منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إحساس إنسان
    زراعي ذهبي
    • Feb 2009
    • 1688

    #16
    رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

    والله يا أخي أحمد النجار موضوعك كثير رائع وأعجبني كثيراً

    وكل قراءة مشوقة للتي بعدها

    أنا شخصيا الحمدللة فهمت مضمون موضوعك وإن شاءالله رايح أعمل بنصائحك المميزة

    جزاك الله كل الخير وأشكر قلمك الرائع

    سبح الله واجعل لسانك رطب بذكرة
    غريب من الإنسان ينسي عيوبه
    ويذكر عيبا في اخيه قد اختفى
    فلو كان ذا عقلا لما عاب غيره
    وفيه عيوب لو رأها بها اكتفى


    تعليق

    • butter_fly2high
      زراعي نشيط
      • Jun 2009
      • 81

      #17
      رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

      ألف شكر لحضرتك يا بشمهندس أحمد وفعلا علي رأي المثل
      الوقت كالسيف ان لم تقطعه جطعك جطيع ....مثل صعيدي

      تعليق

      • Ahmad A Najar
        الإدارة العامة
        • Aug 2008
        • 7540

        #18
        رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

        المشاركة الأصلية بواسطة butter_fly2high مشاهدة المشاركة
        ألف شكر لحضرتك يا بشمهندس أحمد وفعلا علي رأي المثل
        الوقت كالسيف ان لم تقطعه جطعك جطيع ....مثل صعيدي
        إنتبهي لنفسكِ أن يجطعك يا صاحبة الكتابة الملونة ....
        - يُخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أكون له مُجيبا ، يزيد سَفاهة فأزيدحلماً كعود زاده الإحراقّ طيباً ، شّكوت إلى وكيع سوء حِفظي ، فأرشّدني إلى ترك المعاصّي وأخبرني بأن العلم نورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصّي .
        - آملي أن يرضّى الله و والديّ عني -- لو كان العّالم في كَفة ، و والديّ في كَفة ، لاخّترت والديّ.

        - للبعّيدين جداً. للذين لاتصّلهم كَلماتنا ولا أصّواتنا. للذينَ غادرو دون تَرتّيب. ودونَ موعّد مسبقّ. للذينَ لن يَعّودو أبداً.طّبتم في فردوسّ الرحّمن نَعّيماً..

        تعليق

        • Ahmad A Najar
          الإدارة العامة
          • Aug 2008
          • 7540

          #19
          رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

          إن أضاعة الوقت أشد من الموت ! لإن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخره ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ، ولذلك يتوجب على الإنسان أن يحاسب نفسة في كل دقيقة ويآخذ بنصيب من قول مسروق .... إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر دنوبة فيستغفر منها ..

          عزيزي القارىء ، حالنُنا اليوم حال من إشتكى أمره إلى الحسن فقال : " سبقنا القوم على خيلٍ دهم ونحن علىحمر معقرة ، فقال : إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم "

          فقط قطع الله الأعذار ، حيث أعطى كل مكلف من العمر مايتسعـ لعمل ما كلف به ، ويذكره إذا غفل عنة ، وبخاصة من عاش من العمر سنوات طويلة ففي هذا القدر من السنين ، مايكفي لأنه ينتبه الغافل ، ويؤوب الشارد ، ويتوب العاصي ....

          صدقاً مامضى من الدُنيا أحلام ... كنائم رآى مسيرة حياتة في لمحـ بصر ثم إستيقظ .. ذهبت الأيام بآلامها وآمالها وآحلامها .... وبشدة قسوتها .... ولكن بقي الحسّاب
          إذا كنت أعلم يقيناً بأن جميع حياتي كساعة

          فلم لا أكون ضنيناً بها
          وأجعلها في صلاح وطاعة

          ختاماً

          أخي المسلمـ / اُختي المسلمة ! ...

          رآس مالك في هذة الدنيا دقائق وأيام .... ماذا قدمت في هذة الأوقات وماذا سجلت في تلك المصاحف ...
          هل تُسرك إذا نظرت فيها يوم القيامة آم تسوؤك ؟؟؟؟؟؟؟
          لا تدع الأماني تلهوك ، فإن لحظات مرت لن تعود ،،، وساعات مضت لن ترجعـ

          ....

