دور المستهلك في المحافظة على سلامة غذائه
المستهلك هو ضحية عدم الاهتمام بسلامة غذائه . فمن المعروف أن تلوث الغذاء وتذبذب درجة حرارته أثناء الحفظ والتخزين والتداول يقود إلى كثير من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان (المستهلك). كما يتحمل المستهلك مسئوليته نتيجة عدم الوعي أو عدم الاهتمام. وأيضا على الذين يحضرون ويأكلون غذائهم في المنزل تحمل مسئولية سلامته.
ويتحمل المستهلك دوره من خلال مسئوليته عن الحماية الذاتية Self-protection ووعيه أثناء تسوق غذاؤه ونقله إلى منزله إضافة إلى مسئوليته عن سلامة إعداده لغذائه داخل المنزل والإلمام بأسس حفظ وطبخ وتداول الغذاء وتجنب تلوثه أثناء التقديم النهائي.
أ ) مسئولية المستهلك أثناء التسويق: Shopping
تعتبر بطاقة البيان الموجودة على عبوات الأغذية المغلفة والمعروضة للبيع هي الوسيلة الأولى التي يختار المستهلك سلعته بناء عليها، إضافة إلى توصيات المصنعين والدعاية والإعلان وعلى التفضيل الشخصي لماركة معينة. وبالرغم من أن الصدق في كتابة البطاقة من العناصر الرئيسية لقوانين الأغذية إلا أنه من الضروري أن يكون المستهلك على وعى بمحتويات البطاقة وأن يتخذ قرار الشراء بعد تقييم هذه المعلومات ورفض المعلومات المضللة والمغلوطة. فمثلا كلمة "طبيعي" أو Natural قد تكتب على عبوات الأغذية كوصف لجزء من مكونات الغذاء – وكلمة "خالي من الكولسترول" أو "صحي ومفيد" أو "غنى بالطاقة" ما هي إلا وسيلة للدعاية لأصناف معينة من الأغذية، ونظراً للتنوع الكبير في منتجات الأغذية فيجب على المستهلك أن يقارن بين هذه المنتجات على أساس موضوعي وعدم التأثر بالماركة أو شكل التغليف أو الدعاية وأن يفحص بطاقة البيان جيداً ويقرأ المعلومات الخاصة باحتواء الغذاء على مواد حافظة أو مواد ملونة وكذلك المعلومات التغذوية وأن يتخذ قراره بناء على مسئوليته عن المحافظة على صحته وسلامته وضمان حصوله على مقابل عادل لما يدفع.
كما يجب أن ينتبه المستهلك إلى أن بعض المتاجر تسئ تداول الأغذية مثل حفظها على درجة حرارة غير سليمة إما عند دخولها المخزن أو أثناء عرضها للبيع. وعلى المتسوقين الذين يلاحظون ذلك أن يجهروا بالشكوى لإدارة المتجر وحتى للجهات الرقابية المسئولة.
وبصرف النظر عن القرار الذي يمكن أن يتخذه المستهلك عند الشراء فإن عليه مسئولية المحافظة على الطعام وتداوله بطريقة تضمن سلامته منذ لحظة اختياره في المتجر حتى استهلاكه بألا يتعرض لظروف غير مناسبة، تتسبب في تلفه. ويلاحظ بأن الكثير من المتاجر تعرض البضائع سريعة الفساد بالقرب من مداخلها وبالتالي تظل زمنا طويلا في عربة النقل خارج الثلاجة أو الفريزر حتى دفع الحساب والذهاب إلى المنزل مما يؤدى إلى فساد هذه الأغذية. ولذلك يجب تأجيل اختيار الأغذية سريعة الفساد إلى آخر مرحلة في التسوق.
وعموما فإن تسوق الأغذية بوعي وبطريقة سليمة والمحافظة على الغذاء أثناء تداوله بحيث لا يتعرض للمعاملة الحرارية السيئة بداخل السيارة أو بصندوقها في الطريق إلى المنزل هو أحد الأمور الهامة التي تساعد على سلامة الغذاء.
