قضايا التنوع الحيوي
يعد فقدان التنوع الحيوي واحدة من اكثر الأزمات العالمية الملحة ومع أن الانقراض عملية طبيعية إلا أن معدلاته تبدو في ازدياد يفوق المعدلات الطبيعية كثيرا. إن ما نسبته 11في المائة من مجموع الطيور و25 في المائة من مجموع الثدييات و20 ـ 30 في المائة من مجموع النباتات مهددة بالانقراض، لقد فقدت المحاصيل الزراعية اكثر من نصف أنواعها وإذا ما أخذت هذه الأرقام الإحصائية وطبقت على التنوع الحيوي بكامله فإنها ستجعل المستقبل يبدو كئيبا.
تقدر عدد الأصناف الموجودة على الأرض في حدود 30 مليونا ،وتشير الدراسات إلى أن ربع التنوع الحيوي في الأرض ربما يكون معرضا لخطر الانقراض خلال العقدين القادمين.
إن خطورة استنزاف التنوع الحيوي يتمثل أن النوع هو الوحدة الأساسية في الجماعات له صفاته الوراثية ويقع ضمن السلسلة الغذائية ويقوم بعمل معين في النظام البيئي يتمثل في نقل الطاقة من مستوى غذائي إلى مستوى غذائي آخر. فعند انقراض هذا النوع تحدث ثغرة في السلسلة الغذائية وتضعف قدرتها على القيام بوظائفها في تحويل الطاقة والمواد الغذائية
إن الانقراض وفقدان التنوع الحيوي لهما تأثير كبير على قدرة الأنظمة البيئية في توجيه الخدمات الفعالة إلى الجنس البشري. تبلغ نسبة الفاقد من الغابات بحوالي 15 مليون هكتار سنويا على الأقل. وفي حين إن اهتمام العالم ـ في العقد الماضي ـ كان منصبا على الغابات الاستوائية، وبخاصة في مناطق حوض نهر الامازون وإندونيسيا، فان التحدي سيكون في الخمس والعشرين سنة المقبلة حول كيفية وضع حلول إدارية إبداعية لأزمة غطاء الغابات مع ضرورة إعطاء اهتمام اكبر لأشكال استغلال الغابات ومنتجاتها.
لقد تعرضت أنواعا عديدة من الأحياء للانقراض والاختفاء وذلك لأسباب عديدة منها:
1- أساليب الزراعة الخاطئة.
2- النشاطات العمرانية والحضرية، أن ازدياد عدد السكان والنمو الاقتصادي الذي شهده العالم خلال العقود الأخيرة أدى إلى اتساع نطاق المد العمراني متمثلاً في البناءات والطرق وخطوط أبراج الكهرباء والإنشاءات والنشاطات الصناعية والنفطية مما أثر على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني والنظم البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات وتدعم حياة الإنسان فيها.
3- تدمير الموطن الطبيعي لها مثل إزالة الغابات وتجفيف بعض المناطق الرطبة والتي تستخدمها الأسماك والطيور كمأوي لهم وتحويلها إلي أراضي زراعية.
4- الصيد الجائر ، وتتم ممارسة الصيد علي أنه إحدى الوسائل الرياضية إلي جانب أنه مصدراً هاماً من مصادر الغذاء.
5- استخدام المبيدات الحشرية التي لا تقضي علي الآفات فقط وإنما يمتد أثرها للإنسان والطيور.
6- الرعي بطرق غير سليمة مما يؤدي إلي تدهور المراعي الطبيعية.
7- الكشف عن البترول باستخدام المتفجرات، كما أنه يتم تنظيف خزانات السفن البترولية وتفريغ المياه التي توجد بها الشوائب البترولية في مياه البحر.
