لطالما استوقفتني شخصيات من تاريخنا الاسلامي ولطلما أبكتني شخصيات
ولطالما أثرت شخصيات في حياتي اقف أمامها تارة متأملا ومتأثرا تارة أخرى
ولذلك سأحاول ان اكتب عن بعض هذه الشخصيات ولن أكون تقليديا بالطرح
أي اني لن أذكر سيرته الذاتية ومتى ولد ومتى توفي وكذلك لن أتناول المسائل
الخلافية بل أتناوله من وجهة نظري الشخصية المتواضعة .
وسأبدأ
بعبدالرحمن أبن معاوية المعروف بالداخل أوصقر قريش.
فقد تناول الاعلام المرئي والمقروء والمسموع شخصية عبدالرحمن
الداخل هذه الشخصية جذبت الأهتمام ولاعجب في ذلك فرجل واحد
يهرب من بطش العباسيين بعد سقوط دولة الامويين ويلاحق في كل مكان
يذهب اليه بأعتباره من ابناء الامراء الامويين يذهب الى قرية على الفرات
فتلاحقه السيوف والخيول فيذهب الى المغرب فأفريقيا ثم الى مكناسة ثم الى
منازل نفزاوة وهم جيل من البربر وهم أخواله رحلة طويلة لرجل بلا مال
بلا سلاح بلا عشيرة تسانده ملاحق من قبل جند الخليفة فبمجردالظفر به
تترتفع اسهم من قبض عليه لدى الخليفة . وبدأ الرجل بمكاتبة الامويين
الموجوديين في الاندلس وتجاوبوا معه ومنحوه ولائهم وعادوا به الى
الاندلس وأرسي بهم مركبهم (سنة138هـ) وأنتقلوا الى أشبيلية ثم الى
قرطبة فقاتلهم والي الأندلس( يوسف بن عبد الرحمن الفهري) ولكن
الداخل ظفربه ودخل قرطبه وأستقر بها وبنى فيها القصر وعدة مساجد.
وجعل الخطبة للمنصور العباسي، فاطمأن إليه أهل الأندلس.
وبعد أن نظم أموره ووثق بقوته قطع خطبة العباسيين وأعلن استقلال
امارته.مما جعل المنصور العباسي يعترف بأمارته بل ولقبه بصقر
قريش . . وكان حازما، سريع النهضة في طلب الخارجين عليه،
لا يخلد إلى راحة، ولا يكل الأمور إلى غيره، ولا ينفرد برأيه،
شجاعاً، مقداماً، شديد الحذر، سخيا، لسناً، شاعراً، عالماً،
يعود له الفضل بأستقرار حكم المسلمين في الاندلس
مسيرةحافلة أختصرتها .
أخوتي الافاضل كيف يمكن لرجل هارب
بلا مال بلا سلاح بلا عشيرة ان يؤسس دولة أموية في الاندلس
في اثناء بحثي عن هذا الرجل وجدت أجماع شبه كامل على
مسألتيين هي انه صاحب الفضل الاكبر في ترسيخ الأسلام
في الاندلس والثاني ان الرجل منظّر بالمفهوم الحديث يعني
صاحب نظريات سياسية ,عسكرية ,أقتصادية مستحدثة
تطبق لاول مرة ولنرى رأي أعداءه فيه فيروى ان الخليفة
أبو جعفر المنصوركان جالسا مع رفاق له فسألهم أتعرفون
(من هو صقر قريش فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.
فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان
من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:"
بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه
مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا
أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن
تدبيره وشدة عزمه) وأنظروا الى هذا الموقف والحديث اللبق .
