تقول مجلة فلسطين الثورة: تفتحت عينا رضوان على النضال ، عندما كان شابا صغيرا، يعمل في مخبز والده ، مع أنه كان أميا ، إلا أنه استطاع بعفويته النضالية أن يكتشف شكل الاسلوب النضالي الذي عليه أن يختاره ليشق طريق مستقبله ومستقبل الشعب العربي الفلسطيني الذي ينتمي إليه ، فانضم للحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1919، وبين رفاقه وعلى أيديهم تعلم رضوان القراءة والكتابة ، وكان نشاطه واندفاعه الثوري عاملا رئيسيا في إقباله على السعي الجدي لاكتساب المزيد من الثقافة والمعرفة ، فأوفد في عام 1920، في بعثة حزبية الى موسكو حيث دخل معهد الكادحين لمدة ثلاث سنوات ، عاد بعدها ليشارك في أعمال المؤتمر السابع للحزب، وينتخب عضوا في اللجنة المركزية ، وعضوا في المكتب السياسي ليصبح في عام 1924 أمينا عاما للحزب بموجب قرار تعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني وبقي في منصبه حتى عام 1944-عام الانشقاق.
كيف بدأ الرفيق موسى مسيرته النضالية والحزبية :- يقول الرفيق رضوان "موسى"
في عام 1925 اندلعت في سوريا ثورة ضد الاستعمار الفرنسي ، وحضر وفد عن الثوار السوريين الى فلسطين ، بهدف جمع تبرعات وتجنيد متطوعين ، فذهبت الى أحد مساجد يافا حيث كان مقررا أن يلقي فيه مندوب الثوار خطابا حول الاستعمار الفرنسي ، والنضال في سبيل الاستقلال ، وهناك أعربت عن رغبتي في التطوع ، ولكن طلبي رفض بسبب صغر سني (16 سنة) ، ولما كنت في ذلك الوقت شديد التدين فقد انضممت الى جمعية الشبان المسلمين في يافا، وفيها تعلمت مبادىء القراءة والكتابة ، ما لبثت أن طردت من الجمعية، وبدأت أزوال عملا كعامل بناء ، وأثناء ذلك تعرفت على شخص يهودي، كان يستفسر عن شروط عملي وراتبي ونورني في أمور كثيرة ، تتعلق بالعمل وحقوق العاملين وعن الحركة العمالية ، ما أسفر عن إلتحاقي برابطة الشبيبة الشيوعية.
مع نمو وعي الطبقي ، التحقت بإحدى خلايا الحزب الشيوعي ، وكان الحزب يعادي وعد بلفور والصهيونية والاستعمار – والبذات الاستعمار البرطاني- ، وبازدياد تدفق المهاجرين اليهود الى فلسطين عام 1933 بدأ الحزب يرفع شعارات المعاداة للهجرة وبيع الاراضي، ومع أن الحزب لم يكن يطالب بعودة المهاجرين الى أوطانهم التي جاءوا منها ، لكن كان يشير الى مقاطعة "بيروبيجان" في الاتحاد السوفيتي كمكان بديل للهجرة، وبالفعل غادر عدد من اليهود الى تلك المقاطعة ، وكان الرفاق العرب في الحزب يركزون في مناقشاتهم مع الجماهير العربية على المسائل الحياتية والقضايا المعيشية اليومية.