          جَعلني الله وإياكمـ ، ممنّ طال عمرة وحسن عملة ... و قد أعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً ،
          وختم لنا بجنات عَرضّها السموات والأرض ،
          - يُخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أكون له مُجيبا ، يزيد سَفاهة فأزيدحلماً كعود زاده الإحراقّ طيباً ، شّكوت إلى وكيع سوء حِفظي ، فأرشّدني إلى ترك المعاصّي وأخبرني بأن العلم نورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصّي .
          - آملي أن يرضّى الله و والديّ عني -- لو كان العّالم في كَفة ، و والديّ في كَفة ، لاخّترت والديّ.

          - للبعّيدين جداً. للذين لاتصّلهم كَلماتنا ولا أصّواتنا. للذينَ غادرو دون تَرتّيب. ودونَ موعّد مسبقّ. للذينَ لن يَعّودو أبداً.طّبتم في فردوسّ الرحّمن نَعّيماً..

          تعليق

          • إحساس إنسان
            زراعي ذهبي
            • Feb 2009
            • 1688

            #20
            رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ


            بارك الله فيك صديقي أحمد وجزاك الله كل الخير على الافادة في وقتنا ومقولاتك الجميلة

            اللهم آمين .... آمين .... آمين
            سبح الله واجعل لسانك رطب بذكرة
            غريب من الإنسان ينسي عيوبه
            ويذكر عيبا في اخيه قد اختفى
            فلو كان ذا عقلا لما عاب غيره
            وفيه عيوب لو رأها بها اكتفى


            تعليق

            • مصطفى88
              زراعي جديد
              • Aug 2009
              • 2

              #21
              رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

              شكرا اخى العزيز على الموضوع الرائع وياليتنا نحس بقيمة الوقت فى حياتنا اسمحلى لى حسبة صغيرة عن العمر على اتبار انة وقت الحياة على افتراض ان عمر الانسان فى المتوسط ستون عاما هناك 12 عام طفولة رفع القلم عن الحساب فيها اصبح الباقى من العمر 48 سنة متوسط ساعات النوم 8 ساعات رفع القلم عن الحساب فيها اصبح الباقى 40 عاما لكى ننجح فى الدنيا وبمجموع يؤهلنا لمرتبة عالية من الجنةلابد من استثما هزة المدة الزمنية فى العمل والعبادة والطاعة وعلى قد العمل يكون الاجر وتكون الدرجة فى الجنة

              وربنا يبارك فيك

              تعليق

              • Ahmad A Najar
                الإدارة العامة
                • Aug 2008
                • 7540

                #22
                رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

                المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى88 مشاهدة المشاركة
                شكرا اخى العزيز على الموضوع الرائع وياليتنا نحس بقيمة الوقت فى حياتنا اسمحلى لى حسبة صغيرة عن العمر على اتبار انة وقت الحياة على افتراض ان عمر الانسان فى المتوسط ستون عاما هناك 12 عام طفولة رفع القلم عن الحساب فيها اصبح الباقى من العمر 48 سنة متوسط ساعات النوم 8 ساعات رفع القلم عن الحساب فيها اصبح الباقى 40 عاما لكى ننجح فى الدنيا وبمجموع يؤهلنا لمرتبة عالية من الجنةلابد من استثما هزة المدة الزمنية فى العمل والعبادة والطاعة وعلى قد العمل يكون الاجر وتكون الدرجة فى الجنة

                وربنا يبارك فيك
                ويبارك فيك كمان أخي مصطفى ، كلامك جميل ومُفيد ... تحياتي


                - يُخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أكون له مُجيبا ، يزيد سَفاهة فأزيدحلماً كعود زاده الإحراقّ طيباً ، شّكوت إلى وكيع سوء حِفظي ، فأرشّدني إلى ترك المعاصّي وأخبرني بأن العلم نورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصّي .
                - آملي أن يرضّى الله و والديّ عني -- لو كان العّالم في كَفة ، و والديّ في كَفة ، لاخّترت والديّ.

                - للبعّيدين جداً. للذين لاتصّلهم كَلماتنا ولا أصّواتنا. للذينَ غادرو دون تَرتّيب. ودونَ موعّد مسبقّ. للذينَ لن يَعّودو أبداً.طّبتم في فردوسّ الرحّمن نَعّيماً..

