الغضب هو حالة شعورية تبدأ من الإثارة الخفيفة حتى الاهتياج الشديد الذي يُعمي البصرَ والبصيرة.
وأن السيطرة على لحظات الغضب يعد من الأمور الشاقة على الإنسان.. ولعلها من المهارات الإنسانية الراقية والاحترافية التي لا تتوفر لدى كثيرين.
وأنالسيطرة على الغضب مهارة تحتاج –مثل كل المهارات- إلى الكثير من التدريب والتمرينولكنه أمر يستحق بذل الجهد
أولاً: لابد أن نسلم بالحقيقةالهامة: أن الحياة ليست مثالية. ولن تكون يوماً من الأيام كذلك. وأن كل ما يجري لنيكون مثالياً، أو على أفضل ما نتوقع أو نرجو.
ثانياً: تعرَّف اللحظاتالأولى من الغضب.. وهي اللحظات التي تبدو الأمور فيها أنها ما تزال تحت السيطرة،وجرب الأمور التالية:
(أ) كن واعيا للتغيرات الجسدية المبكرة كتوتر العضلات،ووضعية (القبضة) ليديك، وجفاف الحلق، وانقباض عضلات الجبهة، وتسارع دقات قلبك،وتزايد معدل التنفس وغير ذلك.
مثل هذه التغيرات هي (صفارات إنذار) مبكرة فاستفدمنها.
(ب) كن واعيا لتسارع الأفكار في رأسك مع بداية الغضب. الغضب هو ردفعل لما نعتقد أنه إهانة لنا.. إن مراقبة سيل الأفكار مع بداية الحدث المثير للغضبله فائدة كبيرة في منع الغضب لوضعه في إطار إيجابي جديد كما سنوضح في الفقرةالتالية.
(ج) كن واعيا بنشوء مشاعر الغضب في أثناء حدوثها ومراقبةنتائجها.. إنها كمشاهدة من الخارج لما يموج في عالمنا الداخلي.. والفرق كبير بين أنتغضب من شخص ما حتى تشعر وكأنك تريد أن تقتله (هذه هي مشاعرك المباشرة) وبين الوعيبها وملاحظتها. فتقول لنفسك في أثناء الغضب: (هذه مشاعر الغضب.. إني غاضب من هذاالشخص). من ثم مراقبة نتائج ذلك: (أنا غاضب، ولذا فإن أي قرار أصدره ربما لا يكونحكيماً). وهكذا ستجد أنك تبسط قوة إضافية على مشاعرك مهما اشتدت حدتها، ومن ثمستقلل من تأثيرها فيك.
ثالثاً: إعادة وضع الموقف في إطار إيجابي.. أي أنتستبدل بسيل الأفكار المشحونة بالغضب تفسيراتٍ أخرى ممكنة وأكثر سلامة مثل: "منيدري ربما خفيت عليه سيارتي.. أو ربما يكون لديه سبب يجعله يقود سيارته بهذهالعجلة.. ربما يكون والده في العناية المركزة في المستشفى.. أوه! الله يعينه!". وهكذا لم تكظم غيظك ولم تنفس عنه، بل قطعت غضبك بأفكار منطقية وممكنة.
يرويستيفن كوفي في كتابه المميز (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) أن رجلاً دخل إلىالقطار ومعه خمسة من الأولاد الذين انتشروا في القطار يلعبون ويصدرون الفوضىوالإزعاج في حين ظل هو جالسا بكل هدوء دون أن يمنعهم من إزعاج الآخرين. ضاق الناسبالأولاد ذرعاً فحادثه الرجل الجالس بجانبه وهو غاضب يحثه على منع أولاده من مضايقةالآخرين. فقال أبو الأولاد: (لقد ماتت أمهم منذ قليل، ولا أعرف ماذا سأقوللهم..!!). عندها دهش الرجل الغاضب: (أوه أنا آسف. هل يمكن أن أفعل لك شيئاً). لقدنسي تماماً ما يسببه الأولاد من إزعاج، وتغير غضبه إلى مساندة. صدقني إنه في كل حدثيمكن أن تجد تفسيراً بديلاً لما يدور في رأسك لو حاولت البحث عنه، وذلك سيخفف منحنقك وغيظك. أليست هذه وسيلة فعالة للسيطرة على الغضب الذي يسببه الآخرونلنا.
رابعاً: إلهاء أنفسنا بعيداً عن ما يثير الغضب.. وقد حدثنا الصحابيالجليل أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- في الحديث الشريف: أن رسول الله - صلى اللهعليه وسلم- قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلافليضطجع).
وذلك لأن تغيير وضعية الغاضب أو خروجه للسير لمدة وجيزة والقيامببعض الرياضة، كل ذلك سيساعد على تلطيف الغضب. لكن تذكر أن مدة التهدئة هذه لا قيمةلها إذا استنفدت في الانشغال بالأفكار التي استنفرت الغضب في المرةالأولى.
