منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

التثبيت في الدنيا والآخرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سُلاف
    مشرفة المواضيع الإسلامية
    من مؤسسين الموقع
    • Mar 2009
    • 10535

    التثبيت في الدنيا والآخرة

    .


    روى البخاري رحمه الله بسنده عن أسماء بنت ابي بكر أنها قالت : أتيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون
    وإذا هي قائمة تصلي ، فقلت ما للناس ؟ فأشارت بيدها إلى السماء وقالت : سبحان الله
    فقلت آية ، فأشارت أي نعم ، قالت : فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء .
    فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار
    ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال
    يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا
    فيقال له : نم صالحا فقد علمنا ان كنت لموقنا
    وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته


    فهذا الحديث الشريف توضيح لكل مؤمن يريد ان يطمئن على الموقف الأخير من حياته الدنيا والموقف الأول من حياته الأخرى
    فالمؤمن ما بين مخافتين : مخافة الدنيا وخشية ان لا يوفق فيها لصالح الاعمال والتقوى والاستقامة والثبات على الاسلام
    ومخافة الآخرة واي مخافة هي ، فهو يخشى سؤال القبر والمكث في ظلمته ولا يدري ماذا سيكون بعد ذلك من حياته
    ولئن كانت الفتنة الكبرى هي فتنة الدجال لمن يبقى من هذه الأمة حتى نزوله ، فان فتنة سؤال القبر كذلك لهي فتنة كبيرة لا يثبت حيالها الا من كان على حظ عظيم من الايمان الصادق والعبودية لله عز وجل وحده دون سواه
    فاذا تحقق هذا للعبد فانه يبعث في قلبه الاطمئنان والراحة والأمان فيجعله الله عز وجل من الثابتين على العمل الصالح بالدنيا وعلى العقيدة الصحيحة ، لا يتزحزح ايمانه قيد أنملة ازاء اصعب مواقف الحياة وأشدها هولا
    فهو يفزع لله رب العالمين ولا يستعين الا به مصداقا لقوله صلوات الله عليه وسلامه : اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله
    فلا يغتر بالنعمة ولا يقنط بالنقمة ولا ييأس ابدا من روح الله كما ييأس الكافرون
    فاذا ثبت العبد في دنياه بتوفيق من الله على العمل الصالح والعقيدة الصحيحة السليمة ، كان من الثابتين في الآخرة حين ينبغي له الثبات

    واول مراحل الآخرة تبدأ عند سؤال القبر كما يوضحها لنا الحديث الشريف : العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله
    فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعاً
    وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس
    فيقال لا دريت ولا تليت . ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين

    ويظل المؤمن مستمرا على ثباته في كل المراحل الأخروية ومواقفها التي يمر بها في اوقات الحساب والعرض والصراط وما الى ذلك . . .

    واذا كان الله عز وجل هو الذي يملك هذا وهو الذي يثبت عباده السعداء في الدنيا والآخرة ، فانه عز وجل لا يمنح ذلك الى عامة الناس او جميع الخلق على حد سواء
    وانما يكون التثبيت في الدنيا وفي الآخرة للذين آمنوا وجمعوا سمات الايمان الصادق الحق كما جاء في قوله عز وجل : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
    هذا بالنسبة للذين آمنوا ، اما بالنسبة للذين ظلموا فحادوا عن صراط ربهم المستقيم ، هؤلاء لا يثبتهم الله
    بل يمد لهم في الضلال كما جاء في تتمة الآية : ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
    ان حياتهم في أخراهم جزاء حياتهم في دنياهم : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى

    فاذا علمنا كل هذا تبين لنا ان الميت دائما وأبدا في حاجة للدعاء له بالتثبيت
    فقد روى سيدنا عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم و سلوا له التثبيت فإنه يسأل
    وقال الشافعي رحمه الله : ويستحب ان يُقرأ عنده شئ من القرآن وان ختموا القرآن كله كان حسنا
    فالقرآن الكريم هو وسيلة الثبات الأولى ، قال عز وجل : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا
    كما ويجب الالحاح على باب الكريم وطلب التثبيت منه في الدنيا واللآخرة ، و طلب التوفيق اليه تأسيا بنبينا صلوات الله عليه وسلامه الذي كان يكثر من الدعاء بقوله يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
    وعن شداد بن أوس : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهنّ في صلاتنا : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد
    كما كان من دعاء سيدنا عبد الله بن مسعود : اللهم إني أسألك إيمانـًا لا يرتدّ ، ونعيمـًا لا ينفد

    فمن كان من أهل الثبات واليقين في الدنيا كان من أهل الثبات عند السؤال في الآخرة ، أسأل الله ان يجعلني واياكم من هؤلاء السعداء



    التعديل الأخير تم بواسطة سُلاف; الساعة 05-20-2011, 07:03 PM.


