كنت أتيت سابقا على ذكر البطل السوري جول جمال ... واليوم ... ولمن لا يعرفه أو لم يسمع به ... سأعرض القصة الكاملة له ... وأرجو من الاخوة السوريين إضافة أي تعديلات أو إيضاحات حيث أنهم أعلم مني في هذا الخصوص وكذلك أعلم من الموسوعة الحرة للويكيبيديا التي استقيت منها المعلومات .... وهو بالمناسبة من اللاذقية ... يعني بلديات أختنا الفاضلة ميادة ...
ولد جول يوسف جمال في مدينة اللاذقية الساحلية في في سوريا لأسرة مسيحية ارثوذكسية في الأول من أبريل عام 1939 م وكان والده يعمل كطبيب بيطرى وقد شارك الوالد في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا ولم يكن غريبا ان يشب أبناءه الاربعة جول ودعد وويلينا وعادل على حب العروبة.
كان جول طالبا في كلية الاداب في الجامعة السورية عندما تركها في سبتمبر من عام 1953 عندما ارسل ضمن عشر طلاب سوريين في بعثة عسكرية للالتحاق بالكلية البحرية في مصر وهكذا تحقق حلمه بان يصبح ضابط في سلاح البحرية.
و قد نال جول في مايو 1956 شهادة البكالوريوس في الدراسات البحرية وكان ترتيبه الأول على الدفعة ليصير الملازم ثاني جول جمال، وفي شهر يوليو من نفس العام فوجئ العالم كله بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة مصرية وبدأت بوادر عاصفة سياسية دبلوماسية غربية في الهبوب لتتحول إلى عاصفة حربية ضاربة سيناء قبل أن تعصف بمدن القناة وهي عاصفة العدوان الثلاثى إنجلترا وفرنسا والدولة الحديثة المزروعة في قلب الوطن العربى.. إسرائيل.
لم يرحل جول وبقية افراد البعثة السورية من مصر بعد التخرج في تلك الفترة لان مصر استوردت زوارق طوربيد حديثة وقد رات الحكومة السورية في ذلك الوقت انه من الأفضل ان يتم تدريب ضباطها على تلك الزوارق الحديثة. وربما كان القدر يلعب لعبته ليكتب أسطورة جديدة بدأت في ليلة الرابع من نوفمبر.
الأسطورة والبطل جول جمال
في ليلة 4 نوفمبر، تحديدا في منتصف الليل التقط جول واقرانه بث فرنسي للسفينة الحربية جان بارت ( Jean Bart) العملاقة أول سفينة مزودة بردار في العالم، وكانت مهمتها عندما تصل بالقرب من شاطىء بورسعيد ان تدمر ما تبقى من المدينة التي كادت ان تكون مدينة اشباح بعد قصف سلاح الطيران الملكى والبحرية الملكية لها.
عندما علم البطل جول جمال بأن البارجة والمدمرة الفرنسية جان بار تتقدم نحو السواحل المصرية تطوع في قيادة عملية بحرية للزوارق الطوربيدية المصرية في البحر الأبيض المتوسط شمال البرلس يوم 4 (نوفمبر) تشرين الثاني عام 1956م إبان العدوان الثلاثي على مصر، مدافعآ ببسالة ومسجلآ نفسه بطلآ شجاعآ ورافعآ راية بلاده عاليآ مدافعآ عن قطعة من وطنه العربي بكل شجاعة.
في تلك الليلة خرجت ثلاث زوارق طروبيد لمقابلة فخر البحرية الفرنسية امام سواحل البرلس وكانت مقابلة عكس كل التوقعات التي قد ترجح كفة السفينة العملاقة فقد تصدت لها الثلاث زوراق في معركة قلما تحدث مثلها في تاريخ المعارك البحرية. اصاب البطل جول جمال السفينة الحربية جان بارت في تصدي بطولي واوقفها عن التقدم ولم يقسمها إلى نصفين كما شاع ولكن هو ورفاقه الشهداء الابرار تحت قيادته ، تصدى للسفينة بكل شجاعة واصابها بالشلل التام مضحيا بأغلى ما يملك وهي روحه ذاتها من اجل بورسعيد.. من اجل مصر. طول المدمرة الفرنسية 247.9م × 3550م وزنتها 48750طنا مجهزة ب(109) مدفعا" من مختلف العيارات طاقمها 88 ضابطا" و 2055 جنديا" بحارا".
