شهر شعبان فيه ترفع الأعمال إلى ذي العزة و الجلال سبحانه و بحمده
ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخبر أن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل
فيحب أن يرفع عمله و هو صائم صلوات ربي و سلامه عليه
لذا ثبت الحديث في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عن كثرة صيامه من شعبان قال :
( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان و فيه ترفع الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم )
رمضان شهر عظيم من أشهر الله عزوجل , فيه فريضة الصيام , فيه يصوم المسلمون و يقومون بركن من أركان هذا الدين
و هي أحد الأركان الخمسة و هو الصيام وشهر رجب شهر حرام
فلما كان شهر شعبان يقع بينهما بين رجب الحرام و بين رمضان الذي فيه أنزل القرآن
و فيه فريضة الصيام غفل أناس عن هذا الشهر شهر شعبان
فكان صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام فيه
كما أخبرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين البخاري و مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر كامل إلا شهر رمضان
شهر رمضان يصام بأكمله من أوله لآخره فريضة لله تبارك و تعالى
فلم يستكمل صلى الله عليه وسلم صيام شهر كامل إلا شهر رمضان
لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكثر من صيام شهر غير رمضان إلا شهر شعبان
فإنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يظن أنه لن يفطر من كثرة صيامه صلى الله عليه وسلم و يفطر حتى يقول لا يصوم
كان يكثر من الصيام في هذا الشهر( شهر شعبان ) و هو شهر الصيام النافلة غير صيام الفريضة الذي يكون في رمضان و هذا الشهر العظيم
يرفع فيه الأعمال إلى الله عزوجل فعندما يرفع العمل و الإنسان على طاعة
فإن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم و هذا أقرب لعفو الله
و كرم الله سبحانه و بحمده فكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرفع عمله و هو صائم
ثم أنه في هذا الشهر العظيم ليلة من الليالي الفاضلة و موسم من مواسم العفو إنها ليلة النصف من شعبان
النبي صلى الله عليه وسلم يخبر كما في أحاديث متعددة
صحهها عدد من أهل العلم و حسنها بعضهم ( أن الله عزوجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر أهل الأرض إلا ما كان من مشرك أو مشاحن )
فيا لله .. ما أعظم كرم الله , هكذا العفو يكون !!.. هكذا الرحمة تكون !!.. هكذا الجود من رب الأرباب سبحانه و بحمده
الله عز وجل يطلع إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان , و ليلة النصف هي ليلة الخامس عشر و هي التي تكون بمغيب شمس اليوم الرابع عشر من الشهر فإذا غابت الشمس يوم الرابع عشر من شعبان أذن آذان المغرب
فتلك ليلة النصف من شعبان تلك ليلة يعفو الله عزوجل فيها و يغفر و يرحم و يتكرم على عباده و هذا العفو لا يحتاج منك أيها الإنسان إلى كبير عناءفهو عفو من الله عزوجل
الله سبحانه و بحمده الذي بيده مقاليد السموات و الأرض , الله الذي إن سأله الكون كله إنسه و جنيه و قاموا في صعيد واحد
و سألوا الله جميعا في موقف واحد فأعطى كل منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكه شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر
الله عزوجل بكرم منه و هو الكريم يعفو و يغفر و يرحم و يتكرم على عباده بالعفو و المغفرة سبحانه و بحمده
تعليق