في سنة 1930 سافرت الى موسكو، برفقة مندوبين للمؤتمر الخامس للكومنترين، وفي هذه السنة اشتركت في دورة حزبية (جامعة كادحي الشرق) لمدة سنة ، وبسبب ظروف فنية ، لم أتمكن من العودة لفلسطين، فأمضيت سنتين اخريتين في هذه الدورة ، ولم أكن من أوائل الشيوعين الفلسطينيين الذين ذهبوا للاتحاد السوفيتي للالتحاق بمثل هذه الدورات ، فقد سبقتني دفعتان كان من بين أعضائها الرفيق محمود المغربي – يافا، في عام 1933 تسنت لي العودة لفلسطين، فعدت برفقة الرفيق مئير كولنين ، وفي بيروت تم اعتقالي وابعدت الى فرنسا لابقى معتقلا فيها لمدة (4) أشهر . استطعت بعدها أن أشق طريقي لفلسطين والوصول إليها ، ووقتها تفرغت للعمل في الحزب الذي زاد من إهتمامه بالشلرع العربي قياسا بفترة ما قبل سنة 1930 ، ففي تلك الفترة لم يكن يوجد كادر عربي في قيادة الحزب وكان السكرتير العام هو الرفيق "فيجدور" ، وفي تلك الفترة تم تعييني سكرتيرا لتنظيم الشبيبة في الحزب، وكان تنظيم الشبيبة في حينه مختلطا ، يضم في عضويته عربا ويهودا شأن بقية هيئات الحزب الاخرى.
في عام 1924استدعي الى موسكو سكرتير عام الحزب وكانت السكرتاريا في ذلك الوقت مكونه من 3 أو 4 رفاق ، وكان مركز السكرتارية في يافا ، فكان أن تم ابلاغي باختياري سكرتيرا عام للحزب وتم سفري على الفور، كان الرفاق اليهود لا يزالون يشكلون أكثرية السكرتارية واللجنة المركزية ، ولم يكن ذلك بالامر المؤثر، فقد كانت القرارات ترتبط أكثر بالسكرتير العام ، الذي كان بمقدوره اتخاذ القرارات لوحده، حتى لو عارضه جميع أعضاء السكرتارية – كما حدث في مسألة إضراب عام العاملين في معسكرات الجيش البرطاني ، تماما كما لم يكن خط الحزب مرهونا برأي السكرتير العام ، ولا حتى باعتبارات الحزب الداخلية ، بقدر ما هو محصلة لتوجهات الكومنترين ، شأننا في ذلك شأن بقية الاحزاب الشيوعية الاخرى. وعندما تسلمت السكرتارية العامة للحزب ، حاولت أن أبرز ملامح خط جديد للحزب وكنت مقتنعا بصحته ، فأغلقت مجلة "الى الامام" التي كانت تصدر عام 1929 والتي كانت لا تحسن التفريق بين الحركة الوطنية وقيادتها القومية، وتغفل الى حد ما الحركة الصهيونية، وتم اصدار جريدة "نضال الشعب" بديلا عنها كمنبر جديد استمر لغاية 1943 ، وظلت الجريدة طيلة هذه الفترة تبدي انفتاحا كثيرا على الحركة الوطنية وقياداتها التي كانت في غالبيتها تتمثل برجال دين وعناصر اقطاعية وبرجوازية في طور التكوين ، ومع ذلك ظل الحزب يحاول توثيق صلاته بالجناح الراديكالي في تلك الحركة ، مثل حزب الاستقلال ومجموعة حمدي الحسيني.
في العام 1935 كانت الاوضاع على وشك الانفجار كمقدمة لثورة وأحداث 1936، ورأى الحزب في نشاطهم محتوى وطني ثوري لانهم حددوا الاستعمار البرطاني كعدو رئيس، وقد عزى الحزب سبب اجهاض الحركة لاستعجالها في القيام بأعمال مسلحة لم تنضج ظروفها بعد ، وعندما اكتشف الحزب افتقار الفلاحين في ذلك الوقت لأي درجة من درجات الوعي الطبقي ، لم يجد حرجا في التراجع عن شعار الثورة الفلاحية التي كان قد دعا لها بسبب خلو هذا الشعار من المضمون الواقعي، وعدم مناسبة الظروف –ظروف الحزب- للتغلغل في صفوف الفلاحين ، فأغلب الرفاق كانوا في ذلك الوقت يهودا و الكادر العربي في الحزب كان متواضعا جدا وأغلب تواجده في المدن فقط.