على الفور بلغ جول قائده جلال الدسوقى واقترح عليه ان يذهب في دورية إلى تلك المنطقة المحددة التي ستكون فيها السفينة، وعلى عكس اللوائح التي تمنع خروج أي اجنبى في دورية بحرية اعطاه الدسوقى تصريح للخروج بعد اصرار جول ان في وقت المعركة لا فرق بين مصري أو سورى وان مصر كسوريا لا فرق بينهما.
استشهد البطل السوري جول جمال في مصر وأصبح من الشهداء الابطال ، مات جول جمال بعيدا عن اهله تاركا خطيبته التي عاشت طوال عمرها ترفض الزواج وتصر على ان تنادى "بمدام جول".
هكذا أصبح ذلك الشاب السورى المسيحي سليمان الحلبى القرن العشرين وربما من عجائب القدر ان من قتل الحلبى كان أيضا محتل فرنسي على ارض مصر وهكذا فعل البطل جول جمال تصدى ودمر أكبر السفن الحربية الفرنسية.
الاساطير الشعبية حول جول وما فعله والتي جعلت من جان بارت جان دراك التي أصبحت تدرس في كتب التاريخ الرسمية في مصر في المرحلة الثانوية هي من الحب والتقدير لهذا البطل الفذ الشجاع.
كرمت مصر وسوريا البطل بأوسمة وبنياشين عديدة.
في وطنه سوريا لايزال إلى الآن مثال للشجاعة والفداء من اجل الامه العربية والعروبة ويشهد على ذلك كيف ودع السوريون في عام 2007 شقيقته دعد التي توفيت بعد صراع طويل من المرض.
في عام 1960 تم إنتاج فليم مصري باسم "عمالقة البحار" بطولة أحمد مظهر ,عبد المعنم إبراهيم وأحمد رمزي ولاول مرة على شاشة السينما نادية لطفى وقام بتمثيل دور جول ممثل سورى للاسف لا اتذكر اسمه وأرجو من يعرف اسمه أن يذكره لنا .... الفيلم من إخراج سيد بدير وللاسف كان ملىء بالمغالطات التاريخية خاصة بما يتعلق بجول إلا أن الفيلم بوجه عام جميل جدا كفيلم حربى، أيضا يوجد شارع في الدقى باسم جول جمال ويظن بعض سكانه ان جول كان يسكن في هذه المنطقة.
تخليدا للبطل جول جمال : سميت شوارع رئيسية في مدن عديدة باسمه مثل دمشق و اللاذقية، وغيرها واطلق اسمه على مدارس في سوريا، وحملت إحدى دورات الكلية الحربية اسمه ويوجد شارع باسمه شارع جول جمال بالمهندسين الجيزة مصر، كما سمي شارع في مدينة رام الله في فلسطين باسمه.
منح براءة الوسام العسكري الأكبر من الحكومة، وبراءة النجمة العسكرية من جمال عبد الناصر، وبراءة الوشاح الأكبر من بطريرك إنطاكية، وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بدمشق ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر. اكرمته الجمعية الخيرية في بلدة المشتاية في حمص بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه، سطر البطل السوريجول جمال اسمه بأحرف من نور ورفع راية بلاده عاليآ مسجلا ارقى واسمى آيات البطولة.
هذه هي قصة بطل عربي شاب ... تجاوز ببصيرته حدود بلده سوريا وعاش ومات من أجل وطنه العربي ... وهذا مايجب أن يكون عليه القدوة ... فعلى شبابنا أن يتخذه مثالا في التضحية والفداء في سبيل الحرية للوطن العربي بأكمله ... فكلنا في مركب واحد ... وإذا لا قدر الله وغرق المركب ...سنغرق جميعا ...
