أكدت دراسات وأبحاث علمية حديثة أهمية عسل النحل كمصدر غذائي ممتاز ومنتج قوي للطاقة لانه يحتوي على سكر بسيط يمتصه الجسم بسرعة نظرا لاحتوائه على العديد من الاملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والبوتاسيوم والسليكون وكميات كبيرة من الفيتامينات.
ويؤكد العلماء أن شواهد عديدة لفتت انتباههم ولا تزال تحتل مساحة واسعة من البحث منها ان العاملين في مزارع تربية النحل لا يصابون بالسرطان كما أن العديد من الرياضيين في شتى بلدان العالم أكدوا أن العسل يمدهم بالطاقة الوفيرة ويزيد من حماسهم. كما تشير بعض التقارير الطبية والابحاث العلمية الى أن العسل المحتوي على حبوب اللقاح يمكنه أن يخفف من أعراض الحمى والحساسية. ويؤكد أخصائيو التغذية أن العسل يساعد الجسم كثيرا على الاحتفاظ بالكالسيوم وهضم السكريات الطبيعية بسهولة كما أنه يزيد من نسبة الهيموغلوبين لذلك فمن الممكن ان يعالج الانيميا الناتجة عن سوء التغذية كما أنه غني بالحديد والنحاس وهو مفيد في كثير من حالات الروماتيزم والتهاب المفاصل خاصة عند مزجه بعصير التفاح المر الغني بالبوتاسيوم.. وينصح باستخدامه لعلاج مشاكل الكبد والكلي واضطرابات الجهاز التنفسي والقناة الهضمية.
كما يفيد في حالات القلب الضعيف والامراض المعدية والبرد والارق والدورة الدموية الضعيفة والمزاج السيئ. كما يعتبر العسل افضل عامل طبيعي لتدمير البكتيريا. ولاحظ العالم البكتريولوجي ساكيت بكلية كلورادو الزراعية أن أغلب الاغذية الطبيعية وفي مقدمتها الحليب تنقل الامراض الجرثومية نتيجة لتلوثها وجاء دور العسل ليدخل تحت التجارب المعملية الدقيقة فقام ساكيت بزرع جراثيم مختلف الامراض في مزارع من العسل الصافي وكانت النتيجة المذهلة ان أغلب الجراثيم ماتت في عدة ساعات في حين مات أكثرها مقاومة في مدة أقصاها عدة أيام.
ويتكون العسل من حوالي 19 مادة حيوية ومفيدة لجسم الانسان يتقدمها البروتين الذي يعطي الطاقة الحرارية ويساعد في نمو العضلات. والكربوهيدرات على شكل سكر سهل الهضم والامتصاص وفيتامين (ب 1) الذي يفيد في حالات شلل الاعصاب وتنميل الاطراف وفيتامين (ب 2) الذي يدخل في علاج الامراض الجلدية وقرحة الفم وتشقق الشفاه والتهابات العين وفيتامين (ب 6) الذي يستعمل في علاج تشنجات الاطفال وبعض الامراض الجلدية.
كما يشتمل علي فيتامين (هـ) الذي يؤدي نقصه الى العقم في النساء والرجال كما يحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والمنغنيز والحديد والنحاس والفسفور والكبريت والكلورين. وبعض هذه المعادن تكون في صورة أملاح تساعد على تهدئة الاعصاب في حالات الاضطراب النفسي والعصبي كالفسفور وبعضها يساعد الاطفال على المشي وظهور الاسنان كالكالسيوم وبعضها يقوي الدم ويزيد نسبة الهيموغلوبين في كراته خصوصا عند الاطفال والناقهين كأملاح الحديد.
وأكد أحد كبار الجراحين الانجليز في مستشفى تور فولك أنه أثناء عمله الجراحي تأكد أن عسل النحل يساعد على نمو الانسجة من جديد ويساعد على سرعة الالتئام وازالة آثارها فلا تترك أي أثر أو تشوه. ويقول أحد كبار علماء الطب ان عسل النحل هو سلاح الطبيب في أغلب الامراض ومع تقدم الطب فان دوره يزداد اتساعا عكس ما يظن الناس فهو الآن يعطى بالفم وتحت الجلد وفي الوريد وبالحقن الشرجية.
