رد: ذكرى رجل صالح في العشر الأواخر
المشاركة الأصلية بواسطة سلاف فواخرجي
مشاهدة المشاركة
أهلا أهلا بأختي الغالية ... أم سلمان ...
صاحبة الرد " البلسم " ... الرد " الشافي "...
صاحبة الرد " البلسم " ... الرد " الشافي "...
وللتعليق على كلامك لا نملك سوى التأييد المطلق لكل ما تقولينه ... لأنه غالبا مدعم ومؤيد بأيآت الله وأحاديث رسوله الكريم ... فلك كل الشكر لتبيان ما نعجز عن فهمه ...
وتأييد ودعم الله سبحانه وتعالى يكون لعباده الصالحين كما ذكرت أختي الفاضلة ... وأستطيع أن أؤكد ذلك من تجربة شخصية حدثت أيضا أثناء وفاته رحمة الله عليه ولم أستطع تفسيرها في حينه ...
أتعلمين أختي العزيزة ماذا يمكن أن يحدث لإنسان إذا سقط على الأرض أثناء طواف مئات الألآف من المعتمرين ...وهو في وسطهم ..؟؟؟ بدون شك ستدوسه الأقدام ويتم التدافع عليه وتكون مأساة بكل المقاييس له ولمن حوله ولكثير من المعتمرين المتواجدين في هذه البقعة ...
ولكن ما تم مع والدي ولم أنتبه له في حينه كان أن تحلق حولنا ما يقرب من عشرة أو إثني عشر رجلا من الأشداء وكونوا حلقة نحن " انا ووالدي ووالدتي " في وسطها ... وتولوا توجيه المعتمرين للإلتفاف حول البقعة التي كنا فيها ... وكأن الله أراد له الأمان لحظة تسليم روحه ... !!
شي آخر حدث في تلك الأثناء ... بعد أن استفقت من حالة الذهول التي انتابتني من هول المفاجأة ... بدأت أفيق على أني أواجه مشكلة كبيرة في ذلك الوقت .... يكفي أن تعلمي أن أول جثمان لمتوفى أراه في حياتي كان هو جثمان والدي ..!! لم أر من قبل إنسان ميت في حياتي ...
ولكي أن تتخيلي مدى الإرتباك الذي بدأت أحس به ... فأنا الآن في مواجة موقف صعب لابد من إجتيازه ... بداية من الخروج بوالدي من هذا الزحام ودخول أي مستشفى ... ثم يأتي دور الإجراءات الروتينية من أوراق وشهادات ومستندات ... ثم يأتي دور التعامل مع الجثمان نفسه من نقل وغسل ونقل مرة أخرى للحرم للصلاة عليه ... ثم للمقابر ... ثم عملية الدفن ....
ولكي أن تتخيلي مدى الإرتباك الذي بدأت أحس به ... فأنا الآن في مواجة موقف صعب لابد من إجتيازه ... بداية من الخروج بوالدي من هذا الزحام ودخول أي مستشفى ... ثم يأتي دور الإجراءات الروتينية من أوراق وشهادات ومستندات ... ثم يأتي دور التعامل مع الجثمان نفسه من نقل وغسل ونقل مرة أخرى للحرم للصلاة عليه ... ثم للمقابر ... ثم عملية الدفن ....
كل هذه الأفكار راودتني في تلك الثواني وبدأت أشعر بالإرتباك ونحن أمام حجر إسماعيل في الحرم ووالدي ممدد على الأرض والرجال الأشداء حولنا لحمايتنا ...
هنا يأتي الأمر الجلل !!! ... لم تستمر حيرتي طويلا ... وجدت من يربت على كتفي من الخلف ... ويهمس في أذني : " لا تقلق سنظل معك حتى يتم الدفن " ....!!!!!!!
أقسم بالله هذا ما حدث ... رجلين لم أرهما في حياتي ... لا قبل الوفاة ... ولا بعد الدفن ...!!!
هنا يأتي الأمر الجلل !!! ... لم تستمر حيرتي طويلا ... وجدت من يربت على كتفي من الخلف ... ويهمس في أذني : " لا تقلق سنظل معك حتى يتم الدفن " ....!!!!!!!
أقسم بالله هذا ما حدث ... رجلين لم أرهما في حياتي ... لا قبل الوفاة ... ولا بعد الدفن ...!!!
ففي ثواني قام الرجال الأشداء بحمل الجثمان وكأنه ريشة في الهواء وانطلقوا جريا خارج الحرم واتجهوا الى مستشفى أجياد وكانت خلف الحرم ...
وبفضل من الله تمت كل الإجراءات بتوفيق غريب وتسهيلات ربانية حتى السيارة الكبيرة التي تستعمل لنقل الموتى توفرت ... فقد وجدت رجلا كان معتكفا في مسجد هو بنفسه عرض على أن يقطع إعتكافه ويرافقني في رحلة الإجراءات وأصر على ذلك ... حتى تم الغسل والصلاة عليه ودفنه في مقابر المعلا في مكة ...
وبفضل من الله تمت كل الإجراءات بتوفيق غريب وتسهيلات ربانية حتى السيارة الكبيرة التي تستعمل لنقل الموتى توفرت ... فقد وجدت رجلا كان معتكفا في مسجد هو بنفسه عرض على أن يقطع إعتكافه ويرافقني في رحلة الإجراءات وأصر على ذلك ... حتى تم الغسل والصلاة عليه ودفنه في مقابر المعلا في مكة ...
أختي العزيزة ... ماذا يمكن أن نقول عن هذه الأحداث المرتبة بتنظيم عجيب بحيث لم تواجهني مشكلة واحدة في القيام بكل تلك الإجراءات ... وأنا إبنه ولكني عديم الخبرة تماما في هذه الأمور ...!! ... ماذا يمكن أن نقول ... سوى أن الله كان معه في هذه الرحلة ... وتمتعنا كلنا بتوفيق الله ... من أجله هو ..؟؟؟
اختي الفاضلة شكرا جزيلا على دعائك الجميل لوالدي رحمه الله .... وكذلك لكلماتك الرقيقة في الجزء الأخير من مداخلتك ... والتي أحس أنها أكبر مني بكثير ...
تعليق