حمى الله الوطن العربي بأكمله وحفظه من كل سوء
ولد جول يوسف جمال في مدينة اللاذقية الساحلية في في سوريا لأسرة مسيحية ارثوذكسية في الأول من أبريل عام 1939 م وكان والده يعمل كطبيب بيطرى وقد شارك الوالد في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا ولم يكن غريبا ان يشب أبناءه الاربعة جول ودعد وويلينا وعادل على حب العروبة.
كان جول طالبا في كلية الاداب في الجامعة السورية عندما تركها في سبتمبر من عام 1953 عندما ارسل ضمن عشر طلاب سوريين في بعثة عسكرية للالتحاق بالكلية البحرية في مصر وهكذا تحقق حلمه بان يصبح ضابط في سلاح البحرية.
و قد نال جول في مايو 1956 شهادة البكالوريوس في الدراسات البحرية وكان ترتيبه الأول على الدفعة ليصير الملازم ثاني جول جمال، وفي شهر يوليو من نفس العام فوجئ العالم كله بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس للملاحة كشركة مساهمة مصرية وبدأت بوادر عاصفة سياسية دبلوماسية غربية في الهبوب لتتحول إلى عاصفة حربية ضاربة سيناء قبل أن تعصف بمدن القناة وهي عاصفة العدوان الثلاثى إنجلترا وفرنسا والدولة الحديثة المزروعة في قلب الوطن العربى.. إسرائيل.
لم يرحل جول وبقية افراد البعثة السورية من مصر بعد التخرج في تلك الفترة لان مصر استوردت زوارق طوربيد حديثة وقد رات الحكومة السورية في ذلك الوقت انه من الأفضل ان يتم تدريب ضباطها على تلك الزوارق الحديثة. وربما كان القدر يلعب لعبته ليكتب أسطورة جديدة بدأت في ليلة الرابع من نوفمبر.
الأسطورة والبطل جول جمال
في ليلة 4 نوفمبر، تحديدا في منتصف الليل التقط جول واقرانه بث فرنسي للسفينة الحربية جان بارت ( Jean Bart) العملاقة أول سفينة مزودة بردار في العالم، وكانت مهمتها عندما تصل بالقرب من شاطىء بورسعيد ان تدمر ما تبقى من المدينة التي كادت ان تكون مدينة اشباح بعد قصف سلاح الطيران الملكى والبحرية الملكية لها.
عندما علم البطل جول جمال بأن البارجة والمدمرة الفرنسية جان بار تتقدم نحو السواحل المصرية تطوع في قيادة عملية بحرية للزوارق الطوربيدية المصرية في البحر الأبيض المتوسط شمال البرلس يوم 4 (نوفمبر) تشرين الثاني عام 1956م إبان العدوان الثلاثي على مصر، مدافعآ ببسالة ومسجلآ نفسه بطلآ شجاعآ ورافعآ راية بلاده عاليآ مدافعآ عن قطعة من وطنه العربي بكل شجاعة.
في تلك الليلة خرجت ثلاث زوارق طروبيد لمقابلة فخر البحرية الفرنسية امام سواحل البرلس وكانت مقابلة عكس كل التوقعات التي قد ترجح كفة السفينة العملاقة فقد تصدت لها الثلاث زوراق في معركة قلما تحدث مثلها في تاريخ المعارك البحرية. اصاب البطل جول جمال السفينة الحربية جان بارت في تصدي بطولي واوقفها عن التقدم ولم يقسمها إلى نصفين كما شاع ولكن هو ورفاقه الشهداء الابرار تحت قيادته ، تصدى للسفينة بكل شجاعة واصابها بالشلل التام مضحيا بأغلى ما يملك وهي روحه ذاتها من اجل بورسعيد.. من اجل مصر. طول المدمرة الفرنسية 247.9م × 3550م وزنتها 48750طنا مجهزة ب(109) مدفعا" من مختلف العيارات طاقمها 88 ضابطا" و 2055 جنديا" بحارا".
