وداعا ً يا طم طم ..
جلسَتْ معي ذات يوم على مائدة الغداء ..
سيدة ٌ حمراء جميلة اسمها ( طم طم )..
سيدة ٌ حمراء جميلة اسمها ( طم طم )..
و قبل الإنتهاء من الطعام .. التفتتْ إليّ ..
وأهدتني فلذات أكبادها ..
بذورا ًرائعة مثل القمر ..
وأهدتني فلذات أكبادها ..
بذورا ًرائعة مثل القمر ..
وقالت بصوت متحشرج قبل أن تلفظ آخر أنفاسها : اعتني بهم جيدا ً.. يا شمس ..
و ماتت طم طم ..
في أحضان طبق من السلطة ..
و ماتت طم طم ..
في أحضان طبق من السلطة ..
لكنها .. كانت سعيدة بأن يبقى ذكرها حيا ً ..
بعد أن تودع هذه الدنيا و ترحل ..
فهمس قلبي بحزن :
وداعا ً .. يا طم طم ..
بعد أن تودع هذه الدنيا و ترحل ..
فهمس قلبي بحزن :
وداعا ً .. يا طم طم ..
و مع بداية ديسمبر .. وقدوم لفحات الشتاء الباردة ..
دفنتُ هذه البذور الناعمة .. في (( 40 سرير من البيتموس )) ..
و كنت اعتني بها ..
فكانت تستحق الرعاية تماما كأي طفل يتيم فقد أمه في طبق من السلطة ..
دفنتُ هذه البذور الناعمة .. في (( 40 سرير من البيتموس )) ..
و كنت اعتني بها ..
فكانت تستحق الرعاية تماما كأي طفل يتيم فقد أمه في طبق من السلطة ..
و انتهى ديسمبر .. و دخلت السنة الجديدة في حلة صوفيه دافئة متدثرة ً من برد الشتاء ..
و البذور .. لم يظهر لها أثر ..
و مرت الأيام .. و أصابني الحزن على أبناء طم طم ..
حتى خلتهم قد لحقوا بأمهم ..
مساكين .. لم يطيقوا فراقها ..
و البذور .. لم يظهر لها أثر ..
و مرت الأيام .. و أصابني الحزن على أبناء طم طم ..
حتى خلتهم قد لحقوا بأمهم ..
مساكين .. لم يطيقوا فراقها ..
فرأى أخي (( متمرس )) - الهاوي للزراعة - نظرات الأسى في عيناي ..
وسألني : عسى ما شر يا شمس ؟؟ ليش الحزن ..
فحكيت له حكاية المرحومة و أبناؤها ..
فأجابني مبتسما ً : (( ههههه .. البذور كامنة )) ..
- ما معنى ذلك ..
- نعم .. بسبب البرودة الشديدة .. تكمن في التربة ..
وسألني : عسى ما شر يا شمس ؟؟ ليش الحزن ..
فحكيت له حكاية المرحومة و أبناؤها ..
فأجابني مبتسما ً : (( ههههه .. البذور كامنة )) ..
- ما معنى ذلك ..
- نعم .. بسبب البرودة الشديدة .. تكمن في التربة ..
ووسط معترك الحياة .. كانت لنا جولة صيانة لفناء المنزل ..
فإجتمعت بالأصص واتفقت معهم على الإنتقال مؤقتا .. إلى غرفة الألعاب .. ريثما تنتهي أعمال الصيانة ..
وطمأنتهم بأن نافذتها كبيرة .. و ستطل عليهم (( شمس العصر )) كل يوم ..
– وهذه ليست أنا ،، إنما الشمس في وقت العُصَير - ..
فإجتمعت بالأصص واتفقت معهم على الإنتقال مؤقتا .. إلى غرفة الألعاب .. ريثما تنتهي أعمال الصيانة ..
وطمأنتهم بأن نافذتها كبيرة .. و ستطل عليهم (( شمس العصر )) كل يوم ..
– وهذه ليست أنا ،، إنما الشمس في وقت العُصَير - ..
