لماذا يتجعد جلد اصابع الأطراف عند بقائها في الماء مدة طويلة ؟
ظل هذا السؤال لسنوات عدة يحير العلماء ، خاصة ان هذه الظاهرة - ظاهرة التجعد - لا تطال سوى اليدين والقدمين
بينما باقي اجزاء الجسم تظل على حالها حتى لو بقي أحدنا تحت الماء طوال اليوم
ولماذا لا يتكرمش سوى الجلد الذي يحيط برأس الأصبع وليس كله ؟
ولماذا لم نرصد هذه الظاهرة الا عند الانسان فقط دون الحيوانات؟ ( ما عدا بعض انواع القرود )
بعض النظريات القديمة تقول : ان جلد الانسان مغطى بطبقة دهنية تختفي عند طول تعرض الجلد وملامسته للماء فيتجعد
لكن لو كان هذا صحيحا لتعرض جسم الانسان كله للكرمشة وليس فقط الاصابع
انطلاقا من هذه الأسئلة راح العلماء يبحثون اسرار هذه الظاهرة المثيرة ، وخلصت ابحاثهم التي نشرت منذ أيام بمجلة " Behavior and Evolution " الى ان هذه التجاعيد التي تتشكل بتأثير المياه على جلد أصابع الانسان انما تعمل على تثبيت التصاق القدمين واليدين بالأسطح المبللة ، منعا للانزلاق طبعا
وكمثال على هذا من اجل تقريب الأمر الى الأفهام ، لنا ان تخيل عجلات السيارات
لماذا عمل مصمموها على جعلها منحوتة غير ملساء ؟
اليس من أجل منع انزلاق السيارة عند ما تكون الطرقات مبللة ؟
وهذا ما يحدث تماما عندما تكون أصابع أطرافنا مجعدة ومكرمشة بفعل تأثير المياه ، مما يجعل الماء ينساب بين هذه التجاعيد التي تشكل شبه قنوات ، وبهذا يكون الانسان بفضل الله ورحمته محميا من اي خطر للانزلاق ويزيد هذا من قدرته على الالتصاق بالاسطح المبللة كما يقول أصحاب هذا الطرح
و قد استندت هذه النظرية الى تجارب فعلية تقارن بين قدرة الانسان على الثبات والالتصاق بالاسطح المبللة وهو في الحالتين : حالة تجعد اصابع الاطراف وحالة عدم تجعدها . . .
يذكر ان قطع الاعصاب الموجودة في رأس اصابع الانسان يحد من ظاهرة التجعد التي يتعرض لها الجلد بفعل تاثير الماء
مما يدل على ان هذه الظاهرة مرتبطة قطعا بالتنبيهات والاشارات العصبية الصادرة من مخ الانسان الى الجلد
فاذا انتفت هذه التنبيهات اختفت معها هذه الظاهرة تلقائيا
لكم تحياتي دوما ومتمنياتي بحمام منعش دون انزلاق
سلاف فواخرجي
تعليق