ب) مسئولية المستهلك أثناء تداول الغذاء بالمنزل Food at home
يجب على المستهلك أن يعرف الأسلوب الصحيح لحفظ الغذاء – فعندما يصل الغذاء إلى المنزل لابد من وضعه فى الثلاجة أو الفريزر أو فى الرف على درجة حرارة الغرفة حسب التعليمات المكتوبة على العبوة. ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن درجة حرارة الثلاجة المنزلية هي من 5-10°م ودرجة حرارة الفريزر هى صفر إلى - 18°م. كما يجب الاهتمام بعملية الطبخ وأن تتم على درجة الحرارة والمدة التى تضمن القضاء على الميكروبات المرضية – كما يراعى أن يقدم الطعام الساخن ساخناً والبارد بارداً. ويجب ملاحظة إمكانية حدوث التلوث العرضى أثناء التحضير أو التقديم النهائى للطعام. فمثلا يجب عدم السماح بتساقط الماء المنفصل (drip) عند تسييح اللحوم المجمدة (مثلا) على سلطة مخزنة في الرف الأسفل للثلاجة وألا يسمح باستخدام سكاكين تقطيع اللحوم النيئة لتقطيع أغذية معدة للتقديم مما يعرضها للتلوث.
ومن الأمور الجديرة بالتنبيه هو ضرورة تبريد الأغذية المتبقية (الطعام المتبقى) مباشرة فى الثلاجة وعدم تركها لتبرد على درجة حرارة الغرفة قبل إدخالها الثلاجة أو الفريزر، ولذلك يجب عدم الاحتفاظ بالطعام على درجات الحرارة التى تسمى النطاق الخطر Dangerous zone وهو النطاق بين 5م ، 63°م الذى تنمو فيه الميكروبات بالدرجة التى قد تؤدى إلى فساده أو تسممه .
حيث يجب حفظ الغذاء على درجة حرارة خارج هذا النطاق الذى تنمو فيه الميكروبات وعادة تلجأ إما إلى التبريد (أقل من 5°م) أو التسخين (أعلى من 63°م).
ويجب أن يكون معلوماً أنه عند إعادة تسخين الطعام فإن التسخين الجيد لأعلى من 63°م يقضى على الميكروبات المسببة للأمراض والتسمم إلا أنه إذا كان الميكروب قد حفظ تحت ظروف مثلى لإنتاج السم (مثل البكتريا العنقودية الذهبية) أو التوكسين المقاوم للحرارة (يتحمل الغليان لمدة ساعة) ولذلك فإن إعادة الطهي لا يكون كافيا للقضاء على السم بالرغم من القضاء على الميكروب المنتج له.
ج) مسئولية المستهلك عند تناول الطعام خارج المنزل:Eating out of home
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تناول الطعام بالمطاعم العامة أو الفنادق أو تناول الوجبات السريعة أو ما يعرف بالـ Take away ومن المعروف أن الطعام يعد في هذه الأماكن بكميات كبيرة وقد يقوم بالإعداد أشخاص ليس لديهم وعى بالطريقة الصحيحة لتداول الغذاء. وأن إنتاج هذه الكميات الكبيرة يجعلها تبقى لفترات طويلة على درجات حرارة غير مناسبة كما قد تقدم الخدمة الغذائية بواسطة غير المؤهلين حيث لا تتوافر إمكانيات غسيل اليدين بصورة جيدة وحيث لا تتوافر التجهيزات الصحية العامة .. هذا الوضع قد أدى إلى حالات تفشى وانتشار لأمراض تنتقل عن طريق الغذاء ولذلك يجب على المستهلك الحذر عند تناول الطعام خارج المنزل.
ومن المهم أن يتعلم كل مستهلك كل ما يمكن توقعه من أجل سلامة غذاؤه.. كما يجب أن يعلم أن السلامة المطلقة لا يمكن الوصول إليها دون تكاليف باهظة. فمثلا يجب أن يتوقع المستهلك وجود حويصلات الأنتاميبا هستوليتكا فى الخضروات الطازجة واحتمال وجود ميكروبات أخرى قد تسبب المرض إذا لم تتبع الإجراءات السليمة لحفظ وتداول وإعداد الطعام بالمنزل. كما يجب أن يفترض المستهلك أسوأ الاحتمالات ويقوم بطبخ اللحوم، ولحوم الدواجن – مثلا – طبخاً جيداً للتخلص من احتمال وجود السالمونيلا والكامبيلوباكتر .
وعلى جمهور المستهلكين المشاركة مع الحكومة في ضمان سلامة غذائهم وذلك من خلال إيصال أصواتهم واللجوء إلى الشكوى في حالة ظهور أى حالات محتملة لعدم السلامة ويمكن أيضا تفويض جماعات لتكون ممثلة للمستهلكين مثل جمعيات حماية المستهلك التي يجب أن يمثل فيها أشخاص مؤهلين. كما يجب أن تقوم وسائل الإعلام بدورها في تنمية وعى المستهلكين بسلامة غذائهم.
