المخلفات البلاستيكية:-
أصبحت المخلفاتالبلاستيكية تشكل مصدر خطورة بيئية وصحية كبيرة و في ظل استمرار تزايد معدلات استخدام الأدوات البلاستيكية وتصنيعهامن دون التقيد بالمعايير والضوابط البيئية. وتكمن خطورة المخلفات البلاستيكية فيتركيبتها الكيميائية التي تحتوي على مواد الكربون والهيدروجين والكلور والنتروجينوغيرها، وهذه التركيبة تجعلها غير قابلة للتحلل في التربة وتبقيها لفترات طويلة، مايجعلها خطرا حقيقيا على الإنسان وعلى الحياة اليابسة والماء على حد سواء، خاصة إذاعلمنا إن حجم ما تنتجه الدول العربية سنويا من مختلفات البلاستيك، يبلغ نحو عشرةملايين طن.ضمن إحصائية نشرتها مجلة للأخبار الاقتصادية على الانترنت . ويؤكد واقع الحال أن معدلات استهلاك الأسر لمنتجات البلاستيك فيتصاعد مستمر وذلك لحفظ السلع والمنتجات، بما في ذلك المواد الاستهلاكية والخضار،بخلاف عبوات المنظفات بأنواعها والمشروبات الغازية وغيرها، وكل ذلك يتحول إلىمخلفات على درجة عالية من الخطورة.كما أن هذه المواد البلاستيكية يعاد تصنيعهافي كثيرمن الأحيان بأشكال متنوعة من دون مراعاة الاشتراطات والمواصفات البيئية،مما يجعلها تسبب أضراراً بالغة، خصوصا للأطفال، في ظل تزايد استخدامها في اغلبالمنازل أما على شكل العاب للأطفال أو أدوات تستخدم في المطابخ لإعدادالمأكولات.إحصائية مثيرة لاستهلاك البلاستك:-
ويصل استهلاك الدول العربية من العبوات والأكياس البلاستيكية إلى نحو 50 مليار عبوة سنويا أي يما يعادل (20 ألف طن) يتم إلقاؤها في المخلفات.
و مما يؤدي إلى تفاقم مشكلةالمخلفات البلاستيكية استخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية بشكل مفرط في المحلاتالتجارية والأسواق على نحو واسع في مختلف المدن، وعادة ما تستخدم العبواتالبلاستيكية مرة واحدة ثم ترمى، فضلا عن ضعف الوعي البيئي بخطورة الموادالبلاستيكية وعدم تقيد معظم المصنعين بالاشتراطات البيئية، يضاف إلى ذلك غياب أوضعف تكنولوجيا أدارة المخلفات وإعادة تدويرها في معظم مدننا. وتستهلك الدول العربية نحو 25مليار زجاجة مياه معبأة سنويا، ويتم إلقاء نحو 40 في المائة من العبوات البلاستيكيةالفارغة في القمامة . وتشير الارقام الى ان متوسط انتاج الفرد من المخلفات البلاستيكية فيالدول العربية، يبلغ نحو عشرة كيلوغرامات في العام الواحد.ويتوقع ان يقفز هذاالرقم الى عشرة اضعاف في حال ارتفاع مستوى المعيشة الى ما يقارب معدلات الدولالصناعية، وهذا الارتفاع الهائل في المخلفات البلاستيكية يشكل مصدر خطورة بيئيةوصحية هائلة.
ماذا تفعل هذه المخلفات في البيئة ؟
وكشفتدراسة في معهد البحوث والدراسات البيئية في جامعة عين شمس بالقاهرة إن المخلفاتالبلاستيكية تشكل خطرا على كل من الحياة البرية والبحرية، حيث إن سقوط المخلفاتالبلاستيكية في البحر بفعل الرياح، يهدد حياة السلاحف النادرة والشعب المرجانية،فالسلاحف تلتهم الأكياس البلاستيكية على أنها قناديل البحر، مما يؤدي إلىموتها.كما أن تراكم هذه المواد على الشعب المرجانية، يعزلها عن المياه ويمنعوصول الأوكسجين إليها فتموت مختنقة، كما يشكل عدم تحلل المواد البلاستيكية خطرا لايقل شأنا على التربة والمياه والنباتات.