إن مسألة الحفاظ على كافة أصناف الحياة وأشكالها على الكرة الأرضية تعتبر ذات بُعد علمي وعملي وأخلاقي وجمالي. وغالبا ما يتم تسليط الأضواء على الأصناف المهددة بالانقراض وبخاصة الحيوانات التي في مجموعة ما يسمى "الحيوانات الضخمة الفاتنة" مثل النمر السومطري والباندا الآسيوية وذلك لتوجيه الأنظار إليها وإظهار مدى الخطر الذي يحيط بها جراء الممارسات البشرية نحوها ونحو البيئة التي تعيش فيها. ولكن هناك بعض خبراء البيئة الذين يدافعون عن مكافحة بعض النباتات والكائنات الحية الأقل نفعا وتعريضها للانقراض مثل ديدان النمتودا الضارة بالنباتات, حيث يعتقدون أنة لا بد أن يكون لها دور نافع في النظام البيئي مع أن منفعة هذه الكائنات للبيئة وما تقدمه من خدمات غير واضح في كثير من الحالات.
أن التهديد الرئيسي للتنوع الحيوي ناجم عن عملية استخدام الأراضي، حيث أن المدن والتجمعات السكانية الضخمة تحتل 1-2 بالمائة من سطح الأرض، ولكن التغيرات والتعديلات التي تجري على سطح الأرض بفعل الإنسان تحتل مساحة اكبر من هذه بكثير. إن الرغبة قي امتلاك الأراضي لهدف الإنتاج الزراعي أو الاستفادة من الغابات هي في ازدياد مستمر في كثير من الدول النامية وخاصة التي تعاني من ازدياد في النمو السكاني مما سبب تقليص البقعة الطبيعية وتدمير الوسط البيئي للعديد من الكائنات الحية. ومن أشكال التهديد الحاصل على التنوع الحيوي هو تغيير الموطن الطبيعي للعديد من الكائنات الحية أو إجبارها على ترك موطنها والانتقال إلى بيئة جديدة بقصد أو بغير قصد من الإنسان مما قد يسبب في تغير في التوازن البيئي للوسط الجديد والذي قد يؤدي هلاك هذه الكائنات أو هلاك الكائنات المستوطنة هناك في الأصل. كذلك لا يمكن إهمال دور التلوث والمواد السامة الناتجة عن مختلف نشاطات الإنسان في تدمير النظام البيئي والتنوع الحيوي.
ما هو المجهول؟
الكثيرون يقولون أن الإنسان يعرف عن الفضاء والنجوم أكثر مما يعرف عن الكائنات الحية التي تعيش معه على الأرض. لا أحد يستطيع أن يجزم كم هو عدد أصناف الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض, أو لماذا تختلف الكائنات الحية من منطقة لأخرى أو لماذا يعيش في مناطق كائنات حية أكثر من الأخرى, كلها أسئلة لا يوجد لها جواب واضح وصريح. لقد تم تحديد ما يقارب 1.4 مليون صنف مختلف من الكائنات الحية, لكن هذا الرقم غير مؤكد حيث أنه لا يوجد هناك تسجيل مركزي ورسمي لهذه الأصناف. معظم هذه الأصناف قد سجلت وفهرست في المتاحف ومراكز الأبحاث المنتشرة حول العالم وربما يكون هناك بعض التكرار في تسجيل هذه الأصناف. بعض أصناف الكائنات الحية المعروفة مثل الثدييات والطيور تمت دراستها بشكل موسع وشامل, غير أنها لا تشكل إلا جزء ضئيل من هذا التنوع الهائل. هناك تقديرات عديدة لتحديد عدد هذه الأصناف تمت بطرق حسابية معتمدة على الاستدلال ولكنها معرضة للخطأ وغير دقيقة.
ما زال هناك اختلاف في وجهات النظر حول أفضل الوسائل لحماية التنوع الحيوي. ففي العقود السابقة، تركزت معظم الجهود على حماية بعض الأصناف المهددة بالانقراض وبخاصة الثدييات منها. لكن الآن في بعض المناطق تم تحديد مناطق واسعة كمحميات طبيعية للحياة البرية، مع هذا فإن هذه الطريقة واجهت انتقادات عدة كونها غير كافية وغير فعاله خاصة في الدول النامية والتي يعتمد أغلبية سكانها على المصادر الطبيعية في معيشتهم.
