عنصر الحديد ماله وماعليه
الاسباب التي تؤدي الي ظهور اعراض نقص الحديد
يسود لدى كثير من الأخوة المزارعين الاعتقاد بأن غياب اللون الأخضر وظهور اللون الأصفر على المجموع الخضري من أشجارهم يعني نقص عنصر الحديد وعند استخدامهم لشيلات الحديد لايجدون نفعاً ،وهذا أمر متوقع. وقد لاحظنا كثيراً من البساتين التي تعاني من نقص عنصر الآزوت أو بعض الأمراض الفيروسية يضاف إليها شيلات الحديد اعتقاداً بأنه العلاج وأملاً بعودة اللون الأخضر الطبيعي إلى المجموع الخضري وفي هذا هدر كبير للجهد والمال. وقد حاولنا التعرض لأهم الأسباب التي تؤدي لظهور أعراض نقص الحديد مع ذكر لأهمية هذا العنصر وأعراض نقصه على النبات ثم طريقة المعالجة آملين تحقيق بعض الفائدة التي نصبوا إليها.
الأسباب المؤدية لنقص عنصر الحديد
1 - قلة استخدام الأسمدة العضوية لعدم توفرها من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، مما يؤدي إلى حرمان التربة من جزء هام من العناصر الغذائية ومن بينها الحديد إضافة للتأثير الإيجابي للمادة العضوية على الصفات الفيزيائية للتربة في حال إضافتها ولما له من تأثير على توفر وامتصاص الحديد. كما أن الأحماض العضوية تشكل مع الحديد أملاح ذوابة.
2 - وجود نسبة مرتفعة من كربونات الكالسيوم في التربة، حيث أن وجود هذه الكميات الكبيرة من الكلس في التربة تؤدي إلى تثبيت الحديد بها على شكل مركبات معقدة غير ذائبة كما وجد أن زيادة الكالسيوم تزاحم الحديد على الامتصاص من قبل الجذور في التربة وترسب الحديد أو تثبته ضمن النبات.
3 - درجة PH التربة: إذ كلما زادت قلوية التربة أي ارتفع رقم الـPH فيها كلما قلت نسبة الحديد الممتص من قبل الجذور نظراً لانخفاض نسبة مركبات الحديد القابلة للانحلال.
4 - زيادة الفوسفور في التربة : تؤدي زيادة الفوسفور في منطقة نمو جذورالنباتات إلى تعطيل حركة الحديد وانتقاله من الجذور إلى الأوراق.
5 - وجود نسبة عالية من البيكربونات في مياه الري: إن وجود نسبة عالية من البيكربونات في محلول التربة يضعف قدرة الجذور على امتصاص الحديد. و التفسير لذلك بأن وجود نسبة عالية من البيكربونات في محلول التربة المحيط بالجذور يزيد من نسبة فوسفات التربة الذائبة وبالتالي يضعف من قابلية الحديد للامتصاص وخاصة في الأراضي الكلسية أو أن البيكربونات الممتصة من قبل الجذور تؤدي أيضاً إلى رفع رقم الـPH عصارة الخلايا وبالتالي ترسيب الحديد ضمن النبات على شكل معقدات قليلة الحركة وقليلة الفائدة في تلبية حاجات النبات الفيزيولوجية لهذا العنصر الغذائي.
6 - كمية البوتاس في التربة: إذ أنه في حال توفر عنصر البوتاس في التربة بكميات كافية يؤدي إلى امتصاصه من النبات وبالتالي إلى طرح الهيدروجين الذي يساعد على ذوبان مركبات الحديد كما أن وجود البوتاس يساعد على حركة الحديد داخل النبات نتيجة لتشجيع البوتاس على تشكل حمض الستريك والذي يساعد عل حركة عنصر الحديد.
7 - الاستنزاف المستمر لعنصر الحديد القابل للامتصاص: حيث أن الاستخدام المتزايد للأسمدة الآزوتية والفوسفاتية والبوتاسية أدى إلى زيادة مردود وحدة المساحة وبالتالي استهلاك كميات كبيرة من الحديد القابل للامتصاص.
