منذ ما يزيد عن مائة عام وتحديدا سنة 1881 ، اكتشف أحد علماء الآثار والمختصون في الحضارة الفرعونية Greville Chester ، دلائل تسمح بامكانية الاعتقاد ان الفراعنة او المصريون القدامى هم أول من مارس الجراحة الترقيعية
وكان هذا عند اكتشافهم لمومياء سيدة فرعونية في العقد السادس من عمرها ، يظهر من خلال معاينة الجثة المحنطة انها قد تعرضت لعملية بتر للاصبع الكبير من قدمها اليمنى
ثم تم استبداله بآخر خشبي صناعي ليساعدها على المشي بطريقة سليمة
ثم تلا هذا الاكتشاف اكتشاف مماثل سنة 1990
وظل وقتها الحكم على ان هذا فعلا يعد جراحة ترقيعية غير مؤكد ، نظرا لأن الجراحة الترقيعية لا يمكن ان تكون ناجحة الا اذا كان العضو الصناعي يؤدي نفس وظيفة العضو الأصلي بنفس الكفاءة او ما يقاربها
هذا ما عكف العلماء على البحث فيه طيلة هذه السنوات
حيث خلصت منذ ايام فقط بعض الابحاث التي قام بها فريق عمل من جامعة مانشستر مختص في الحضارة الفرعونية ، الى ان الفراعنة هم أول من مارس هذا النوع من العمليات الجراحية الدقيقة : البتر ثم تركيب اعضاء صناعية بديلة
اعتمدت هذه الدراسات على اجراء تجربة ميدانية لا تدع مجالا للشك في النتائج
حيث تطوع بضعة أشخاص ممن بترت الاصابع الكبرى لأقدامهم اليمنى ، وقاموا بارتداء الاصبع البديل وتجربة المشي به
فكانت النتيجة ان عبر الاشخاص المتطوعون عن كامل الراحة اثناء المشي
بل ان احدهم استطاع ان يمشي بخطوات ثابتة مثله مثل أي شخص سليم
وأكد العلماء ان هذه الاعضاء الصناعية قد استطاعت ان تتحمل 40 في المائة من ثقل جسم مرتديها أثناء المشي دون أن تتأثر بتاتا
مما يعني انها فعلا جراحة ترقيعية بكل المقاييس العلمية المتعارف عليها في الطب الحديث
بالنسبة للمواد المستعملة في هذه الاعضاء الصناعية فقد كان الفراعنة يعتمدون على الخشب والجلد
كما كانوا يصنعونها احيانا أخرى من الورق المخلوط مع الجبس والكتان والجبس والغراء
ما تم اكتشافه لحد الساعة من آثار الجراحة الترقيعية عند الفراعنة هو قطعتين كما سبق أن أشرت في بداية الموضوع، احداهما توجد في المتحف المصري بالقاهرة
والأخرى ببريطانيا British Museum
وقبل هذا الاكتشاف كان يعتقد ان أقدم أثر للجراحة الترقيعية يعود الى العصر الروماني ، وهو عبارة عن ساق مصنوعة من الخشب والبرونز
تعليق