إنما الأعمال بالنيات
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه )
و هذا الحديث أخرجه البخاري و مسلم في الصحيح ، أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و النسائي في السنن .
سبب ورود الحديث :
قيل انه كان في الصحابة رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس ، و كان وقت هجرة ، أي الانتقال من مكة إلي المدينة ، فأبت عليه أن تتزوجه حتى يهاجر ، فهاجر لا يريد بذلك فضيلة الهجرة و إنما من اجل أن يتزوجها ، بل تزوجها بالفعل و أطلق عليه " مهاجر أم قيس "
و علم الرسول صلى الله عليه و سلم بذلك فأراد أن يلفت الأنظار إلي ضرورة إخلاص العمل و التوجه به إلي الله عز و جل وحده و لما لم يكن من منهجه صلى الله عليه و سلم في النصيحة الإعلان بها ، و نشرها على الناس ، إلا أن جاهر بها صاحبها ، لما لم يكن من هديه ذلك ساق الكلام مساقا عاما فقال " إنما الأعمال بالنيات ..... " الحديث .
و أقول :
و حتى لو جاءت الروايات مصرحة بأن القصة المذكورة أعلاه هي سبب ورود الحديث أو لا ، فإنه لا يتوقف عليها شيء في فقه الحديث نظرا لان كل ما تساعد عليه هذه القصة إنما هو التعليل لضرب المثل بالهجرة و المرأة و كذلك تحديد المراد باللفظ .
معنى الحديث :
مضت سنة الله في خلقه و جرى قدره على عباده . ان سيادة الإنسان و سعادته في هذه الأرض و نجاته بين يديه سبحانه و تعالى لن تكون إلا بالعمل ، كما مضت سنته و جرى قدره ، انه ليس كل عمل يوصل إلي ذلك و يؤذي إليه و إنما العلم الذي يوصل إلي ذلك و يؤدي إليه ما جمع بين :
الإخلاص و الصلاح
و الحديث الذي نحن بصدد شرحه الآن يدور حول واحد من هذين ، انه يدور حول الإخلاص إذ يرشد النبي صلى الله عليه و سلم من طرف خفي إلي ضرورة استحضار النية عند كل عمل و أن تكون هذه النية خالصة لله تعالى و إنها بمثابة الأصل من الفرع ، فيقول " إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى " أي إن الأعمال تكتسب قيمتها ووزنها مما يقع في القلب و يصاحبها من مقاصد و نوايا ، فإن كانت المقاصد و النوايا حسنة لا يراد بها إلا وجه الله تعالى و طاعة رسوله كانت الأعمال ذات قيمة ووزن و مقبولة عند الله و يثاب صاحبها عليها .
و إن كانت هذه النوايا و تلك المقاصد سيئة لا يراد بها إلا نيل عرض زائل من أعراض هذه الحياة الدنيا كانت هذه الإعمال لا قيمة لها و لا وزن و مردودة من الله على صاحبها و يعاقب عليها .
ثم ضرب النبي صلى الله عليه و سلم مثلا جامعا من الواقع فقال "، فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه " و هو مصدق لما تم ذكره سابقا
و ما يستفاد من الحديث :
انه يجب الاجتهاد في استحضار و تحسين النوايا و جعلها خالصة إلي وجه الله تعالى ، و الحرص كل الحرص أن تكون في هجرة دائمة إلي الله تعالى بأوسع و أعمق ما تتضمنه كلمة هجرة من هجر للمعاصي و أهلها و مواطنها .
أخد الحديث من كتاب توجيهات نبوية على الطريق
للدكتور السيد محمد نوح
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه )
و هذا الحديث أخرجه البخاري و مسلم في الصحيح ، أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و النسائي في السنن .
سبب ورود الحديث :
قيل انه كان في الصحابة رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس ، و كان وقت هجرة ، أي الانتقال من مكة إلي المدينة ، فأبت عليه أن تتزوجه حتى يهاجر ، فهاجر لا يريد بذلك فضيلة الهجرة و إنما من اجل أن يتزوجها ، بل تزوجها بالفعل و أطلق عليه " مهاجر أم قيس "
و علم الرسول صلى الله عليه و سلم بذلك فأراد أن يلفت الأنظار إلي ضرورة إخلاص العمل و التوجه به إلي الله عز و جل وحده و لما لم يكن من منهجه صلى الله عليه و سلم في النصيحة الإعلان بها ، و نشرها على الناس ، إلا أن جاهر بها صاحبها ، لما لم يكن من هديه ذلك ساق الكلام مساقا عاما فقال " إنما الأعمال بالنيات ..... " الحديث .
و أقول :
و حتى لو جاءت الروايات مصرحة بأن القصة المذكورة أعلاه هي سبب ورود الحديث أو لا ، فإنه لا يتوقف عليها شيء في فقه الحديث نظرا لان كل ما تساعد عليه هذه القصة إنما هو التعليل لضرب المثل بالهجرة و المرأة و كذلك تحديد المراد باللفظ .
معنى الحديث :
مضت سنة الله في خلقه و جرى قدره على عباده . ان سيادة الإنسان و سعادته في هذه الأرض و نجاته بين يديه سبحانه و تعالى لن تكون إلا بالعمل ، كما مضت سنته و جرى قدره ، انه ليس كل عمل يوصل إلي ذلك و يؤذي إليه و إنما العلم الذي يوصل إلي ذلك و يؤدي إليه ما جمع بين :
الإخلاص و الصلاح
و الحديث الذي نحن بصدد شرحه الآن يدور حول واحد من هذين ، انه يدور حول الإخلاص إذ يرشد النبي صلى الله عليه و سلم من طرف خفي إلي ضرورة استحضار النية عند كل عمل و أن تكون هذه النية خالصة لله تعالى و إنها بمثابة الأصل من الفرع ، فيقول " إنما الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امرئ ما نوى " أي إن الأعمال تكتسب قيمتها ووزنها مما يقع في القلب و يصاحبها من مقاصد و نوايا ، فإن كانت المقاصد و النوايا حسنة لا يراد بها إلا وجه الله تعالى و طاعة رسوله كانت الأعمال ذات قيمة ووزن و مقبولة عند الله و يثاب صاحبها عليها .
و إن كانت هذه النوايا و تلك المقاصد سيئة لا يراد بها إلا نيل عرض زائل من أعراض هذه الحياة الدنيا كانت هذه الإعمال لا قيمة لها و لا وزن و مردودة من الله على صاحبها و يعاقب عليها .
ثم ضرب النبي صلى الله عليه و سلم مثلا جامعا من الواقع فقال "، فمن كانت هجرته إلي الله و رسوله فهجرته إلي الله و رسوله ، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه " و هو مصدق لما تم ذكره سابقا
و ما يستفاد من الحديث :
انه يجب الاجتهاد في استحضار و تحسين النوايا و جعلها خالصة إلي وجه الله تعالى ، و الحرص كل الحرص أن تكون في هجرة دائمة إلي الله تعالى بأوسع و أعمق ما تتضمنه كلمة هجرة من هجر للمعاصي و أهلها و مواطنها .
أخد الحديث من كتاب توجيهات نبوية على الطريق
للدكتور السيد محمد نوح
إعداد : كدي
مع خالص تحياتي
تعليق