دائما ما نسمع ان العلاقات الاجتماعية بالعالم الغربي تتسم بنوع من الفتور والبرودة مقارنة بالمجتمعات العربية
و لعل هنا المرد لا يكمن فقط في الاسلام او في المرجعية الدينية ، ولكن ما يتميز به المجتمع العربي من ترابط حميمي بين افراد الاسر والتجمعات الانسانية قد يكون طبيعة مبثوتة فيه قد صقلها الاسلام وزاد من وهجها حين جعل الرحمة والتآلف والتآزر بين افراد الاسرة طاعة يتقرب بها العبد الى ربه و جعلها سببا من اسباب نيله الشفاعة يوم القيامة كما هو الشأن لفضيلة صلة الرحم كما تعلمون أحبتي
موضوعي اليوم ليس لمناقشة هذه النقطة تحديدا ، وانما أحببت أن أدخل بهذه المقدمة حتى أضع بين ايديكم صورة من صور تردي العلاقات الانسانية في العالم الغربي وطغيان التفكير المادي على اي شئ آخر
حتى لو تعلق الأمـــــر بانقاذ روح
بالامس بينما كنت اطالع بموقع الجزيرة نت استوقفني هذا العنوان : (المشاعر الباردة تقتل طفلة بالصين)
كان الخبر عن شريط فيديو بكامرا مراقبة بأحد الأسواق العامة باقليم كونغدنغ جنوب الصين
تظهر بهذا الشريط طفلة صغيرة لم يتعد عمرها سنتين تدهسها شاحنة مرتين وترديها ارضا مضرجة في دمائها
ثم يهرب صاحب الشاحنة ويمر امام الفتاة الملقاة أرضا 12 شخصا ينظرون اليها ثم يتابعون سيرهم دون ان يفكر احد منهم بانقاذها
من بين الاثنا عشر شخصا الذين مروا على الفتاة شاحنة اخرى تدهسها للمرة الثالثة !!!
ولا من يحرك ساكنا او حتى يهم بازاحتها من منتصف الطريق ، حتى تأتي سيدة مكلفة بجمع القمامة ثم تزيح الطفلة المسكينة الى جانب الطريق قبل ان تنتبه والدتها التي كانت تتسوق من احد المتاجر و تسارع بأخذها الى المستشفى حيث أعلن ان الفتاة ميتة دماغيا !
اما الجزء الأغرب هنا قبل ان تشاهدوا الفيديو الذي ترددت قبل ان أعرضه عليكم هو ما صرح به السائق الأول الذي دهس الطفلة عند اعتقاله
قال بكل برودة دم انه لم يسعف الصغيرة لأنه اذا تركها تموت فانه لن يغرم أكثر من 3000 دولار
بينما لو قام بنقلها الى المستشفى لاسعافها فسوف يكلفه ذلك مئات الآلاف من "الين" !!!
وكأن حياة الانسان اصبحت رخيصة الى هذه الدرجة التي يمكن ان تجعل احدنا يقايض الروح بالمال فيفضل المال ولا يهتم بالروح
اترككم مع الفيديو الذي أخذته من موقع آخر غير الجزيرة
صدقا . . . لقد ترددت طويــــلا قبل ان أقرر ارفاقه بالموضوع
فاعــــذروني
حسبي الله ونعم الوكيل
تعليق