صلاة التسبيح
حديث صلاة التسبيح أو صلاة التسابيح ، من الأحاديث المشتهرة بين طوائف العلماء قديما وحديثا ، والذي كثر فيه الخلاف حول صحته وثبوته
والسبب في هذا الخلاف مرده الى أن الحديث روي من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن
فمن حكم عليه بالضعف ورد الحديث ولم يقبله ، نظر الى ما ورد على بعض أسانيده من القدح
ومن حكم عليه بالصحة ، نظر الى رواية الحديث من طرق أخرى صحيحة تتعاضد بها طرقه المعلولة
وهذا هو المعمول به في علم الحديث وأصوله : وهو أن الحكم على الحديث بالصحة او بالبطلان يأتي من دراسة شاملة لكل طرقه وأسانيده
فاذا كانت طرق الحديث معدودة و ضعيفة فإن الحديث مردود طبعا ، مع استثناء لأحاديث الفضائل التي يعمل بها بالرغم من ضعف رواياتها بشرط ألا يكون الحديث شديد الضعف لا ينجبر او يكون هناك ما يعارضه وهو أقوى منه سندا . . .
اما اذا اذا كانت بعض الطرق ضعيفة و قد ورد ما يقويها فانها ترتفع من مرتبة الضعيف الى الحسن وبالتالي يصبح الحديث ثابتا مقبولا يعمل بما جاء فيه
و حديث صلاة التسبيح روي من طرق عديدة كلها متكلم فيها
لكنه من جهة أخرى روي من طرق صحيحة جعلته يرقى من مرتبة الضعيف الى الحسن عند جمهور المحققين والمحدثين والى الصحيح كذلك عند بعض العلماء
قال ابن حجر رضي الله عنه عند تطرقه لحديث صلاة التسبيح ، وقول ابن حجر كما تعلمون جميعا حجة : "لابأس بإسناد حديث ابن عباس وهو من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه"
ثم قال : "وممن صحح هذا الحديث وحسنه ابن منده وأبو الحسن بن الفضل والمنذري وابن الصلاح والنووي والسبكي وآخرون . . . والحق أنه في درجة الحسن ؛ لكثرة طرقه التي تقوى بها الطريق الأولى"
وقال المنذري في الترغيب والترهيب : "روي هذا الحديث من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة ، وأمثلها حديث عكرمة وصححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا ابو محمد عبد الرحيم المصري وابو الحسن المقدسي"
وقال الزبيدي : "هذا حديث صحيح غريب جيد الإسناد والمتن"
كما صححه ابو موسى المديني وجمع طرقه في جزء سماه : تصحيح صلاة التسابيح و كذا الخطيب البغدادي الحاكم والدارقطني . . . وغيرهم كثير من الحفاظ وأهل الحديث
ومن العلماء المعاصرين كذلك صححه جماعة على رأسهم الحافظ الألباني والسقاف والشيخ احمد بن الصديق الغماري وجاسم الفهيد الدوسري و غيرهم كثير لا يسع المقام ذكرهم
وممن ضعف الحديث ورده : ابن الجوزي وابن تيمية وأحمد في رواية عنه وغيرهم . . .
