منصة زاجل الإجتماعية

تقليص

مختارات من خطب الجمعة

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Mayada oulabi
    !! عضوية الإمتياز !!
    • Aug 2010
    • 3799

    #16




    الثقة بالله هي: أن تعلق قلبك
    بالله وحده في تحصيل ما ينفعك ودفع ما يضرك

    أنا عند ظن عبدي بي
    اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

    تعليق

    • كدي
      مشرف ينابيع الشعر العربي
      • Feb 2009
      • 1291

      #17
      هل نتظرك ياسلاف هذه الجمعة
      فليرض عني الناس أو فليسخطوا ...... أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
      ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى ...... يارب حلواً قبل أن أهواك

      تعليق

      • سمسم
        !! عضوية الإمتياز !!
        • May 2009
        • 3333

        #18
        ان شاء الله نقرأ يوم غد خطبه جديدة
        اشتقنالك سلاف
        sigpic

        تعليق

        • سُلاف
          مشرفة المواضيع الإسلامية
          من مؤسسين الموقع
          • Mar 2009
          • 10535

          #19


          ان شاء الله نتابع الجمعة المقبلة مع خطبة جديدة

          أرجو ان تعذروني هذا الأسبوع أيها الأحبة

          تحياتي لكم جميعا


          تعليق

          • سُلاف
            مشرفة المواضيع الإسلامية
            من مؤسسين الموقع
            • Mar 2009
            • 10535

            #20
            التمسك بالشريعة خير سبيل لصلاح الأمة ونهضتها


            الحمد لله الذي شرفنا بدين الإسلام ، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتحث على فعله جميع الأنام
            وتنهى عن المنكر وتحذر من عواقبه الخاص والعام
            أحمده وأشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له ، الحق المبين الملك العلام
            وأشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله ، سيد العرب والعجم صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله ما تعاقب المتعاقبان بالنور والظلام
            ورضي الله عن صحابته الغر الميامين الأعلام

            أما بعد : يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا }

            أيه الإخوة المؤمنون

            ان الاسلام عقيدة ثابتة خالدة ، حررت العقول من الأوهام والخرافات ، ونزهت الذات الالهية عن الشرك والوثنية ، وجعلت الصلة بين الله والناس دون وساطة أو وكالة
            وكما أن الاسلام عقيدة فهو أيضا شريعة أي نظام اجتماعي صالح للتطبيق في كل زمان ومكان ، شهد بصدقها الوحي والتاريخ والواقع وكل من اطلع على كنوزها من العلماء المنصفين المسلمين منهم وغير المسلمين
            فيها صلاح الفرد والجماعة ، قادرة على النهوض بمعتنقيها الى ذروة المجد والقوة والعزة والكرامة
            وجعلهم قادة لركب الانسانية يوجهون حضارتها نحو الأمن والسلام والاستقرار ، وترشد يتعاليمها السامية الى تحقيق الأهداف العليا في الحياة ، بدءا بصلاح الفرد ومرورا بصلاح الأسرة وانتهاء بصلاح المجتمع

            فصلاح الفرد يكون بتطهير عقيدته من الأوهام والضلال والفساد وتطهير قلبه من الشكوك والزيغ وتطهير نفسه من الهوى والشهوة وتطهير روحه من الخوف من المخلوق ومن الخنوع والذلة والأثرة وتطهير خلقه من الانحلال والميوعة

            اما صلاح الأسرة فيكون بتربية البنات والبنين وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة من الصغر كي يتعودوا على فعل الخير والصلاح في الأعمال والعادات
            وامر تربية الأولاد وصلاح الأسرة موكول الى الأبوين بصفتهما الراعيين المسؤولين عن الأهل والبيت
            فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها
            وهما القدوة الأولى للطفل بعد ولادته : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه أو ينصرانه

            ولكلا الجانبين او الطرفين حقوق وواجبات تجاه الآخر ، فحق الأولاد على والديهما يبدأ من اختيار الأسماء الحسنة لهم ثم تأديبهم وتعليمهم والنفقة عليهم ... قال الهادي صلوات الله عليه وسلامه : {حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا أدرك ويعلمه الكتاب }
            وقال أيضا :{ كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول }
            وفي مقابل هذا هناك أيضا حقوق الآباء على الأبناء وفي مقدمتها البرورو بهما والإحسان اليهما والتزام طاعتهما في غير معصية الله
            وقد قرن عز وجل طاعته بطاعتهما فقال : { وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا }

            أما صلاح المجتمع فيكون بتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع الأفراد الذين يتكون منهم المجتمع
            والعدالة الاجتماعية تعني المساواة في الحقوق والواجبات ، فكل فرد في المجتمع له حقوق وعليه واجبات ازاء مجتمعه الذي يعيش فيه
            فله حق التعليم والصحة والشغل والسكن ...
            وكذلك له حق الأمن وحرية القول والتعبير واختيار الحاكم ، قال تعالى : { وأمرهم شورى بينهم }
            وقال أيضا :{ وشاورهم في الأمر }