يدخل عليه أحد الجنود ذات يوم كان قد انتصر فيه على النصارى
فتحدّث معه الجندي بأسلوب فيه رفع صوت وإساءة أدب
فما كان منه - رحمه الله - إلا أن أخذ يعلمه خطأه ويقول له:
يا هذا، إني أعلمك من جهل، إنه يشفع لك في هذا الموقف هذا النصر
الذي نحن فيه؛ فعليك بالسكينة والوقار؛ فإني أخاف أن تسيء الأدب
في يوم ليس فيه نصر فأغضب عليك. فإذا بالجندي وقد وعى أمره
يرد عليه ردا لبيبًا ويقول له: أيها الأمير، عسى الله أن يجعل عند كل زلةٍ
لي نصرًا لك فتغفر لي زلاتي. وهنا علم عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل أن هذا ليس اعتذار
جاهل؛ فأزاح الضغينة من قلبه وقرّبه إليه ورفع من منزلته .
أنه ليس قائدا عسكريا فقط بل معلم وصاحب خلق وحلم
ونظرة ثاقبة . وأنظروا أخوتي الافاضل الى موقف أخر:
يأتى أليه بالخمر فيقول لاحاجة لي بها أنا محتاج لما يزيد
في عقلي لا لما ينقصه . وأهديت أليه جارية فنظر اليها
وقال أن هذه الجارية من القلب والعين بمكان , فأن أنا
أنشغلت عنها بمهمتي ظلمتها وأن لهوت بها عن مهمتي
ظلمت مهمتي (الجهاد) خذوها لاحاجة لي بها . أتعلمون
أخوتي كم عمر هذا الرجل في هذه المواقف .
أجمع المؤرخون على ان الامر أستتب للداخل في الاندلس
وهوبعمر لايزيد عن الخمسة وعشرون عاما ,فأي نوعية من
الرجال هو. معلومة صغيرة هي ان المسلمين حكموا الاندلس
أكثر من800 سنة ومعلومة أخرى هي ان كثير من شبابنا
يعتقد ان الاسبان يحبون العرب ولذلك فقد أطلقوا أسماء عربية
على مدنهم, أنظروا حجم المأساة وحجم جهل شبابنا بتاريخ
أمته . وأخيرا عندي تساؤل هل من الممكن ان يجود علينا
الزمان بصقر واحد.
ولطالما أثرت شخصيات في حياتي اقف أمامها تارة متأملا ومتأثرا تارة أخرى
ولذلك سأحاول ان اكتب عن بعض هذه الشخصيات ولن أكون تقليديا بالطرح
أي اني لن أذكر سيرته الذاتية ومتى ولد ومتى توفي وكذلك لن أتناول المسائل
الخلافية بل أتناوله من وجهة نظري الشخصية المتواضعة .
وسأبدأ
بعبدالرحمن أبن معاوية المعروف بالداخل أوصقر قريش.
فقد تناول الاعلام المرئي والمقروء والمسموع شخصية عبدالرحمن
الداخل هذه الشخصية جذبت الأهتمام ولاعجب في ذلك فرجل واحد
يهرب من بطش العباسيين بعد سقوط دولة الامويين ويلاحق في كل مكان
يذهب اليه بأعتباره من ابناء الامراء الامويين يذهب الى قرية على الفرات
فتلاحقه السيوف والخيول فيذهب الى المغرب فأفريقيا ثم الى مكناسة ثم الى
منازل نفزاوة وهم جيل من البربر وهم أخواله رحلة طويلة لرجل بلا مال
بلا سلاح بلا عشيرة تسانده ملاحق من قبل جند الخليفة فبمجردالظفر به
تترتفع اسهم من قبض عليه لدى الخليفة . وبدأ الرجل بمكاتبة الامويين
الموجوديين في الاندلس وتجاوبوا معه ومنحوه ولائهم وعادوا به الى
الاندلس وأرسي بهم مركبهم (سنة138هـ) وأنتقلوا الى أشبيلية ثم الى
قرطبة فقاتلهم والي الأندلس( يوسف بن عبد الرحمن الفهري) ولكن
الداخل ظفربه ودخل قرطبه وأستقر بها وبنى فيها القصر وعدة مساجد.