و بعد مرور 3 أيام من النقل .. ظهر في سرر أبناء طم طم 11 برعما ًصغيراً .. مرة ً واحدة ..بين عشية و ضحاها ..
زرعوا في قلبي فرحة عارمة ..
و أعطوني دروسا ً في انبثاق الأمل من ثنايا الموت ..
و دروسا ً أخرى في عاقبة الصبر ..
و تذكرت المقولة الخالدة (((( هههه .. البذور كامنة )) ..
التي قالها أخي ( متمرس ) ..
أيقنت أن الله جعل الدفء سببا لإنبثاق هذه البذور اليتيمة ..
فعمدت إلى ريـّها بالماء الدافئ ..
ولم تمر 5 أيام حتى كان الأربعين حرامي ...
أقصد الأربعين أصيص .. قد تفتقوا بالبراعم ..
و كنت قد نسيت أني قد وضعت بذرتان و 3 بذرات في بعضها ..
فخرج من كل أصيص برعمان و3 ..
كبروا و تشرشرت أطراف اوراقهم في ظل الدفء الدفيء ..
فبدوا غاية ً في الروعة ..
وكنت مع بواكير الصباح ..
ومنذ أن افتح عيناي ..
أنطلقُ اليهم لأعدّهم .. و أجدهم يزدادون كل يوم ..
زرعوا في قلبي فرحة عارمة ..
و أعطوني دروسا ً في انبثاق الأمل من ثنايا الموت ..
و دروسا ً أخرى في عاقبة الصبر ..
و تذكرت المقولة الخالدة (((( هههه .. البذور كامنة )) ..
التي قالها أخي ( متمرس ) ..
أيقنت أن الله جعل الدفء سببا لإنبثاق هذه البذور اليتيمة ..
فعمدت إلى ريـّها بالماء الدافئ ..
ولم تمر 5 أيام حتى كان الأربعين حرامي ...
أقصد الأربعين أصيص .. قد تفتقوا بالبراعم ..
و كنت قد نسيت أني قد وضعت بذرتان و 3 بذرات في بعضها ..
فخرج من كل أصيص برعمان و3 ..
كبروا و تشرشرت أطراف اوراقهم في ظل الدفء الدفيء ..
فبدوا غاية ً في الروعة ..
وكنت مع بواكير الصباح ..
ومنذ أن افتح عيناي ..
أنطلقُ اليهم لأعدّهم .. و أجدهم يزدادون كل يوم ..
و انتهت اعمال الصيانة في الخارج ..
بينما كبر أبناء طم طم وأصبحوا جاهزون للذهاب إلى مدرسة الحياة ..
الأرض التي منها خُلقنا .. و إليها سنعود ..
فأخرجت الأصص إلى أماكنها ..
و أخذت أبناء طم طم إلى مدرسة داخلية مناسبة ..
تتوفر فيها كل القيم الأصيلة و الأسس المتينة و القيادات التربوية ذات الخبرة ، من تربة و سماد و شمس ..
و كان الإنفصال صعبا ً في البداية ..
لكن مديرة المدرسة السيدة ليمونة قالت بوقار : لا تحزني سيدة شمس ..
لديك أطفال قبلهم ..
و تعرفين أن الصعوبة فقط في البداية ..
و سيتكيفون مع الوضع خلال الأسابيع الأولى .. كوني مطمئنة ..
بينما كبر أبناء طم طم وأصبحوا جاهزون للذهاب إلى مدرسة الحياة ..
الأرض التي منها خُلقنا .. و إليها سنعود ..
فأخرجت الأصص إلى أماكنها ..
و أخذت أبناء طم طم إلى مدرسة داخلية مناسبة ..
تتوفر فيها كل القيم الأصيلة و الأسس المتينة و القيادات التربوية ذات الخبرة ، من تربة و سماد و شمس ..
و كان الإنفصال صعبا ً في البداية ..
لكن مديرة المدرسة السيدة ليمونة قالت بوقار : لا تحزني سيدة شمس ..
لديك أطفال قبلهم ..