            والى جانب هذه الحقوق وغيرها كثير ، عليه أيضا واجبات في مقدمتها الاخلاص في العمل الذي أنيط به والطاعة للحاكم الذي اختاره وارتضاه ما لم يأمر بمعصية
            فاذا أمر بمعصية أو جاهر بها أو أقرها فلا سمع ولا طاعة ، يقول عز وجل : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }
            وعليه كذلك واجب الدفاع عن دينه أولا وعن نفسه وماله وعرضه والتصدي لكل من يعمل على عرقلة مسيرة الاسلام ويقف سدا منيعا في طريق تطبيق أحكامه سواء كان أجنبيا دخيلا او مواطنا عميلا يدعي الاسلام بالقول دون العمل { اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون }

            أيه الاخوة المؤمنون
            مهما تجمعت سبل اليأس لدى كثير من الناظرين في أحوال المسلمين اليوم وهم يعانون من الظلم والقهر ضياع عزتهم وسلبهم أبسط حقوقهم ... اقول مهما تجمعت سبل اليأس فان الاسلام لا بد ان ينتصر ولا بد للمسلمين من استرجاع عزتهم تحقيقا لوعد الله لهم بالاستخلاف وتمكين الدين كما بالآية التي قرأنا على مسامعكم ببداية الخطبة
            مهما حاول المحاولون اطفاء نوره وتضييق الخناق على أهله بكل الوسائل من سن القوانين الوضعية وتطبيق الاحكام العرفية وانشاء المحاكم العسكرية وترديد الشعارات الزائفة وبث افكار الأمم الغربية التي تعطي للدولة والحكام قداسة يبرر بموجبها قتل الأبرياء وسفك الدماء ونهب الأموال واباحة المنكرات ومن غدر ونفاق وكذب ونقض للعهود باسم البراعة السياسية ووصف الجرائم الوحشية بالبطولة الحربية وتسمية سفاكي الدماء والمجرمين بشهداء الحرية ...
            { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون }

            ايه الاخوة المؤمنون
            ان المستقبل باذن الله لهذا الدين وان النصر للمؤمنين ان هم اعطوا هذا الدين قدره ووعوا نفاق الغرب وغدره والتواءه ومكره
            وفهموا بعمق معنى قول ربهم لرسوله في كتابهم :{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }
            وخطابه لهم في قوله : { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }
            وقوله :{ لا يزالون يقاتلونكم حتى يرودكم عن دينكم ان استطاعوا }
            وسمعوا نداءه وطبقوا تعاليمه ونهيه بعدم موالاة من عادى الله والرسول في قوله عز وجل : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق }
            والتزموا بالشرط الذي شرطه عليهم كي يستحقوا عونه ونصره في قوله جل وعلا : { ولينصرن الله من ينصره }
            وقال أيضا : { ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }
            واستعانوا بربهم في كل امورهم وصبروا على منهجه الذي ارتضاه لهم في حلهم وترحالهم واتقوه حق تقاته في أقوالهم وأفعالهم ...
            ان هم التزموا بكل هذا كان النصر حليفهم وكانت لهم وراثة الأرض التي وعدهم بها في قوله جل وعلا :
            { واستعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين }

            اللهم اهد حكام المسلمين لما تحب وترضى وخذ بناصيتهم الى البر والتقوى ووفقهم للعمل بكتابك وسنة نبيك واجمع اللهم كلمتهم على نصر دينك
            اللهم انصر الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين ومن مشى في ركابهم من الظالمين الى يوم الدين
            اللهم عجل فيهم نقمتك وأنزل عليهم بلاءك وعذابك ومقتك وغضبك وبأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين
            يا قوي يا عزيز انك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير
            اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واقلل عثراتنا واحفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وشمائلنا ومن فوقنا وتحتنا
            ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب
            آمين آمين وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين



            ألقيت هذه الخطبة بمدينة طنجة سنة 1998
            الخطيب : والــــدي الحبيب
            التعديل الأخير تم بواسطة سُلاف; الساعة 02-17-2012, 02:29 PM.


            تعليق

            • Mayada oulabi
              !! عضوية الإمتياز !!
              • Aug 2010
              • 3799

              #21


              ألقيت هذه الخطبة بمدينة
              طنجة سنة 1998
              الخطيب : والــــدي الحبيب
              جائت في وقتها ليزداد الذين آمنوا ايمانا"

              سررت بقرآئتها
              وفي النهاية سررت أكثر بعدما عرفت أنها ملقاة من والدكم حفظه الله

              سلمت يداك سلاف على نقلها لنا

              بارك الله فيكم
              اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

              تعليق

              • سُلاف
                مشرفة المواضيع الإسلامية
                من مؤسسين الموقع
                • Mar 2009
                • 10535

                #22
                رد: مختارات من خطب الجمعة

                المشاركة الأصلية بواسطة Mayada oulabi مشاهدة المشاركة
                جائت في وقتها ليزداد الذين آمنوا ايمانا"

                سررت بقرآئتها
                وفي النهاية سررت أكثر بعدما عرفت أنها ملقاة من والدكم حفظه الله

                سلمت يداك سلاف على نقلها لنا

                بارك الله فيكم
                بارك الله بك اختي ميادة

                لك دائما مودتي و تحيتي ودعائي بان يفرج الله كربكم قريبا قريبا برحمته ومنته ولطفه وكرمه

                يــــا رب


                تعليق

                • علي محمود
                  !! عضوية الإمتياز !!
                  • Mar 2010
                  • 2221

                  #23



                  أختنا العزيزة أم سلمان ...