                تعليق

                • حبيبة الله
                  زراعي جديد
                  • Oct 2009
                  • 7

                  #23
                  رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

                  الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك

                  تعليق

                  • soha_najar
                    زراعي جديد
                    • Jul 2009
                    • 36

                    #24
                    رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ



                    ماشاءالله عليك يا أحمد عجبني كثيراااااااا موضوعك

                    فعلا متميز بكل المعاني قرآتة قرائة متآنية ومفيدة للغاية ما كانت تحوية

                    الف شكر لك على الموضوع وننتظر المزيد من كتابتك المشوقة للقراءة والمتابعة

                    وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس الا ... قد يكون الغيب حلواً ... انما الحاضر أحلى

                    تعليق

                    • Mayada oulabi
                      !! عضوية الإمتياز !!
                      • Aug 2010
                      • 3799

                      #25
                      رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

                      شكرا لك أخي أحمد على هذا الموضوع القيم


                      إن قيام الليل له عشاقه ..


                      كان أنس بن مالك يقسّم الليل ثلاثاً .. أنس يصلي الثلث الأول ثم يوقظ



                      زوجته فتصلي الثلث الثاني، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتقيم




                      الثلث الثالث !! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسّم الليل بينه وبين ابنته

                      فكان يصلي نصف الليل وتصلي هى النصف الآخر، ثم توفى أنس




                      فحرصت ابنته أن تصلي الليل كله.



                      عجيب أمركم ياأنس.......

                      أنس بن مالك


                      يُقسّم الليل كله .. ولا يكتفى بثلثه ولا بثلثيه !!












                      التعديل الأخير تم بواسطة Mayada oulabi; الساعة 01-08-2011, 09:19 PM.
                      اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

                      تعليق

                      • Ahmad A Najar
                        الإدارة العامة
                        • Aug 2008
                        • 7540

                        #26
                        رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

                        المشاركة الأصلية بواسطة mayada oulabi مشاهدة المشاركة
                        شكرا لك أخي أحمد على هذا الموضوع القيم



                        إن قيام الليل له عشاقه ..


                        كان أنس بن مالك يقسّم الليل ثلاثاً .. أنس يصلي الثلث الأول ثم يوقظ



                        زوجته فتصلي الثلث الثاني، ثم توقظ الزوجة ابنتها الوحيدة لتقيم





                        الثلث الثالث !! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسّم الليل بينه وبين ابنته


                        فكان يصلي نصف الليل وتصلي هى النصف الآخر، ثم توفى أنس






                        فحرصت ابنته أن تصلي الليل كله.



                        عجيب أمركم ياأنس.......

                        أنس بن مالك


                        يُقسّم الليل كله .. ولا يكتفى بثلثه ولا بثلثيه !!











                        شكراً جزيلاً أخت ميادة علبي

                        فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين..
                        - يُخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أكون له مُجيبا ، يزيد سَفاهة فأزيدحلماً كعود زاده الإحراقّ طيباً ، شّكوت إلى وكيع سوء حِفظي ، فأرشّدني إلى ترك المعاصّي وأخبرني بأن العلم نورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصّي .
                        - آملي أن يرضّى الله و والديّ عني -- لو كان العّالم في كَفة ، و والديّ في كَفة ، لاخّترت والديّ.

                        - للبعّيدين جداً. للذين لاتصّلهم كَلماتنا ولا أصّواتنا. للذينَ غادرو دون تَرتّيب. ودونَ موعّد مسبقّ. للذينَ لن يَعّودو أبداً.طّبتم في فردوسّ الرحّمن نَعّيماً..

                        تعليق

                        • كامل ابو محمد
                          زراعي نشيط
                          • Apr 2016
                          • 77

                          #27
                          رد: وَقتَكـ أنفّاسّ فَهيّ لَن تَعودْ

                          قول هَزَّ كياني منذ أكثر من عشرين عام
                          اِتقوا الله الشاهد الحاكم في السِّر
                          والعلانية

                          تعليق

                          • كامل ابو محمد
                            زراعي نشيط
                            • Apr 2016
                            • 77

