النظام البيئي
النظام البيئي هو الوسط البيئي الذي تعيش فيه الكائنات الحية وما يحتويه من تفاعلات فيزيائية وبيولوجية وكيميائية بينة وبين الكائنات الحية وما يتخلله من انتقال للمادة والطاقة من وإلى هذا الوسط. يوجد في الطبيعة عدة مستويات للأنظمةالبيئية: منها الكبيرة مثل الغابات المعتدلة أو السهول والمروج، ومنها الصغيرة الذي يمكن أن يكون مثلا في جذع شجرة محطمة. وهناك الكثير من الأنظمة البيئية التي تم اكتشافها حديثا, حيث تم اكتشاف أنظمة بيئية في مناطق كان يعتقد أن الحياة فيها مستحيلة مثل البراكين والينابيع الحارة.
أهم مناطق التنوع البيولوجي:
غابات المناطق المدارية: وهي من اكثر المناطق غني بالأنواع الحيوية وتحتوي على 50 - 90% من الأنواع في العالم رغم أنها لا تغطي سوى 7% من مساحة اليابسة على سطح الكرة الأرضية، وتحتوي على 30% من الفقاريات البرية وثلثي الأنواع العالمية من النباتات و96% من المفصليات.
الغابات المطرية المعتدلة: وتحتوي هذه الغابات على تنوع حيوي واسع وكانت تحتل في وقت من الأوقات ما يقرب من 30 مليون هكتار، وهذه المناطق شديدة التنوع وتقوم بدور أساسي في المحافظة على مخزون المياه العالمي ومجمعات المياه العالمية الجوفية.
الشعب المرجانية: وتعتبر النظير المائي للغابات المدارية حيث تحتوي على أنواع حيوية هائلة تتوزع على المحيطين الهندي حيث توجد به أكبر الشعب وأكثرها عددا من حيث الأنواع والمحيط الهادي لاسيما الجزء المداري الغربي منه، وتتوزع الأحياء في مناطق الشعب المرجانية توزعا عشوائيا بخلاف الغابات المدارية حيث توجد مناطق ترتفع فيها نسبة كثافة الأحياء مقارنة بمناطق أخرى.
البحيرات العذبة: كما هو الحال بالنسبة للجزر المنفردة حيث تعيش فيها أنواع منفردة كذلك تعيش في البحيرات العذبة أنواع مماثلة، وتحتوي هذه البحيرات على رصيد هائل من أنواع الأسماك والضفادع والثعابين المائية والنباتات، ففي بحيرات وادي الصدع الكبير في أفريقيا توجد كميات ونوعيات هائلة من الأحياء اكثر مما تحتويه أية بحيرة أخرى.
مناطق زراعة المحاصيل الحقلية: وتعتبر هذه المناطق من المناطق الغنية في العالم بالأنواع الحيوية لاسيما النباتات الزراعية التي استخدمها الإنسان منذ 12 ألف سنة عندما عرف الزراعة.
التنوع والتوازن
أن العلاقة بين التنوع الحيوي والتوازن البيئي كانت وما زالت موضع اهتمام العلماء والباحثين البيئيين. في بداية عهد الأبحاث البيئية توصل العلماء إلى أن أي نظام غير متناسق وغير مستقر سوف يصل في نهاية المطاف إلى حالة من التوازن والثبات. مع هذا, ومنذ سنين طويلة نفا علماء البيئية أن يكون هناك توازن بيئي في الطبيعة. في العام 1942 قام العالم الإنجليزي تشارلز ايتون بدراسة التقلب الكبير في عدد الحيوانات وتوصل إلى أنه لا تقوم الطبيعة بخلق توازن فيها. لكن ألان تبين أن الأنظمة البيئية تتعرض لاضطرابات طبيعية مثل الحرائق والزلازل والفيضانات والجفاف إضافة إلى الناتجة عن الممارسات البشرية وأن التوازن متغير باستمرار تجاوبا مع تأثير العوامل المختلفة. ويمكننا القول في نهاية المطاف أنه لا تزال هناك شكوك حول العلاقة التي تربط بين التنوع الحيوي والتوازن البيئي, ومعظم الأبحاث العلمية خرجت بنتائج متضاربة.
