النمل من الحشرات الاجتماعية التي تعيش في شكل مستعمرات
تنتمي الى فصيلة Formicidae ويوجد منها حوالي 14.000 نوعا و يعود تاريخ ظهورها الى 130 مليون سنة ( منتصف العصر الطباشيري )
متوسط عمر النملة ما بين 45 و60 يوما وان كانت هذه المدة متفاوتة بحسب انواع النمل
ومثل باقي الحشرات تمتلك النملة ستة أرجل مكونة من ثلاث مفاصل وتمتاز أرجلها بقوة وصلابة شديدة وهي التي تمنحها تلك السرعة العجيبة التي تتميز بها حركاتها
فلو حاولنا مثلا أن نجعل إنسانا يعدو بنفس سرعة النمل بالنظر الى حجم جسمه لتوجب عليه ان يعدو بسرعة حصان السباق !
تستطيع النملة ان تحمل من الأثقال 20 مرة ضعف جسمها ( في احد المصادر ذكر 60 مرة )
ويتكون دماغها من 250.000 خلية دماغية في حين يتكون دماغ الإنسان من 10.000 خلية
أما جهازها الهضمي فإنه يحتوي على معدتين : المعدة الأولى لهضم ما يدخل اليها من طعام طبعا ، اما المعدة الثانية فهي بمثابة المخزن تخزن فيه الطعام الذي ينبغي ان تتقاسمه مع غيرها من النمل كما يحث على ذلك النظام الاجتماعي الذي تخضع له المستعمرات النملية
وهذه المستعمرات قد يتجازو احيانا عدد أفرادها 700.000 نملة
وقد اعتبر النمل دائما مثالا لروح التعاون والتكافل الاجتماعي المنظم والمقنن ، و هو يتميز سبحان الخالق بغريزة فذة جدا للترابط والتكاثف من أجل البقاء عند الشعور بالخطر
وقد عكف العلماء على دراسة خصائص وسلوكيات العيش الجماعي عند النمل ، وصاروا كل يوم يفاجأون بأسرار وحقائق مذهلة عن هذه الحشرة الدقيقة الصغيرة يعجز العقل عن استيعابها أحيانا
فريق من الباحثين الأمريكيين قاموا بمراقبة مستعمرة نملية تتعرض للغرق وفوجئوا بـأن النمل أخذ يقسم نفسه على مجموعات
تتكون كل مجموعة من حوالي 500 نملة تتشابك فيما بينها فتشكل ما يشبه عوامة صغيرة تطفو فوق سطح الماء وتقاوم جرف التيار ، وتظل على هذا الحال دون ان يستطيع التيار النيل منها لعدة أسابيع و دون أن تخار قواها او تنفصل عن بعضها البعض!
وبالمشاهدة الدقيقة عن طريق الميكروسكوب تبين ان كل نملة من المجموعة تقوم بإمساك رجل او فك النملة الأخرى مع شد عضلات جسمها بقوة حتى تستطيع ان تحصر داخل هذا السد المنيع الذي كونته بأجسامها ، المزيد من الهواء وبالتالي تتمكن من أن تظل طافية فوق سطح الماء
أما عن كيفية قدرتها على التنفس بالرغم من وجودها وسط الماء فيقول هؤلاء الباحثون ان عملية التنفس تتم عبر تلك الشعيرات الدقيقة التي وهبها الله إياها والتي تغطي جسمها
وحاولوا ان يقوموا بإغراق هذا النسيج النملي المتكاثف عنوة ، لكن دون جدوى
كان كمن تحاول ان تجعل قطرة زيت تنزل الى قعر الماء يقول Nathan Mlot احد هؤلاء الباحثين !
أنظروا كيف تتشابك النملات مع بعضها البعض بهذه الطريقة المذهلة وكأنها ملتصقة بمادة ما !
انها غريزة البقاء وروح التعاون والتكاثف التي تميز هذه المجتمعات الحشرية العجيبة التي أدركت ان :
في الاتحاد قوة
http://www.maxisciences.com/fourmi-d..._art14247.html
تعليق