ما هي المخاطر والمعوقات؟
هناك دراسات ومعطيات عديدة حول دور وفائدة التنوع الحيوي في الحياة الطبيعية، لكن تحديد قيمة هذه الفائدة معرض للكثير من النقد والشكوك. فعلى سبيل المثال، إن دور كل من الأحياء الدقيقة التي تعيش في التربة والغطاء النباتي والغابات في إنتاج وتدوير الغذاء فيما بينها هو معروف وواضح، وكذلك فائدة التنوع الجيني في بذور النباتات وأهميته في تحسين الإنتاج من حيث الكمية والنوعية كلها أمور واضحة لا نقاش فيها. لكن التخوف يبقى من فقدان بعض النباتات والحيوانات الفريدة وما ينبني عليه من تشويه للمنظر الجمالي. ولهذا لا بد أن يكون هناك نوع من المقايضة على الخطر المحدق بالتنوع الحيوي من أجل الحفاظ على التوازن البيئي. أن إنشاء المحميات الطبيعية للمحافظة على التنوع الحيوي يمكن أن يؤدي إلى حرمان كثير من الناس من مصادر رزقهم الذي يعتمد بشكل أساسي على المصادر الطبيعية وخاصة في الدول النامية، وكذلك إن الدعم المادي المخصص للمحميات الطبيعية محدود، وهنا لا بد من تحديد الأهداف، أي الأصناف وأي المناطق يجب أن تخضع للحماية ومن يتحمل التكاليف؟
ما هي أصناف الكائنات الحية، وكم عددها؟
يتشكل التنوع الحيوي من أجزاء تسمى الأصناف، ويمكن تعريف الصنف على أنه الوحدة الأساسية التي يتكون منها التنوع الحيوي، وهذا التعريف للصنف هو تعريف لأهداف عملية وتطبيقية، لكن التعريف المنتشر والشائع هو "مجموعة من الكائنات الحية التي تستطيع التهجن والتكاثر فيما بينها"، ولكن أيضا هناك بعض القيود لهذا التعريف إذ انه غير فعال عندما يدور الحديث حول الكائنات الدقيقة أحادية الجنس والتي تتبادل الجينات بحرية فيما بينها. كذلك يبقى هناك أيضا سؤال محير؟ ما هي المزايا والفروق التي تتوفر في الصنف الواحد حتى يتم تمييزه عن الآخر واعتباره كصنف جديد؟
لقد خصصت عدد من المجلات العلمية صفحات كثيرة لتقدير عدد الأصناف الموجودة أو التي وجدت على الأرض عن طريق دراسة المتحجرات، وتمكن العلماء من معرفة الكثير عن أصناف الكائنات الحية التي عاشت على سطح الأرض وتقدير أعدادها، لكن لا يوجد هناك إجماع على هذه التقديرات حيث أن النتائج متباينة. أن معظم هذه التقديرات كانت تعتمد على الحجم النسبي للأصناف أي أن الأصناف الأصغر حجما تكون في العادة عديدة ووافرة أو أن هذه التقديرات كانت تتم استدلالا من عدد الأصناف المعروفة والمسجلة. أن هناك شكوك عديدة حول هذه التقديرات وخصوصا عندما تكون مبنية على الاستدلال. أن الأصناف الحيوانية تشكل ما يزيد 70 بالمائة من مجموع الأصناف المسجلة، لكن من ناحية الحجم الحيوي فإن الأصناف الحيوانية تمثل جزء ضئيل من التنوع الحيوي. فمنذ بدء العلماء في دراسة أصناف الكائنات الدقيقة والاكتشافات ما زالت مستمرة، فمثلا تبين حديثا أن هناك صنف بكتيري جديد يعيش في الينابيع الحارة جدا.