الأصناف المهددة
أن توزيع الكائنات الحية على الأرض ليس متساوي, وقد أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب الـ 70 بالمائة من مجموع الأصناف الحية على الأرض يتواجد في 12 دولة فقط وهي أستراليا، البرازيل، الصين، كولومبيا، الإكوادور، الهند، إندونيسيا، مدغشقر، ماليزيا، المكسيك، البيرو وزائير. لكن ولسوء الحظ, فإن معظم هذه الدول تعاني من نمو سكاني سريع مما يضطرها إلى استغلال مساحات واسعة من الأراضي لتغطية احتياجات السكان، ويتسبب الزحف العمراني والصناعي في تدمير مساحات واسعة من البيئة الطبيعية للكثير من الكائنات الحية. إن التهديد الذي تواجهه الكثير من أصناف الكائنات الحية من جراء الممارسات البشرية بحقها أو بحقبيئتها الطبيعية دفع عدد من العلماء إلى القيام بتحديد أولويات العمل الرامي إلى حماية التنوع الحيوي والمحافظة عليه. ولتحديد هذه الأولويات، تم تصنيف المناطق على أساس درجة حساسيتها بيئيا من حيث مصادرها الطبيعية وتنوعها الحيوي، وقد قام العالم نورمان مايرز بتسمية المناطق الحساسة بيئيا ذات الأولية بالبقع الساخنة للدلالة على المناطق التي يستوطن فيها عدد كبير من أصناف الكائنات الحية المهددة بالانقراض.
أن السبب الحقيقي وراء استيطان معظم الكائنات الحية في المناطق الاستوائية أكثر من غيرها غير واضح تماما حتى الآن، لكن يعتقد أن استقرار البيئة الطبيعية في المناطق الاستوائية منحت معظم هذه الكائنات نوع من الخصوصية في حياتها مما يجعلها حساسة وسريعة التأثر لأي تغيير.
الكائنات الدخيلة
الكائنات الدخيلة هي الكائنات الحية التي تفقد موطنها الأصلي أو تجبر على تركة لتبدأ العيش في بيئة جديدة. تشكل الكائنات الدخيلة تهديدا حقيقيا للكائنات والنباتات الموجودة أصلا "المحلية". تشير الدراسات إلا أن هناك أصناف كثيرة من الحيوانات والنباتات تم نقلها من بيئتها الأصلية عن قصد أو لسبب ما وإجبارها على العيش في بيئة مختلفة ووسط كائنات حية مختلفة. إن مثل هذا التنقل قد يخل في التوازن البيئي للموطن الجديد أو للموطن الذي انتقلت منه، وقد يكون أيضا خطرا على الكائنات الدخيلة أو المحلية. ولعل أفضل مثال على ذلك هو ما حدث عندما قام أحد المزارعين بإحضار زوج من الأرانب إلى أستراليا، ولعدم وجود أعداء طبيعية لها في بيئتها الجديدة، فإن أعدادها تضاعفت بسرعة، وكانت النتيجة إتلاف وتدمير مساحات واسعة من المحاصيل والأراضي الزراعية. وكمثال على الإخلال بالتوازن البيئي هو ما حدث في المتنزه الوطني Yellowstone حين قررت إدارة المتنزه القضاء على جميع الذئاب، حرصا على حياة المتنزهين في عملية استغرقت عدة سنوات وكلفت مبالغ طائلة، وقد أدت هذه العملية إلى الإخلال بالتوازن البيئي في المتنزه، حيث أنه وبعد سنوات من اختفاء الذئاب، لاحظ المراقبون أعداد الظباء التي كانت تشكل مصدر غذائي للذئاب ازدادت بشكل كبير، وبنفس الوقت اختفت أنواع عديدة من النباتات من المنطقة نتيجة الرعي الجائر لها من قبل الظباء وانخفض أيضا أعداد بعض الحيوانات والطيور الجارحة التي كانت تعتمد بشكل أساسي في حياتها على ما تقتاته من بقايا فرائس الذئاب. ولإعادة التوازن البيئي للمتنزه، تم إحضار ذئاب من كندا ومناطق أخرى في عملية كلفت أيضا مبالغ طائلة.