خامساً: تعلم التعبير الصحيح عن الغضب.. عندما نغضب فإننا نُظهر هذاالغضب عبر الأساليب الثلاثة التالية: الصياح، والاعتداء، الكبت، والطريقة الصحيّةهي التعبير عن ما أغضبنا بكل حزم وثبات وعبر استخدام لهجة واضحة وصارمة وبنغمة صوتعادية كالتي تستخدمها بشكل طبيعي دون إيذاء للآخرين.
في بعض المواقف (زحمةالطرق، نقد لا يمكنك دحضه،..) ربما لا يكون هناك فرصة للتعبير عن غضبك، وهنا يكونالأسلوب الأمثل هو تغيير تركيز انتباهنا نحو عمل بناء (تحسين أدائي المنتقَد) أوالتفكير بشكل إيجابي (من لا يُخطئ؟!) للتخفيف عن أنفسنا.
سادساً: سلِّمبماهية الأشياء: إحدى الأفكار الجميلة التي ستساعدنا على تجاوز الكثير من الأحداثالمزعجة أن نعلم أن الحياة في تغير مستمر. كل شيء له بداية وله نهاية. قدّر أن كلشيء سيعود إلى أصله.. فكل آلة أو أداة تُصنع سوف تَبلى وتتفتت يوماً ما. المسألةكلها مسألة وقت. فالذي تتوقع أنه سينكسر، ينبغي أن لا تُفاجأ أو تصاب بالغضب عندماينكسر، فهذا قدره..!! وبدلاً من أن تستاء، فإنك تشعر بالامتنان من أجل المدة التياستخدمت هذا الشيء فيها. خذ مثالاً سهلا على ذلك فعندما ينكسر كوب الزجاج المفضللديك ينبغي أن لا تنزعج؛ لأنك تعلم أن هذا قدره. وأن كل شيء سيبلى يوماً ما ويعودإلى أصله. وعلى هذا يمكنك أن تقيس موقفك من أمور أكثر أهمية.
ختـاماً: جاءفي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الشديد بالصُّرَعة، ولكن الشديدمن يملك نفسه عند الغضب)
حقاً إن التحكم بالغضب مهارة راقية تمنح من يتقنهاالسلام والطمأنينة وتقيه من آثاره المدمرة على الروح والجسد.
وأن السيطرة على لحظات الغضب يعد من الأمور الشاقة على الإنسان.. ولعلها من المهارات الإنسانية الراقية والاحترافية التي لا تتوفر لدى كثيرين.
وأنالسيطرة على الغضب مهارة تحتاج –مثل كل المهارات- إلى الكثير من التدريب والتمرينولكنه أمر يستحق بذل الجهد
أولاً: لابد أن نسلم بالحقيقةالهامة: أن الحياة ليست مثالية. ولن تكون يوماً من الأيام كذلك. وأن كل ما يجري لنيكون مثالياً، أو على أفضل ما نتوقع أو نرجو.
ثانياً: تعرَّف اللحظاتالأولى من الغضب.. وهي اللحظات التي تبدو الأمور فيها أنها ما تزال تحت السيطرة،وجرب الأمور التالية:
(أ) كن واعيا للتغيرات الجسدية المبكرة كتوتر العضلات،ووضعية (القبضة) ليديك، وجفاف الحلق، وانقباض عضلات الجبهة، وتسارع دقات قلبك،وتزايد معدل التنفس وغير ذلك.
مثل هذه التغيرات هي (صفارات إنذار) مبكرة فاستفدمنها.
(ب) كن واعيا لتسارع الأفكار في رأسك مع بداية الغضب. الغضب هو ردفعل لما نعتقد أنه إهانة لنا.. إن مراقبة سيل الأفكار مع بداية الحدث المثير للغضبله فائدة كبيرة في منع الغضب لوضعه في إطار إيجابي جديد كما سنوضح في الفقرةالتالية.
(ج) كن واعيا بنشوء مشاعر الغضب في أثناء حدوثها ومراقبةنتائجها.. إنها كمشاهدة من الخارج لما يموج في عالمنا الداخلي.. والفرق كبير بين أنتغضب من شخص ما حتى تشعر وكأنك تريد أن تقتله (هذه هي مشاعرك المباشرة) وبين الوعيبها وملاحظتها. فتقول لنفسك في أثناء الغضب: (هذه مشاعر الغضب.. إني غاضب من هذاالشخص). من ثم مراقبة نتائج ذلك: (أنا غاضب، ولذا فإن أي قرار أصدره ربما لا يكونحكيماً). وهكذا ستجد أنك تبسط قوة إضافية على مشاعرك مهما اشتدت حدتها، ومن ثمستقلل من تأثيرها فيك.
