باحثان سعوديان يؤكدان نجاح تقنية «دراي ووتر» في التشجيرالوقائي لوقف زحف الرمال
الرياض: «الشرق الأوسط»
الرياض: «الشرق الأوسط»
أكد باحثان سعوديان أن زحف الرمال والكثبان الرملية يعتبر من احد مظاهر التصحر الرئيسية, وبالأخص زحف الرمال القارية التي أصبحت مألوفة في المناطق الجافة وشبه الصحراوية في العالم.
وشدد الباحثان على أن التشجير الوقائي ينظر إليه على انه أفضل الوسائل في تثبيت الرمال المتحركة ودرء خطرها على المناطق المجاورة من طرقات عامة وسريعة وخطوط حديدية ومنشآت وأبنية سكنية ومزارع، وأن الأشجار والشجيرات المستخدمة في التشجير الوقائي، لا سيما إذا كانت من البقوليات, تساهم في تحسين خصوبة التربة.
وأوضح الدكتور إبراهيم عارف، من كلية الزراعة في جامعة الملك سعود بالرياض والدكتور محمد شلبي من معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن نتائج التجارب أوضحت أن نسبة الكربون العضوي والنتروجين والفوسفور الكلي والبوتاسيوم الكلي هي أعلى تحت الأشجار والشجيرات البقولية والجفافية منها بعيداً عنها، وهذا ما يساعد على استرساء النباتات وبالتالي يؤدي إلى تعزيز تثبيت الرمال وتفعيل دور الموقع المعني بيئياً ومن ثم اقتصادياً في المدى الطويل. وأشار الباحثان اللذان سيشاركان في ندوة علمية تعقد في مارس (آذار) المقبل وتبحث زحف الرمال على خطوط السكك الحديدية في السعودية، ان آلية الاسترساء والتثبيت لن تتم بشكل فعال الا اذا احسن اختيار الانواع المناسبة بيئيا واذا أمكن تأمين مياه الري على الاقل في الاعمار الاولى من حياة النباتات.
وسيعرض الباحثان في هذه الندوة «تقنية الدراي ووتر» وتشجير الكثبان الرملية بالزراعة الجافة، وهي تقنية تستخدم فيها مياه ممزوجة ببعض الغرويات مما يؤدي الى الاحتفاظ بالمياه في صورة جلاتينية متماسكة الى حد كبير، وعند ملامستها التربة يتيسر الماء لجذور النباتات تدريجيا لقيام الكائنات الحية الدقيقة في التربة بافراز انزيم يتولى تحليل محتوى المنتج من الغرويات ويفقدها خاصية حفظ وتشرب الماء.
واوضحا بأن هذا المنتج يتولى امداد النباتات بالماء بمعدلات مناسبة لمدة طويلة قد تمتد حتى ثلاثة اشهر او اكثر حسب الظروف البيئية السائدة، وتبع لحجم العبوة المستخدمة بما يضمن حسن ادارة واستعمال المياه، حيث ينعكس ذلك بصورة واضحة على سرعة نمو النباتات نظرا لانتظام التغذية المائية وتفادي الاسراف في استخدام المياه، وبالتالي وجود توازن بين امداد المياه وتهوية التربة.
ووفقا للباحثين فان هذا المنتج يتألف من ثلاثة مكونات فقط، وهي: الماء 97.85 في المائة، والصمغ النباتي 2.0 في المائة، وسلفات الالمونيوم 0.15 في المائة، وهي مواد غير سامة وغير ضارة بالانسان والحيوان وغير ملوثة للتربة.
واشار الباحثان حول استخدام هذا المنتج بأنه يثبت في التربة بشكل مائل باتجاه الجذور انبوب بلاستيكي او اكثر حسب حاجة النبات، يبلغ طوله حوالي 45 سم وقطره حوالي 10 سم، ومن ثم يقطع الجزء السفلي من العبوة البلاستيكية الحاوية على «الدراي ووتر» وتدخل في الانبوب البلاستيكي بحيث تستقر مقدمتها المفتوحة في منطقة الجذور، وهذا ما يجب الحرص عليه بشكل دقيق لتحقيق الفائدة القصوى من استخدام هذه التقنية.
ومن جانبه أكد المهندس كمال محمد عمر مدير القسم الزراعي في مؤسسة القوفي وأحد المشاركين في بحث هذه التقنية ان تقنية «الدراي ووتر» تندرج في مجال الاقتصاد المائي وترشيد استخدام المياه، وهي تتمتع بمزية نسبية في المناطق النائية والبعيدة والمنحدرات التي يتعذر وصول الماء اليها، كما انها تساهم بشكل مباشر وفعال في إنجاح مشاريع التشجير الوقائي والانتاجي من خلال رفع وتيرة استرساء الشتلات منذ العام الاول للتشجير والاستغناء عن عملية الترقيع واعادة الغرس الشاقة والعالية التكاليف.
ويبين المهندس كمال بأن نتائج تجارب التشجير التي اجريت باشراف وزارة المواصلات بالمملكة قد اكدت على افضلية استخدام تقنية «الدراي ووتر» في مشاريع التشجير الوقائي في التربة الرملية بالمناطق الجافة خلال العام الاول من عمر النبات وبدون الحاجة الى الري، بينما الاعتماد على ما حققه المجموع الجذري من تعمق وانتشار، يساعدانه على تلمس رطوبة الاعماق مما يعزز من قدرة النبات على مقاومة الجفاف، مع العلم بأن المقنن المائي الذي يحظى به كل نبات خلال العام الاول وبوجود مادة «الدراي ووتر» التي لن تغير عبواتها سوى ثلاث مرات، لا يتجاوز اجماليا الثلاثين لترا بأقصى تقدير وهو ما يؤكد على الترشيد الاقتصادي لهذه التقنية.
تجربة تشجير منتزه البيضاء بالمدينة المنورة
باستخدام تقنية الدراي ووتر "Driwater " لترشيد المياه
http://faculty.ksu.edu.sa/Aref/Docum...9%86%D8%A9.pdf</I>
باستخدام تقنية الدراي ووتر "Driwater " لترشيد المياه
http://faculty.ksu.edu.sa/Aref/Docum...9%86%D8%A9.pdf</I>
تعليق