حماية التنوع الحيوي
إن الآثار الخطيرة الناتجة عن النشاطات البشرية واضحة في معظم مكونات البيئة كالماء والتراب والهواء والوسط الحيوي، مما يعني في الواقع أن التناقض بين المجتمع و الطبيعة أصبح حاداً، وقد يصل إلى درجة الخطورة. فنشاطات الإنسان التحويلية (مثل استعمال الموارد الطبيعية، وتصريف المخلفات الناتجة عن الاستهلاك، وإحداث تغيرات في المظهر الطبيعي للأرض وخلق أنظمة جديدة من صنع الإنسان...الخ) تتعارض مع عمليات تنظيم التوازن الديناميكي ككل. وقد تؤدي إلى حدوث تغيرات خطيرة في الأنظمة الطبيعية، لا يمكن إلغاؤها على المستوى المحلي والعالمي، ويؤثر ذلك على سيرة الحياة العادية بالنسبة للأجيال الحالية والقادمة.
إن موضوع حماية التنوع الحيوي والاهتمام به ليس بالحديث، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدأت فكرة إنشاء المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية في أمريكيا وتبعتها عدد من دول العالم في محاولة منها للمحافظة على البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي. منذ بدأ مثل هذه الحملات كان هناك خلاف ولا يزال قائما حول الهدف الرئيسي منها، فهل هو لإدارة واستغلال المصادر الطبيعية بطريقة علمية سليمة بدلا من الاستغلال العشوائي!، أم لحماية التنوع الحيوي والحياة البرية من مختلف النشاطات البشرية!. أن هذين الهدفين وإن تعارضا أحيانا, فإنها مازالا يعتبران نقطة الانطلاق نحو حماية البيئة والتنوع الحيوي إن معظم الجهود التي بذلتها الدول النامية "موطن أغلبية التنوع الحيوي في العالم" للحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي أثبتت عدم فاعليتها عدا عن كونها مكلفة اقتصاديا. والعقبة الرئيسية أمام تحقيقها هو النمو السكاني المتزايد فيها واعتماد أغلبية السكان على الأرض والمصادر الطبيعية لتأمين حياتهم.
فوائد وخدمات النظام البيئي ومصادرة الحيوية :
إن مدى الفوائد التي نجنيها المصادر الحيوية في النظام البيئي تعكس مدى الحاجة إلى المحافظة عليها. يعمل النظام البيئي على تقديم خدمات مثل السيطرة على عوامل التعرية وانجراف التربة، تنظيم المناخ، المحافظة على استمرار الدورة الغذائية، وكذلك ما يقدمه من منتجات مثل الغذاء والغابات وغيرها، هذا ويتم الاستفادة من المصادر الحيوية مثل النباتات في صناعة العديد من العقاقير الطبية مثل الأسبرين, كذلك إن التنافس القائم بين الكائنات الحية والصراع الدائم بينها من أجل البقاء يدفعها إلى إفراز بعض المركبات الكيميائية المعقدة لقتل أو تخدير عدوها أو فريستها. وقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه المركبات الكيميائية ذات قيمة عالية ويمكن الاستفادة منها في صناعة المبيدات الزراعية والعقاقير الطبية وغيرها من الاستخدامات الصناعية. أن هذه المزايا والخدمات أثارت اهتمام الناس بالنظام البيئي ومصادرة الحيوية وشجعت على المحافظة عليها وبدء الناس يتطلعون إليها من ناحية تجارية واقتصادية. لقد أدت هذه الاكتشافات إلى بعض الخلافات بين الدول النامية التي يوجد بها معظم المصادر الحيوية وبين الدول المتطورة والتي تقوم باستخراجها وتصنيعها والاستفادة منها.
