لقد اودع الله سبحانه بعض الانفعالات الاساسية في طبيعة الانسان والحيوان لكي تؤدي لهما وظيفة هامة في الحياة
فهي تساعدهما على التوافق من اجل حفظ الذات وبقاء النوع
فانفعال الخوف مثلا يساعد على الابتعاد عن مواقف الخطر . كما يساعد ايضا على توقع الخطر قبل وقوعه بحيث يمكن من اتخاذ وسائل الوقاية الضرورية
والغضب يساعد على الدفاع عن الذات ضد ما يهددها بالاذى والضرر والهلاك
كما يساعد على التغلب على العقبات التي تحول دون الوصول الى الاهداف الهامة في الحياة
والحب يساعد على جذب كل من الذكر والانثى احدهما نحو الآخر من اجل التناسل وبقاء النوع
فالانفعالات اذن تكون مفيدة للانسان اذا كانت معتدلة واذا اثيرت في المواقف الملائمة التي تقتضي اثارتها
اما اذا كانت على درجة شديدة من الشدة واذا اثيرت في مواقف غير ملائمة فانها تصبح حينئذ مضرة
من امثلة ذلك ان الخوف الخفيف المعتدل من الامتحانات يدفع الطالب الى استذكار دروسه جيدا استعدادا للامتحان ويدفعه الى آداء الامتحان آداء جيدا
اما اذا كان خوفه شديدا فانه سيعوقه عن تركيز تفكيره جيدا في استذكار دروسه
وفضلا عن ذلك فان الانفعال الشديد تصاحبه تغيرات بدنية كثيرة قد يؤدي تكرار حدوثها الى ظهور بعض الامراض البدنية المتعددة كارتفاع معدل السكر في الدم وارتفاع الضغط والاضطرابات الهضمية و...
وقد حرص القرىن الكريم على على توجيه الناس الى السيطرة على انفعالاتهم والتحكم فيها فوجههم الى عدم الخوف من امور لا مبرر لها كالموت او الفقر
كما اوصى بالتحكم في كثير من الانفعالات الاخرى كالغضب والحب والكبر والحزن والفرح
اما السنة النبوية الشريفة فكذلك ورد فيها الكثير والكثير من الاحاديث التي توصي المسلمين بالتحكم في انفعالاتهم
فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان رجلا قال للنبي اوصني .قال : لا تغضب.فردد مرارا قال : لا تغضب
وعن عبد الله بن عمرو انه سال رسول الله ماذا ينقذني من غصب الله؟ قال : لا تغضب
ونستطيع ان نفهم من الحديثين القيمة العظيمة لمجاهدة النفس في التحكم في الغضب
ومن يستطع ان ينجح في هذا الجهاد يستطيع كذلك ان يملك نفسه في مواجهة شهوات نفسه واهوائها ومغريات الدنيا وملذاتها
ولنتامل معا كيف كان النبي يعلم اصحابه السيطرة على غضبهم والتحكم في انفعالاتهم باتباع بعض الاساليب العملية المفيدة التي تمكنهم من ذلك مما يدل على ما كان يتمتع به الرسول الكريم من حكمة عظيمة ومعرفة دقيقة بطبيعة الانسان
فقد كان ينصح اصحابه بالجلوس اذا غضبوا وهم قائمون فان لم يذهب الغضب فليضطجعوا
فعن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي قال : اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب والا فليضطجع
يقول علماء النفس ان ان الجلوس او الاضطجاع في حالة الغضب يؤديان الى استرخاء البدن مما يساعد على التخفيف من حدة انفعال الغضب تدريجيا ثم التخلص منه نهائيا
والوضوء كذلك من من الاساليب التي نصح بها الرسول من اجل السيطرة على الغضب
فعن عروة بن محمد بن السعدي ان الرسول قال : ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وانما تطفا النار بالماء فاذا غضب احدكم فليتوضأ
ويشير هذا الحديث الى حقيقة طبية معروفة . فالماء البارد يهدئ من فورة الدم الناشئة عن الانفعال لذلك كان الاستحمام في الماضي يستخدم في العلاج النفسي
ومما يساعد على التخلص من الانفعال ايضا تغيير حالة الانسان النفسية وتوجيه الانتباه الى امور اخرى فينصرف عن التفكير في فيما اثار غضبه . او القيام بمجهود بدني عنيف
من امثلة ذلك من السنة النبوية الشريفة ما حدث من توتر بين اصحابه لما بلغهم قول عبد الله بن ابي سلول اثناء الرجوع من غزوة بني المصطلق اذ قال كلئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ...
