كُشف النقاب قبل بضعة أيام بجامعة "اكستريمادورا" باسبانيا من طرف باحثين اسبان وبرتغاليين عن مخطوطات عربية قديمة يعود تاريخها الى القرن التاسع ميلادي ، تتحدث عن موجات صقيع وجليد متعاقبة شهدتها مدينة بغداد ما بين سنتي
809 و 1009 بعد الميلاد ( ما يوافق القرن الثالث او الرابع الهجري )
واطلق عليها العلماء مجازا فترة جليدية نظرا لتجمد مياه الرافدين وجميع المنابع المائية والمجاري
بل تصف هذه المخطوطات كيف تحولت كل المواد الغذائية الى كتلة من الجليد بما في ذلك البيض والخل وجميع الأشربة ... وكيف توقفت حركة النقل في النهر بسبب تجمد المياه وعدم تمكن اصحاب القوارب من تحريك قواربهم التي كانت تظل لعدة أيام حبيسة الجليد والصقيع
هذه النصوص الأثرية تعد مصدرا علميا قيما جدا بالنسبة لعلماء الفلك والطقس والبيئة ، لكونها ستعتبر دليلا على صحة نظريات وافتراضات سابقة تحدثت عن انخفاض كبير في درجة الحرارة في العالم في فترة اطلق عليها الفترة الجليدية سبقت فترة "التسخين" ابان العصور الوسطى
كما سوف يساعد على فهم اكثر للتغيرات الجوية الحديثة اعتمادا على مثل هذه المعطيات التاريخية المؤكدة
مما سيمكن من وضع نموذج شبه مؤكد لفترات الجفاف او الصقيع التي يشهدها العالم والتي ربما هي خاضعة لمقياس زمني محدد
ولم أستطع التاكد بعد من اسماء واصحاب هذه المخطوطات ، فالمواقع التي ذكرت هذا تحدثت عن ابن البيطار وابن الأثير و حمزة الأصفهاني وحديثهم عن سُمك الجليد و وصفهم لتجمد الأشربة وبعض المواد الغذائية ...
ولكن دون تحديد ان كانت هذه المعلومات مأخوذة من النصوص والمخطوطات السالفة الذكر ، ام ان هذا في معرض آخر
يبقى بأن أسجل هنا بين قوسين الاحساس الذي يمتلكني اللحظة بالأسى والحزن الشديد على كل المخطوطات العربية النفيسة التي فقدت بسبب الحروب وأخرى بسبب العنصرية وأخرى بسبب الحقد وعقلية الانتقام واخرى بسبب الجهل واخرى بسبب الجشع والطمع ...
وقس على هذا كل ما لم يقس من أبشع صفات البشر
لولا هذا لما وجدت هذه النصوص الآن بخزانات المخطوطات و الوثائق التاريخية ببـلاد غربية ولكانت تزين خزاناتنا ومتاحفنا العربية
ولكن من يدري ! فلعل وجودها هناك كان خيرا وسببا من أسباب بقائها محفوظة مصانة حتى الآن
والا لكانت أحرقت هي الأخــرى كما تحرق الآن الدور والبلاد والعباد ...
http://www.elaph.com/Web/news/2012/2/719758.html
تعليق