بسم الله الرحمن الرحيم
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ التوبة 103
أخوتي أخواتي الافاضل الاسلام دين منظم جدا وقد نظر المشرع دائما الى المشكلات التي
يعاني منها المجتمع الاسلامي ووضع يده على الداء واعطى الدواء الشافي
ولو ان الامة تعالجت بالادوية الشرعية لتغير حال الامة ولاستعادت
الامجاد التي صنعها الاجداد بايمانهم وتمسكهم بالمنهج الاسلامي
وبالرغم من اهتمام الاسلام بالمجتمع ككل الا انه اهتم بصورة
خاصة بالفقراء ولذلك نرى في كثير من النصوص القرانية
تاكيد وتوصية ودعوة للاهتمام بالفقراء وهذا قمة الانسانية
ولذلك اوصانا بالعناية والاحسان باليتامى والمساكين وابن السبيل
واوصانا بالطبقة الضعيفة بالمجتمع وفي حديث الرسول الكريم
في صحيح البخاري : "هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم"
وقد اراد الاسلام ان تكون هذه الطبقة من المجتمع مضمونة المعيشة
مضمونة الحقوق حتى تصل الى حد الكفاية التامة من مطالب الحياة
وهنا يبرز دور الزكاة والذي جعل الشرع استحصالها لمثل هذه الامور
فهي اذن عبادة ووارد مالي للدولة وتحقيق عدالة اجتماعية وحتى انها
تقضي على بعض الامراض النفسية مثل البغض والغيرة والحسد
ولاهمية الزكاة ولدورها الكبير في بناء المجتمع الاسلامي فقد ذكرت
في القرآن الكريم مع الصلاة في 82 موضع وللعلم ان الزكاة هي
اول نظرية او نظام جدي وفعال عرفته البشرية يعالج الفقر
ويحقق العدالة في المجتمع ولنتعرف في البداية على الزكاة
و تعريفها لغة واصطلاحا:
الزكاة في اللغة النماء او الزيادة وكذلك تعني الطهارة لقوله تعالى
(ولاتزكوا أنفسكم) وكذلك زيادة الخير فنقول رجل زكي وأمراة زكية
اي زائد في الخير
واصطلاحا هي حق يجب في المال نصابا للاصناف الثمانية
المنصوص عليها في القران:
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠)التوبة
وهي الركن الثالث من اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلاة
ومنكر وجوبها كافر مرتدعن الاسلام:
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٨٠)آل عمران
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (٣٥)التوبة
واذا عدنا الى قراءة التاريخ لوجدنا كيف ان سيدنا وحبيبنا وخليفتنا الرجل الرجل
الصديق المبشر بالجنة كيف انه قاتل الممتنعون عن اداء الزكاة ونرى ثباته في الموقف ومقولته المشهورة : والذي نفسي بيده لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم عليه، والذي نفسي بيده لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة
وما الاحظه في الوقت الحاضر تهاون كثير من الناس في هذه العبادة
وتجد الكثير من الناس حريص على الالتزام بالقوانين الوضعيه من ضرائب
وكمرك وغيرها ولايلتزم مطلقا بهذه الفريضة والبعض يؤدي الزكاة حرجا
والبعض لايكون دقيقا في مسألة أحصاء أمواله
وأن شاء الله سأكتب موضوعا اخر أفصل فيه على من تجب الزكاة والاموال التي تجب عليها الزكاة والنصاب ومقداره وعلى من تنفق ووقت وجوبها , وهذه
بعض الايات القرآنية التي ذكرت فيها الزكاة هدانا الها واياكم وجعلنا ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ43 البقرة
وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 110البقرة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 277 البقرة
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٥٦)النور
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١)الانعام
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥)المعارج
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)الاحزاب
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)المائدة
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)لقمان
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (١) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣)النمل
تعليق