                  نشكرك على الخطبة العصماء والتي ألقيت في عام 1998 وكأنها كتبت من أجل ما يدور اليوم في عالمنا العربي ... وكأن الزمن لا يدور وقد توقفنا نحن العرب والمسلمين ... كما يقال " محلك سر " .... كل كلمة في الخطبة وكأنها موعظة لمن يحيا اليوم هذه الظروف الكئيبة ... الحكام ... هم الحكام ... وضعف الشعوب ... هو نفسه ضعف الشعوب ... والظلم ... هو نفس الظلم ... وكأنما كتب علينا أن نظل في هذا الهوان الى الأبد ...؟؟

                  ولكن الخطبة أيضا فيها الأمل ... التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ...ومحاولة تغيير هذا الواقع المرير... والصبر على البلاء ... فإن الله مع الصابرين ...

                  تذكري عند عودتك من الأجازة الأخيرة كتبت لك :

                  " وكذلك حمد لله على سلامة والدها المحترم الذي من كثر ما أحببناه نتمنى رؤيته معنا ... بل نتمنى تشريفنا ولو بمقال صغير ... يثري به المنتدى ... "

                  وها هو أكثر من مجرد مقال ... هذه " خطبة جمعة " بها الكثير من المواعظ ... والحث على العمل والجهاد ...

                  بارك الله لنا في الوالد الكريم ... ونرجو أن تتابعي إمتاعنا بخطبه الجليلة في أيام الجمع القادمة ...

                  شكرا لك أم سلمان ... على هذه الصفحة الجديدة ... التي سنجني من ورائها الكثير لما فيها من خير لدنيانا وآخرتنا ...
                  رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة

                  تعليق

                  • سُلاف
                    مشرفة المواضيع الإسلامية
                    من مؤسسين الموقع
                    • Mar 2009
                    • 10535

                    #24


                    شكرا لك اخي علي محمود

                    الخطبة كما أسلفتَ اخي بالرغم من تقادم تاريخ القائها الا ان ما فيها وكأنه ينطق بلسان حالنا اليوم

                    الهوان هو هو ، والظلم والاستبداد هو هو كذلك ان لم يكن في تزايد ... كل هذا بسبب الابتعاد عن شريعتنا التي هي سبب عزة اسلافنا يوم كانوا متمسكين بها
                    فكيف يستخلفنا الله في الأرض ويورثنا اياها ونحن أبعد ما نكون عن الطريق الذي رسمه لنا خالقنا وارتضاه لنا ؟

                    الحقيقة اخي ابو رامي انني انتهزت هذه الاجازة لأحضر معي بعضا من خطب والدي حتى يكون هناك تنويع في مضمون الخطب المختارة بين ما هو موجود على الشبكة وبين ما هو غير موجود ينفرد به منتدانا
                    أحضرت كذلك كتابا قديما لمجموع خطب لشيخ ازهري مصري رحمه الله كان خطيب مسجد المحلى بمدينة او قرية رشيد المصرية ( ارجو ان تصحح لي المعلومة )
                    سيكون من المفيد جدا الاستئناس بخطبه والتي يعود تاريخ القائها الى الخمسينات من القرن الماضي !

                    أسأل الله ان ينفعنا بما نقرأ وما نسمع
                    لك كل الشكر والتقدير دوما أخي الكريم


                    تعليق

                    • سُلاف
                      مشرفة المواضيع الإسلامية
                      من مؤسسين الموقع
                      • Mar 2009
                      • 10535

                      #25

                      من أعظم ما يُستعان به على رفع المصائب


                      إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
                      وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
                      { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
                      { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
                      { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

