تحط راحلة بلا طريق أحملها
وتزيح عن نفسها هموم أثقلها
فالطريق ألي الحضر طويل
والسفر أليه شاق وبعيد
شاردة هي دائما بحثه وناظرة
عبر صحرائها الممتدة
المترامية الأطراف
الفقيرة الجدباء
لعلها تري بحارا
لعلها تري انهارا
فتروي عطشها وينبت زرعها
في سمائها سائله سحب المطر
وان يبتعد عن ارضها الخطر
حتى تكون الأشجار قد ارتفعت من غيثها
والابل والدواب ارتوت من عينها
وفرح البشر من لمسها
دائمه هي جزيله في عطائها
وكريمه اذا لبت من طلب دعائها
راحلة الطريق علي الدروب سائره
وبين الوديان متنقلة
وخلف الإطلال مبتعدة
لاتري في قلبها الرفيق
ولاتري في عينها الحبيب
دائمة هي مستكينة راضيه بالنصيب
..
اذا هبت الرياح عليها فجاه يغشي بصرها
وعندما تفتحها
لا تري سوي العوصف
قد محيت الاثارِ ِ من علي أمواج رمالها
وستصعب أبطالها الأسفار
وبتعدوا وابتعدت عنهم حياه التنقل والترحال
فقد أخافهم الثري
ان يدفنوا فيه
وأرعبتهم جماجم الرجال
علي ان يكونوا بناه طرق او أدله للشجعان
....
راحلة الطريق تجثوا باكيه وتنوح صارخة
أين الطريق
ولماذا تاه عن عيني ذاك البريق
ولماذا تراني ان سكرت لا أفيق
وان فقدت فلا منقذ بساعدّ شديد
ولو صرخت فلا مجيب
.....
فلقد صارت راحلتي وحيده
تائهة حائرة محطمه
مستسلمة لإرادة الدنيا الظالمة
بأن تهاجر في صحراء ممتدة
تخلوا من روح الحياة
تخلوا من نسائم الحياة
تخلوا من راحلتي
ومن صحرائي
كل شئ الي ابعد حد
ويخلو منها الرحيق
...
راحلة الطريق
في مهب الرياح ارجواحه
ثائرة مصرصره
مستسلمة بصبر تاه في الظلمات
في انتظار قدر او نفحهّ
ترفعها الي السموات
شهيدة او مغسولة من السيئات
او اي اثر او كتيب من الارشادات
او دليل او رمز من العلامات
....
ومازالت الراحلة مستكينة
تجثوا علي الرمال
تجول بعينها
الي اعلي حيث لا دنو ولا استكبار
سائله المناجاة سائله الرحمة
بكل ابتهالات الاستغفار
فلا تبعثر ذرتها في الهواء
ولا تعلق ولاتدق بالمسامير
الحديدية علي الصلبان
ولاتحرق في النيران
أوان يأخذها الطوفان
او يخالط جسدها بقائع البؤس
وان لا تكون حياتها سراب
فهي أن جالت بعينها نحو سماء صافيه
لا تري سوي نهارغائمّ وظلام لليلّ
او شاطئّ من الاخفاقات
ساحل تعيش فيه
شارع من الاهات
أيام طويلة بلا روح ونفسّ دائما مكتوم
فلا منافذ ولا ابوابّ
ودئما قفل وممر بابه مرصود
فتقسم انها لو أخذت نسائم غيرها
ستذوق الزفير والعذاب
وإنها لو ملكت روحها ستهديها
لمن يروي جسدها الظمئان
وإنها لو أعطت يدا
ستمدها لمن يخرجها من الظلمات
...
لكنها تغدوا سائله نفسها مرة ومرات
أنها لو أحبت
هل؟
ستجد من يهدي لحبها السكينة والاطمئنان
بقلم احمد محمد النادي
تعليق