ليس لي داع أن أكون بعيد
ولكن هناك سبب لان أكون وحيد
فأنا الذي حطمته موجه الحياة العالية
وراح كل ما يدعوه لأخلود
فلا أبدا سأعود ولا أبدا سأكون
فما هيا الحياة لي أذن
لو كنت يأسا من كل الوعود
سفينة أحزان حطمتها الصخور الصماء
وغرقت
إلي الأسفل
وغدت
نحو القاع
وأمست ملجأ لأسماك
وفي بطنها قبور
لكل عظام حوت شريد
أنتحر قاتلا نفسه
علي سواحل اليأس
والأمل البعيد
فلن أعود ولن يعود
...
أيتها الغائبة عن أحضان الهوى
انظري ألي من هواك ِ ونكوي
وفي بحور عيناك ِ الساحرة ارتمي
ومن ثملة عشقكِ سكر و ارتوي
وبرونق طالعتكِ المنيرة أهتدي
وسبح في شذا عطرك الأخاذِ وتعلما
أن يخطوا إليكِ كما الأطفال
وان يسرع نحوك مثلما الأبطال
فلقد سبح في خضم بحرك المهول
ومن صدك إنتكاسا
وغدا يأسا
قاعدا تحت شجرة يابسة
تظلل بفروعها وبورقها
أثار ذكريات الحلم الجميل
كما الأزهاري تذبل وتنسي
فعاد مخنوق
مرتميا وراء الأطلال
مهملا
مرتعدا وخائفا
أن يراك ِ تترقصين في خيلاء
مع تمايل الأوراق والرياح وكل صوت سابحا
ومن نافذة السماء
تطلين عليه بملامحك ِ الحسناء
تنيرين كما القمر كل الكوكب ِ
وتنبعثين في قلبه الممزق الظلماء
ويسمع صوت العواء
فيهرب
ويرتعد
خائفا
فلقد مزقته
جميع الذئاب
وذاق طعم اليتم
وعاد ألي مجري الدم
مسافر وحيد ا
هاربا
من الذي
يذكره
بالحب الظالم َ
فلا يحب ُ
ويكره كلما
راوده حلمكِ بغتة آو لحظهّ
فيعود إليك ِ كما كان
معتقلا مهزوما
وراء القضبان
ويترجاك ِ العفو عني
ولو سويعة من الهمسات
أو اتركني وشأني أيها السجان
فأنظري
أو لا تنظري
أنظري أليه مرة واحدةّ
فدموع أمطار من عينيه تسيلُ
والأحزان نحيب وموت وصدمه مثلما العليلُ
فلماذا كان خنجرك للقلب الجريحُ
الذي أستبيحُ
بطعنه نافذة حطمت الحلم الكبيرُ
وسوط أزل كرمه السيد الرفيعُ
أو لا تنظري
فلقد استمر العصيانِ ألي الهذيانِ
جسد مريضِ
وأين الطيبُ
جثة مسجاة وأين الترابُ
فموت ونسيان
طويان قد هز أرجاءَ
السيد الإنسان
و السفيه أصبحت أخيرا بلا ربان
فها هي تغرق تغرق
يا سيده الحلم الشريد
فإذا كان القاع عميق سحيق كما الهوية
التي قتلت عبدك الرقيقُ
بعدما غاب عنه البريقُ
وضاع من حضنه الرفيقُ
فلمن غيرك اذا
سيكون كما كانا
ويعود للصباح
شعاعا
ممشوقُ فاتنا
يمشط صفاحات البحار العالية
ويعود كما كانا طفلا محبوبُ
يرتمي في حضن امه المفقودة
إلي أن يموتُ
قلم :
م :احمد محمد النادي
تعليق