                      أما بعد؛
                      فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
                      أيها المسلمون عباد الله إن الله عز و جل لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصا لوجهه ، قال الله سبحانه و تعالى : { ألا لله الدين الخالص } الذي ليس فيه شرك ؛ لا أكبر و لا أصغر . و قال سبحانه و تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } . ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء): هذا هو الإخلاص و التوحيد .( مخلصين له الدين ): أي لا يعبدون إلا الله . و (حنفاء ): أي مائلين عن الشرك و أهله . (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ): هذا إقامة الدين الظاهر . لأن الإيمان : قول و عمل . (و ذلك دين القيمة ) : هذا هو الدين القويم . الدين الصحيح الذي أنزله الله عز وجل و رضيه لنفسه ؛ الإخلاص أولا و العمل ثانيا ،و لا يمكن للعمل أن يكون صحيحا إلا بالإخلاص ،لأن الله سبحانه و تعالى قدَّمَه . و جعله كالأساس لجميع الأعمال ، و بدون هذا الأساس تبطل كل الأعمال ، و لذلك يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ) ؛ إنما الأعمال تعتبر شرعا و تصح عند الله عز وجل أو تبطل بالنيات ، العمل بالنية ، و قد أخذ الفقهاء من هذا الحديث قاعدة جعلوها أكبر قاعدة في الفقه الإسلامي ، و يبدأون بها ، في علم القواعد التي بُني عليها الفقه الإسلامي ؛ يُبدأ بهذه القاعدة ، و هي أول و أعظم قاعدة ، و هي قولهم : (الأمور بمقاصدها ) ، الأمر بمقصده ، و بالنية منه ، ماهي النية ؟ و ما هو القصد ؟ و يترتب على ذلك إذا كانت النية سليمة و صحيحة فإن العمل يكون كذلك سليما و صحيحا إذا انضم إليه شرط آخر و هو أن يكون العمل في نفسه موافقا للدين . موافقا لما جاء به سيد المرسلين عليه الصلاة و السلام .( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) الإخلاص يا عباد الله ، و يدخل في ذلك ، يدخل في الإخلاص : التوحيد ، وهو أعظم الإخلاص ، أن يُفرد العبد ربه بالعبادة ، و لا يلتفت قلبه إلى شيء آخر . و إنما يلتفت قلبه إلى الله سبحانه و تعالى .و دائما يلجأ إلى الله ، و لا يثق إلا بالله ، و لا يتوكل إلا على الله ، و لا يسأل إلا الله ، و لا يستعين إلا بالله . { إياك نعبد وإياك نستعين } هذا أعظم الإخلاص .أن يكون هذا القلب لا يلتفت يمنة و لا يسرة و إنما دائما إلى العلو ، إلى الله سبحانه و تعالى ، هذا أعظم الدين ، و هذا من أعظم ما يُستعان به على دفع الملمات ، وعلى رفع المصائب و الابتلاءات ؛ التوحيد و الإخلاص ، الدين الخالص ، التوكل على الله عز وجل ، الثقة به و الاعتماد عليه ، هذا من أعظم ما يدفع به العبد عن نفسه المصائب ، و النوائب لأنه من التجأ إلى الله ، فقد آوى إلى ركن شديد ، آوى إلى الله سبحانه و تعالى .
                      هذا هو المتوكل و هذا هو المخلص يا عباد الله ، ابراهيم عليه الصلاة و السلام لما كادتْ به أمة من الأمم ، و صنعوا له نارا عظيمة أرادوا أن يحرقوه ، و أن يتخلصوا منه بأبشع صورة تُمكِن ، يعني ما أرادوا أن يعاقبوه مثلا بقتلٍ أو بنفيٍ أو بسجنٍ ، و إنما أوقدوا له نارا و أرادوا أن يحرقوه أمام الناس نكايةً به ، و تَشَفِّياً منه ،لأنه دعا إلى التوحيد ، و دعا إلى الإخلاص و حارب الشرك بجميع أنواعه و صنوفه ، حارب الشرك في عبادة الأصنام و في عبادة الكواكب ، حارب التعلق بغير الله عزو جل فأرادوا أن يحرقوه و أن يتخلصوا منه بأبشع الصور ، بالحرق بالنار .
                      فماذا كان موقفه عليه الصلاة و السلام ؟
                      لما هموا أن يلقوه في النار جاءه جبريل المَلَك العظيم ، فقال له : يا إبراهيم هل لك من حاجة ؟ ( هذا درسٌ يا عباد الله في التوحيد و في الإخلاص ، انظروا إلى إمام الأنبياء بعد نبينا صلى الله عليه و سلم ، و إلى أبي الأنبياء ، إلى داعية التوحيد ، يأتيه جبريل عليه الصلاة و السلام الذي يستطيع بصيحة أو بجناح واحد أن يهلك هؤلاء ، أن يهلكهم كلهم ، كما فعل بقوم لوط ) فماذا قال إبراهيم ؟ قال : أما إليك فلا ، و أما إلى الله عز و جل فحسبي الله و نعم الوكيل ، فحسبي الله و نعم الوكيل ، ما أعظم التوحيد ! ما أعظم التوكل على الله عز وجل ! و ألقوه في النار ، فما ضره شيء ، قال الله عز وجل : { قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم } رد الله عنه كيدهم و شرهم و حربهم ، و هكذا التوحيد يا عباد الله و التوكل على الله سبحانه و تعالى .
                      نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الدين الخالص و أن يجعلنا من المتوكلين عليه و من الواثقين به .
                      عباد الله أقول ما تسمعون و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