كما وذهب الى رده من المتأخرين الشيخ ابن عثيمين وابن باز وآخرون أغلبهم من مشايخ وعلماء المملكة العربية السعودية
**********************************
ولا أريد هنا أن أدخلكم هنا في متاهات لا أول لها ولا آخر لكن الصواب ان شاء الله وبتوفيق منه هو قبول الحديث نظرا لتعدد طرقه حتى لو كانت ضعيفة ، و اعتضاده بشواهد صحيحه تقويه وتجبر ضعفه
والله أعلى وأعلم
كما ويعتضد بعمل السلف الصالح رضي الله عنهم من الذين كانوا يواظبون على آداء صلاة التسابيح ، فقد قال البيهقي : " كان عبـد الله بن المـبارك يفعلها وتداولهـا الصالحون بعضهم من بعض ، وفيه تقوية للحديث "
كما وذهبت دار الافتاء المصرية الى تصحيح الحديث وقبوله والعمل به بعد عرض الأدلة على ذلك ، من حيث اعتضاد الحديث بما يقويه ، و جاء في نهاية نص الفتوى : " فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسُنَّةِ ، ومن أبى ذلك تقليدا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها ؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف"
*********************************
فاذا انتهينا من بيان خلاصة الحكم على الحديث نذهب الى التعرف على صفة صلاة التسابيح وما جاء في فضلها وكيفية آدائها
وأختار لهذا أمثل الطرق التي روي بها الحديث وهي طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب :
{{ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ ! أَلاَ أُعْطِيكَ ! أَلاَ أَمْنَحُكَ ! أَلاَ أَحْبُوكَ ! أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ ! عَشْرَ خِصَالٍ ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ : أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ ، خَطَأَهُ
وَعَمْدَهُ ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ ، سِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ ، عَشْرَ خِصَالٍ : أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ
وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا
عَشْرًا ، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، فَذَلِكَ خَمْسٌ
وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ . إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ
مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً }}
فصفة صلاة التسابيح اذن هي كما جاء في الحديث :
فى كل ركعة تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ( أي سورة تختارها )
بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات( سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر ) كل واحدة 15 مرة
ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من الركوع قائلا ًًََُ : سمع الله لمن حمده …..إلخ ثم تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم تهوى ساجدا ً وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود والقيام فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
وفي ركعتي التشهد تقولها في الجلوس الأصلي للتشهد
فذلك 75 مرة فى كل ركعة
ولا تقيد القراءة بسورة معينة من سور القرآن الكريم كما بينت قبل قليل ، فلك أن تقرأ بما تشاء لأن اللفظ في الحديث على الاطلاق بدون تخصيص ، لكن يستحب القراءة حسبما جاء عن بعض الصالحين بسورة التكاثر والعصر والكافرون والإخلاص
كما وتقال التسبيحات بعد الفراغ من قول أذكار الصلاة الأصلية ، فقوله صلى الله عليه وسلم : ارفع رأسك وقلها عشرا ، أي بعد فراغك من قول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد
************************************
و هناك بعض النقط بالحديث وجب ايضاحها
فقوله صلى الله عليه وسلم : (غفر الله لك ذنبك أوله وآخره . . . وصغيره وكبيره ) يدل بظاهره على أن الكبائر تغفر بمجرد فعل هذه الصلاة ، ولكنه في الحقيقة كما يرى العلماء وجب أن تكون هذه الصلاة مقرونة بما هو معروف من شروط وأركان التوبة من ندم واستغفار وعزم على عدم العود وما الى ذلك . . . فاذا تحقق كل هذا فانه قد يشفع بما ينزل هذه الصلاة عند الله منزلة القبول والغفران
قوله :( ذنبك أوله وآخره . . .) لا يتناول حقوق العباد ولا تسقط عن ذمة مصلي صلاة التسابيح ، وانما تبرأ ذمته مما هو خاص بحقوق الله عز وجل
كما ولا تسقط عن مصليها الواجبات العينية كالصلاة والصيام والزكاة . . . يقول الدكتور" نور الدين عتر" في كتابه " هدي النبي في الصلوات الخاصة" في باب صلاة التسبيح :( انما يسقط إثم تأخير هذه الواجبات العينية عن وقتها بالصلاة - أي صلاة التسبيح - وبالتوبة ، لكن لا بد من قضائها )
مصادر الموضوع :" المائة الأولى من وصايا النبي" للدكتور طه عبد الله عفيفي
"هدي النبي في الصلوات الخاصة" للدكتور نور الدين عتر
الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية . قسم الفتاوى . رقم : 562
حديث صلاة التسبيح أو صلاة التسابيح ، من الأحاديث المشتهرة بين طوائف العلماء قديما وحديثا ، والذي كثر فيه الخلاف حول صحته وثبوته
والسبب في هذا الخلاف مرده الى أن الحديث روي من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن
فمن حكم عليه بالضعف ورد الحديث ولم يقبله ، نظر الى ما ورد على بعض أسانيده من القدح
ومن حكم عليه بالصحة ، نظر الى رواية الحديث من طرق أخرى صحيحة تتعاضد بها طرقه المعلولة
وهذا هو المعمول به في علم الحديث وأصوله : وهو أن الحكم على الحديث بالصحة او بالبطلان يأتي من دراسة شاملة لكل طرقه وأسانيده
فاذا كانت طرق الحديث معدودة و ضعيفة فإن الحديث مردود طبعا ، مع استثناء لأحاديث الفضائل التي يعمل بها بالرغم من ضعف رواياتها بشرط ألا يكون الحديث شديد الضعف لا ينجبر او يكون هناك ما يعارضه وهو أقوى منه سندا . . .