قاد الرفيق "موسى" الحزب لغاية عام 1943 ، معاصرا ثورة عام 1936 ، حيث تم إلتقاء بين سياسة الحزب وبين سياسة المفتي في بعض المواقف، (ساند حركة القسام/ابدى تأيدا لابي جلده) شارك الحزب في الاضراب العام والثورة التي شملت كل أنحاء فلسطين ، ولم يكن بذلك متذيلا بقدر ما كان متأثرا تأثرا تبادليا ، ضمن محافظته على استقلاليته الايدلوجية والتنظيمية ( أقصى الحزب عناصر كانت تحاول دفع الحزب لمواقف متذيلة ) ولكن في نفس الوقت استطاع أن يؤثر إيجابيا عن طريق صلاته مع عارف عبد الرازق في كثير من نواحي وجوانب الحركة الوطنية ، فمثلا نجح الحزب في نشر بيان في صحيفة الحزب العبرية "كول هعام" وأن يؤكد فيه أن الثورة ليست موجهة ضد اليهود بل أنها ثورة تحررية يدعو اليهود للمشاركة فيها، ولم يخرج الحزب بعد ثورة عام 1936 ضعيفا كما زعم البعض بل انه على العكس من ذلك انتعش بسبب مشاركته في الثورة وانحسارالسلطة البرطانية ، واصبح الحزب يعمل بشكل شبه علني ، وبدأ يظهر في الشلرع العربي ويطرح شعاراته ويعرف بنفسه ومواقفه للجمهور . بل أنه هو الذي تبنى شعار " الجبهة الشعبية المعادية للامبريالية والصهيونية" إيذانا ببدء مرحلة جديدة في مسيرة الحركة الشيوعية في فلسطين ، كحركة تجمع بين نضال الشيوعين والقومين ضد الامبريالية الانكليزية والصهيونية ، وكان الحزب من الموافقين القلائل على الكتاب الابيض عام 1939 على اعتبار أن الكتاب لا يزال يشكل خطوة الى الامام في وجه الطريق المسدود – في حين رفضته الحركة الوطنية – ، وكان أيضا من الرافضين للعمل المسلح عام 1937 باعتبار أن البلاد غير مستعدة لذلك . وحين انشق الحزب الشيوعي عام 1943 الى حزبين : يهودي وعربي لم يجد رضوان الحلو "موسى" موقعا له في الحزب العربي ، و بقي بلا عمل ، وحاول أفراد عائلته استفزازه بالقول له أنه يضيع وقته في الكلام ، فقرر أن يثبت لهم وللجميع بأن الشيوعي لا يتكلم فقط ، فقام مع عدد من أصدقائه بتأسيس شركة للبناء أقامت في غضون عدة سنوات عشرات المنازل في يافا وضواحيها.
وفي أواخر عام 1948 ، تلبدت سماء البلاد بالغيوم ، توتر وانقسام وصدر قرار التقسيم فكان الرفيق رضوان الحلو من القلائل الذين أيدو قرار التقسيم ، وتحملوا أعباء الاعتراف به، وناضل كل الشيوعين وعلى رأسهم عصبة التحرر الوطني لتحاشي نكبة عام 1948 و أثارها وتداعياتها ولكن النكبة حلت ، وبدأت مرحلة التشتت بكل إرهاصاتها المأساوية على شكل جموع هائلة من اللاجئين تركت منازلها وديارها وبياراتها وأراضيها ، على أمل عودة قريبة لها ، وحاول رضوان الحلو البقاء في يافا ولكن غلبته أراء عائلته فغادرها بداية الى بلدته الاصلية "اللد" ومن هناك نزح مع معظم النازحين الى المناطق التي استولى عليها الجيش العربي فاستقر به المقام في مدينة "أريحا" من كان يعلم؟ لو كان رضوان بقي في اسرائيل فلربما أصبح من القيادات الحزبية ، أو نائبا في الكنيست ، ولكنه في مدينة أريحا استقر حتى وافه الاجل هناك فكان خبرا لوفاة غير عادية ، لمناضل غير عادي .
