أخي العزيز كدي ...
سؤالك مهم كالعادة ... ويبدو أنك فعلا في مرحلة جمع المعلومات ... استعدادا لدخول القفص الذهبي ...
مارأيك إذا رجعنا مرة أخرى لتوجيهات سيدنا رسول الله في هذا الأمر ...؟؟؟
في حديث ابن مسعود في الصحيحين قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»
فما هي الباءة؟ وماذا قصد بها؟
البــاءة في الحديث اختلف العلماءُ في مرادها على قولين مشهورين يَصُبَّان في معنى واحد:
- القول الأول : راعى الجانب اللغوي وهو الجماع ... فجاء تقديره للحديث على الوجه التالي :
«من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن الزواج فليتزوج ... ».
-القول الثاني: راعى جانب أسباب الجماع ومؤن النكاح فسميت الباءة باسم ما يلازمها ... فكان تقديره للحديث على ما يأتي : «من استطاع منكم على أسباب الجماع ومؤن " تكاليف " النكاح المادية من المهر والنفقة فليتزوج»
وعلى هذا أخي العزيز فإن الإستطاعة المادية مطلوبة للزواج وهي أمر حيوي حسب حديث سيدنا رسول الله ... ولا تنس أن التوافق الإجتماعي مطلوب بين الزوجين ... ويجب على الزوج أن يوفر لزوجته نوعية الحياة التي كانت زوجته تحياها في بيت أبيها قبل الزواج ...
إلا إذا وافقت الزوجة على التنازل عن هذا مراعاة لظروف الزوج المادية ... ولهذا يجب إعلامها بقدرات الزوج من البداية ولها كامل الحرية في القبول أو الرفض ...
وبالطبع إذا تواجد الحب بين الطرفين فإن التجاوز عن أمور كثيرة تكون واردة جدا وتتوارى المطالب المادية في خلفية الصورة وتكون صورة الحب هي التي في المقدمة ... فعليك يا صديقي العزيز أن تحرص على وجود الحب بينكما دائما كي يظل في الواجهة .... لأنه إذا خفت وتراجعت جذوة الحب .... تلقائيا سنجد الفروق المادية ظهرت في حياتكما ... وتبدأ الشكوى من ضيق ذات اليد ... والحرمان ... وما شابه من شكاوى
ولهذا ينصح دائما بالتوافق بين الزوجين بصفة عامة وأهم وجوه التوافق هو التوافق الإجتماعي والمادي والثقافي ....
ونعود مرة أخرى للإختيار من البداية ... فإذا كانت " ذات الدين " ... فإنها سترضى دائما بقسمة الله ونصيبه وتستمتع معك وقت الرخاء ... وتتحمل معك شظف العيش وقت الشدة ... فإن ذات الدين دائما راضية ... وقانعة ... وتحرص على إرضاء الله في معاملتك ... مهما كانت الظروف ...
يا بني ... الزوجة الصالحة هي هدية الله لعبده الصالح ...
وفقك الله أخي الحبيب ... وكل من يقدم على الزواج ...
تعليق