اما اذا اذا كانت بعض الطرق ضعيفة و قد ورد ما يقويها فانها ترتفع من مرتبة الضعيف الى الحسن وبالتالي يصبح الحديث ثابتا مقبولا يعمل بما جاء فيه
و حديث صلاة التسبيح روي من طرق عديدة كلها متكلم فيها
لكنه من جهة أخرى روي من طرق صحيحة جعلته يرقى من مرتبة الضعيف الى الحسن عند جمهور المحققين والمحدثين والى الصحيح كذلك عند بعض العلماء
قال ابن حجر رضي الله عنه عند تطرقه لحديث صلاة التسبيح ، وقول ابن حجر كما تعلمون جميعا حجة : "لابأس بإسناد حديث ابن عباس وهو من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه"
ثم قال : "وممن صحح هذا الحديث وحسنه ابن منده وأبو الحسن بن الفضل والمنذري وابن الصلاح والنووي والسبكي وآخرون . . . والحق أنه في درجة الحسن ؛ لكثرة طرقه التي تقوى بها الطريق الأولى"
وقال المنذري في الترغيب والترهيب : "روي هذا الحديث من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة ، وأمثلها حديث عكرمة وصححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجري وشيخنا ابو محمد عبد الرحيم المصري وابو الحسن المقدسي"
وقال الزبيدي : "هذا حديث صحيح غريب جيد الإسناد والمتن"
كما صححه ابو موسى المديني وجمع طرقه في جزء سماه : تصحيح صلاة التسابيح و كذا الخطيب البغدادي الحاكم والدارقطني . . . وغيرهم كثير من الحفاظ وأهل الحديث
ومن العلماء المعاصرين كذلك صححه جماعة على رأسهم الحافظ الألباني والسقاف والشيخ احمد بن الصديق الغماري وجاسم الفهيد الدوسري و غيرهم كثير لا يسع المقام ذكرهم
وممن ضعف الحديث ورده : ابن الجوزي وابن تيمية وأحمد في رواية عنه وغيرهم . . .