المصدر:
النظام البيئي هو الوسط البيئي الذي تعيش فيه الكائنات الحية وما يحتويه من تفاعلات فيزيائية وبيولوجية وكيميائية بينة وبين الكائنات الحية وما يتخلله من انتقال للمادة والطاقة من وإلى هذا الوسط. يوجد في الطبيعة عدة مستويات للأنظمةالبيئية: منها الكبيرة مثل الغابات المعتدلة أو السهول والمروج، ومنها الصغيرة الذي يمكن أن يكون مثلا في جذع شجرة محطمة. وهناك الكثير من الأنظمة البيئية التي تم اكتشافها حديثا, حيث تم اكتشاف أنظمة بيئية في مناطق كان يعتقد أن الحياة فيها مستحيلة مثل البراكين والينابيع الحارة.
أهم مناطق التنوع البيولوجي:
غابات المناطق المدارية: وهي من اكثر المناطق غني بالأنواع الحيوية وتحتوي على 50 - 90% من الأنواع في العالم رغم أنها لا تغطي سوى 7% من مساحة اليابسة على سطح الكرة الأرضية، وتحتوي على 30% من الفقاريات البرية وثلثي الأنواع العالمية من النباتات و96% من المفصليات.
الغابات المطرية المعتدلة: وتحتوي هذه الغابات على تنوع حيوي واسع وكانت تحتل في وقت من الأوقات ما يقرب من 30 مليون هكتار، وهذه المناطق شديدة التنوع وتقوم بدور أساسي في المحافظة على مخزون المياه العالمي ومجمعات المياه العالمية الجوفية.
الشعب المرجانية: وتعتبر النظير المائي للغابات المدارية حيث تحتوي على أنواع حيوية هائلة تتوزع على المحيطين الهندي حيث توجد به أكبر الشعب وأكثرها عددا من حيث الأنواع والمحيط الهادي لاسيما الجزء المداري الغربي منه، وتتوزع الأحياء في مناطق الشعب المرجانية توزعا عشوائيا بخلاف الغابات المدارية حيث توجد مناطق ترتفع فيها نسبة كثافة الأحياء مقارنة بمناطق أخرى.
البحيرات العذبة: كما هو الحال بالنسبة للجزر المنفردة حيث تعيش فيها أنواع منفردة كذلك تعيش في البحيرات العذبة أنواع مماثلة، وتحتوي هذه البحيرات على رصيد هائل من أنواع الأسماك والضفادع والثعابين المائية والنباتات، ففي بحيرات وادي الصدع الكبير في أفريقيا توجد كميات ونوعيات هائلة من الأحياء اكثر مما تحتويه أية بحيرة أخرى.
مناطق زراعة المحاصيل الحقلية: وتعتبر هذه المناطق من المناطق الغنية في العالم بالأنواع الحيوية لاسيما النباتات الزراعية التي استخدمها الإنسان منذ 12 ألف سنة عندما عرف الزراعة.
التنوع والتوازن
أن العلاقة بين التنوع الحيوي والتوازن البيئي كانت وما زالت موضع اهتمام العلماء والباحثين البيئيين. في بداية عهد الأبحاث البيئية توصل العلماء إلى أن أي نظام غير متناسق وغير مستقر سوف يصل في نهاية المطاف إلى حالة من التوازن والثبات. مع هذا, ومنذ سنين طويلة نفا علماء البيئية أن يكون هناك توازن بيئي في الطبيعة. في العام 1942 قام العالم الإنجليزي تشارلز ايتون بدراسة التقلب الكبير في عدد الحيوانات وتوصل إلى أنه لا تقوم الطبيعة بخلق توازن فيها. لكن ألان تبين أن الأنظمة البيئية تتعرض لاضطرابات طبيعية مثل الحرائق والزلازل والفيضانات والجفاف إضافة إلى الناتجة عن الممارسات البشرية وأن التوازن متغير باستمرار تجاوبا مع تأثير العوامل المختلفة. ويمكننا القول في نهاية المطاف أنه لا تزال هناك شكوك حول العلاقة التي تربط بين التنوع الحيوي والتوازن البيئي, ومعظم الأبحاث العلمية خرجت بنتائج متضاربة.