                      الخطبة الثانية


                      الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
                      أما بعد ؛ عباد الله إن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم لما رجع هو و أصحابه إلى المدينة بعد معركة أُحُد التي أصيبوا فيها ، فقُتِل من أصحابه سبعون ، فيهم حمزة عمُّه و غيره من أصحابه عليه الصلاة و السلام ، وجُرح من أصحابه سبعون ، و كان بلاءً عظيما و امتحانا عسيرا رجعوا إلى المدينة بجراحات مثخنة ، و قد قُتِل منهم سبعون من خيار المؤمنين و أصيب النبي صلى الله عليه و على آله و سلم في عمه و في أصحابه ، و كذلك أصيب نفسه عليه الصلاة و السلام ، كُسرت رباعيته و شُجَّ رأسه ، هو نفسه أصيب عليه الصلاة و السلام ، و غيره من الأصحاب ، و كان من قدر الله سبحانه و تعالى و تقديره أن المشركين لما رجعوا من هذه المعركة أُشيعَ أنهم تجمعوا من جديد ، و أنهم يريدون الإغارة على المدينة ، هذا البلاء ، جيشٌ تعرض لامتحانٍ ، تعرض لأمر عسيرٍ ، و رجع إلى المدينة و تأتيهم الأخبار في هذا الوقت العسير بأن جيش المشركين يجمع صفوفه ليُغِيرَ على المدينة مرة أخرى .فلما جاءت هذه الأخبار إلى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه بأن المشركين و بأن أبا سفيان - و كان قائد المشركين - ، و بأن أبا سفيان بن حرب يجمع صفوفه و يجمع جيشه ليرجع إلى المدينة فيستأصل شأفة المسلمين ، هكذا جاءت الشائعات و هكذا جاءت الأخبار ، فماذا كان موقفهم ؟ يقول الله سبحانه و تعالى : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } . إذن نفس الموقف هو موقف الموحدين و موقف المخلصين ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) كما قال ابراهيم عليه الصلاة و السلام . و لذلك عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : ( إن (حسبنا الله ونعم الوكيل) هذه - يعني هذه الكلمة - قالها ابراهيم حينما ألقي في النار ، و قالها محمد عليه الصلاة و السلام حينما قيل له : (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) ). هذا هو التوكل و هذا هو الإخلاص يا عباد الله .
                      نسأل الله عز وجل أن يدفع عن هذه الأمة البلاء و الفتن ماظهر منها و ما بطن ، اللهم إنا نسألك أن تعز الإسلام و المسلمين و أن تذل الشرك و المشركين و أن تدمر أعداء الدين
                      اللهم من أرادنا وأراد المسلمين و الإسلام بسوء فأشغله في نفسه
                      اللهم أشغله بنفسه و اجعل الدائرة عليه
                      اللهم و اجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين
                      اللهم إنا نسألك أن تحفظ المسلمين في فلسطين
                      اللهم احفظهم
                      اللهم احفظهم
                      اللهم احفظهم
                      اللهم ادفع عنهم هذا البلاء
                      اللهم ادفع عنهم حرب اليهود و ادفع عنهم شر اليهود يا رب العالمين .
                      اللهم إنا نسألك أن ترد كيد اليهود في نحورهم
                      اللهم رُدَّ كيد اليهود في نحورهم
                      اللهم اجعل الدائرة عليهم
                      اللهم اجعل الدائرة عليهم
                      اللهم اجعل الدائرة عليهم
                      اللهم اجعل تدميرهم فيما يخططون يا رب العالمين
                      اللهم اجعل مآلهم إلى الفشل
                      اللهم اجعل مصيرهم إلى الفشل يا رب العالمين
                      و احفظ المسلمين في كل مكان يا أكرم الأكرمين ، و الحمد لله رب العالمين

                      ******************************************


                      خطبة اليوم من القاء فضيلة الشيخ

                      "عبد الحميد بن خليوي الجهني"


                      تعليق

                      • Mayada oulabi
                        !! عضوية الإمتياز !!
                        • Aug 2010
                        • 3799

                        #26







                        نسأل الله عز وجل
                        أن يدفع عن هذه الأمة البلاء و الفتن ماظهر منها و ما بطن ، اللهم إنا نسألك أن تعز
                        الإسلام و المسلمين و أن تذل الشرك و المشركين و أن تدمر أعداء الدين
                        اللهم من
                        أرادنا وأراد المسلمين و الإسلام بسوء فأشغله في نفسه
                        اللهم أشغله بنفسه و اجعل
                        الدائرة عليه
                        اللهم و اجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين
                        اللهم إنا
                        نسألك أن تحفظ المسلمين في فلسطين
                        اللهم احفظهم
                        اللهم احفظهم
                        اللهم
                        احفظهم
                        اللهم ادفع عنهم هذا البلاء
                        اللهم ادفع عنهم حرب اليهود و ادفع عنهم
                        شر اليهود يا رب العالمين .
                        اللهم إنا نسألك أن ترد كيد اليهود في نحورهم

                        اللهم رُدَّ كيد اليهود في نحورهم
                        اللهم اجعل الدائرة عليهم
                        اللهم اجعل
                        الدائرة عليهم
                        اللهم اجعل الدائرة عليهم
                        اللهم اجعل تدميرهم فيما يخططون يا
                        رب العالمين
                        اللهم اجعل مآلهم إلى الفشل
                        اللهم اجعل مصيرهم إلى الفشل يا رب
                        العالمين
                        و احفظ المسلمين في كل مكان يا أكرم الأكرمين ، و الحمد لله رب
                        العالمين