و تعرفين أن الصعوبة فقط في البداية ..
و سيتكيفون مع الوضع خلال الأسابيع الأولى .. كوني مطمئنة ..
وجهها يوحي بالثقة – سيدة ليمونة – بالرغم من أن طعمها حامض ..
و أنزلت الأطفال إلى أرض المدرسة ..
و كنت أزورهم يومياً .. وأرويهم ..
و أمسح الدموع عن وجوههم الحزينة ..
التي بدت ذابلة ..
حتى أنني أحضرت لهم في إحدى الزيارات ..
وجبات ( فاست فود ) من ( سماد كينج ) ..
فكانوا سعداء بها ..
ولاحظت بعدها تحسن حالتهم الصحية ..
فحلت الأبتسامة المشرقة مكان الذبول ..
و أصبحت أجسامهم أقوى و أصلب .. و أكثف ..
أصبحت الشتلات ..فتيات فاتنات ..
و كان الشتاء يشاكسهن بنسماته الباردة ..
و قطرات الماء المتحدرة من قلب السماء ..
و أنزلت الأطفال إلى أرض المدرسة ..
و كنت أزورهم يومياً .. وأرويهم ..
و أمسح الدموع عن وجوههم الحزينة ..
التي بدت ذابلة ..
حتى أنني أحضرت لهم في إحدى الزيارات ..
وجبات ( فاست فود ) من ( سماد كينج ) ..
فكانوا سعداء بها ..
ولاحظت بعدها تحسن حالتهم الصحية ..
فحلت الأبتسامة المشرقة مكان الذبول ..
و أصبحت أجسامهم أقوى و أصلب .. و أكثف ..
أصبحت الشتلات ..فتيات فاتنات ..
و كان الشتاء يشاكسهن بنسماته الباردة ..
و قطرات الماء المتحدرة من قلب السماء ..
ومرت الأيام .. و كبرت الشتلات و أصبحت في سن الزواج ..
فأقمنا حفل زواج جماعي ..
تزينت فيه العرايس بأكاليل الورد الأصفر ..
و لبس الشتاء عباءته .. وركب فرسه ..
و اعتصر آخر دمعة من عيناه و فر هاربا ً ..
فجأة .. و بدون أي مقدمات ..
لماذا .؟؟؟
أكان حزينا ً في يوم عرسها .. ؟؟؟
أكان ينوي الإرتباط بها ؟؟؟؟؟
لست أدري !!!
و اعتصر آخر دمعة من عيناه و فر هاربا ً ..
فجأة .. و بدون أي مقدمات ..
لماذا .؟؟؟
أكان حزينا ً في يوم عرسها .. ؟؟؟
أكان ينوي الإرتباط بها ؟؟؟؟؟
لست أدري !!!
و حل الصيف ..
و بدأ كل ما يحيط بنا يصبح حارااااااا ..
و بدأ كل ما يحيط بنا يصبح حارااااااا ..
حتى (( شمس العصر )) المنعشة ..
بدت حارة ًً جدا ً ..
التربة و الأغصان .. حتى مياه الري .. كانت تغلي ..
و ذات مساء .. حيث يصبح الماء أقل حرارة ..
خرجت لري النباتات ، و مررت على بنات طم طم
فنادت إحداهن : شمس .. أريد أن أخبرك بسر ..
أنا حامل ..
فاقتربت منها و جلست على أطراف السور و تمعنت فيها جيدا : صج ؟؟؟
الف مبروك يا حبيبتي ..
لازم اذا جبتي بنت .. تسمينها (طم طم ) ..
على اسم الوالدة .. الله يرحمها ..
بدت حارة ًً جدا ً ..
التربة و الأغصان .. حتى مياه الري .. كانت تغلي ..
و ذات مساء .. حيث يصبح الماء أقل حرارة ..
خرجت لري النباتات ، و مررت على بنات طم طم
فنادت إحداهن : شمس .. أريد أن أخبرك بسر ..
أنا حامل ..