المصدر:
يعد فقدان التنوع الحيوي واحدة من اكثر الأزمات العالمية الملحة ومع أن الانقراض عملية طبيعية إلا أن معدلاته تبدو في ازدياد يفوق المعدلات الطبيعية كثيرا. إن ما نسبته 11في المائة من مجموع الطيور و25 في المائة من مجموع الثدييات و20 ـ 30 في المائة من مجموع النباتات مهددة بالانقراض، لقد فقدت المحاصيل الزراعية اكثر من نصف أنواعها وإذا ما أخذت هذه الأرقام الإحصائية وطبقت على التنوع الحيوي بكامله فإنها ستجعل المستقبل يبدو كئيبا.
تقدر عدد الأصناف الموجودة على الأرض في حدود 30 مليونا ،وتشير الدراسات إلى أن ربع التنوع الحيوي في الأرض ربما يكون معرضا لخطر الانقراض خلال العقدين القادمين.
إن خطورة استنزاف التنوع الحيوي يتمثل أن النوع هو الوحدة الأساسية في الجماعات له صفاته الوراثية ويقع ضمن السلسلة الغذائية ويقوم بعمل معين في النظام البيئي يتمثل في نقل الطاقة من مستوى غذائي إلى مستوى غذائي آخر. فعند انقراض هذا النوع تحدث ثغرة في السلسلة الغذائية وتضعف قدرتها على القيام بوظائفها في تحويل الطاقة والمواد الغذائية
إن الانقراض وفقدان التنوع الحيوي لهما تأثير كبير على قدرة الأنظمة البيئية في توجيه الخدمات الفعالة إلى الجنس البشري. تبلغ نسبة الفاقد من الغابات بحوالي 15 مليون هكتار سنويا على الأقل. وفي حين إن اهتمام العالم ـ في العقد الماضي ـ كان منصبا على الغابات الاستوائية، وبخاصة في مناطق حوض نهر الامازون وإندونيسيا، فان التحدي سيكون في الخمس والعشرين سنة المقبلة حول كيفية وضع حلول إدارية إبداعية لأزمة غطاء الغابات مع ضرورة إعطاء اهتمام اكبر لأشكال استغلال الغابات ومنتجاتها.
لقد تعرضت أنواعا عديدة من الأحياء للانقراض والاختفاء وذلك لأسباب عديدة منها:
1- أساليب الزراعة الخاطئة.
2- النشاطات العمرانية والحضرية، أن ازدياد عدد السكان والنمو الاقتصادي الذي شهده العالم خلال العقود الأخيرة أدى إلى اتساع نطاق المد العمراني متمثلاً في البناءات والطرق وخطوط أبراج الكهرباء والإنشاءات والنشاطات الصناعية والنفطية مما أثر على التنوع الحيوي بشقيه النباتي والحيواني والنظم البيئية التي تعيش فيها هذه الكائنات وتدعم حياة الإنسان فيها.
3- تدمير الموطن الطبيعي لها مثل إزالة الغابات وتجفيف بعض المناطق الرطبة والتي تستخدمها الأسماك والطيور كمأوي لهم وتحويلها إلي أراضي زراعية.
4- الصيد الجائر ، وتتم ممارسة الصيد علي أنه إحدى الوسائل الرياضية إلي جانب أنه مصدراً هاماً من مصادر الغذاء.
5- استخدام المبيدات الحشرية التي لا تقضي علي الآفات فقط وإنما يمتد أثرها للإنسان والطيور.
6- الرعي بطرق غير سليمة مما يؤدي إلي تدهور المراعي الطبيعية.
7- الكشف عن البترول باستخدام المتفجرات، كما أنه يتم تنظيف خزانات السفن البترولية وتفريغ المياه التي توجد بها الشوائب البترولية في مياه البحر.
