للمرة الأولى في حياتي أدلي بصوتي في الإنتخابات ... أي أنتخابات ... !!!
لم يحدث لي هذا مطلقا من قبل ... لسبب بسيط ... وهو أن صوتي لن يذهب حيث أريد ... ولكن سيذهب الى من يريده غيري ...
فلماذا إذاً العناء والمشقة في الذهاب الى لجنة الإنتخابات ... ؟؟؟ إذا كانت النتيجة معروفة سلفاً ...
ولنكون أكثر دقة ... لم توجد أساسا إنتخابات ... ولكن يوجد ما يطلق عليه " إستفتاء " ... بمعنى أن يتم طرح إسم سيادة الرئيس القائد الملهم ... ثم تحت الإسم دائرتان مكتوب تحت أحدهما ( نعم ) والأخرى ... والعياذ بالله ( لا ) ...!
وبالطبع معروف الإجابة ...
ولكن هذه المرة كانت الأحاسيس مختلفة والآمال عريضة والتفاؤل مسيطر على الجميع بأن صوتنا سيكون له قيمة وتأثير ...
ولهذا تحية كبيرة لشبابنا الذين قاموا وهبوا دفاعا عنا وعن حقنا في كل شئ ... ومنها حقنا في أن يكون صوتنا معبرا عن آمالنا ...
وتحية لشهدائنا الذين سقطوا لننعم نحن بهذه النسائم التي حرمنا منها ولم نعرف لها طعما ولا مذاقا من قبل ... !
لهذا كان الإقبال ولا يزال كبيرا جدا على الإدلاء بالأصوات بشكل غير مسبوق ...
وذكرتني هذه الإنتخابات بنكتة قديمة كانت منتشرة أيام الإستفتاءات ... وهي أنه ذهب رجل الى لجنة الإستفتاء ليدلي بصوته ... وأثناء ذلك تذكر ما يعانيه المجتمع من فقر وظلم ومحسوبية وفساد منتشر بسبب الرئيس .... فإنتابته حالة من السخط تبعتها حالة من " الشجاعة اللحظية " التي عادة ما يعقبها " ندم " ... وبدون أن يدري وضع علامة على خانة " لا " للرئيس ... وبسرعة وحتى لا يغير رأيه ... وضع الورقة في الصندوق ... وانصرف لبيته ...
وعند العودة للمنزل سألته زوجته : خيرا ... كيف كان الإستفتاء ..؟ فبادرها بالقول : قلت " لا " ... وأمري الى الله ...
فصرخت في وجهه : كيف يا مجنون ... إذا كنت مش خايف على نفسك ... غور في ستين داهية ... ولكن ماذا أفعل أنا والأولاد من بعدك ... سنموت ونتشرد في الشوارع و و و ... !!! فطأطأ الرجل المسكين رأسه ... وجاءت لحظة " الندم " إياها ...
فخرج مسرعا وعاد الى لجنة الإستفتاء ... فوجد فرد الأمن على الباب ضخم الجثة طويل عريض المنكبين ... فهمس في إذنه : ممكن من فضلك أدخل 5 دقائق فقط وأخرج ... !!؟ ... فسأله الأمن : لماذا ... ؟؟!! ... فقال : حدث خطأ غير مقصود أود تصحيحه فقط وأخرج حالا ...
فعاد فرد الأمن وسأله ماذا عندك بالضبط ... يمكن أقدر أساعدك ..؟
فقال له بكل خوف وخجل ... لقد وضعت علامة على دائرة " لا " بالخطأ أقسم بالله ... وأريد تصحيحها ...
فعاد فرد الأمن وسأله ماذا عندك بالضبط ... يمكن أقدر أساعدك ..؟
فقال له بكل خوف وخجل ... لقد وضعت علامة على دائرة " لا " بالخطأ أقسم بالله ... وأريد تصحيحها ...
فأمسك فرد الأمن بإذن الرجل المسكين وقرصها وقال له ... لأنك مواطن صالح ... فقد أصلحنا نحن لك هذا الخطأ غير المقصود ... ولكن إنتبه في المرة القادمة ...
كان هذا هو حال الإنتخابات في السابق ... وما يحدث الآن هو بداية التغيير للأفضل إن شاء الله ...
سنجد من يقول ... البلد أصبح حالها دمار ومظاهرات في كل مكان ومليونيات كل يوم و و و ... ونقول له ... هذا ثمن الحرية ... وهذه الفترة المضطربة هي معروفة وتعقب كل الثورات في العالم ... وعادة ما تستمر لسنوات وليس لأشهر كما حدث في مصر ... ومهما كانت الخسائر الحالية فادحة ... فهي ثمنا للحرية ... وما أبخسه من ثمن ... ومستعدون لمواجهة هذه الخسائر ... وأكثر منها أيضا ...
وإن شاء الله تكون العواقب سليمة ويعقب خطوة الإنتخابات خطوات أخرى نحو مستقبل أفضل لنا ... والأهم لأولادنا ... الذين بدأوا هذه الخطوات المباركة ...
فهنيئا لنا بما ينتظرنا من خير ان شاء الله ...
تعليق