فلما بلغ ذلك اصحاب رسول الله غضبوا غضبا شديدا فامر رسول الله بالرحيل مبكرا في وقت لم يكن يعتاد فيه الرحيل واستمر في السير يومين متتاليين حتى حل بهم التعب وانشغلوا بذلك عما كان من امر عبد الله بن ابي
بهذه الوسائل وغيرها مما لا يتسع له المجال للحديث عنها كلها عالج النبي الغضب علاجا نفسيا فعالا واظهر بذلك معرفة دقيقة بسلوك الانسان وحكمة عالية باستخدام اساليب علمية فعالة كسفت عن نجاعتها في معالجة الانفعالات الدراسات النفسية الحديثة
كما قدم لاصحابه نموذجا مثاليا واقعيا يقتدى به للتحكم في انفعالاتهم وكان له الاثر الكبير على شخصيلاتهم نظرا لما يخلفه التحكم في الغضب من قوة ارادة على التحكم في اهواء النفس وشهواتها ويمكن الانسان في النهاية من ان يكون مالك نفسه وسيدها وليس عبدا لها ولانفعالاتها
اعاذنا الله واياكم شر الغضب
فهي تساعدهما على التوافق من اجل حفظ الذات وبقاء النوع
فانفعال الخوف مثلا يساعد على الابتعاد عن مواقف الخطر . كما يساعد ايضا على توقع الخطر قبل وقوعه بحيث يمكن من اتخاذ وسائل الوقاية الضرورية
والغضب يساعد على الدفاع عن الذات ضد ما يهددها بالاذى والضرر والهلاك
كما يساعد على التغلب على العقبات التي تحول دون الوصول الى الاهداف الهامة في الحياة
والحب يساعد على جذب كل من الذكر والانثى احدهما نحو الآخر من اجل التناسل وبقاء النوع
فالانفعالات اذن تكون مفيدة للانسان اذا كانت معتدلة واذا اثيرت في المواقف الملائمة التي تقتضي اثارتها
اما اذا كانت على درجة شديدة من الشدة واذا اثيرت في مواقف غير ملائمة فانها تصبح حينئذ مضرة
من امثلة ذلك ان الخوف الخفيف المعتدل من الامتحانات يدفع الطالب الى استذكار دروسه جيدا استعدادا للامتحان ويدفعه الى آداء الامتحان آداء جيدا
اما اذا كان خوفه شديدا فانه سيعوقه عن تركيز تفكيره جيدا في استذكار دروسه
وفضلا عن ذلك فان الانفعال الشديد تصاحبه تغيرات بدنية كثيرة قد يؤدي تكرار حدوثها الى ظهور بعض الامراض البدنية المتعددة كارتفاع معدل السكر في الدم وارتفاع الضغط والاضطرابات الهضمية و...