                            #28
                            قيمة الزمن
                            الزمن هو أنفس وأثمن ما يملك الإنسان، فهو الوعاء الحقيقي لكل عمل وإنتاج، وبقدر إفادة الإنسان من هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه، بقدر ما يعود ذلك عليه وعلى مجتمعه بالنفع والخير، سواء أكان ذلك في الدنيا أم في الآخرة ؛ ولذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف شرف زمنه، وقـدر وقته، فـلا يضيع منه لحظة في غير قربة وطاعـة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. وما عمر الإنسـان في حقيقته إلا مجموعة من الأيام، وكل يوم يمضي من هذه الأيام، وكـل لحظة تمر لا يمكـن استعادتها أو تعويضها. وفي ذلك يقول الحسـن البصري رحمه الله: "يـا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك" . ويقول: "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة" . وما أجمل قول الشاعر:
                            دقـــــات قلـــــب المــــرء قائلــــة لــــه إن الحيـــــــاة دقــــــــائق وثـــــــواني


                            ومع أن الزمن على هذه الدرجة من الأهمية، إلا أنه ينقضي بسرعة، ويسهل ضياعه، فهو يمر مر السحاب، ويجري جري الريح، سواء أكان زمن مسرة وفرح، أم زمن اكتئاب وترح، وإن كانت أيام السرور تمر أسرع، وأيام الهموم تسير ببطء وتثاقل، لا في الحقيقة ولكن في شعور صاحبها. وفي ذلك يقول الشاعر:
                            والــــوقت أنفس مــــا عنيـــت بحفظـــه وأراه أســــهل مـــــا عليـــــك يضيـــــع
                            يقول ابن القيم في الحديث عن منزلة الغيرة: "ومنها الغيرة على وقت فـات، فإن الوقت أبي الجانب، بطيء الرجوع، فالوقت أعز شيء على العابد، يغار عليه أن ينقضي بدون ذلك ، فإذا فاته الوقت لا يمكن استدراكه البتة؛ لأن الوقت الثاني قد استحق واجبه الخاص... فالوقت منقض بذاته، منصرم بنفسه، فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، وعظم فواته، واشتدت حسراته، فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع، فطلب الرجعى، فحيل بينه وبـن الاسترجاع، وطلب تناول الفائت، وكيف يرد الأمس في اليوم الجديد .وقد كان السلف الصالح، ومن سار على نهجهم من الخلف، أحرص الناس على كسب الزمن، والإفادة منه في الخير، فقد كانوا ينافسون الزمان، يسابقون الساعات، ويبادرون اللحظات، حرصا منهم على الزمن، وعلى ألا يذهب منهم هدرا. والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، نذكر فيما يلي بعضا منها:
                            نقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلا قال له: كلمني، فقال له: أمسك الشمس . يعني أوقف لـي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكـلمك، فإن الـزمن دائـب المضـي، لا يعـود بعد مـروره، فخسارته لا يمكن استدراكها؛ لأن لكل زمن ما يملأه من العمل. وكان الواحد منهم يحفـظ كل لحظة من زمنه حتى في حال النزاع. نقل في ذلـك عن ثابت البناني أنه قال: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني دعني، فإني في وردي السادس . كما يروي الفقيه أبو الحسـن الولوالجي، أنه دخل على أبي الريحان البيروني، وقد حشرج نفسه، وضاق به صـدره، فقال لي في تلك الحال: كيف قلت لي يوما حساب الجدات الفاسدات فقلت له إشفاقا عليه: أفي هذهالحالة؟ قال لي: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خـيرا من أن أخليها وأنا جـاهل بها فأعدت ذلك عليه، فحفظ، وعلمني ما وعد، وخـرجت من عنده، وبينما أنا في الطريق سمعت الصراخ عليه .
                            ولقد كان أمثال هؤلاء يحسنون المحافظة على كل لحظة من وقتهم، حتى أن أحدهـم كان يستحي من سواد الليل وظلمته، إذا مرت عليه ليال وأيـام لم يقـم فيها لله ركعتين. وفي ذلـك يقول الفضيل بن عياضرحمه الله: "أدركت أقواما يستحون من الله في سـواد الليل من طول الهجعـة، إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال: ليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة " .
                            وهاهو الإمام ابن الجوزي - رحمه الله- يصف لنا حال الناس كيف يضيعون أزمانهم في الزيارات والحديـث الذي لا طائل من ورائه، ويبين لنا كيف كان يصنع إذا زاره بعض البطالين لئلا يذهب الزمن فارغا دون فائدة ترجى، فيقول رحمه الله:
                            "لقد رأيت خلقا كثيرا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كـثرة الزيارة، ويسـمون ذلك الـتردد خدمـة، ويطيلون الجـلوس، ويجرون فيه أحاديث الناس وما لا يعني، ويتخلله غيبة. وهذا شيءفعله في زماننا كثير من الناس، وربما طلبه المزور وتشـوق إليـه، واستوحش من الوحدة، وخصوصا في أيام التهاني والأعياد، فنراهم يمشي بعضـهم إلى بعـض، ولا يقتصـرون على الهناء والسـلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان. فلما رأيت أن الزمان أشرف شـيء، والواجب انتهازه بفعل الخـير، كرهت ذلك وبقيت معهم بـين أمرين: إن أنكـرت عليهم، وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم، ضاع الزمان، فصرت أدافع اللقاء جهدي، فـإذا غلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق، ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغا. فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد ، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لا بد منها، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شيء من وقتي. وإذا علمنا أن ذلك مبلغ حرصه على الزمن، والإفادة من كل جزء منه في القراءة والتصنيف، لم نستغرب قوله: "وإني أخبر عن حالي، ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابا لم أره فكأني وقعت على كـنز.. ولو قلت: إني قد طالعت عشرين ألف مجلد
                            كان أكـثر، وأنـا بعد في الطلب، فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم، وعباداتهم، وغرائب علومهم، ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب، ولله الحمد .
                            وهناك من الخلف من سار على نهج السلف القويم وأدرك قيمة الزمن الذي يعيشه. فها هو الإمام حسن البنا - رحمه الله- يدرك قيمة الزمن، ويستغرب من أناس يضيعون أوقاتهم دونما فائدة ترجى، وفي ذلك يقول:
                            "ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حـال الأمة وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكر في العلاج وحسم الداء، ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء. وكـم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون على أندية الفساد والإتلاف. فـإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة، قال لك: أقتل الوقت، وما درى هذا المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه، فإنما الوقت هو الحياة " .
                            إلى غير ذلك من النماذج الرائعة التي يظهر فيها حرص القوم على كـل لحظة من لحظات الزمن. ولا غرابة في ذلك، فإنهم ذاقوا طعـم القرآن وحلاوته، فحرصوا على وقتهم. فحري بنا أن نقتدي بتلك الكوكـبة، ونسير على خطاهم، ونعدهـم قـدوة لأبناء هذا العصر، الذين شغل الكثير منهم باللهو والترف عن جلائل الأمور، والذين ضيعوا كثيرا من أوقاتهم فيما لا يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالفائدة والخير.
                            الإشارات القرآنية إلى قيمة الزمن
                            وفي القرآن الكـريم إشارات لطيفة إلى قيمة الزمن وأهميته في حيـاة الإنسـان، وحـض على الاستفادة مـنه بعيـدا عن الغفـلة
                            والتسويف، وما كلمات "استبقوا" و"سارعوا" ونحوها إلا تأكيد لهذه المعاني.
                            قال تعالى:
                            وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
                            وأصل السبق: هو التقدم في السير. والمراد منه هنا المعنى المجازي، وهو الحرص على مصادفة الخير والإكثار منه، خشية هادم اللذات، وفجأة الفوات .
                            وقال تعالى:
                            وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
                            والمسارعة: هي المبادرة أي الحرص والمنافسة في عمل الطاعات التي هي سبب المغفرة ودخول الجنة، حتى لكان كل واحد من الناس يسرع ليصل قبل غيره .
                            وفي لفظتي "استبقوا" و"سارعوا" ما يشير إلى قيمة الزمن ؛ فالعمر قصير، ولا يكفي المؤمن -إذا أراد الدرجـات العلى- أن يفعل الخيرات وهو متراخ في ذلك، بل لا بد من الاستباق في الخير والمسارعة إلى المغفرة، بمعنى: أن يستغل كل لحظة من وقته للسير في الطريق الموصلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وكأنه في صراع حقيقي مع الزمن.--------
                            -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

                            منقول من مجلة البحوث الاسلامية العدد 74
                            نعفنا الله واياكم ونفَّع بنا فرضواه مبتغانا واليه المصير
                            اخوكم كامل ابو محمد

                            تعليق

                            مواضيع شائعة

                            تقليص

                            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                            جاري المعالجة..
                            X