خطر البلاستك :-
تكمن خطورة البلاستك في حالات :-
v الخطر المباشر لهذهالمواد علي صحة الإنسان بالنظر لاستخدام الأكياس والعبوات البلاستيكية في حملالوجبات الغذائية الساخنة وحفظها بالثلاجات على نحو ملحوظ ،فالحالة الرقيقة لهذه الأكياس تجعلها تتفاعل في ظل درجات حرارة منخفضة، ما يجعل حملالأطعمة الساخنة بداخلها خطرا مباشرا على صحة الإنسان.تكمن خطورة البلاستك في حالات :-
v أن منتجات البلاستيكتحتوي على مادة الديوكسين Dioxin الكيميائية، التي تسبب مرض السرطان.
v وتحتوي المنتجات البلاستيكية المستخدمة لحفظ الأغذية على مواد كيماويةتذوب في الغذاء وتسبب أمراضاً في الكبد والرئة، ويؤدي استخدام هذه المنتجات إلى وجودمتبقيات من مواد التصنيع وعند تناول الإنسان لهذه الأطعمة تترسب هذه المواد في دم الإنسان، والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابةبأخطر الأمراض الخبيثة.ويعتبر حرق المواد البلاستيكية بغرضالتخلص منها دون استخدام محارق خاصة، يشكل خطرا مباشرا على صحة الإنسان وبيئته، حيثينتج عن عملية الحرق اكاسيد الكبريت والكربون المدمرة لطبقة الأوزون، بالإضافة إلىمركبات غازية سامة تلوث الهواء والبيئة وتهدد الحياة.كذلك فان افتقارنا إلى تكنولوجيا تدوير المخلفات البلاستيكية كأحد الحلول الضرورية للتخلصمنها يؤدي إلى تفاقم الكارثة، فضلا عن انخفاض الكثافة النوعية لملحقات البلاستيك،مما يجعل عملية جمع وفرز ونقل هذه المواد غاية في الصعوبة، بالإضافة إلى تدني قيمةالمنتجات البلاستيكية الناتجة عن عملية التدوير.، وعند إعادة تدويرها تنبعث غازات سامة ورماد يحتوي على معادنثقيلة ذات خطورة بالغة على صحة الإنسان. وقد كشفت دراسات علمية أجريت أخيرا إنزجاجات المياه المصنعة من مادة البلاستيك التي يطلق عليها 'البولي ايثلين'، تحتويعلى عناصر مسرطنة تدعى Dehaوهذه الزجاجات البلاستيكية تكون آمنة فقط عنداستخدامها لمرة واحدة فقط، وإذا ما اضطر الشخص للاحتفاظ بها، فيجب إلا يتعدى ذلكبضعة أيام أو أسبوع على ابعد تقدير، مع الانتباه لإبعادها عن إي مصادرحرارية..................................
وسائل الحد من مخاطر مخلفات البلاستك :-
وللحد من مخاطر المخلفات البلاستيكية، فإنه يجب في البداية تقليل المطروح منهاكنفايات صلبة، وذلك باللجوء إلى بدائل آمنة للعبوات للبلاستيك مثل الزجاج،والاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية أو أكياس النايلون بحقائب التسوق الخاصة، وعدمشراء المواد الغذائية وخصوصا الساخنة منها في أكياس النايلون، مع الحرص على شراءواستخدام زجاجات الماء الزجاجية بدلا من البلاستيكية، واستخدام الطرق الآمنة لتدويرهذه النفايات، بما يحد من مخاطر الغازات الناجمة عن عمليات حرق هذه المخلفات، معتقليل المواد الخام البلاستيكية المستخدمة في الصناعة. ويتم ذلك، إماباستخدام مواد خام أقل، أو باللجوء إلى مواد خام تنتج مخلفات أقل، أو عن طريق خفضالمواد البلاستيكية المستخدمة في عمليات التعبئة والتغليف، وقد بدأت الكثير منالشركات الأوربية والأمريكية في تركيز المادة الفعالة في منتجاتها؛ بحيث يتمتعبئتها في عبوات أصغر، أو الاستغناء عن العبوات الخارجية التي لا ضرورة لها. كمابدأت العديد من الدول في تشجيع تقنيات الهندسة الوراثية، التي تسعى إلى تخليق أنواعجديدة من البلاستيك الطبيعي بما يحد من مخاطر البلاستيك الصناعي.
تعليق