كما وذهب الى رده من المتأخرين الشيخ ابن عثيمين وابن باز وآخرون أغلبهم من مشايخ وعلماء المملكة العربية السعودية
**********************************
ولا أريد هنا أن أدخلكم هنا في متاهات لا أول لها ولا آخر لكن الصواب ان شاء الله وبتوفيق منه هو قبول الحديث نظرا لتعدد طرقه حتى لو كانت ضعيفة ، و اعتضاده بشواهد صحيحه تقويه وتجبر ضعفه
والله أعلى وأعلم
كما ويعتضد بعمل السلف الصالح رضي الله عنهم من الذين كانوا يواظبون على آداء صلاة التسابيح ، فقد قال البيهقي : " كان عبـد الله بن المـبارك يفعلها وتداولهـا الصالحون بعضهم من بعض ، وفيه تقوية للحديث "
كما وذهبت دار الافتاء المصرية الى تصحيح الحديث وقبوله والعمل به بعد عرض الأدلة على ذلك ، من حيث اعتضاد الحديث بما يقويه ، و جاء في نهاية نص الفتوى : " فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها في المواسم المباركة كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسُنَّةِ ، ومن أبى ذلك تقليدا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها ؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف"
*********************************
فاذا انتهينا من بيان خلاصة الحكم على الحديث نذهب الى التعرف على صفة صلاة التسابيح وما جاء في فضلها وكيفية آدائها
وأختار لهذا أمثل الطرق التي روي بها الحديث وهي طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب :
{{ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ ! أَلاَ أُعْطِيكَ ! أَلاَ أَمْنَحُكَ ! أَلاَ أَحْبُوكَ ! أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ ! عَشْرَ خِصَالٍ ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ : أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ ، خَطَأَهُ
وَعَمْدَهُ ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ ، سِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ ، عَشْرَ خِصَالٍ : أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ
وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ " خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا
عَشْرًا ، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، فَذَلِكَ خَمْسٌ
وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ . إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ
مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً }}
فصفة صلاة التسابيح اذن هي كما جاء في الحديث :
فى كل ركعة تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ( أي سورة تختارها )
بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات( سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر ) كل واحدة 15 مرة
ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من الركوع قائلا ًًََُ : سمع الله لمن حمده …..إلخ ثم تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم تهوى ساجدا ً وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء فى الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود والقيام فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات
وفي ركعتي التشهد تقولها في الجلوس الأصلي للتشهد
فذلك 75 مرة فى كل ركعة
ولا تقيد القراءة بسورة معينة من سور القرآن الكريم كما بينت قبل قليل ، فلك أن تقرأ بما تشاء لأن اللفظ في الحديث على الاطلاق بدون تخصيص ، لكن يستحب القراءة حسبما جاء عن بعض الصالحين بسورة التكاثر والعصر والكافرون والإخلاص
كما وتقال التسبيحات بعد الفراغ من قول أذكار الصلاة الأصلية ، فقوله صلى الله عليه وسلم : ارفع رأسك وقلها عشرا ، أي بعد فراغك من قول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد
************************************
و هناك بعض النقط بالحديث وجب ايضاحها
فقوله صلى الله عليه وسلم : (غفر الله لك ذنبك أوله وآخره . . . وصغيره وكبيره ) يدل بظاهره على أن الكبائر تغفر بمجرد فعل هذه الصلاة ، ولكنه في الحقيقة كما يرى العلماء وجب أن تكون هذه الصلاة مقرونة بما هو معروف من شروط وأركان التوبة من ندم واستغفار وعزم على عدم العود وما الى ذلك . . . فاذا تحقق كل هذا فانه قد يشفع بما ينزل هذه الصلاة عند الله منزلة القبول والغفران
قوله :( ذنبك أوله وآخره . . .) لا يتناول حقوق العباد ولا تسقط عن ذمة مصلي صلاة التسابيح ، وانما تبرأ ذمته مما هو خاص بحقوق الله عز وجل
كما ولا تسقط عن مصليها الواجبات العينية كالصلاة والصيام والزكاة . . . يقول الدكتور" نور الدين عتر" في كتابه " هدي النبي في الصلوات الخاصة" في باب صلاة التسبيح :( انما يسقط إثم تأخير هذه الواجبات العينية عن وقتها بالصلاة - أي صلاة التسبيح - وبالتوبة ، لكن لا بد من قضائها )
مصادر الموضوع :" المائة الأولى من وصايا النبي" للدكتور طه عبد الله عفيفي
"هدي النبي في الصلوات الخاصة" للدكتور نور الدين عتر
الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية . قسم الفتاوى . رقم : 562
تعليق