أنبأتني أولى نجمات المساء
كيف طارت اليكَ أسراب الفراشات
يَستحِثُها نور جبينك
نزلت فوق مفرقك
ومن أجنحتها المحترقة صاغت لك اكليلا
ارتشفت لك من كل الزهرات رحيقا
وسكبته فوق شفاهك وفوق جفونك
أنبأتني
كيف أغمضت عينيك زهوا وتيها
كيف انتشيت وأنت ترشفه وتمازجه روحك
حتى آخر قطرة ، حتى الثمالة
أنبأتني كيف انثنيت مع رقصها وتثنيها
و انتشيت لرفيف أجنحتها فوق جبينك
وذاك الوهج المستعر يغريها
أنبأتني
كيف ستتعلل بالسقم عند عودتك هذا المساء
زاهدا في كل شئ
في أرجوحة الحديقة و شرفة القمر
في الليلك المفتون بشهد السهر
في قيثارتك الولهى أوتارها بدفء أناملك
في كل الأشياء التي عودتها على فيض حنانك
وبهجة حضورك
أنبأتني
كيف سيخبو نور جبينك الذي كان يجلي ظلمة المساء
وينطفئ ذاك الوهج في عينيك
و يذوب ذاك الضياء المسكر بين الجناحات
فأتوه بحلمي وتقصيني الأنسام
وتغتالني ظلمة المسافات
فأين المفر بأدمعي ولا خافق أبثه لوعتي
الا ذبيحا بين الثنايا مكتوم الأنين مقبور الآهات
أنبأتني
كيف ستميتني وحشة وسكون هذا المساء
ويستبيح خنجر الصمت صدري
وتذوي زهور الليلك مودعة حلمها الموؤود حضن السماء
فالقيثارة التي كانت بالامس تشدو بأعذب الترانيم والألحان
وتبدد وحشة وسكون المساء
تهدلت أوتارها حين عزفت لحن الختام
وأصبحت قيثارة خرساء
سلاف فواخرجي
تعليق