجني خيرة اختارها الله لي لحمايتي من هذا الموقف .
فليعلم احدنا ان الخير كل الخير بيد الله ولا يتذمر او ييأس لا سمح الله ان اصابه مكروه