.
الاعتكاف سنة من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح من صحابته والتابعين ومن بعدهم
لكنها على مشروعيتها الثابتة وعظيم أجرها وثوابها فهي سنة من السنن المهجورة والمتروكة التي غفل عنها الكثير من الناس
كان نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه يداوم على الاعتكاف خلال شهر رمضان في العشر الأواخر منه لما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، ثم اعتكف أزواجه من بعده
كما جاء في حديث آخر ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف واعتكف أصحابه معه
وروي عن الامام الزهري رضي الله عنه انه قال : عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل
ومعنى الاعتكاف : الإقامة الكاملة في المسجد وعدم الخروج منه مدة معينة على نية التقرب لله عز وجل
وهو رياضة روحية وتزكية للنفس وتطهير للقلب من غلبة أغراض الدنيا على نفس المؤمن وتحقيق الأنس بالله عز وجل والاشتغال به وحده
وقد كان الاعتكاف معروفا عند الأمم السابقة كما يتبين من قوله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه السلام { أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود }
وسنأتي هنا على ذكر احكام الاعتكاف أركانه وشروطه احياء لهذه السنة المتروكة عسى ان يكتب لله لنا جميعا سبيل القيام بها لما لها من عظيم الأجر والثواب و تطهير النفوس مما علق بها من حب الدنيا وانشغال القلب بها عن حب الله و اللهفة والشوق الى عفوه ومغفرته ومرضاته
حكم الاعتكاف :
الاعتكاف كما سبق ان قدمنا سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تتأكد سنيته في العشر الأواخر من شهر رمضان اذا تطوع بها المسلم
ويصبح واجبا اذا أوجبه على نفسه بالنذر سواء كان مطلقا أو معلقا بشرط
ولم يرو عن أحد من الأئمة خلاف هذا إلا ما انفرد به الأمام مالك رضي الله من الحديث عن كراهته مخافة ان لا يفي من نذر الاعتكاف على صفة مخصوصة بنذره هذا
ولا فرق في مشروعية الاعتكاف بين الرجل والمرأة كما يرى جمهور الفقهاء
فيسن للمرأة أن تعتكف كما تدل على ذلك النصوص القرآنية والنبوية من بينها قوله عز وجل : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا }
فهذا كما تدل عليه الآية القرآنية اعتكاف في المسجد والقاعدة الفقهية تقول : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه
يضاف الى هذا اذنه صلى الله عليه وسلم لعائشة وحفصة رضي الله عنهما ان يعتكفا معه كما روى البخاري في صحيحه
متى يسن الاعتكاف : ليس للاعتكاف وقت محدد ، فمتى مكث الإنسان في المسجد مدة بنية الاعتكاف كان معتكفا
وله ان يبتدئه في الوقت الذي يريد وينهيه في الوقت الذي يريد وله ايضا ان يقطعه قبل الوقت الذي عقد عليه النية
فإذا خرج فله أن يجدد النية ويعود . أما الاعتكاف المنذور فيجب عليه أن يؤديه على الوجه الذي نذره به
الا أنه يستحب القيام بالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان تأسيا بفعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
و تخفيفا على المسلم في عدم تقييده بالعشر الأواخر من رمضان للقيام بالاعتكاف فان الرسول صلوات الله عليه اعتكف في أوائل رمضان وفي أواسطه وفي العشر الأخيرة منه
كما اعتكف في غير رمضان كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه ... وترك الاعتكاف في رمضان حتى اعتكف العشر الأواخر من شوال
كما اعتكف النبي في رمضان عشرين يوما كذلك كما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً
مما يدل على أن الاعتكاف غير مشروط بشهر رمضان ولا محدد في عشرة أيام ، الا ان سنيته تتأكد في هذا الوقت من السنة دون غيره لما لهذه الأيام من عظيم الفضل والقدر كما لا يخفى على أحد منا
أركان الاعتكاف : ليس للاعتكاف من أركان سوى عقد النية والمكث في المسجد
وكل مساجد الدنيا مكان للاعتكاف لقوله عز وجل :{ ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } ، فلفظة المساجد هنا جاءت بصيغة العموم ، ما لم ينذر المعتكف الاعتكاف في هذا المسجد دون ذاك( سنـأتي على بيان هذا )
شروط الاعتكاف : الإسلام والتمييز والعقل والطهارة من كل ما يوجب الغسل ( اذا حاضت المرأة وهي معتكفة تخرج من المسجد كما جاء في حديث عائشة أن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهن من المسجد حتى يطهرن )
ولا يشترط صوم المعتكف وان كان صومه أفضل
وللمرأة أن تعتكف بإذن زوجها فإن منعها فعليها أن تمتنع
ويستحب للمعتكف ذكر الله وتسبيحه وتكبيره والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم
ويكره له ان يشغل نفسه بما لا يعنيه من قول أو عمل ، ويكره له الصمت عن الكلام مطلقا ظنا أن الصمت يقرب من اله عز وجل . . .