8 - النقاوة العالية لأسمدة العناصر الكبرى والتي كانت تحتوي سابقاً على شوائب تتضمن بعض العناصر الغذائية ومنها الحديد.
9 - طبيعة النبات الفيزيولوجية : يلاحظ أن الأنواع المختلفة من المزروعات تختلف بدرجة تأثيرها بكمية الحديد القابل للاستفادة وتأمين حاجتها فيه. فالأشجار المثمرة أكثر تأثيراً بكميات الحديد القابل للاستفادة من غيرها ، كما أن الأشجار تختلف فيما بينها بقدرتها على التأثر فالدراق أكثر حساسية من التفاح مثلاً. ويمكن تفسير ذلك باختلاف قدرة جذور النبات على إفراز بعض المواد التي تسهل امتصاص الحديد.
وظائف الحديد في النبات
يعتبر عنصر الحديد قليل الحركة ضمن النبات أي أنه لاينتقل من الأوراق الأكبر سناً إلى الأوراق الحديثة وهو يمتص على صورة كانيون ثنائي ++Fe يدخل الحديد وسيطاً في تكوين المادة الخضراء (chlorophyll) حيث أن 75% من الحديد الموجود في النبات يكون مرتبطاً مع chloroplasts (الصانعات الخضراء) وهي العضيات العضوية المسؤولة عن عملية التمثيل الضوئي وإكساب النبات اللون الأخضر وهوكذلك يلعب دوراً أساسياً في عمليات التنفس وله علاقة بتكوين أنزيم البروكسيداز كما أنه يلعب دوراً أساسياً في تحويل النتروجين الذائب في الأوراق إلى بروتين وهذا البروتين له دور كبير في حماية الكلوروفيل من أشعة الشمس الشديدة.
أعراض نقص الحديد على الأشجار المثمرة
بما أن عنصر الحديد يدخل وسيطاً في تكوين المادة الخضراء لذلك فإن الحاجة له تكون مستمرة طيلة فترة نمو النبات وعند عدم توفره فإنه تظهر على النبات أعراض chlorosisالحديد المتمثلة بما يلي:
1 - اصفرار الصفائح الورقية(ما بين العروق) وخاصة الحديثة النمومنها بينما تبقى العروق في البدايةخضراء.
2 - في المراحل المتقدمة وعند النقص الشديد تتحول كامل الورقة إلى اللون الأصفر وقد تصبح شبه بيضاء وخاصة في النموات الحديثة.
3 - تحترق الأوراق وتتحول إلى اللون البني اعتباراً من رأس الورقة وباتجاه القاعدة.
4 - يلاحظ الضعف العام على الأشجار.
5 - يقل الإنتاج أو ينعدم حسب درجة النقص.
6 - في بعض الحالات تظهر الأعراض على جزء من الشجرة دون الجزء الآخر.
معالجة أعراض نقص الحديد
لقد سبق القول أن الكميات الكلية من الحديد المتوفرة في التربة أكبر بكثير من حاجة أي نبات مزروع في الأراضي السورية إلا أن هناك عدة عوامل تحول دون الاستفادة الكاملة من هذه الكميات ، ولابد من أخذ ذلك بعين الاعتبار عند معالجة أعراض نقص الحديد والتي تعتمد على أكثر من طريقة نورد منها:
أولاً- الطرق الزراعية
يمكن القضاء أو التخفيف من ظاهرة الاصفرار الملاحظة على النباتات بإتباع التعليمات الزراعية التالية:
1) تهوية التربة بشكل جيد عن طريق الفلاحة الجيدة وتخفيف الري وتنظيمه وإقامة المصارف.
2) إضافة المادة العضوية المتخمرة بشكل جيد مرة كل سنتين وبمعدل 1.5-3 م3 للدونم وخلطها جيداً في التربة.
3) التسميد الكيميائي المتوازن بالمعدلات اللازمة .
4) عدم استخدام مياه للري تحتوي على نسبة بيكربونات عالية.
5) إلغاء الزراعة بين الأشجار المثمرة وخاصة في طور الإثمار الكامل (التكثيف).
6) دهن مكان التقليم وخاصة للفروع الكبيرة في الأشجار المثمرة بالمركبات الحديدية.