إن مسألة الحفاظ على كافة أصناف الحياة وأشكالها على الكرة الأرضية تعتبر ذات بُعد علمي وعملي وأخلاقي وجمالي. وغالبا ما يتم تسليط الأضواء على الأصناف المهددة بالانقراض وبخاصة الحيوانات التي في مجموعة ما يسمى "الحيوانات الضخمة الفاتنة" مثل النمر السومطري والباندا الآسيوية وذلك لتوجيه الأنظار إليها وإظهار مدى الخطر الذي يحيط بها جراء الممارسات البشرية نحوها ونحو البيئة التي تعيش فيها. ولكن هناك بعض خبراء البيئة الذين يدافعون عن مكافحة بعض النباتات والكائنات الحية الأقل نفعا وتعريضها للانقراض مثل ديدان النمتودا الضارة بالنباتات, حيث يعتقدون أنة لا بد أن يكون لها دور نافع في النظام البيئي مع أن منفعة هذه الكائنات للبيئة وما تقدمه من خدمات غير واضح في كثير من الحالات.
أن التهديد الرئيسي للتنوع الحيوي ناجم عن عملية استخدام الأراضي، حيث أن المدن والتجمعات السكانية الضخمة تحتل 1-2 بالمائة من سطح الأرض، ولكن التغيرات والتعديلات التي تجري على سطح الأرض بفعل الإنسان تحتل مساحة اكبر من هذه بكثير. إن الرغبة قي امتلاك الأراضي لهدف الإنتاج الزراعي أو الاستفادة من الغابات هي في ازدياد مستمر في كثير من الدول النامية وخاصة التي تعاني من ازدياد في النمو السكاني مما سبب تقليص البقعة الطبيعية وتدمير الوسط البيئي للعديد من الكائنات الحية. ومن أشكال التهديد الحاصل على التنوع الحيوي هو تغيير الموطن الطبيعي للعديد من الكائنات الحية أو إجبارها على ترك موطنها والانتقال إلى بيئة جديدة بقصد أو بغير قصد من الإنسان مما قد يسبب في تغير في التوازن البيئي للوسط الجديد والذي قد يؤدي هلاك هذه الكائنات أو هلاك الكائنات المستوطنة هناك في الأصل. كذلك لا يمكن إهمال دور التلوث والمواد السامة الناتجة عن مختلف نشاطات الإنسان في تدمير النظام البيئي والتنوع الحيوي.
ما هو المجهول؟
الكثيرون يقولون أن الإنسان يعرف عن الفضاء والنجوم أكثر مما يعرف عن الكائنات الحية التي تعيش معه على الأرض. لا أحد يستطيع أن يجزم كم هو عدد أصناف الكائنات الحية التي تعيش على كوكب الأرض, أو لماذا تختلف الكائنات الحية من منطقة لأخرى أو لماذا يعيش في مناطق كائنات حية أكثر من الأخرى, كلها أسئلة لا يوجد لها جواب واضح وصريح. لقد تم تحديد ما يقارب 1.4 مليون صنف مختلف من الكائنات الحية, لكن هذا الرقم غير مؤكد حيث أنه لا يوجد هناك تسجيل مركزي ورسمي لهذه الأصناف. معظم هذه الأصناف قد سجلت وفهرست في المتاحف ومراكز الأبحاث المنتشرة حول العالم وربما يكون هناك بعض التكرار في تسجيل هذه الأصناف. بعض أصناف الكائنات الحية المعروفة مثل الثدييات والطيور تمت دراستها بشكل موسع وشامل, غير أنها لا تشكل إلا جزء ضئيل من هذا التنوع الهائل. هناك تقديرات عديدة لتحديد عدد هذه الأصناف تمت بطرق حسابية معتمدة على الاستدلال ولكنها معرضة للخطأ وغير دقيقة.
ما زال هناك اختلاف في وجهات النظر حول أفضل الوسائل لحماية التنوع الحيوي. ففي العقود السابقة، تركزت معظم الجهود على حماية بعض الأصناف المهددة بالانقراض وبخاصة الثدييات منها. لكن الآن في بعض المناطق تم تحديد مناطق واسعة كمحميات طبيعية للحياة البرية، مع هذا فإن هذه الطريقة واجهت انتقادات عدة كونها غير كافية وغير فعاله خاصة في الدول النامية والتي يعتمد أغلبية سكانها على المصادر الطبيعية في معيشتهم.