لقد عاش إبنا مخلصا لشعب فلسطين ، ومات وهو قرير العين ، مرتاح الضمير ، بعد أن رفع راية الثورة في وقت مبكر من تاريخ النضال الوطني ، وبعد أن جاب فلسطين من أقصاها الى أقصاها داعية ثورة وتحرر ولا تزال مجلة فلسطين الثورة ، تحفظ له هذه الكلمات العظيمة المؤثرة عندما قال" ما أرجو أن لا يغفله التاريخ أن الشعب الفلسطيني ليس شعبا وطنيا فحسب ، وإنما تكتسب سماته الوطنية في الغالب ملامح تقدمية واضحة
اسف على عدم نشر الصور ولكن الرفيق رضوان حرص على عدم شهرته بالصور والشكل
لسبب تواضعه ونظره بانه لم يقدم شيء يستحق ان يعلن صوره من اجله
كيف بدأ الرفيق موسى مسيرته النضالية والحزبية :- يقول الرفيق رضوان "موسى"
في عام 1925 اندلعت في سوريا ثورة ضد الاستعمار الفرنسي ، وحضر وفد عن الثوار السوريين الى فلسطين ، بهدف جمع تبرعات وتجنيد متطوعين ، فذهبت الى أحد مساجد يافا حيث كان مقررا أن يلقي فيه مندوب الثوار خطابا حول الاستعمار الفرنسي ، والنضال في سبيل الاستقلال ، وهناك أعربت عن رغبتي في التطوع ، ولكن طلبي رفض بسبب صغر سني (16 سنة) ، ولما كنت في ذلك الوقت شديد التدين فقد انضممت الى جمعية الشبان المسلمين في يافا، وفيها تعلمت مبادىء القراءة والكتابة ، ما لبثت أن طردت من الجمعية، وبدأت أزوال عملا كعامل بناء ، وأثناء ذلك تعرفت على شخص يهودي، كان يستفسر عن شروط عملي وراتبي ونورني في أمور كثيرة ، تتعلق بالعمل وحقوق العاملين وعن الحركة العمالية ، ما أسفر عن إلتحاقي برابطة الشبيبة الشيوعية.
مع نمو وعي الطبقي ، التحقت بإحدى خلايا الحزب الشيوعي ، وكان الحزب يعادي وعد بلفور والصهيونية والاستعمار – والبذات الاستعمار البرطاني- ، وبازدياد تدفق المهاجرين اليهود الى فلسطين عام 1933 بدأ الحزب يرفع شعارات المعاداة للهجرة وبيع الاراضي، ومع أن الحزب لم يكن يطالب بعودة المهاجرين الى أوطانهم التي جاءوا منها ، لكن كان يشير الى مقاطعة "بيروبيجان" في الاتحاد السوفيتي كمكان بديل للهجرة، وبالفعل غادر عدد من اليهود الى تلك المقاطعة ، وكان الرفاق العرب في الحزب يركزون في مناقشاتهم مع الجماهير العربية على المسائل الحياتية والقضايا المعيشية اليومية.
في سنة 1930 سافرت الى موسكو، برفقة مندوبين للمؤتمر الخامس للكومنترين، وفي هذه السنة اشتركت في دورة حزبية (جامعة كادحي الشرق) لمدة سنة ، وبسبب ظروف فنية ، لم أتمكن من العودة لفلسطين، فأمضيت سنتين اخريتين في هذه الدورة ، ولم أكن من أوائل الشيوعين الفلسطينيين الذين ذهبوا للاتحاد السوفيتي للالتحاق بمثل هذه الدورات ، فقد سبقتني دفعتان كان من بين أعضائها الرفيق محمود المغربي – يافا، في عام 1933 تسنت لي العودة لفلسطين، فعدت برفقة الرفيق مئير كولنين ، وفي بيروت تم اعتقالي وابعدت الى فرنسا لابقى معتقلا فيها لمدة (4) أشهر . استطعت بعدها أن أشق طريقي لفلسطين والوصول إليها ، ووقتها تفرغت للعمل في الحزب الذي زاد من إهتمامه بالشلرع العربي قياسا بفترة ما قبل سنة 1930 ، ففي تلك الفترة لم يكن يوجد كادر عربي في قيادة الحزب وكان السكرتير العام هو الرفيق "فيجدور" ، وفي تلك الفترة تم تعييني سكرتيرا لتنظيم الشبيبة في الحزب، وكان تنظيم الشبيبة في حينه مختلطا ، يضم في عضويته عربا ويهودا شأن بقية هيئات الحزب الاخرى.