ثانياً- الطرق الكيميائية
أ- رش الأشجار بالمركبات الحديدية أو بالأسمدة السائلة والتي تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية ومنها عنصر الحديد وهذه الطريقة لم تعط نتائج مشجعة للقضاء على هذه الظاهرة خاصة في حالات النقص الشديد للأسباب التالية:
1) عدم إمكانية الحصول على تركيز محلول يصحح النقص من جهة ولا يسبب احتراقات للأوراق من جهة ثانية.
2) لايعود اللون الأخضر الطبيعي لكامل الورقة بعد الرش بل تأخذ الأوراق شكلاً مبرقشاً لعدم
إمكانية تغطية كامل الورقة بالمحلول والتحكم بدرجة امتصاصه.
3) تبقى النموات الحديثة صفراء اللون لذلك لابد من تكرار الرش عدة مرات خلال الموسم وفي هذا ضياع للجهد والمال.
4) تكرارعملية رش الأسمدة السائلة يضعف من مقدرة الجذور ويعمل على ترسيب العناصر الغذائية المعدنية في منطقة أعناق الأوراق.
ب- استخدام شيلات الحديد: يتوفر حالياً في الأسواق العالمية المحلية العديد من مركبات شيلات الحديد والتي تباع تحت أسماء تجارية مختلفة الأساس فيها المادة المخلبية والتي تمسك بالعناصر الغذائية بطريقة المخلب.
ماهية شيلات الحديد
كلمة شيلات Chelat أصلها من اللغة اليونانية وتعني المخلب Claw وبهذه الصيغة يفقد العنصر الغذائي المخلوب خواصه الأيونية مع احتفاظه بالقدرة على الحركة والذوبان وبذلك يكون جاهزاً للامتصاص .
ومن المخلبيات التي استعملت في معالجة أعراض نقص الحديد على النباتات مايلي:
1 - الأتيلين ثنائي الأمين رباعي أستيك أسيد له EDTA.
2 - الأتيلين ثنائي الأمين ثنائي هيدروكسي فينيل أستيك أسيد ويرمز له EDDHA.
3 - الأتيلين ثنائي الأمين ثنائي 2-هيدروكسي-5-سلفوفينيل أسيك أسيد ويرمز له EDDHSA.
4 - الأتيلين ثنائي الأمين ثنائي هيدروكسي ميتيل فينيل أستيك اسيد ويرمز له EDDHMA.
5 - ثنائي الأتيلين ثلاثي الأمين خماسي أستيك أسيد ويرمز له DTPA.
وقد دلت دراسات النظائر المشعة أن النبات يمتص جزيء الشيلات كله أي دون أن ينفصل عنه العنصر الغذائي. كما تبين أن للنبات مقدرة مختلفة على إفراز مثل هذه المواد وهذا مايفسر الاختلاف في قدرة النباتات المختلفة على مقاومة نقص الحديد أي حسب مقدرتها على إفراز مثل
هذه المواد.
أهم الصفات التي تتميز بها شيلات الحديد
تتميز شيلات الحديد بمجموعة من الصفات التي تجعلها قادرة على إمداد النبات بحاجته من الحديد وأهم هذه الصفات مايلي:
1- صعوبة استبدال أيون الحديد المخلوب بأيون آخر.
2- يعتبر جزيء الشيلات ثابتاً ضد التحلل المائي.
3- لايتحلل بواسطة الأحياء الدقيقة في التربة
4- لايتثبت على الجزء الفروي من التربة بسهولة.
5- سهلة الامتصاص من قبل النبات.
طريقة إضافة شيلات الحديد
تضاف شيلات الحديد في حلقات حول محيط الأشجار وذلك بعمل حفرة بعمق 10-15 سم على محيط الشجرة بعيداً عن الساق 40-50 سم وحتى مسقط التاج ثم تحل كمية الشيلات المخصصة بكمية كافية من الماء وإضافتها إلى التربة في حلقات على محيط الأشجار وطمرها مباشرة.
ويفضل إضافة الشيلات صباحاً قبل ارتفاع درجة الحرارة وعدم ترك الشيلات معرضة للضوء حتى لاتتفكك
تعليق