  • Mayada oulabi
    !! عضوية الإمتياز !!
    • Aug 2010
    • 3799

    #2
    رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

    يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

    يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك

    أشكرك أختي سلاف على التذكره


    اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

    تعليق

    • علي محمود
      !! عضوية الإمتياز !!
      • Mar 2010
      • 2221

      #3
      رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

      بارك الله فيك أختنا العزيزة سلاف ...
      ثبتنا الله جميعا على دينه ...
      وأنار لنا في قبورنا ... وجعلها روضة من رياض الجنة
      آمين ...
      رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

      تعليق

      • سُلاف
        مشرفة المواضيع الإسلامية
        من مؤسسين الموقع
        • Mar 2009
        • 10535

        #4
        رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

        شكرا لكما أحبتي : ميادة واخي ابو رامي
        تقبل الله دعاءكما وصالح عملكما
        تحياتي وامتناني


        تعليق

        • Ahmad A Najar
          الإدارة العامة
          • Aug 2008
          • 7540

          #5
          رد: التثبيت في الدنيا والآخرة


          شكراً جزيلاً لكِ أخت سلاف فواخرجي على الدرس الديني المفيد

          ثبتنا الله وإياكم على الدين.

          بارك الله فيكِ.

          - يُخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أكون له مُجيبا ، يزيد سَفاهة فأزيدحلماً كعود زاده الإحراقّ طيباً ، شّكوت إلى وكيع سوء حِفظي ، فأرشّدني إلى ترك المعاصّي وأخبرني بأن العلم نورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصّي .
          - آملي أن يرضّى الله و والديّ عني -- لو كان العّالم في كَفة ، و والديّ في كَفة ، لاخّترت والديّ.

          - للبعّيدين جداً. للذين لاتصّلهم كَلماتنا ولا أصّواتنا. للذينَ غادرو دون تَرتّيب. ودونَ موعّد مسبقّ. للذينَ لن يَعّودو أبداً.طّبتم في فردوسّ الرحّمن نَعّيماً..

          تعليق

          • سُلاف
            مشرفة المواضيع الإسلامية
            من مؤسسين الموقع
            • Mar 2009
            • 10535

            #6
            رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

            المشاركة الأصلية بواسطة ahmad_najar مشاهدة المشاركة
            شكراً جزيلاً لكِ أخت سلاف فواخرجي على الدرس الديني المفيد

            ثبتنا الله وإياكم على الدين.

            بارك الله فيكِ.
            اللهم آمين يـــا رب العالمين
            أهلا بك دوما أخي أحمد
            كل الشكر والتقدير


            تعليق

            • شمس العصر
              !! عضوية الإمتياز !!
              • Nov 2010
              • 828

              #7
              رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

              شكرا لك غاليتي سلاف .. على هذه الكلمات البرّاقة .. الخالدة ..
              سبحان الله .. تذكر الموت .. و القبور ..
              يورث في النفس سكوناً .. و حزناً خاشعا ..
              ويعيدنا الى الحقيقة التي لا بد منها ..

              اللهم اغفر لنا و ارحمنا..
              و اغفر لموتانا وموتى المسلمين و ارحمهم ..
              و اجعل قبورنا و قبورهم رياضا من رياض الجنة ..
              اللهم ليـّن ترابنا و ترابهم و خفف حسابنا و حسابهم ،
              اللهم انقلنا و انقلهم من ضيق اللحود و مراتع الدود الى سعة الدور و القصور .. في جناتك جنات الخلود .. في سدر مخضود ، و طلح منضود ، و ظل ممدود .. و فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة .. و فرش مرفوعة .. اللهم امين ..
              جزاك الله خيرا عزيزتي سلاف .. وجعل هذه الموعظة في ميزان حسناتك ..
              التعديل الأخير تم بواسطة شمس العصر; الساعة 05-27-2011, 12:09 PM.

              تعليق

              • سُلاف
                مشرفة المواضيع الإسلامية
                من مؤسسين الموقع
                • Mar 2009
                • 10535

                #8
                رد: التثبيت في الدنيا والآخرة

                أهلا بك غاليتي شمس وتقبل الله منك دعاكِ

                الموت حق على كل نفس وقد شاء الله عز وجل ان يجعل الموت في الدنيا لنعتبر ونتذكر وقد كان ليجعل جميع الخلق لو شاء يموتون في وقت واحد
                انما هي اردة الله ومشيئته التي لا تخلو دائما وابدا عن الحكمة والمنفعة لعبيده
                فالحمد لله حمدا كثيرا


                تعليق

                مواضيع شائعة

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                جاري المعالجة..
                X