                        جزاك الله خيرا" أختي سلاف
                        أسأل الله العزيز أن يعز الأسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين

                        اللهم اليك المشتكى

                        لا اله الا أنت سبحانك ربي اني كنت من الظالمين
                        اللَّهُمَّ عَامِلْنا بِإِحْسَانِكَ، وَتَدَارَكْنَا بِفَضْلِكَ وَامْتِنَانِكَ، وَتَوَلَّنَا بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

                        تعليق

                        • سمسم
                          !! عضوية الإمتياز !!
                          • May 2009
                          • 3333

                          #27
                          يعجز لساني عن ما اريد ان اعبر
                          تهرب مني العبارات
                          فاتتني الخطبه الماضيه كنت غائبه عنكم
                          بارك الله في والدك واعطاه الصحه والقوة هنيئا لك به
                          مثلما انت فخورة به المنتدى فخور به وبك
                          كم كان يعجبني ان احضر صلاة الجمعه واسمع الخطبه
                          جعله الله في ميزان حسناتك
                          ووفقك الى ما يحبه ويرضاه
                          sigpic

                          تعليق

                          • كدي
                            مشرف ينابيع الشعر العربي
                            • Feb 2009
                            • 1291

                            #28
                            كلما يأتي ويوم الجمعة تهفو قلوبنا
                            و ننتظر أختنا المتألقة دائما سلاف
                            بأن تأتينا بخطبة جديدة
                            ولكن لها مدة مغيبة عن المنتدى
                            فأتمنى أن يكون غيابها خيراً
                            فليرض عني الناس أو فليسخطوا ...... أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
                            ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى ...... يارب حلواً قبل أن أهواك

                            تعليق

                            • خالد السيد
                              زراعي مميز
                              • Sep 2010
                              • 261

                              #29
                              المتالقة بالخير دائما سلاف....جزاك الله خيرا على هذه المشاركات...ان سمحتم لي بالدخول في هذا الموضوع؟؟؟خطبة الجمعة لي هذا الاسبوع عن فكرة مهمة وهي(الرجال والمدن والقرى قد تسقط ولكن لا اله الا الله لن تسقط ابدا) قصدت بها طرد الياس والملل الذي قد يصيب البعض لخسارة هنا او هناك وذكرتهم بقصة غزوة احد عندما اشيع ان رسول الله صلى الله غليه وسلم قد قتل ما دعا بعض الصحابة لترك السلاح قائلين علام نقاتل بعد رسول الله؟؟؟فعاتبهم الله بقوله وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افئن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم....

                              تعليق

                              • سُلاف
                                مشرفة المواضيع الإسلامية
                                من مؤسسين الموقع
                                • Mar 2009
                                • 10535

                                #30



                                بناء على طلب من اخينا العزيز" كـدي " ، جعلتُ خطبة اليوم عن أكل مال اليتيم و وصية الاسلام باليتامى و تشديد النهي عن اكل اموالهم واعتباره واحدة من السبع الموبقات التي تستوي مع الشرك والسحر ... اعاذنيها الله واياكم

                                فاليكمــــوها


                                *************************************

                                الخطبة الأولى :
                                أما بعد؛
                                فقد أناط الله بهذه الأمة كثيراً من الواجبات والحقوق، ولا سعادة لها إلا بالقيام بها، وإنَّ من الحقوق التي يجب العناية بأمرها حق اليتيم .
                                لقد أمر الله تعالى ونبيه بالإحسان إلى الأيتام، فقرن الله سبحانه حقه بحقهم آمراً هذه الأمة والأمم السابقة بالإحسان إليهم ، قال تعالى : وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ ، وقال : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ.
                                وندب ربنا إلى مراعاة مشاعره؛ لينشأ موفور الكرامة، عزيز النفس، قوي الشخصية، فقال عز وجل : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
                                قال السعدي رحمه الله :" لما نزل قوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا شقَّ ذلك على المسلمين، وعزلوا طعامهم عن طعام اليتامى؛ خوفاً على أنفسهم من تناولها ولو في هذه الحالة التي جرت العادة بالمشاركة فيها، وسألوا النبي عن ذلك، فأخبرهم تعالى أن المقصود، إصلاح أموال اليتامى، بحفظها وصيانتها، والاتجار فيها، وأن خلطتهم إياهم في طعام أو غيره جائز على وجه لا يضر باليتامى؛ لأنهم إخوانكم، ومن شأن الأخ مخالطة أخيه، والمرجع في ذلك إلى النية والعمل، فمن علم الله من نيته أنه مصلح لليتيم، وليس له طمع في ماله، فلو دخل عليه شيء من غير قصد لم يكن عليه بأس، ومن علم الله من نيته، أنَّ قصدَه بالمخالطة التوصل إلى أكلها وتناولها، فذلك الذي حرج وأثم" .
                                ولا يخفى ما في انعزاله بطعامه من أثر سيئ على نفسه، فلم يجعل الله من حرج بمخالطته، وهذا من الإحسان إليه.