ويعطى ضد التسمم الناشئ من أمراض عضوية في الجسم مثل التسمم البولي الناتج من أمراض الكبد والمعدة والامعاء وفي الحميات والحصبة وحالات الذبحة الصدرية وفي احتقان المخ والاورام المخية وغير ذلك من الامراض واجمعت كافة الابحاث الحديثة تجريبية كانت أو علاجية على اعتبار عسل النحل من أهم الاغذية فاعلية في علاج الانواع المختلفة من الامراض كما ذكر كتاب الله الكريم منذ أكثر من 1400 سنة قمرية.. ففي حالة فقر الدم والكساح عند الاطفال الرضع ينصح الاطباء باعطاء الطفل ملعقة عسل نحل يوميا ابتداء من الشهر الرابع لميلاده وذلك بخلطه بالحليب وذلك لمقاومة احتمال نقص الحديد والكالسيوم في لبن الام.
ولعلاج التبول اللاارادي يعطي الطفل المصاب بهذا المرض ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة فيؤثر ايجابيا عليه كمهدئ لجهازه العصبي مما يساعد المثانة على الارتخاء والتمدد أثناء نومه كما أن كمية السكر المركزة في العسل تمتص الماء من جسم الطفل. ولعلاج الجروح المتقيحة والحروق يستعمل الاطباء الروس والصينيون مرهما مركبا من العسل وزيت كبد الحوت بنسبة 4/ 1 ويضاف اليه بعض المواد المطهرة ولهذا المرهم اثار سريعة في تخفيف الام الجروح والتئامها وفي منع التقيح وهو مفيد جدا في الحروق ويحول دون ظهور الفقاقيع.
ويعطي العسل لعلاج قرحة المعدة والاثني عشر لانه مادة قلوية تقلل حموضة المعدة وتزيل الام القرحة وتقلل حالات القيء والمغص الناجمة عن القرحة ولكي يكون العلاج ناجحا يؤخذ العسل قبل الاكل بساعة أو ساعتين مذابا في ماء دافئ. ولعلاج حالات البرد والزكام والتهاب الحلق يستنشق العسل بعد عمل محلول مكون من العسل والماء ويرش المحلول برشاش خاص أو يستنشق لمدة 5 دقائق لعلاج الزكام والتهاب الحلق والكحة ومن الافضل أن يتبع ذلك مضغ قطعة من العسل الطبيعي ويساعد هذا العلاج أيضا على شفاء الجيوب الانفية وازالة حساسية الانف.
ولعلاج حالات التهاب الكبد المزمن يزيد العسل من مخزون الكبد من مادة الجليكوجين عن طريق زيادة الغلوكوز في الدم وبذلك يساعد الكبد على أداء وظائفه ويخفف من أعبائه. وفي أمراض العيون ثبت أن العسل فعال في علاج التهاب الجفون والملتحمة والقرنية وقد صنع منه مرهم باضافة السلفا اليه واستعمل في علاج قرح القرنية بطيئة الالتئام وأعطي نتائج مذهلة.
وفي حالات كثيرة تم علاج التهاب القرنية وتقرحها بالعسل وحده وأعطى نتائج ممتازة. وللعسل تأثير ممتاز في علاج مدمني الخمور لانه يقي الكبد وينشط القلب ويؤكسد بقايا الكحول الموجودة في الجسم.. كما انه علاج للارق ومهدئ للاعصاب لانه يحتوي على بعض العناصر المهدئة والمقوية بنسبة مقبولة مثل أملاح البوتاسيوم والصوديوم واذا أخذ من العسل ملعقة كبيرة قبل النوم فسوف يكون النوم هادئا.
تعليق