على الفور بلغ جول قائده جلال الدسوقى واقترح عليه ان يذهب في دورية إلى تلك المنطقة المحددة التي ستكون فيها السفينة، وعلى عكس اللوائح التي تمنع خروج أي اجنبى في دورية بحرية اعطاه الدسوقى تصريح للخروج بعد اصرار جول ان في وقت المعركة لا فرق بين مصري أو سورى وان مصر كسوريا لا فرق بينهما.
استشهد البطل السوري جول جمال في مصر وأصبح من الشهداء الابطال ، مات جول جمال بعيدا عن اهله تاركا خطيبته التي عاشت طوال عمرها ترفض الزواج وتصر على ان تنادى "بمدام جول".
هكذا أصبح ذلك الشاب السورى المسيحي سليمان الحلبى القرن العشرين وربما من عجائب القدر ان من قتل الحلبى كان أيضا محتل فرنسي على ارض مصر وهكذا فعل البطل جول جمال تصدى ودمر أكبر السفن الحربية الفرنسية.
الاساطير الشعبية حول جول وما فعله والتي جعلت من جان بارت جان دراك التي أصبحت تدرس في كتب التاريخ الرسمية في مصر في المرحلة الثانوية هي من الحب والتقدير لهذا البطل الفذ الشجاع.
كرمت مصر وسوريا البطل بأوسمة وبنياشين عديدة.
في وطنه سوريا لايزال إلى الآن مثال للشجاعة والفداء من اجل الامه العربية والعروبة ويشهد على ذلك كيف ودع السوريون في عام 2007 شقيقته دعد التي توفيت بعد صراع طويل من المرض.
في عام 1960 تم إنتاج فليم مصري باسم "عمالقة البحار" بطولة أحمد مظهر ,عبد المعنم إبراهيم وأحمد رمزي ولاول مرة على شاشة السينما نادية لطفى وقام بتمثيل دور جول ممثل سورى للاسف لا اتذكر اسمه وأرجو من يعرف اسمه أن يذكره لنا .... الفيلم من إخراج سيد بدير وللاسف كان ملىء بالمغالطات التاريخية خاصة بما يتعلق بجول إلا أن الفيلم بوجه عام جميل جدا كفيلم حربى، أيضا يوجد شارع في الدقى باسم جول جمال ويظن بعض سكانه ان جول كان يسكن في هذه المنطقة.
تخليدا للبطل جول جمال : سميت شوارع رئيسية في مدن عديدة باسمه مثل دمشق و اللاذقية، وغيرها واطلق اسمه على مدارس في سوريا، وحملت إحدى دورات الكلية الحربية اسمه ويوجد شارع باسمه شارع جول جمال بالمهندسين الجيزة مصر، كما سمي شارع في مدينة رام الله في فلسطين باسمه.
منح براءة الوسام العسكري الأكبر من الحكومة، وبراءة النجمة العسكرية من جمال عبد الناصر، وبراءة الوشاح الأكبر من بطريرك إنطاكية، وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بدمشق ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر. اكرمته الجمعية الخيرية في بلدة المشتاية في حمص بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه، سطر البطل السوريجول جمال اسمه بأحرف من نور ورفع راية بلاده عاليآ مسجلا ارقى واسمى آيات البطولة.
هذه هي قصة بطل عربي شاب ... تجاوز ببصيرته حدود بلده سوريا وعاش ومات من أجل وطنه العربي ... وهذا مايجب أن يكون عليه القدوة ... فعلى شبابنا أن يتخذه مثالا في التضحية والفداء في سبيل الحرية للوطن العربي بأكمله ... فكلنا في مركب واحد ... وإذا لا قدر الله وغرق المركب ...سنغرق جميعا ...
حمى الله الوطن العربي بأكمله وحفظه من كل سوء
تعليق