( الموضوع القادم عن : الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء )
( من كتاب سلامة الغذاء للمؤلف د.لطفى حمزاوي)
ويتحمل المستهلك دوره من خلال مسئوليته عن الحماية الذاتية Self-protection ووعيه أثناء تسوق غذاؤه ونقله إلى منزله إضافة إلى مسئوليته عن سلامة إعداده لغذائه داخل المنزل والإلمام بأسس حفظ وطبخ وتداول الغذاء وتجنب تلوثه أثناء التقديم النهائي.
أ ) مسئولية المستهلك أثناء التسويق: Shopping
تعتبر بطاقة البيان الموجودة على عبوات الأغذية المغلفة والمعروضة للبيع هي الوسيلة الأولى التي يختار المستهلك سلعته بناء عليها، إضافة إلى توصيات المصنعين والدعاية والإعلان وعلى التفضيل الشخصي لماركة معينة. وبالرغم من أن الصدق في كتابة البطاقة من العناصر الرئيسية لقوانين الأغذية إلا أنه من الضروري أن يكون المستهلك على وعى بمحتويات البطاقة وأن يتخذ قرار الشراء بعد تقييم هذه المعلومات ورفض المعلومات المضللة والمغلوطة. فمثلا كلمة "طبيعي" أو Natural قد تكتب على عبوات الأغذية كوصف لجزء من مكونات الغذاء – وكلمة "خالي من الكولسترول" أو "صحي ومفيد" أو "غنى بالطاقة" ما هي إلا وسيلة للدعاية لأصناف معينة من الأغذية، ونظراً للتنوع الكبير في منتجات الأغذية فيجب على المستهلك أن يقارن بين هذه المنتجات على أساس موضوعي وعدم التأثر بالماركة أو شكل التغليف أو الدعاية وأن يفحص بطاقة البيان جيداً ويقرأ المعلومات الخاصة باحتواء الغذاء على مواد حافظة أو مواد ملونة وكذلك المعلومات التغذوية وأن يتخذ قراره بناء على مسئوليته عن المحافظة على صحته وسلامته وضمان حصوله على مقابل عادل لما يدفع.
كما يجب أن ينتبه المستهلك إلى أن بعض المتاجر تسئ تداول الأغذية مثل حفظها على درجة حرارة غير سليمة إما عند دخولها المخزن أو أثناء عرضها للبيع. وعلى المتسوقين الذين يلاحظون ذلك أن يجهروا بالشكوى لإدارة المتجر وحتى للجهات الرقابية المسئولة.
وبصرف النظر عن القرار الذي يمكن أن يتخذه المستهلك عند الشراء فإن عليه مسئولية المحافظة على الطعام وتداوله بطريقة تضمن سلامته منذ لحظة اختياره في المتجر حتى استهلاكه بألا يتعرض لظروف غير مناسبة، تتسبب في تلفه. ويلاحظ بأن الكثير من المتاجر تعرض البضائع سريعة الفساد بالقرب من مداخلها وبالتالي تظل زمنا طويلا في عربة النقل خارج الثلاجة أو الفريزر حتى دفع الحساب والذهاب إلى المنزل مما يؤدى إلى فساد هذه الأغذية. ولذلك يجب تأجيل اختيار الأغذية سريعة الفساد إلى آخر مرحلة في التسوق.
وعموما فإن تسوق الأغذية بوعي وبطريقة سليمة والمحافظة على الغذاء أثناء تداوله بحيث لا يتعرض للمعاملة الحرارية السيئة بداخل السيارة أو بصندوقها في الطريق إلى المنزل هو أحد الأمور الهامة التي تساعد على سلامة الغذاء.
ب) مسئولية المستهلك أثناء تداول الغذاء بالمنزل Food at home
يجب على المستهلك أن يعرف الأسلوب الصحيح لحفظ الغذاء – فعندما يصل الغذاء إلى المنزل لابد من وضعه فى الثلاجة أو الفريزر أو فى الرف على درجة حرارة الغرفة حسب التعليمات المكتوبة على العبوة. ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن درجة حرارة الثلاجة المنزلية هي من 5-10°م ودرجة حرارة الفريزر هى صفر إلى - 18°م. كما يجب الاهتمام بعملية الطبخ وأن تتم على درجة الحرارة والمدة التى تضمن القضاء على الميكروبات المرضية – كما يراعى أن يقدم الطعام الساخن ساخناً والبارد بارداً. ويجب ملاحظة إمكانية حدوث التلوث العرضى أثناء التحضير أو التقديم النهائى للطعام. فمثلا يجب عدم السماح بتساقط الماء المنفصل (drip) عند تسييح اللحوم المجمدة (مثلا) على سلطة مخزنة في الرف الأسفل للثلاجة وألا يسمح باستخدام سكاكين تقطيع اللحوم النيئة لتقطيع أغذية معدة للتقديم مما يعرضها للتلوث.