ويباح له الخروج لقضاء الحاجة والإتيان بالمأكول والمشروب اذا لم يكن له من يأتيه به والذهاب للتداوي . . .
وللمعتكف ان يمشط شعره ويحلق رأسه ويقلم أظافره وينظف بدنه ويلبس أحسن الثياب ويتطيب بالطيب
و يبطل الاعتكاف بالخروج عمدا لغير حاجة كالبيع والشراء
وليس للمعتكف أن يزور مريضا ، أو يشهد جنازة إلا أن يشترط ذلك في اعتكافه ، ولا حرج في زيارة أقاربه له في مكان اعتكافه ، وخصوصا إن كان ثمة ما يدعو لذلك
و يبطل الاعتكاف بالردة عن الإسلام وذهاب العقل بجنون أو سكر ، والحيض أو النفاس او الجماع او الإنزال
واذا بطل الاعتكاف لسبب من الأسباب المذكورة ، استحب للمعتكف قضاؤه . وقيل يجب عليه ذلك
ومن نذر الاعتكاف في مسجد معين لا يلزمه المسجد الذي حدده اذا تعذر عليه ذلك الا اذا نذره في المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى
وان نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لزمه ذلك ، وان نذره في المسجد النبوي جاز له ان يعتكف في المسجد الحرام لأنه أفضل منه
وإن نذره في المسجد الأقصى فله أن يعتكف في أي المساجد الثلاثة أحب .
لكنها على مشروعيتها الثابتة وعظيم أجرها وثوابها فهي سنة من السنن المهجورة والمتروكة التي غفل عنها الكثير من الناس
كان نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه يداوم على الاعتكاف خلال شهر رمضان في العشر الأواخر منه لما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، ثم اعتكف أزواجه من بعده
كما جاء في حديث آخر ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف واعتكف أصحابه معه
وروي عن الامام الزهري رضي الله عنه انه قال : عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل
ومعنى الاعتكاف : الإقامة الكاملة في المسجد وعدم الخروج منه مدة معينة على نية التقرب لله عز وجل
وهو رياضة روحية وتزكية للنفس وتطهير للقلب من غلبة أغراض الدنيا على نفس المؤمن وتحقيق الأنس بالله عز وجل والاشتغال به وحده
وقد كان الاعتكاف معروفا عند الأمم السابقة كما يتبين من قوله عز وجل لسيدنا ابراهيم عليه السلام { أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود }
وسنأتي هنا على ذكر احكام الاعتكاف أركانه وشروطه احياء لهذه السنة المتروكة عسى ان يكتب لله لنا جميعا سبيل القيام بها لما لها من عظيم الأجر والثواب و تطهير النفوس مما علق بها من حب الدنيا وانشغال القلب بها عن حب الله و اللهفة والشوق الى عفوه ومغفرته ومرضاته
حكم الاعتكاف :
الاعتكاف كما سبق ان قدمنا سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تتأكد سنيته في العشر الأواخر من شهر رمضان اذا تطوع بها المسلم
ويصبح واجبا اذا أوجبه على نفسه بالنذر سواء كان مطلقا أو معلقا بشرط
ولم يرو عن أحد من الأئمة خلاف هذا إلا ما انفرد به الأمام مالك رضي الله من الحديث عن كراهته مخافة ان لا يفي من نذر الاعتكاف على صفة مخصوصة بنذره هذا
ولا فرق في مشروعية الاعتكاف بين الرجل والمرأة كما يرى جمهور الفقهاء
فيسن للمرأة أن تعتكف كما تدل على ذلك النصوص القرآنية والنبوية من بينها قوله عز وجل : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا }
فهذا كما تدل عليه الآية القرآنية اعتكاف في المسجد والقاعدة الفقهية تقول : شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه
يضاف الى هذا اذنه صلى الله عليه وسلم لعائشة وحفصة رضي الله عنهما ان يعتكفا معه كما روى البخاري في صحيحه