في عام 1924استدعي الى موسكو سكرتير عام الحزب وكانت السكرتاريا في ذلك الوقت مكونه من 3 أو 4 رفاق ، وكان مركز السكرتارية في يافا ، فكان أن تم ابلاغي باختياري سكرتيرا عام للحزب وتم سفري على الفور، كان الرفاق اليهود لا يزالون يشكلون أكثرية السكرتارية واللجنة المركزية ، ولم يكن ذلك بالامر المؤثر، فقد كانت القرارات ترتبط أكثر بالسكرتير العام ، الذي كان بمقدوره اتخاذ القرارات لوحده، حتى لو عارضه جميع أعضاء السكرتارية – كما حدث في مسألة إضراب عام العاملين في معسكرات الجيش البرطاني ، تماما كما لم يكن خط الحزب مرهونا برأي السكرتير العام ، ولا حتى باعتبارات الحزب الداخلية ، بقدر ما هو محصلة لتوجهات الكومنترين ، شأننا في ذلك شأن بقية الاحزاب الشيوعية الاخرى. وعندما تسلمت السكرتارية العامة للحزب ، حاولت أن أبرز ملامح خط جديد للحزب وكنت مقتنعا بصحته ، فأغلقت مجلة "الى الامام" التي كانت تصدر عام 1929 والتي كانت لا تحسن التفريق بين الحركة الوطنية وقيادتها القومية، وتغفل الى حد ما الحركة الصهيونية، وتم اصدار جريدة "نضال الشعب" بديلا عنها كمنبر جديد استمر لغاية 1943 ، وظلت الجريدة طيلة هذه الفترة تبدي انفتاحا كثيرا على الحركة الوطنية وقياداتها التي كانت في غالبيتها تتمثل برجال دين وعناصر اقطاعية وبرجوازية في طور التكوين ، ومع ذلك ظل الحزب يحاول توثيق صلاته بالجناح الراديكالي في تلك الحركة ، مثل حزب الاستقلال ومجموعة حمدي الحسيني.
في العام 1935 كانت الاوضاع على وشك الانفجار كمقدمة لثورة وأحداث 1936، ورأى الحزب في نشاطهم محتوى وطني ثوري لانهم حددوا الاستعمار البرطاني كعدو رئيس، وقد عزى الحزب سبب اجهاض الحركة لاستعجالها في القيام بأعمال مسلحة لم تنضج ظروفها بعد ، وعندما اكتشف الحزب افتقار الفلاحين في ذلك الوقت لأي درجة من درجات الوعي الطبقي ، لم يجد حرجا في التراجع عن شعار الثورة الفلاحية التي كان قد دعا لها بسبب خلو هذا الشعار من المضمون الواقعي، وعدم مناسبة الظروف –ظروف الحزب- للتغلغل في صفوف الفلاحين ، فأغلب الرفاق كانوا في ذلك الوقت يهودا و الكادر العربي في الحزب كان متواضعا جدا وأغلب تواجده في المدن فقط.