                                وأمر الله تعالى بإعطاء اليتيم من مال الإرث إذا حضر قسمته؛ تطيباً لخاطره، ومراعاةً لحاجته، فقال : وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ، أعطوهم ما تيسَّر من هذا المال الذي جاءكم بغير كدٍّ ولا تعبٍ ما لا يضرُّكم وهو نافعُهم .
                                وأمر الله سبحانه بالنفقة عليهم فقال : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ . والسؤال في الآية عن مسألتين : المنفق، والمنفق عليه . أما المنفق فأعلم الله أنّه يقبله سواء قلّ أو كثًُر . وأما المنفق عليهم فذكر من جملتهم الأيتام، الذين هم من أولى الناس بالإحسان .
                                وجعل الله تعالى لهم في الفيء والمغنم حقاً معلوماً فقال: وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّه ، وقال : مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ .
                                الإحسانُ إلى الأيتام دليلُ رحمةٍ ألقى الله بها في رُوعك، ورقةٍ في قلبك، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
                                فعن أبي الدرداء قال : أتى النبي رجل يشكو قسوة قلبه، فقال :((أتحبُّ أن يلينَ قلبُك وتدركَ حاجتَك ؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلنْ قلبُك وتدرك حاجتك)) .
                                وعن أبي هريرة أن رجلاً شكا إلى رسول الله قسوةَ قلبِه، فقال:((امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين)) .
                                إنَّ الإحسان إليهم هدي النبي المختار، وطريق الأبرار ..
                                فقد قُتل جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة وكان وراءه صبية صغار، فجاءت أمهم تشكو إلى رسول الله يُتم أطفالها وحالتهم فقال: ((أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة)) ؟! .
                                وهو من صفات الأبرار، قال العزيز الغفار : لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَاب .
                                وقد أعلمنا ربنا بمآل الأبرار، فقال : إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ.
                                الإحسان إلى الأيتام – عباد الله- به يتحقق الأمن في يوم الفزع الأكبر، قال تعالى : وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا .
                                وقال :فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ، قال ابن زيد :" أفلا سلك الطريقَ الذي فيه النجاة والخير" ، ومن أبرز معالمه : إطعام اليتيم والإحسان إليه .
                                ومما يُروى:(( مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ)) .
                                إنّ الإحسان إلى الأيتام من أسباب الفوز بأعلى الجنان، فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله :((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)) - وأشار بالسبَّابة والوسطى وفرَّجَ بينهما .
                                قال النووي رحمه الله :"كَافلُ اليَتيم : القَ‍ائِمُ بِأمُوره " .
                                وقال الإمام ابن بطال رحمه الله :"حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك" .
                                أيها المؤمنون : لماذا يصلي المصلون؟ ولماذا يعمر المساجد الراكعون والساجدون ؟ لماذا خرج في سبيل الله المجاهدون؟ كل هؤلاء ماذا يرجون؟ يرجون جنة عرضها السماوات والأرض. فلقد ضمن لك النبي بعمل واحد مرافقته في الجنة فقال :(( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)) ، فأي ربح أعظم من هذا الربح !
                                ولمسلمٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :((كافل اليتيم له أو لغيره وأنا وهو كهاتين في الجنة)) .
                                قال النووي رحمه الله :" (( اليَتِيمُ لَهُ أَوْ لِغَيرِهِ )) مَعْنَاهُ : قَريبُهُ ، أَو الأجْنَبيُّ مِنْهُ ، فالقَريبُ مِثلُ أنْ تَكْفَلهُ أمُّهُ أَوْ جَدُّهُ أَوْ أخُوهُ أَوْ غَيرُهُمْ مِنْ قَرَابَتِهِ ، والله أعْلَمُ" .
                                كفالة اليتيم القريب كفالة وصلة، وكفالة البعيد مروءة وشهامة إذ لا دافع له إلا رجاء المثوبة من عند الله، وقد جمع النبي بينهما في الأجر .
                                وقال : ((من ضمَّ يتيماً له أو لغيره حتى يغنيه الله وجبت له الجنة)) .
                                عباد الله :
                                وكما ندب القرآن الكريم إلى الإحسان إلى اليتيم، فقد نهى نهياً شديداً وزجر زجراً أكيداً عن أذيته والإساءة إليه، فقال تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ . أي : لا تتسلط، ولا تحتقر . فالإساءة إليه سبيل المكذبين بالآخرة، قال ربنا تبارك وتعالى : أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . وقال : كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا * كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى* يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ .
                                ألا وإنَّ من الإحسان إليهم حفظَ أموالهم التي بها قيامُهم ، قال تعالى في موضعين : وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ . وقال : وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا * وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ . أي : إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة أردا أن يتزوجها أو أن يزوجها قريباً له وخاف ألا يعطيها مهر مثلها، فليعدل إلى ما سواها من النساء، فإنهن كثير، ولم يضيق الله عليه.
                                ويبلغ الوعيد مداه في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا .
                                وجعل النبي أكل مال اليتيم من الموبقات فقال –لما سئل عنها – ((وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ)) .
                                وعن أَبي شُرَيحٍ خُوَيْلِدِ بن عمرو الخزاعِيِّ قَالَ : قَالَ النَّبيّ :((اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ : اليَتِيم وَالمَرْأةِ)) ، ومعنى (( أُحَرِّجُ )) : أُلْحِقُ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا .
                                بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعنا بما فيه من آيات وذكر حكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه غفور رحيم .