ما هي المخاطر والمعوقات؟
هناك دراسات ومعطيات عديدة حول دور وفائدة التنوع الحيوي في الحياة الطبيعية، لكن تحديد قيمة هذه الفائدة معرض للكثير من النقد والشكوك. فعلى سبيل المثال، إن دور كل من الأحياء الدقيقة التي تعيش في التربة والغطاء النباتي والغابات في إنتاج وتدوير الغذاء فيما بينها هو معروف وواضح، وكذلك فائدة التنوع الجيني في بذور النباتات وأهميته في تحسين الإنتاج من حيث الكمية والنوعية كلها أمور واضحة لا نقاش فيها. لكن التخوف يبقى من فقدان بعض النباتات والحيوانات الفريدة وما ينبني عليه من تشويه للمنظر الجمالي. ولهذا لا بد أن يكون هناك نوع من المقايضة على الخطر المحدق بالتنوع الحيوي من أجل الحفاظ على التوازن البيئي. أن إنشاء المحميات الطبيعية للمحافظة على التنوع الحيوي يمكن أن يؤدي إلى حرمان كثير من الناس من مصادر رزقهم الذي يعتمد بشكل أساسي على المصادر الطبيعية وخاصة في الدول النامية، وكذلك إن الدعم المادي المخصص للمحميات الطبيعية محدود، وهنا لا بد من تحديد الأهداف، أي الأصناف وأي المناطق يجب أن تخضع للحماية ومن يتحمل التكاليف؟
ما هي أصناف الكائنات الحية، وكم عددها؟
يتشكل التنوع الحيوي من أجزاء تسمى الأصناف، ويمكن تعريف الصنف على أنه الوحدة الأساسية التي يتكون منها التنوع الحيوي، وهذا التعريف للصنف هو تعريف لأهداف عملية وتطبيقية، لكن التعريف المنتشر والشائع هو "مجموعة من الكائنات الحية التي تستطيع التهجن والتكاثر فيما بينها"، ولكن أيضا هناك بعض القيود لهذا التعريف إذ انه غير فعال عندما يدور الحديث حول الكائنات الدقيقة أحادية الجنس والتي تتبادل الجينات بحرية فيما بينها. كذلك يبقى هناك أيضا سؤال محير؟ ما هي المزايا والفروق التي تتوفر في الصنف الواحد حتى يتم تمييزه عن الآخر واعتباره كصنف جديد؟
لقد خصصت عدد من المجلات العلمية صفحات كثيرة لتقدير عدد الأصناف الموجودة أو التي وجدت على الأرض عن طريق دراسة المتحجرات، وتمكن العلماء من معرفة الكثير عن أصناف الكائنات الحية التي عاشت على سطح الأرض وتقدير أعدادها، لكن لا يوجد هناك إجماع على هذه التقديرات حيث أن النتائج متباينة. أن معظم هذه التقديرات كانت تعتمد على الحجم النسبي للأصناف أي أن الأصناف الأصغر حجما تكون في العادة عديدة ووافرة أو أن هذه التقديرات كانت تتم استدلالا من عدد الأصناف المعروفة والمسجلة. أن هناك شكوك عديدة حول هذه التقديرات وخصوصا عندما تكون مبنية على الاستدلال. أن الأصناف الحيوانية تشكل ما يزيد 70 بالمائة من مجموع الأصناف المسجلة، لكن من ناحية الحجم الحيوي فإن الأصناف الحيوانية تمثل جزء ضئيل من التنوع الحيوي. فمنذ بدء العلماء في دراسة أصناف الكائنات الدقيقة والاكتشافات ما زالت مستمرة، فمثلا تبين حديثا أن هناك صنف بكتيري جديد يعيش في الينابيع الحارة جدا.
المصدر:
جامعة بير زيت
مركز علوم صحة البيئة والمهنة