وجعل الخطبة للمنصور العباسي، فاطمأن إليه أهل الأندلس.
وبعد أن نظم أموره ووثق بقوته قطع خطبة العباسيين وأعلن استقلال
امارته.مما جعل المنصور العباسي يعترف بأمارته بل ولقبه بصقر
قريش . . وكان حازما، سريع النهضة في طلب الخارجين عليه،
لا يخلد إلى راحة، ولا يكل الأمور إلى غيره، ولا ينفرد برأيه،
شجاعاً، مقداماً، شديد الحذر، سخيا، لسناً، شاعراً، عالماً،
يعود له الفضل بأستقرار حكم المسلمين في الاندلس
مسيرةحافلة أختصرتها .
أخوتي الافاضل كيف يمكن لرجل هارب
بلا مال بلا سلاح بلا عشيرة ان يؤسس دولة أموية في الاندلس
في اثناء بحثي عن هذا الرجل وجدت أجماع شبه كامل على
مسألتيين هي انه صاحب الفضل الاكبر في ترسيخ الأسلام
في الاندلس والثاني ان الرجل منظّر بالمفهوم الحديث يعني
صاحب نظريات سياسية ,عسكرية ,أقتصادية مستحدثة
تطبق لاول مرة ولنرى رأي أعداءه فيه فيروى ان الخليفة
أبو جعفر المنصوركان جالسا مع رفاق له فسألهم أتعرفون
(من هو صقر قريش فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.
فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان
من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:"
بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه
مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا
أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن
تدبيره وشدة عزمه) وأنظروا الى هذا الموقف والحديث اللبق .
يدخل عليه أحد الجنود ذات يوم كان قد انتصر فيه على النصارى
فتحدّث معه الجندي بأسلوب فيه رفع صوت وإساءة أدب
فما كان منه - رحمه الله - إلا أن أخذ يعلمه خطأه ويقول له:
يا هذا، إني أعلمك من جهل، إنه يشفع لك في هذا الموقف هذا النصر
الذي نحن فيه؛ فعليك بالسكينة والوقار؛ فإني أخاف أن تسيء الأدب
في يوم ليس فيه نصر فأغضب عليك. فإذا بالجندي وقد وعى أمره
يرد عليه ردا لبيبًا ويقول له: أيها الأمير، عسى الله أن يجعل عند كل زلةٍ
لي نصرًا لك فتغفر لي زلاتي. وهنا علم عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل أن هذا ليس اعتذار
جاهل؛ فأزاح الضغينة من قلبه وقرّبه إليه ورفع من منزلته .
أنه ليس قائدا عسكريا فقط بل معلم وصاحب خلق وحلم
ونظرة ثاقبة . وأنظروا أخوتي الافاضل الى موقف أخر:
يأتى أليه بالخمر فيقول لاحاجة لي بها أنا محتاج لما يزيد
في عقلي لا لما ينقصه . وأهديت أليه جارية فنظر اليها
وقال أن هذه الجارية من القلب والعين بمكان , فأن أنا
أنشغلت عنها بمهمتي ظلمتها وأن لهوت بها عن مهمتي
ظلمت مهمتي (الجهاد) خذوها لاحاجة لي بها . أتعلمون
أخوتي كم عمر هذا الرجل في هذه المواقف .
أجمع المؤرخون على ان الامر أستتب للداخل في الاندلس
وهوبعمر لايزيد عن الخمسة وعشرون عاما ,فأي نوعية من
الرجال هو. معلومة صغيرة هي ان المسلمين حكموا الاندلس
أكثر من800 سنة ومعلومة أخرى هي ان كثير من شبابنا
يعتقد ان الاسبان يحبون العرب ولذلك فقد أطلقوا أسماء عربية
على مدنهم, أنظروا حجم المأساة وحجم جهل شبابنا بتاريخ
أمته . وأخيرا عندي تساؤل هل من الممكن ان يجود علينا
الزمان بصقر واحد.
تعليق