وقد حرص القرىن الكريم على على توجيه الناس الى السيطرة على انفعالاتهم والتحكم فيها فوجههم الى عدم الخوف من امور لا مبرر لها كالموت او الفقر
كما اوصى بالتحكم في كثير من الانفعالات الاخرى كالغضب والحب والكبر والحزن والفرح
اما السنة النبوية الشريفة فكذلك ورد فيها الكثير والكثير من الاحاديث التي توصي المسلمين بالتحكم في انفعالاتهم
فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ان رجلا قال للنبي اوصني .قال : لا تغضب.فردد مرارا قال : لا تغضب
وعن عبد الله بن عمرو انه سال رسول الله ماذا ينقذني من غصب الله؟ قال : لا تغضب
ونستطيع ان نفهم من الحديثين القيمة العظيمة لمجاهدة النفس في التحكم في الغضب
ومن يستطع ان ينجح في هذا الجهاد يستطيع كذلك ان يملك نفسه في مواجهة شهوات نفسه واهوائها ومغريات الدنيا وملذاتها
ولنتامل معا كيف كان النبي يعلم اصحابه السيطرة على غضبهم والتحكم في انفعالاتهم باتباع بعض الاساليب العملية المفيدة التي تمكنهم من ذلك مما يدل على ما كان يتمتع به الرسول الكريم من حكمة عظيمة ومعرفة دقيقة بطبيعة الانسان
فقد كان ينصح اصحابه بالجلوس اذا غضبوا وهم قائمون فان لم يذهب الغضب فليضطجعوا
فعن ابي ذر رضي الله عنه ان النبي قال : اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب والا فليضطجع
يقول علماء النفس ان ان الجلوس او الاضطجاع في حالة الغضب يؤديان الى استرخاء البدن مما يساعد على التخفيف من حدة انفعال الغضب تدريجيا ثم التخلص منه نهائيا
والوضوء كذلك من من الاساليب التي نصح بها الرسول من اجل السيطرة على الغضب
فعن عروة بن محمد بن السعدي ان الرسول قال : ان الغضب من الشيطان وان الشيطان خلق من النار وانما تطفا النار بالماء فاذا غضب احدكم فليتوضأ
ويشير هذا الحديث الى حقيقة طبية معروفة . فالماء البارد يهدئ من فورة الدم الناشئة عن الانفعال لذلك كان الاستحمام في الماضي يستخدم في العلاج النفسي
ومما يساعد على التخلص من الانفعال ايضا تغيير حالة الانسان النفسية وتوجيه الانتباه الى امور اخرى فينصرف عن التفكير في فيما اثار غضبه . او القيام بمجهود بدني عنيف
من امثلة ذلك من السنة النبوية الشريفة ما حدث من توتر بين اصحابه لما بلغهم قول عبد الله بن ابي سلول اثناء الرجوع من غزوة بني المصطلق اذ قال كلئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ...
فلما بلغ ذلك اصحاب رسول الله غضبوا غضبا شديدا فامر رسول الله بالرحيل مبكرا في وقت لم يكن يعتاد فيه الرحيل واستمر في السير يومين متتاليين حتى حل بهم التعب وانشغلوا بذلك عما كان من امر عبد الله بن ابي
بهذه الوسائل وغيرها مما لا يتسع له المجال للحديث عنها كلها عالج النبي الغضب علاجا نفسيا فعالا واظهر بذلك معرفة دقيقة بسلوك الانسان وحكمة عالية باستخدام اساليب علمية فعالة كسفت عن نجاعتها في معالجة الانفعالات الدراسات النفسية الحديثة
كما قدم لاصحابه نموذجا مثاليا واقعيا يقتدى به للتحكم في انفعالاتهم وكان له الاثر الكبير على شخصيلاتهم نظرا لما يخلفه التحكم في الغضب من قوة ارادة على التحكم في اهواء النفس وشهواتها ويمكن الانسان في النهاية من ان يكون مالك نفسه وسيدها وليس عبدا لها ولانفعالاتها
اعاذنا الله واياكم شر الغضب
من مكتبتي
قراءة في كتاب
( الحديث النبوي وعلم النفس)
للدكتور محمد عثمان نجاتي
قراءة في كتاب
( الحديث النبوي وعلم النفس)
للدكتور محمد عثمان نجاتي
تعليق