.
روى البخاري رحمه الله بسنده عن أسماء بنت ابي بكر أنها قالت : أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون
وإذا هي قائمة تصلي ، فقلت ما للناس ؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت : سبحان الله
فقلت آية ، فأشارت أي نعم ، قالت : فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء .
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار
ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال
يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا
فيقال له : نم صالحا فقد علمنا ان كنت لموقنا
وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
فهذا الحديث الشريف توضيح لكل مؤمن يريد ان يطمئن على الموقف الأخير من حياته الدنيا والموقف الأول من حياته الأخرى
فالمؤمن ما بين مخافتين : مخافة الدنيا وخشية ان لا يوفق فيها لصالح الاعمال والتقوى والاستقامة والثبات على الاسلام
ومخافة الآخرة واي مخافة هي ، فهو يخشى سؤال القبر والمكث في ظلمته ولا يدري ماذا سيكون بعد ذلك من حياته
ولئن كانت الفتنة الكبرى هي فتنة الدجال لمن يبقى من هذه الأمة حتى نزوله ، فان فتنة سؤال القبر كذلك لهي فتنة كبيرة لا يثبت حيالها الا من كان على حظ عظيم من الايمان الصادق والعبودية لله عز وجل وحده دون سواه
فاذا تحقق هذا للعبد فانه يبعث في قلبه الاطمئنان والراحة والأمان فيجعله الله عز وجل من الثابتين على العمل الصالح بالدنيا وعلى العقيدة الصحيحة ، لا يتزحزح ايمانه قيد أنملة ازاء اصعب مواقف الحياة وأشدها هولا
فهو يفزع لله رب العالمين ولا يستعين الا به مصداقا لقوله صلوات الله عليه وسلامه : اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله
فلا يغتر بالنعمة ولا يقنط بالنقمة ولا ييأس ابدا من روح الله كما ييأس الكافرون
فاذا ثبت العبد في دنياه بتوفيق من الله على العمل الصالح والعقيدة الصحيحة السليمة ، كان من الثابتين في الآخرة حين ينبغي له الثبات
واول مراحل الآخرة تبدأ عند سؤال القبر كما يوضحها لنا الحديث الشريف : العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله
فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعاً
وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس
فيقال لا دريت ولا تليت . ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
ويظل المؤمن مستمرا على ثباته في كل المراحل الأخروية ومواقفها التي يمر بها في اوقات الحساب والعرض والصراط وما الى ذلك . . .
واذا كان الله عز وجل هو الذي يملك هذا وهو الذي يثبت عباده السعداء في الدنيا والآخرة ، فانه عز وجل لا يمنح ذلك الى عامة الناس او جميع الخلق على حد سواء
وانما يكون التثبيت في الدنيا وفي الآخرة للذين آمنوا وجمعوا سمات الايمان الصادق الحق كما جاء في قوله عز وجل : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
هذا بالنسبة للذين آمنوا ، اما بالنسبة للذين ظلموا فحادوا عن صراط ربهم المستقيم ، هؤلاء لا يثبتهم الله
بل يمد لهم في الضلال كما جاء في تتمة الآية : ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
ان حياتهم في أخراهم جزاء حياتهم في دنياهم : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
فاذا علمنا كل هذا تبين لنا ان الميت دائما وأبدا في حاجة للدعاء له بالتثبيت
فقد روى سيدنا عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم و سلوا له التثبيت فإنه يسأل
وقال الشافعي رحمه الله : ويستحب ان يُقرأ عنده شئ من القرآن وان ختموا القرآن كله كان حسنا
فالقرآن الكريم هو وسيلة الثبات الأولى ، قال عز وجل : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا
كما ويجب الالحاح على باب الكريم وطلب التثبيت منه في الدنيا واللآخرة ، و طلب التوفيق اليه تأسيا بنبينا صلوات الله عليه وسلامه الذي كان يكثر من الدعاء بقوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
وعن شداد بن أوس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهنّ في صلاتنا : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد
كما كان من دعاء سيدنا عبد الله بن مسعود : اللهم إني أسألك إيمانـًا لا يرتدّ ، ونعيمـًا لا ينفد
فمن كان من أهل الثبات واليقين في الدنيا كان من أهل الثبات عند السؤال في الآخرة ، أسأل الله ان يجعلني واياكم من هؤلاء السعداء
وإذا هي قائمة تصلي ، فقلت ما للناس ؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت : سبحان الله
فقلت آية ، فأشارت أي نعم ، قالت : فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء .
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار
ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال
يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا
فيقال له : نم صالحا فقد علمنا ان كنت لموقنا
وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
فهذا الحديث الشريف توضيح لكل مؤمن يريد ان يطمئن على الموقف الأخير من حياته الدنيا والموقف الأول من حياته الأخرى
فالمؤمن ما بين مخافتين : مخافة الدنيا وخشية ان لا يوفق فيها لصالح الاعمال والتقوى والاستقامة والثبات على الاسلام
ومخافة الآخرة واي مخافة هي ، فهو يخشى سؤال القبر والمكث في ظلمته ولا يدري ماذا سيكون بعد ذلك من حياته
ولئن كانت الفتنة الكبرى هي فتنة الدجال لمن يبقى من هذه الأمة حتى نزوله ، فان فتنة سؤال القبر كذلك لهي فتنة كبيرة لا يثبت حيالها الا من كان على حظ عظيم من الايمان الصادق والعبودية لله عز وجل وحده دون سواه
فاذا تحقق هذا للعبد فانه يبعث في قلبه الاطمئنان والراحة والأمان فيجعله الله عز وجل من الثابتين على العمل الصالح بالدنيا وعلى العقيدة الصحيحة ، لا يتزحزح ايمانه قيد أنملة ازاء اصعب مواقف الحياة وأشدها هولا
فهو يفزع لله رب العالمين ولا يستعين الا به مصداقا لقوله صلوات الله عليه وسلامه : اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله
فلا يغتر بالنعمة ولا يقنط بالنقمة ولا ييأس ابدا من روح الله كما ييأس الكافرون
فاذا ثبت العبد في دنياه بتوفيق من الله على العمل الصالح والعقيدة الصحيحة السليمة ، كان من الثابتين في الآخرة حين ينبغي له الثبات
واول مراحل الآخرة تبدأ عند سؤال القبر كما يوضحها لنا الحديث الشريف : العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله
فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعاً
وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس
فيقال لا دريت ولا تليت . ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
ويظل المؤمن مستمرا على ثباته في كل المراحل الأخروية ومواقفها التي يمر بها في اوقات الحساب والعرض والصراط وما الى ذلك . . .
واذا كان الله عز وجل هو الذي يملك هذا وهو الذي يثبت عباده السعداء في الدنيا والآخرة ، فانه عز وجل لا يمنح ذلك الى عامة الناس او جميع الخلق على حد سواء
وانما يكون التثبيت في الدنيا وفي الآخرة للذين آمنوا وجمعوا سمات الايمان الصادق الحق كما جاء في قوله عز وجل : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
هذا بالنسبة للذين آمنوا ، اما بالنسبة للذين ظلموا فحادوا عن صراط ربهم المستقيم ، هؤلاء لا يثبتهم الله
بل يمد لهم في الضلال كما جاء في تتمة الآية : ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
ان حياتهم في أخراهم جزاء حياتهم في دنياهم : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
فاذا علمنا كل هذا تبين لنا ان الميت دائما وأبدا في حاجة للدعاء له بالتثبيت
فقد روى سيدنا عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم و سلوا له التثبيت فإنه يسأل
وقال الشافعي رحمه الله : ويستحب ان يُقرأ عنده شئ من القرآن وان ختموا القرآن كله كان حسنا
فالقرآن الكريم هو وسيلة الثبات الأولى ، قال عز وجل : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا
كما ويجب الالحاح على باب الكريم وطلب التثبيت منه في الدنيا واللآخرة ، و طلب التوفيق اليه تأسيا بنبينا صلوات الله عليه وسلامه الذي كان يكثر من الدعاء بقوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
وعن شداد بن أوس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهنّ في صلاتنا : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد
كما كان من دعاء سيدنا عبد الله بن مسعود : اللهم إني أسألك إيمانـًا لا يرتدّ ، ونعيمـًا لا ينفد
فمن كان من أهل الثبات واليقين في الدنيا كان من أهل الثبات عند السؤال في الآخرة ، أسأل الله ان يجعلني واياكم من هؤلاء السعداء
تعليق