.
القسم في القرآن الكريم ظاهرة كثيرة جدا اختلفت اساليبها وصيغها
فتارة يقسم الله عز وجل بذاته المقدسة كما في قوله : ( فوربك لنحشرنهم و الشياطين )
وتارة يقسم بالقرآن كما في قوله جل وعلا : ( يس والقرآن الحكيم )
واقسم كذلك سبحانه ببعض الأمكنة و الأزمنة كما في قوله : ( والضحى والليل اذا سجى ) ( والفجر وليال عشر )
( وطور سنين وهذا البلد الأمين ) . . .
و مع اختلاف صيغ القسم في القرآن الكريم يبقى الغرض منه واحدا و هو التنبيه الى عظم مكانة المقسم به و توكيده
فما من شئ اقسم به الله سبحانه الا كان يحوي من الأسرار و العبرة و العظة الشئ الكثير
من بين ما اقسم به الله تعالى في كتابه المبين : الليالي العشر
قال الله عز وجل : ( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر . . . )
فما هي اذن الليالي العشر التي أقسم بها سبحانه في مستهل هذه السورة ؟
ذهب جمهور العلماء والمفسرين الى ان المراد بالليالي العشر ، عشر ذي الحجة كما روي عن مجاهد وابن عباس وابن الزبير . . . وغير واحد من السلف والخلف
فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا : ( ما من ايام العمل الصالح أحب الى الله فيهن من هذه الأيام ، يعني عشر ذي الحجة ، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله الا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ
وفي رواية اخرى عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة . فقال رجل : هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا الى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ) رواه ابو ليلى
والبزار وابن خزيمة ، وابن حبان واللفظ له
وروى أحمد والنسائي بسندهما الى حفصة رضي الله عنها قالت : ( أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغذاة )
و تجدر الاشارة الى انه هناك بين المفسرين من ذهب الى ان الليال العشر المقصود العشر الاواخر من شهر رمضان
لكن الجمهور على انها العشر من ذي الحجة
ونظرا للفضل العظيم لهذه الأيام المباركة كما تبين معنا من النصوص السالفة الذكر
وجب اغتنام هذه الفرصة الثمينة التي لا تتكرر الا مرة واحدة بالسنة
ولا يدري أحدنا هل يدركها العام المقبل أم لا
ومن بين السنن التي كان يواظب عليها السلف الصالح في هذه الأيام العظيمة
الصيام وذلك تأسيا بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما وقفنا عليه من خلال حديث حفصة رضي الله عنها
وهو كذلك ما أثر عن السلف الصالح رضي الله عنهم
التسبيح والحمد وذكر الله عند كل حين لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا : (ما من أيام أعظم ولا أحب الى الله العمل فيهن من هذه الايام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
وروى البخاري رضي الله عنه ان ابن عمر وابا هريرة كان يخرجان الى السوق في تلك الايام فيكبران ويكبر الناس معهما
وروي عن سعيد ابن جبير رضي الله عنه انه قال : ( لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر )
وعلى العموم فان كل عمل صالح يتقرب به الى الله عز وجل من صلاة وصوم وقراءة قرآن وصدقة . . . في هذه الأيام العظيمة ، لا شك في انه ينطوي على الجزاء والفضل العميم
فمعلوم ان الحسنات والقربات والطاعات يعظم الثواب المترتب عنها بعظم الزمان والمكان
وقد فسر الحافظ ابن حجر رحمه الله سر المكانة العظيمة للعشر من ذي الحجة قائلا : والذي يظهر ان السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع امهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره
أسأل الله لي ولكم أن يجعلنا دائما من المسارعين الى الخيرات
وأن يرزقنا فضل وبركة هذه الأيام المباركة كاملا غير منقوص باذنه ورحمته
كل عام وأنتم بألف خير
إعداد : أم سلمان
القسم في القرآن الكريم ظاهرة كثيرة جدا اختلفت اساليبها وصيغها
فتارة يقسم الله عز وجل بذاته المقدسة كما في قوله : ( فوربك لنحشرنهم و الشياطين )
وتارة يقسم بالقرآن كما في قوله جل وعلا : ( يس والقرآن الحكيم )
واقسم كذلك سبحانه ببعض الأمكنة و الأزمنة كما في قوله : ( والضحى والليل اذا سجى ) ( والفجر وليال عشر )
( وطور سنين وهذا البلد الأمين ) . . .
و مع اختلاف صيغ القسم في القرآن الكريم يبقى الغرض منه واحدا و هو التنبيه الى عظم مكانة المقسم به و توكيده
فما من شئ اقسم به الله سبحانه الا كان يحوي من الأسرار و العبرة و العظة الشئ الكثير
من بين ما اقسم به الله تعالى في كتابه المبين : الليالي العشر
قال الله عز وجل : ( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر . . . )
فما هي اذن الليالي العشر التي أقسم بها سبحانه في مستهل هذه السورة ؟
ذهب جمهور العلماء والمفسرين الى ان المراد بالليالي العشر ، عشر ذي الحجة كما روي عن مجاهد وابن عباس وابن الزبير . . . وغير واحد من السلف والخلف
فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا : ( ما من ايام العمل الصالح أحب الى الله فيهن من هذه الأيام ، يعني عشر ذي الحجة ، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ولا الجهاد في سبيل الله الا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ
وفي رواية اخرى عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة . فقال رجل : هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله ، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا الى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة ) رواه ابو ليلى
والبزار وابن خزيمة ، وابن حبان واللفظ له
وروى أحمد والنسائي بسندهما الى حفصة رضي الله عنها قالت : ( أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغذاة )
و تجدر الاشارة الى انه هناك بين المفسرين من ذهب الى ان الليال العشر المقصود العشر الاواخر من شهر رمضان
لكن الجمهور على انها العشر من ذي الحجة
ونظرا للفضل العظيم لهذه الأيام المباركة كما تبين معنا من النصوص السالفة الذكر
وجب اغتنام هذه الفرصة الثمينة التي لا تتكرر الا مرة واحدة بالسنة
ولا يدري أحدنا هل يدركها العام المقبل أم لا
ومن بين السنن التي كان يواظب عليها السلف الصالح في هذه الأيام العظيمة
الصيام وذلك تأسيا بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما وقفنا عليه من خلال حديث حفصة رضي الله عنها
وهو كذلك ما أثر عن السلف الصالح رضي الله عنهم
التسبيح والحمد وذكر الله عند كل حين لما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا : (ما من أيام أعظم ولا أحب الى الله العمل فيهن من هذه الايام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
وروى البخاري رضي الله عنه ان ابن عمر وابا هريرة كان يخرجان الى السوق في تلك الايام فيكبران ويكبر الناس معهما
وروي عن سعيد ابن جبير رضي الله عنه انه قال : ( لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر )
وعلى العموم فان كل عمل صالح يتقرب به الى الله عز وجل من صلاة وصوم وقراءة قرآن وصدقة . . . في هذه الأيام العظيمة ، لا شك في انه ينطوي على الجزاء والفضل العميم
فمعلوم ان الحسنات والقربات والطاعات يعظم الثواب المترتب عنها بعظم الزمان والمكان
وقد فسر الحافظ ابن حجر رحمه الله سر المكانة العظيمة للعشر من ذي الحجة قائلا : والذي يظهر ان السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع امهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره
أسأل الله لي ولكم أن يجعلنا دائما من المسارعين الى الخيرات
وأن يرزقنا فضل وبركة هذه الأيام المباركة كاملا غير منقوص باذنه ورحمته
كل عام وأنتم بألف خير
إعداد : أم سلمان
تعليق