                                الثانية :
                                أما بعد؛
                                فهذه نتف من درر السير، تدل على عناية السابقين بأمر اليتيم ..
                                فهذا ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يجلس على طعام إلا على مائدته أيتام.
                                وهذا ابن أبي العنبس الإمام، المحدث، قاضي الكوفة، أبو إسحاق، إبراهيم بن إسحاق ابن أبي العنبس الزهري الكوفي، صُرف من قضاء المنصورة لأن الموفق أراد أن يقرضه أموال الأيتام، فقال: "لا والله، ولا حبة". فعزله ورده إلى قضاء الكوفة . فزال منصبه، وبقيت كلمته وذِكْرُ أمانته .
                                وفي ترجمة الخياط الإمام المحدث الحافظ، القاضي الورع، أبي عبد الله، محمد بن علي المروزي، "عرف بالخياط لأنه كان يخيط على الأيتام والمساكين حسبة " .

                                وصاحب المغرب السلطان الكبير الملقب بأمير المؤمنين المنصور كان يجمع الأيتام في العام، فيأمر للصبي بدينار وثوب ورغيف ورمانة .
                                عباد الله :
                                إن اليتمَ الحقيقي يتم الأدب، يتم الأخلاق ..
                                وكلُّ كسرٍ فإنّ الله يجبرُه وما لكسر قناة الدين جبران
                                ولذا فإنَّ الأولى أيها المؤمنون أن نسعى مع كفالة اليتيم إلى تعلميه وتأديبه ..
                                يا خادم الجسم كم تسعى لراحـته أتطلب الربح فيما فيه خسران
                                أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
                                فهذا الزبير بن العوام كانت أمه صفية عمة رسول الله كانت تضربه ضرباً شديداً وهو يتيم، فقيل لها: قتلته! أهلكته! قالت:
                                إنما أضربه لكي يدب ويجر الجيش ذا الجلب
                                أيها المؤمنون :
                                آية كريمة قليلة المبنى عظيمة المعنى تحمل ثلاث رسائل .. ألم يجدك يتيماً فآوى ..
                                الرسالة الأولى للأوصياء : فحسب الأوصياء أن يعلموا أن يُتْمَ محمدٍ قد رعاه ربه وتولاه .
                                والثانية لليتيم : فالآية دليل على أن يتمه ليس بقاضٍ على نهضته وتقدمه، فنبينا كان يتيماً، وهو سيد الأولين والآخرين .
                                والثالثة للمجتمع المسلم : ففيها لفت نظر إلى أهمية المأوى بالنسبة لليتيم، لنجدَّ في إيجاد ذلك له .
                                "أيها الإخوة المسلمون، اليتيم فرد من أفراد الأمة ولبنة من لبناتها. غير اليتيم يرعاه أبواه، يعيش في كنفهما تظلله روح الجماعة، يفيض عليه والداه من حنانهما، ويمنحانه من عطفهما، ما يجعله ـ بإذن الله ـ بشراً سوياً، وينشأ فيه إنشاءً متوازناً.
                                أما اليتيم فقد فَقَدَ هذا الراعي، وفاحش بالعزلة، ومال إلى الانزواء، ينشد عطف الأبوة الحانية، ويرنو إلى من يمسح رأسه، ويخفف بؤسه، يتطلع إلى من ينسيه مرارة اليتم وآلام الحرمان وبؤس العيش ..
                                كم من أم لأيتام يحوم حولها صبيتها وعينهم شاخصة نحوها، لعلهم يجدون عندها ما يسد جوعتهم ويشبع بطنهم.
                                وإن شئتم أن تذرفوا الدمع ساخناً فاذكروا ساعة الاحتضار وَدُنوِّ الأجل، وتذكروا حال الصبية الصغار والذرية الضعاف الذين يتركهم هذا المحتضر وراءه، يخشى عليهم ظروف الحياة، وبلاء الدهر، يتمنى لهم ولياً مرشداً يرعاهم كرعايته، ويربيهم كتربيته، يعوضهم بره وعطفه. من تذكر هذه الساعة، وعاش هذه الحالة، فليذكر حال اليتيم وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرّيَّةً ضِعَـٰفاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً



                                تمت بحمد اللـــه


                                خطبة اليوم كانت من القاء فضيلة الشيخ : "مهران ماهر عثمان نوري"


                                تعليق

                                مواضيع شائعة

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                جاري المعالجة..
                                X