الأصناف المهددة
أن توزيع الكائنات الحية على الأرض ليس متساوي, وقد أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب الـ 70 بالمائة من مجموع الأصناف الحية على الأرض يتواجد في 12 دولة فقط وهي أستراليا، البرازيل، الصين، كولومبيا، الإكوادور، الهند، إندونيسيا، مدغشقر، ماليزيا، المكسيك، البيرو وزائير. لكن ولسوء الحظ, فإن معظم هذه الدول تعاني من نمو سكاني سريع مما يضطرها إلى استغلال مساحات واسعة من الأراضي لتغطية احتياجات السكان، ويتسبب الزحف العمراني والصناعي في تدمير مساحات واسعة من البيئة الطبيعية للكثير من الكائنات الحية. إن التهديد الذي تواجهه الكثير من أصناف الكائنات الحية من جراء الممارسات البشرية بحقها أو بحقبيئتها الطبيعية دفع عدد من العلماء إلى القيام بتحديد أولويات العمل الرامي إلى حماية التنوع الحيوي والمحافظة عليه. ولتحديد هذه الأولويات، تم تصنيف المناطق على أساس درجة حساسيتها بيئيا من حيث مصادرها الطبيعية وتنوعها الحيوي، وقد قام العالم نورمان مايرز بتسمية المناطق الحساسة بيئيا ذات الأولية بالبقع الساخنة للدلالة على المناطق التي يستوطن فيها عدد كبير من أصناف الكائنات الحية المهددة بالانقراض.
أن السبب الحقيقي وراء استيطان معظم الكائنات الحية في المناطق الاستوائية أكثر من غيرها غير واضح تماما حتى الآن، لكن يعتقد أن استقرار البيئة الطبيعية في المناطق الاستوائية منحت معظم هذه الكائنات نوع من الخصوصية في حياتها مما يجعلها حساسة وسريعة التأثر لأي تغيير.
الكائنات الدخيلة
الكائنات الدخيلة هي الكائنات الحية التي تفقد موطنها الأصلي أو تجبر على تركة لتبدأ العيش في بيئة جديدة. تشكل الكائنات الدخيلة تهديدا حقيقيا للكائنات والنباتات الموجودة أصلا "المحلية". تشير الدراسات إلا أن هناك أصناف كثيرة من الحيوانات والنباتات تم نقلها من بيئتها الأصلية عن قصد أو لسبب ما وإجبارها على العيش في بيئة مختلفة ووسط كائنات حية مختلفة. إن مثل هذا التنقل قد يخل في التوازن البيئي للموطن الجديد أو للموطن الذي انتقلت منه، وقد يكون أيضا خطرا على الكائنات الدخيلة أو المحلية. ولعل أفضل مثال على ذلك هو ما حدث عندما قام أحد المزارعين بإحضار زوج من الأرانب إلى أستراليا، ولعدم وجود أعداء طبيعية لها في بيئتها الجديدة، فإن أعدادها تضاعفت بسرعة، وكانت النتيجة إتلاف وتدمير مساحات واسعة من المحاصيل والأراضي الزراعية. وكمثال على الإخلال بالتوازن البيئي هو ما حدث في المتنزه الوطني Yellowstone حين قررت إدارة المتنزه القضاء على جميع الذئاب، حرصا على حياة المتنزهين في عملية استغرقت عدة سنوات وكلفت مبالغ طائلة، وقد أدت هذه العملية إلى الإخلال بالتوازن البيئي في المتنزه، حيث أنه وبعد سنوات من اختفاء الذئاب، لاحظ المراقبون أعداد الظباء التي كانت تشكل مصدر غذائي للذئاب ازدادت بشكل كبير، وبنفس الوقت اختفت أنواع عديدة من النباتات من المنطقة نتيجة الرعي الجائر لها من قبل الظباء وانخفض أيضا أعداد بعض الحيوانات والطيور الجارحة التي كانت تعتمد بشكل أساسي في حياتها على ما تقتاته من بقايا فرائس الذئاب. ولإعادة التوازن البيئي للمتنزه، تم إحضار ذئاب من كندا ومناطق أخرى في عملية كلفت أيضا مبالغ طائلة.
