من فرط اللجوء الى المكافحة الكيماوية في المجال الزراعي كحل أول وأخير من طرف المزارعين ، استطاعت أجيال جديدة من أنواع مختلفة من الحشرات ان تطور جهاز مناعتها ضد هذه المبيدات وان تجعل الانسان بكل ما أتاه الله من عقل وادراك يقف أمامها عاجزا عن محاربتها والقضاء عليها
من خلال تجارب وابحاث جديدة قام بها العلماء شهر ابريل الماضي ، تبين ان بعض أنواع الحشرات تستطيع ان تبدي مناعة تصل الى 80 % امام بعض انواع المبيدات بفضل بكتيريا تستوطن الجهاز الهضمي للحشرة ( الأمعاء تحديدا ) ، وتمدها بهذه المناعة
كل حشرة كما تشير هذه الأبحاث قادرة على أن تعيل و تستقبل داخل أمعائها 100 مليون خلية من هذه الخلايا البكتيرية التي أضحت تعيش وتتكاثر داخل الحشرة في ظل علاقة تكافلية بين بعضهما البعض "Symbiosis"
ويخشى العلماء من انتشار هذه الظاهرة بشكل أوسع في الحقول والمساحات الزراعية ، اذ ان التغييرات الجينية التي تمر بها الاجيال المتعاقبة من الحشرات بامكانها ان تنتج جيلا جديدا لديه مناعة أقوى ضد عدد اكبر من المبيدات
ان الانتقال السريع للحشرات الطائرة وسرعة انتشارها يجعل من الصعب السيطرة على انتشار هذه البكتيريا
وهذا ما يفسر كيف ان بعض انواع المبيدات يتباين مفعولها بين هذا المكان او ذاك بالرغم من وجود نفس الاعراض الممرضة على النباتات و نفس مراحل المرض ...
و يبقى بأن أشير أن هذه العلاقة التكافلية او التعايش بين الحشرات والبكتيريا لم يكن مجهولا لدى العلماء من قبل ، لكنه كان يتمظهر في مجالات أخرى غير هذا مثل ظاهرة التنكر وتغيير اللون عند بعض أنواع الحشرات والتي لها مسببات عدة
اذ ثبت ان بعض انواع البكتيريا هي التي تمكن الحشرات من تغيير لونها حتى تبعد عنها انظار الحشرات الأخرى المفترسة او الطيور ...
تعليق