في مداخلات السيدات والسادة على موضوع اخينا المكرم المهندس علي محمود رعاه الله(احبك كثيرا يا منتداي) سالت السيدة الفاضلة ام بدر عن معنى الشعر الحلمنتيشي ,واردت ان ادلي بدلوي في هذا الباب ان سمح لي اخوتي الاحباب ..
هو في الاصل الشعر الفكاهي المنولوجي الذي يكتب بالفصحى والعامية بل وقد تدخل به اللغات الاجنبية المتداولة شعبيا في زمان الشاعر ,وقال هذا الشعر لغايات سياسية او اجتماعية او لنقل تطلعات واماني الطبقات الشعبية وشرح ما يجول في ضمائر الجماهير.
اشتهر هذا الشعر الشعبي اساسا في مصر والسودان .ويقال ان اول ما اشتهر به الشاعر محمد شفيق المصري وهو الذي اطلق هذه التسمية عليه,وهو صاحب كتاب( الشعر الحلمنتيش)اصدار دار الراية للنشر والاعلام.
انتشر هذا النوع في الاوساط الشعبية لكون العامية فيه هي الغالبة ولسخريته وانتقاداته اللاذعة للواقع المرير الذي تعيشه الطبقة المسحوقة من غالب الشعب .
وغالبا ما يعتمد الشاعر على احدى القصائد العصماء المشهورة فيعتمد نفس القافية او حرف الروي فيها ليبني قصيدته الحلمنتيشية الساخرة .
وهذا نموذج منها:
(1)
(الملط أفندى)
والملط افندي تعتبر(معارضة لقصيدة نزار قبانى التى مطلعها:
(إن كنت حبيبى ساعدنى كى أرحل عنك)
يقول فيها
إن كنت حبيبى سلفنى
فأنا ع الجنط
أمى ترفض أن تقرضنى
وكذلك طنط
إن كنت حبيبى ساعدني
فأنا مزنوق
والديانة قد وقفوا لى
مثل الخازوق
اشتقت إليك فسلفنى
سيجارة "كنت"
علمنى كيف بلعت الأكل
وكيف سمنت؟
إن كنت حبيبى ساعدنى
كى أرحل عنك
ولكى تخلص منى اكتب لى
شيكاً ع البنك
يا من صورت لى الدنيا
كالبنك الأهلى
ولهذا قد بعتُ عيالى
وجعلتك أهلى
اشتقت إليك فعلمنى
ألا أشتاق
وادفع لى ديونى
للبقال وللحلاق
إن كنت حبيبى سلفنى
لا ترفض قط
فأنا فلسان وكم أنشال
وكم أنحط
وقريباً أرهن قمصانى
وترانى ملط!!
(2)
(سلوا قلبى)
وهذه قصيدة للشاعر سيد حجاب وهىمستوحاة من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى المعروفة سلوا قلبى
سلوا قلبى وقولوا لىالجوابا.
لماذا حالنا أضحى هبابا؟!
لقد زاد الفساد وسادفينا
فلم ينفع بوليسٌ أو نيابة
وشاع الجهل حتى ان بعضاً
من العلماء لميفتح كتابا
وكنا خير خلق الله صرنافى
ديل القايمة وف غاية الخيابة
قفلناالباب..أحبطنا الشبابا
فأدمن أو تطرف أو تغابى
أرى أحلامنا طارت سرابا
أرى جناتنا أضحتخرابا
وصرنا نعبد الدولار حتى
نقول له(إنت ماما وانتبابا)
وملياراتنا هربت سويسرا
ونشحت م الخواجاتالديابة
ونُهدى مصر حباً..بالأغانى
فتملؤنا أغانينااغترابا
وسيما الهلس ِ تشبعنا عذابا
وتشبعنا جرائدنااكتئابا
زمان يطحن الناس الغلابة
ويحيا اللص محترماً مهابا
فكن لصاً اذن أو عش حمارا
وكل مشّاً اذنأو كل كبابا
ودس ع الناس أو تنداس حتى
تصير لنعلجزمتهم ترابا
أميرالشعرعفواً واعتذارا
لشعركَفيه أجريت انقلابا
وما نيل المطالبِ بالطيابة
دى مش دنيا ياشوقىبيه... دى غابة!!!
(3)
(وأنظر للياميشكالنسر من علِ)
وهى معارضه
لمعلقةامرؤ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيبومنزل
بسقط اللوى بين الدخولفحومل
***
قفا نبك من ذكرالغلاء المشعللِ
فلست اراه عن قريب سينجلي
بدكان(درويش)أرى كل حاجتي
ولكنباسعار تفوق تخيلي
أمر عليه كل يوم .. وليلة
ولما يراني قادما كم(يبص لي)
يقول : تعال الآن يا عم كي ترى
زبيبا وجوز الهند بيضاء (فلّليوتين من دمشق وموصلِ
وعندي اللوزاللذيذ زكائب
وعندي ( تحابيش ) وعندي بندق
تعالى إلىالدكان هيا لتدخلِ
وما زال يغريني بكل طريقة
فقلت له : رحماك يابنالقرندلي
فإني بلا مال .. لأني موظف
ألست تراني بالحذاءالمبهدلِ
وإني وإن كانت هدومي تهلهلت
فما كان شعري بالقديم المهلهلِ
وإني وإن كنت الفقير بماله
فشعري كما الخنساء أو كالمهلهلِ
فلميفهم الأمي قولي .. وفاتني
لألعن حظي في زماني ( المنيلِ )
وايقن أني لستمنه سأستشري
فأعرض عني وانسحبت لمنزلي
وعدت له يوما ولكن ( لفرجة )
فأقبل مثل الثور يسعىلمقتلي
واشبعني شتما ونادى صبيه
وقال له : ( هات المقشة يا علي )
فأطلقت ساقي للرياح مسابقا
لانجو من ضرب الرءوس وارجلِ
وكنتإذا اشتقت يوما لكي أرى
صنوفا من الياميش تغري بمأكلِ
أبص من الشباكوفي الخفا
وانظر للياميش كالنسر من علِ.
(4)
مراتى ..حبيبتى..معكننتى
وهى معارضه لقصيدة
(ابن زيدون )
اضحىالتنائى بديلا عن تدانينا
وناب عن طيب لقياناتجافينا
أضحى (الزعيق) بديلاً عن أغانينا
وناب عن فرحة اللقياتباكينا
فكيف يا زوجتي تبغين عكننتي؟
وكنت يا حلوتي بالشعرترضينا
وقلت في غلظة: أين المرتب؟ إن
لم تعطني نصفه أضربكسكيناً
أين الحوافز يا كذاب قد ذهبت؟
أين العلاوة؟ قلت: الحبيكفينا
فقلت: يا دهوتي السوداء يا رجلي
هل يُطعم الحب أطفاليويسقينا؟!
هل يدفع الحب إيجاراً لشقتنا؟
أو يشتري عنباً أو يشتري (تينا)؟!
من ذا سيدفع (للبقال) أجرته؟
أراه لم يعطنا (زيتاً) و(تموينا)
إياك أنتكتب الأشعار ثانية
أصبحت من أجلها للغير مديونا
إن كنت لم تستطع شيئاًلتصنعه
فاسرح بقرد إذن وادعوه (ميمونا)
وقل بلا خجل للناس إن سألوا قد
أصبحالشعرفوق الرفمركونا
تعليق