ثالثاً: إعادة وضع الموقف في إطار إيجابي.. أي أنتستبدل بسيل الأفكار المشحونة بالغضب تفسيراتٍ أخرى ممكنة وأكثر سلامة مثل: "منيدري ربما خفيت عليه سيارتي.. أو ربما يكون لديه سبب يجعله يقود سيارته بهذهالعجلة.. ربما يكون والده في العناية المركزة في المستشفى.. أوه! الله يعينه!". وهكذا لم تكظم غيظك ولم تنفس عنه، بل قطعت غضبك بأفكار منطقية وممكنة.
يرويستيفن كوفي في كتابه المميز (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) أن رجلاً دخل إلىالقطار ومعه خمسة من الأولاد الذين انتشروا في القطار يلعبون ويصدرون الفوضىوالإزعاج في حين ظل هو جالسا بكل هدوء دون أن يمنعهم من إزعاج الآخرين. ضاق الناسبالأولاد ذرعاً فحادثه الرجل الجالس بجانبه وهو غاضب يحثه على منع أولاده من مضايقةالآخرين. فقال أبو الأولاد: (لقد ماتت أمهم منذ قليل، ولا أعرف ماذا سأقوللهم..!!). عندها دهش الرجل الغاضب: (أوه أنا آسف. هل يمكن أن أفعل لك شيئاً). لقدنسي تماماً ما يسببه الأولاد من إزعاج، وتغير غضبه إلى مساندة. صدقني إنه في كل حدثيمكن أن تجد تفسيراً بديلاً لما يدور في رأسك لو حاولت البحث عنه، وذلك سيخفف منحنقك وغيظك. أليست هذه وسيلة فعالة للسيطرة على الغضب الذي يسببه الآخرونلنا.
رابعاً: إلهاء أنفسنا بعيداً عن ما يثير الغضب.. وقد حدثنا الصحابيالجليل أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- في الحديث الشريف: أن رسول الله - صلى اللهعليه وسلم- قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلافليضطجع).
وذلك لأن تغيير وضعية الغاضب أو خروجه للسير لمدة وجيزة والقيامببعض الرياضة، كل ذلك سيساعد على تلطيف الغضب. لكن تذكر أن مدة التهدئة هذه لا قيمةلها إذا استنفدت في الانشغال بالأفكار التي استنفرت الغضب في المرةالأولى.
خامساً: تعلم التعبير الصحيح عن الغضب.. عندما نغضب فإننا نُظهر هذاالغضب عبر الأساليب الثلاثة التالية: الصياح، والاعتداء، الكبت، والطريقة الصحيّةهي التعبير عن ما أغضبنا بكل حزم وثبات وعبر استخدام لهجة واضحة وصارمة وبنغمة صوتعادية كالتي تستخدمها بشكل طبيعي دون إيذاء للآخرين.
في بعض المواقف (زحمةالطرق، نقد لا يمكنك دحضه،..) ربما لا يكون هناك فرصة للتعبير عن غضبك، وهنا يكونالأسلوب الأمثل هو تغيير تركيز انتباهنا نحو عمل بناء (تحسين أدائي المنتقَد) أوالتفكير بشكل إيجابي (من لا يُخطئ؟!) للتخفيف عن أنفسنا.
سادساً: سلِّمبماهية الأشياء: إحدى الأفكار الجميلة التي ستساعدنا على تجاوز الكثير من الأحداثالمزعجة أن نعلم أن الحياة في تغير مستمر. كل شيء له بداية وله نهاية. قدّر أن كلشيء سيعود إلى أصله.. فكل آلة أو أداة تُصنع سوف تَبلى وتتفتت يوماً ما. المسألةكلها مسألة وقت. فالذي تتوقع أنه سينكسر، ينبغي أن لا تُفاجأ أو تصاب بالغضب عندماينكسر، فهذا قدره..!! وبدلاً من أن تستاء، فإنك تشعر بالامتنان من أجل المدة التياستخدمت هذا الشيء فيها. خذ مثالاً سهلا على ذلك فعندما ينكسر كوب الزجاج المفضللديك ينبغي أن لا تنزعج؛ لأنك تعلم أن هذا قدره. وأن كل شيء سيبلى يوماً ما ويعودإلى أصله. وعلى هذا يمكنك أن تقيس موقفك من أمور أكثر أهمية.
ختـاماً: جاءفي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الشديد بالصُّرَعة، ولكن الشديدمن يملك نفسه عند الغضب)
حقاً إن التحكم بالغضب مهارة راقية تمنح من يتقنهاالسلام والطمأنينة وتقيه من آثاره المدمرة على الروح والجسد.
تعليق