متى يسن الاعتكاف : ليس للاعتكاف وقت محدد ، فمتى مكث الإنسان في المسجد مدة بنية الاعتكاف كان معتكفا
وله ان يبتدئه في الوقت الذي يريد وينهيه في الوقت الذي يريد وله ايضا ان يقطعه قبل الوقت الذي عقد عليه النية
فإذا خرج فله أن يجدد النية ويعود . أما الاعتكاف المنذور فيجب عليه أن يؤديه على الوجه الذي نذره به
الا أنه يستحب القيام بالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان تأسيا بفعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
و تخفيفا على المسلم في عدم تقييده بالعشر الأواخر من رمضان للقيام بالاعتكاف فان الرسول صلوات الله عليه اعتكف في أوائل رمضان وفي أواسطه وفي العشر الأخيرة منه
كما اعتكف في غير رمضان كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه ... وترك الاعتكاف في رمضان حتى اعتكف العشر الأواخر من شوال
كما اعتكف النبي في رمضان عشرين يوما كذلك كما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً
مما يدل على أن الاعتكاف غير مشروط بشهر رمضان ولا محدد في عشرة أيام ، الا ان سنيته تتأكد في هذا الوقت من السنة دون غيره لما لهذه الأيام من عظيم الفضل والقدر كما لا يخفى على أحد منا
أركان الاعتكاف : ليس للاعتكاف من أركان سوى عقد النية والمكث في المسجد
وكل مساجد الدنيا مكان للاعتكاف لقوله عز وجل :{ ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد } ، فلفظة المساجد هنا جاءت بصيغة العموم ، ما لم ينذر المعتكف الاعتكاف في هذا المسجد دون ذاك( سنـأتي على بيان هذا )
شروط الاعتكاف : الإسلام والتمييز والعقل والطهارة من كل ما يوجب الغسل ( اذا حاضت المرأة وهي معتكفة تخرج من المسجد كما جاء في حديث عائشة أن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهن من المسجد حتى يطهرن )
ولا يشترط صوم المعتكف وان كان صومه أفضل
وللمرأة أن تعتكف بإذن زوجها فإن منعها فعليها أن تمتنع
ويستحب للمعتكف ذكر الله وتسبيحه وتكبيره والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم
ويكره له ان يشغل نفسه بما لا يعنيه من قول أو عمل ، ويكره له الصمت عن الكلام مطلقا ظنا أن الصمت يقرب من اله عز وجل . . .
ويباح له الخروج لقضاء الحاجة والإتيان بالمأكول والمشروب اذا لم يكن له من يأتيه به والذهاب للتداوي . . .
وللمعتكف ان يمشط شعره ويحلق رأسه ويقلم أظافره وينظف بدنه ويلبس أحسن الثياب ويتطيب بالطيب
و يبطل الاعتكاف بالخروج عمدا لغير حاجة كالبيع والشراء
وليس للمعتكف أن يزور مريضا ، أو يشهد جنازة إلا أن يشترط ذلك في اعتكافه ، ولا حرج في زيارة أقاربه له في مكان اعتكافه ، وخصوصا إن كان ثمة ما يدعو لذلك
و يبطل الاعتكاف بالردة عن الإسلام وذهاب العقل بجنون أو سكر ، والحيض أو النفاس او الجماع او الإنزال
واذا بطل الاعتكاف لسبب من الأسباب المذكورة ، استحب للمعتكف قضاؤه . وقيل يجب عليه ذلك
ومن نذر الاعتكاف في مسجد معين لا يلزمه المسجد الذي حدده اذا تعذر عليه ذلك الا اذا نذره في المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى
وان نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لزمه ذلك ، وان نذره في المسجد النبوي جاز له ان يعتكف في المسجد الحرام لأنه أفضل منه
وإن نذره في المسجد الأقصى فله أن يعتكف في أي المساجد الثلاثة أحب .
والله أعـــلى وأعلــــــــــم
إعداد : سُــلاف
تعليق