تعد مدينة مادبا احدى أهم مواقع المآثر التاريخية بالمملكة الأردنية وتقع جنوب العاصمة عمان على بعد 33 كيلومترا
تزخر بالعديد من المآثر والأطلال القديمة التي تنتمي الى حضارات غابرة عريقة موغلة في القدم تعود الى العصر الحديدي الاول
اهم ما يميز مدينة مادبا جمال شوارعها بفسيفسائها القديمة وكنائسها العتيقة ومآذنها العالية وجبالها الخضراء . . .
وتعتبر هذه المدينة مثالا للتعايش الحي بين الاديان كما هو الشأن في باقي محافظات ومدن الأردن .
تقول احدى القصص المشهورة بالمدينة - والعهدة على الراوي - انه قبل ما يزيد عن 50 عاماً مرض إمام مسجد في قرية في شمال الأردن مرضاً شديداً في شهر رمضان منعه عن إعلام الناس بموعد الإفطار ، فلاحظ هذا الأمر أحد القائمين على الكنيسة المجاورة للمسجد وعلم أن خطباً ما قد حدث لجاره المسلم فقام بقرع أجراس الكنيسة ليعلم المسلمين بأن موعد الإفطار قد حان . . .
اما بمدينة مادبا فان صور هذا التعايش بين المسيحية والاسلام متعددة ومختلفة
فقد قام احد المسيحيين في القرن الماضي بالتبرع بقطعة أرض لبناء مسجد أطلق عليه " مسجد الحسين بن طلال " . . .
ولعل أهم صورة ومثال هي اطلاق اسم سيدنا و نبينا عيسى عليه السلام على أحد المساجد بمدينة مادبا كمبادرة لتعزيز اواصر الاحترام المتبادل بين الطرفين وزيادة توثيقها
صاحب هذه الفكرة هو امام المسجد الشيخ " جمال جمعة السفرتي " الذي قال انه تجول في العديد من البلدان الاسلامية واطلع على عدد من المساجد التي وضعت لها اسماء عدد من الانبياء باستثناء سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام . . .
ولذلك فان هذا المسجد يعد حاليا الوحيد بالعالم الذي يحمل اسم سيدنا عيسى عليه السلام وهو يقع بالقرب من كنسية الروح القدس للاتين
ويمتد على مساحة 1000 متر مربع ومكون من ثلاثة طوابق وقبة طولها حوالي 50 مترا
ويذكر ان فكرة التسمية لم تلاق اي اعتراض من طرف الجهات المسؤولة ، لكنها ووجهت اول الامر ببعض الاستغراب سواء من المسلمين او المسيحيين
لكن سرعان ما لاقت ترحيبا واسعا واحتفاء كبيرا عند افتتاح المسجد الذي كان قد صادف اليوم الأول من رمضان
ويعد المسجد اليوم احد أهم مساجد مدينة مادبا الجميلة .
تعليق