في كل دول العالم, يعتبر الانتساب الى الجيش مفخرة و أُمنية غالية, يسعى اليها الجميع لما فيها من العزة والفخار والتضحية في سبيل الأوطان.
إلّا في سوريا فيهرب الشباب القادر من خدمة العلم مضحيا بالغالي والنفيس كي يدفع البدل النقدي ويتغرب خمس سنين ويدفع آلاف الدولارات
ومن لا يحالفه الحظ, فعليه أن يتدبر الأمر, فيعمل حاجبا عند الضباط أو سائقا لنقل بناته و الزوجة ( أو الزوجات )
فما الذي حدا بهؤلاء و دفعهم الى هذه الأفعال؟
الجواب هو تسلط فئة من الضباط استغلت عوام الناس فرفعت فارغ الشعارات وتقاعست عن الأفعال وجعلت اكبر همّها السرقات وأخذ الأتاوى من العساكر و مصاحبة الضابطات و العاهرات
وتاريخ جيشنا سابقا ولاحقا شاهد على هذا الكلام
ففي حرب 1948 فقد خرج من الحرب يجرّ أذيال الهزيمة والعار ولم يسجل أي إنتصار, لا في فلسطين ولا في الاغوار.
وأما في 1967 فمني بهزيمة نكراء سمّوها نكسة كذباً وافتراء, وباع وزير الدفاع و قائد الطيران آنذاك اسرائيل هضبة الجولان رخيصة من دون طلقة رصاص
ثم كُوفئ, فتمت ترقيته حاكما لسوريا لمدة ثلاثين سنة أذاقنا فيها الويلات
وأما في حرب الاستنزاف فلم يحقق أية نتائج حاسمة في الصراع مع دولة العدوان
وأما في 1973 فتقدمت في البداية القوات, وسارت على غير هدى حتى وصلت الى طبريا الدبابات
ثم منيت بهزيمة نكراء, وسقط خط الحدود الموازي للقنيطرة في قبضة يهود, ولولا قدر الله و تدخل الجيش العراقي المغوار وبعض الحسابات لسقطت دمشق في ساعات
وأمّا في لبنان فتدخل خلال الحرب الأهلية لحفظ الامن و الاستقرار, فما لبث أن تحول الى جيش احتلال
ووقف ضد المقاومة الفلسطينية لصالح موارنة لبنان, فأفنى تل الزعتر في أيام وتركها خرابا بعد عمران
طبعا هذه المجازر أكسبته العديد من الخبرات, فالتفت الى شعبه فأحاط حماة كالسوار
ثم دكّها بالمدافع و الدبابات و الطائرات, و جعلها أثرا بعد عين و أحالها الى خراب
بعد أن قتل أهلها و استباحها بأطفالها و نساءها شهرا من الزمان
واما حرب لبنان 1982 فلم تقم له قائمة وتساقطت طائراتنا بالعشرات
و أحرقت دباباتنا بجنودها و مازالت على العربات
وسقطت أول عاصمة عربية في قبضة جيش اليهود الذي يسمونه جيش الدفاع
فأخليت من المقاتلين المخيمات و خرجوا تاركين نسائهم و أطفالهم بين الذئاب
مما أنتج بعد ذلك مذابح يندى لها الجبين على مرّ الزمان
فاستبيحت في مخيمي صبرا وشاتيلا الأعراض
وذبح الشيوخ و الرجال و النساء و الأطفال.
وجيشنا منهمك في البقاع بمحصول الحشيش و الخشخاش
وأمّا أهم انجازات جيشنا الباسل على الاطلاق فكانت في تحرير الكويت من العراق
فوقف جندنا الأبطال صفا واحدا مع (عدونا الأبدي كما يزعمون) الجنود الأمريكان
فساهم في تدمير قوة العراق لمصلحة اليهود وأمريكا وإيران,
فأي عار بعد هذا العار وأي خزي و هوان؟
ثم أتمّها و كمّلها في هذه الأيام, فما أبقى قرية و لا بلدة الا دكّها على رؤوس أهلها واقفا في جانب الطاغية و الطغيان
وهل يستحق هذا الجيش أن يكون حاميا للحمى و للناس؟
كما فعل جيش تونس و مِصر لما نزلوا الشوارع و انحازوا للشعب
أمّا لما يدخل بلدة ثائرة تنادي بالخلاص
بلدة تنادي بالحرية و التعددية و الخروج عن رِبقة العبودية
فيدخلها الجيش (والمفروض أنه جيش الجميع) ليؤمن لهم العيش
فاذا هو يدخلها, لا ليحميهم بل ليزيد مأسيهم
أخبرونا كم ألف نازح في تركيا والأردن و لبنان ؟
أخبرونا كم مليون مهجر ومبعد هنا و هناك؟
هل هربوا من العصابات التي في الخيال؟ أم من الامن والجيش الذي في البال؟
ختاما, هذه دعوة صادقة من القلب لأخي في جيش النظام, جيش الغدر و الظلم و الظُلاّم, دعوة إلى تطهير نفسه من هذا الذل و الهوان
فالتاريخ شاهدٌ لا يبلى, و الديّان حيٌّ لايموت ولا ينسى
قد تكذبون على نساءكم و أطفالكم فتصورون قصص خزيكم و عاركم و أنتم تقتلون الاطفال و تغتصبون النساء على أنها تحرير للجولان ...
قد تكذبون على مجنديكم وبني أعمامكم, لكنكم لا تستطيعون أن تكذبوا على أنفسكم, ولن أقول على ضميركم لأن أمثالكم لا يعرفون الضمير بعد أن رضعوا العبودية و الذلّ و قبلوا أن يكونوا خدما , قبلوا أن يعيشوا على مايرمى اليهم من فتات ومايسرقونه من رشاوى و آتاوات
قد يقول قائل, لماذا نتعب أنفسنا معكم و هل أنتم أصلا تسمعون أو تعقلون؟
نقول, آه لو كانت فيكم نخوة الرجال, آه لو كنتم من العقلاء,
آه ياجيش الذئاب كيف قبلتم ان يقتل تحت سمعكم وبصركم الأطفالُ و تغتصب النساءُ وتسحل تحت سلاسلِ الدباباتِ الرجالُ
آه منكم ياأرباع الرجال , و لا رجال
زيـّنـتُـم وجوهكم بشوارب هي أليق بالجرذان وماقدرتم بزعمكم على شوية عصابات, ثم تريدون بعدها أن تحرروا الأوطان و تستعيدوا الجولان؟
هل تعرفون من أنتم, هل أذكركم أنفسكم؟
اسمعوها منّي من أنتم:
أنتم إمّا فقراء معدمين, وليس الفقر بعيب, ولكنكم سلكتم الطريق السريع وغاية أمركم التشبيح, تحلمون بالسيارات الفارهة و هدفكم النياشين اللامعة
أو جهلة مبعدين لم تــُقبلوا في كلية و نجحتم يادوب بالشهادة الثانوية
أو مرضى نفسانين معقّدين فشلتم في اثبات ذواتكم امام اباءكم او جيرانكم او بنات حاراتكم, فاختبأتم وراء الرّتب وتسترتم بالمسدس خلف الدبابات و الدّشم, ثم اطلقتم حقدكم و كيدكم وصببتم جام غضبكم على العزل من البشر فياويلكم من سقر"وماأدراك ماسقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر"
و فأقول لك في ناس بتفهمها على الطاير و من النظرة تعي الفكرة, و في ناس ما بتفهمها ليوصل البلل لدقنها أو تدوس الرجل على رقبتها
و السلام
تعليق