قاد الرفيق "موسى" الحزب لغاية عام 1943 ، معاصرا ثورة عام 1936 ، حيث تم إلتقاء بين سياسة الحزب وبين سياسة المفتي في بعض المواقف، (ساند حركة القسام/ابدى تأيدا لابي جلده) شارك الحزب في الاضراب العام والثورة التي شملت كل أنحاء فلسطين ، ولم يكن بذلك متذيلا بقدر ما كان متأثرا تأثرا تبادليا ، ضمن محافظته على استقلاليته الايدلوجية والتنظيمية ( أقصى الحزب عناصر كانت تحاول دفع الحزب لمواقف متذيلة ) ولكن في نفس الوقت استطاع أن يؤثر إيجابيا عن طريق صلاته مع عارف عبد الرازق في كثير من نواحي وجوانب الحركة الوطنية ، فمثلا نجح الحزب في نشر بيان في صحيفة الحزب العبرية "كول هعام" وأن يؤكد فيه أن الثورة ليست موجهة ضد اليهود بل أنها ثورة تحررية يدعو اليهود للمشاركة فيها، ولم يخرج الحزب بعد ثورة عام 1936 ضعيفا كما زعم البعض بل انه على العكس من ذلك انتعش بسبب مشاركته في الثورة وانحسارالسلطة البرطانية ، واصبح الحزب يعمل بشكل شبه علني ، وبدأ يظهر في الشلرع العربي ويطرح شعاراته ويعرف بنفسه ومواقفه للجمهور . بل أنه هو الذي تبنى شعار " الجبهة الشعبية المعادية للامبريالية والصهيونية" إيذانا ببدء مرحلة جديدة في مسيرة الحركة الشيوعية في فلسطين ، كحركة تجمع بين نضال الشيوعين والقومين ضد الامبريالية الانكليزية والصهيونية ، وكان الحزب من الموافقين القلائل على الكتاب الابيض عام 1939 على اعتبار أن الكتاب لا يزال يشكل خطوة الى الامام في وجه الطريق المسدود – في حين رفضته الحركة الوطنية – ، وكان أيضا من الرافضين للعمل المسلح عام 1937 باعتبار أن البلاد غير مستعدة لذلك . وحين انشق الحزب الشيوعي عام 1943 الى حزبين : يهودي وعربي لم يجد رضوان الحلو "موسى" موقعا له في الحزب العربي ، و بقي بلا عمل ، وحاول أفراد عائلته استفزازه بالقول له أنه يضيع وقته في الكلام ، فقرر أن يثبت لهم وللجميع بأن الشيوعي لا يتكلم فقط ، فقام مع عدد من أصدقائه بتأسيس شركة للبناء أقامت في غضون عدة سنوات عشرات المنازل في يافا وضواحيها.
وفي أواخر عام 1948 ، تلبدت سماء البلاد بالغيوم ، توتر وانقسام وصدر قرار التقسيم فكان الرفيق رضوان الحلو من القلائل الذين أيدو قرار التقسيم ، وتحملوا أعباء الاعتراف به، وناضل كل الشيوعين وعلى رأسهم عصبة التحرر الوطني لتحاشي نكبة عام 1948 و أثارها وتداعياتها ولكن النكبة حلت ، وبدأت مرحلة التشتت بكل إرهاصاتها المأساوية على شكل جموع هائلة من اللاجئين تركت منازلها وديارها وبياراتها وأراضيها ، على أمل عودة قريبة لها ، وحاول رضوان الحلو البقاء في يافا ولكن غلبته أراء عائلته فغادرها بداية الى بلدته الاصلية "اللد" ومن هناك نزح مع معظم النازحين الى المناطق التي استولى عليها الجيش العربي فاستقر به المقام في مدينة "أريحا" من كان يعلم؟ لو كان رضوان بقي في اسرائيل فلربما أصبح من القيادات الحزبية ، أو نائبا في الكنيست ، ولكنه في مدينة أريحا استقر حتى وافه الاجل هناك فكان خبرا لوفاة غير عادية ، لمناضل غير عادي .
لقد عاش إبنا مخلصا لشعب فلسطين ، ومات وهو قرير العين ، مرتاح الضمير ، بعد أن رفع راية الثورة في وقت مبكر من تاريخ النضال الوطني ، وبعد أن جاب فلسطين من أقصاها الى أقصاها داعية ثورة وتحرر ولا تزال مجلة فلسطين الثورة ، تحفظ له هذه الكلمات العظيمة المؤثرة عندما قال" ما أرجو أن لا يغفله التاريخ أن الشعب الفلسطيني ليس شعبا وطنيا فحسب ، وإنما تكتسب سماته الوطنية في الغالب ملامح تقدمية واضحة
اسف على عدم نشر الصور ولكن الرفيق رضوان حرص على عدم شهرته بالصور والشكل
لسبب تواضعه ونظره بانه لم يقدم شيء يستحق ان يعلن صوره من اجله
تعليق