فاقتربت منها و جلست على أطراف السور و تمعنت فيها جيدا : صج ؟؟؟
الف مبروك يا حبيبتي ..
لازم اذا جبتي بنت .. تسمينها (طم طم ) ..
على اسم الوالدة .. الله يرحمها ..
ضحكت بحياء وقالت : ان شاء الله ..
و الثانية شمس .. لأني حامل بتوأم ..
و الثانية شمس .. لأني حامل بتوأم ..
فاقتربت منها و قلت : صج ؟؟؟؟ ما شاء الله ..
نظرت اليها جيداً .. ماذا أرى ؟؟؟
تساءلت بيني و بين نفسي .. ماذا تخبئين خلف الأوراق ..؟؟؟
طلعتْ الكذابة خايفة من الحسد ..
كانت حامل ب 5 أطفال .. مرة وحدة ..
(( خسارة تربيتي فيك .. يا الشلاّخة)) - و شلاّخة يعني كذابة بالقطري -
و معظم أخواتها أيضا كانت تحمل أطفالا صغارا ..
كنت سعيدة بذلك ..
خاصة و أنني أرقب الأطفال و هم يكبرون ..
و يتحولون من اللون الأخضر إلى الأصفر ثم البرتقالي - ..
و كنت أنتظر اللون الأحمر بفارغ الصبر ..
لكني مع الأيام لاحظت اصفرار و جفاف الأوراق السفلى من الشتلات ..
و بعد أيام لاحظت موت بعض الشتلات ..
فكثفت الري .. لكن الماء حتى في المساء كان يميل إلى الحرارة ..
و ما إن دخل شهر يونيو ..
حتى انتقلت كل الشتلات إلى رحمة الله ..
حزنت كثيرا ً.. لفراقها ..
نزعتها من الأرض ..
و كأنني أنزع حبها من قلبي ..
كانت كبيرة و متفرعة .. و محملة بالأطفال ..
لكن أوراقها جميعها محترقة ..
و فروعها جافة ..
فجمعتها ووضعتها على الأرض ..
وجلست على أطراف الحوض ..
و أسندت وجهي إلى كفيّ ..
آه .. فهمت الآن .. لماذا هرب الشتاء باكيا ً ..
أكان يعرف مصيرها .. ؟؟؟
و همست بحزن :
وداعا ً .. يا أبناء طم طم ..
تساءلت بيني و بين نفسي .. ماذا تخبئين خلف الأوراق ..؟؟؟
طلعتْ الكذابة خايفة من الحسد ..
كانت حامل ب 5 أطفال .. مرة وحدة ..
(( خسارة تربيتي فيك .. يا الشلاّخة)) - و شلاّخة يعني كذابة بالقطري -
و معظم أخواتها أيضا كانت تحمل أطفالا صغارا ..
كنت سعيدة بذلك ..
خاصة و أنني أرقب الأطفال و هم يكبرون ..
و يتحولون من اللون الأخضر إلى الأصفر ثم البرتقالي - ..
و كنت أنتظر اللون الأحمر بفارغ الصبر ..
لكني مع الأيام لاحظت اصفرار و جفاف الأوراق السفلى من الشتلات ..
و بعد أيام لاحظت موت بعض الشتلات ..
فكثفت الري .. لكن الماء حتى في المساء كان يميل إلى الحرارة ..
و ما إن دخل شهر يونيو ..
حتى انتقلت كل الشتلات إلى رحمة الله ..
حزنت كثيرا ً.. لفراقها ..
نزعتها من الأرض ..
و كأنني أنزع حبها من قلبي ..
كانت كبيرة و متفرعة .. و محملة بالأطفال ..
لكن أوراقها جميعها محترقة ..
و فروعها جافة ..
فجمعتها ووضعتها على الأرض ..
وجلست على أطراف الحوض ..
و أسندت وجهي إلى كفيّ ..
آه .. فهمت الآن .. لماذا هرب الشتاء باكيا ً ..
أكان يعرف مصيرها .. ؟؟؟
و همست بحزن :
وداعا ً .. يا أبناء طم طم ..
تعليق