ومن الأمور الجديرة بالتنبيه هو ضرورة تبريد الأغذية المتبقية (الطعام المتبقى) مباشرة فى الثلاجة وعدم تركها لتبرد على درجة حرارة الغرفة قبل إدخالها الثلاجة أو الفريزر، ولذلك يجب عدم الاحتفاظ بالطعام على درجات الحرارة التى تسمى النطاق الخطر Dangerous zone وهو النطاق بين 5م ، 63°م الذى تنمو فيه الميكروبات بالدرجة التى قد تؤدى إلى فساده أو تسممه .
حيث يجب حفظ الغذاء على درجة حرارة خارج هذا النطاق الذى تنمو فيه الميكروبات وعادة تلجأ إما إلى التبريد (أقل من 5°م) أو التسخين (أعلى من 63°م).
ويجب أن يكون معلوماً أنه عند إعادة تسخين الطعام فإن التسخين الجيد لأعلى من 63°م يقضى على الميكروبات المسببة للأمراض والتسمم إلا أنه إذا كان الميكروب قد حفظ تحت ظروف مثلى لإنتاج السم (مثل البكتريا العنقودية الذهبية) أو التوكسين المقاوم للحرارة (يتحمل الغليان لمدة ساعة) ولذلك فإن إعادة الطهي لا يكون كافيا للقضاء على السم بالرغم من القضاء على الميكروب المنتج له.
ج) مسئولية المستهلك عند تناول الطعام خارج المنزل:Eating out of home
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تناول الطعام بالمطاعم العامة أو الفنادق أو تناول الوجبات السريعة أو ما يعرف بالـ Take away ومن المعروف أن الطعام يعد في هذه الأماكن بكميات كبيرة وقد يقوم بالإعداد أشخاص ليس لديهم وعى بالطريقة الصحيحة لتداول الغذاء. وأن إنتاج هذه الكميات الكبيرة يجعلها تبقى لفترات طويلة على درجات حرارة غير مناسبة كما قد تقدم الخدمة الغذائية بواسطة غير المؤهلين حيث لا تتوافر إمكانيات غسيل اليدين بصورة جيدة وحيث لا تتوافر التجهيزات الصحية العامة .. هذا الوضع قد أدى إلى حالات تفشى وانتشار لأمراض تنتقل عن طريق الغذاء ولذلك يجب على المستهلك الحذر عند تناول الطعام خارج المنزل.
د) الحماية الذاتية للمستهلكSelf-Protection
يجب أن يتوقع المستهلك أن الغذاء قد يكون ملوثا فمن المتوقع أن الفواكه والخضراوات التى تنمو في التربة تكون ملوثة بالميكروبات مثل الكوليستريديوم كما يتوقع وجود السالمونيلا والكامبيلوباكتر في لحوم الدواجن النيئة والمنتجات الحيوانية الأخرى ولذلك يجب طبخها جيداً. وعلى المستهلك الوعى بمصادر التلوث المفترضة حتى يمكنه تقليل فرص التلوث العرضى منها أو وصولها إلى الغذاء بالمنزل. ومن الحالات المعروفة أن السلطة الخضراء إن لم يتم العناية بنظافة مكوناتها جيداً قد تحتوى على ميكروب الليستريا. ومن المهم أن يتعلم كل مستهلك كل ما يمكن توقعه من أجل سلامة غذاؤه.. كما يجب أن يعلم أن السلامة المطلقة لا يمكن الوصول إليها دون تكاليف باهظة. فمثلا يجب أن يتوقع المستهلك وجود حويصلات الأنتاميبا هستوليتكا فى الخضروات الطازجة واحتمال وجود ميكروبات أخرى قد تسبب المرض إذا لم تتبع الإجراءات السليمة لحفظ وتداول وإعداد الطعام بالمنزل. كما يجب أن يفترض المستهلك أسوأ الاحتمالات ويقوم بطبخ اللحوم، ولحوم الدواجن – مثلا – طبخاً جيداً للتخلص من احتمال وجود السالمونيلا والكامبيلوباكتر .
وعلى جمهور المستهلكين المشاركة مع الحكومة في ضمان سلامة غذائهم وذلك من خلال إيصال أصواتهم واللجوء إلى الشكوى في حالة ظهور أى حالات محتملة لعدم السلامة ويمكن أيضا تفويض جماعات لتكون ممثلة للمستهلكين مثل جمعيات حماية المستهلك التي يجب أن يمثل فيها أشخاص مؤهلين. كما يجب أن تقوم وسائل الإعلام بدورها في تنمية وعى المستهلكين بسلامة غذائهم.
( الموضوع القادم عن : الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء )
تعليق