حماية التنوع الحيوي
إن الآثار الخطيرة الناتجة عن النشاطات البشرية واضحة في معظم مكونات البيئة كالماء والتراب والهواء والوسط الحيوي، مما يعني في الواقع أن التناقض بين المجتمع و الطبيعة أصبح حاداً، وقد يصل إلى درجة الخطورة. فنشاطات الإنسان التحويلية (مثل استعمال الموارد الطبيعية، وتصريف المخلفات الناتجة عن الاستهلاك، وإحداث تغيرات في المظهر الطبيعي للأرض وخلق أنظمة جديدة من صنع الإنسان...الخ) تتعارض مع عمليات تنظيم التوازن الديناميكي ككل. وقد تؤدي إلى حدوث تغيرات خطيرة في الأنظمة الطبيعية، لا يمكن إلغاؤها على المستوى المحلي والعالمي، ويؤثر ذلك على سيرة الحياة العادية بالنسبة للأجيال الحالية والقادمة.
إن موضوع حماية التنوع الحيوي والاهتمام به ليس بالحديث، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدأت فكرة إنشاء المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية في أمريكيا وتبعتها عدد من دول العالم في محاولة منها للمحافظة على البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي. منذ بدأ مثل هذه الحملات كان هناك خلاف ولا يزال قائما حول الهدف الرئيسي منها، فهل هو لإدارة واستغلال المصادر الطبيعية بطريقة علمية سليمة بدلا من الاستغلال العشوائي!، أم لحماية التنوع الحيوي والحياة البرية من مختلف النشاطات البشرية!. أن هذين الهدفين وإن تعارضا أحيانا, فإنها مازالا يعتبران نقطة الانطلاق نحو حماية البيئة والتنوع الحيوي إن معظم الجهود التي بذلتها الدول النامية "موطن أغلبية التنوع الحيوي في العالم" للحفاظ على البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي أثبتت عدم فاعليتها عدا عن كونها مكلفة اقتصاديا. والعقبة الرئيسية أمام تحقيقها هو النمو السكاني المتزايد فيها واعتماد أغلبية السكان على الأرض والمصادر الطبيعية لتأمين حياتهم.
فوائد وخدمات النظام البيئي ومصادرة الحيوية :
إن مدى الفوائد التي نجنيها المصادر الحيوية في النظام البيئي تعكس مدى الحاجة إلى المحافظة عليها. يعمل النظام البيئي على تقديم خدمات مثل السيطرة على عوامل التعرية وانجراف التربة، تنظيم المناخ، المحافظة على استمرار الدورة الغذائية، وكذلك ما يقدمه من منتجات مثل الغذاء والغابات وغيرها، هذا ويتم الاستفادة من المصادر الحيوية مثل النباتات في صناعة العديد من العقاقير الطبية مثل الأسبرين, كذلك إن التنافس القائم بين الكائنات الحية والصراع الدائم بينها من أجل البقاء يدفعها إلى إفراز بعض المركبات الكيميائية المعقدة لقتل أو تخدير عدوها أو فريستها. وقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه المركبات الكيميائية ذات قيمة عالية ويمكن الاستفادة منها في صناعة المبيدات الزراعية والعقاقير الطبية وغيرها من الاستخدامات الصناعية. أن هذه المزايا والخدمات أثارت اهتمام الناس بالنظام البيئي ومصادرة الحيوية وشجعت على المحافظة عليها وبدء الناس يتطلعون إليها من ناحية تجارية واقتصادية. لقد أدت هذه الاكتشافات إلى بعض الخلافات بين الدول النامية التي يوجد بها معظم المصادر الحيوية وبين الدول المتطورة والتي تقوم باستخراجها وتصنيعها والاستفادة منها.
المصدر:
التربية البيئية
مرجع عن البيئة العالمية
برنامج التعليم البيئي
تعليق