عرف الانسان التداوي بلسع النحل ومارسه منذ قديم الزمان
تشير الى هذا نصوص كتابية صينية يعود تاريخها الى ألفي سنة قبل الآن ، كما عالج به أبو الطب "أبقراط" التهابات المفاصل وآلام العضلات
اشتهر سم النحلة بخصائصه العلاجية المضادة للفطريات والجراثيم، فهو يحتوي على كمية عالية من حمض الفورميك و حمض الهيدروكلوريك والحامض الفوسفوري فضلا عن الأحماض الأمينية مثل المليتين
يحتوي كذاك على بعض المواد الأخرى مثل : الكولين و التربتوفان و الكبريت و الفوسفات و المغنيسيوم و آثار النحاس والكالسيوم ، و دهون طيارة وهي المسببة للشعور بالحرق والتوهج عند ملامسة سم النحلة لجلد الانسان
ومواد آزوتية وإنزيمات ... وما إلى ذلك
سم النحل عبارة عن سائل حامضي عديم اللون أكثر كثافة من الماء ، له رائحة عطرة كرائحة الفاكهة لكن طعمه مر جدا
وهو يحتوي على الماء بنسبة 90٪ ، وأما 10٪ الباقية فكلها تتوزع بين المواد السابق ذكرها يأتي على رأسها الميلتين "Melittin" وهي المادة الأكثر نشاطا بين جميع مكونات سم النحل ، تعمل كمضاد قوي للتخثر وللالتهاب
يتم استخلاص سم النحل واستخراجه من النحلة عن طريق استثارتها بواسطة سلك مكهرب يوضع داخل الخلية
بمجرد ان يلامس جسم النحلة السلك المكهرب تقوم برمي شوكتها مع الجريب الممتلئ بالسم على غشاء نايلوني رقيق موضوعة تحته قاعدة زجاجية معدة سلفا لاستقبال السائل السمي
والحكمة في وضع هذا الغشاء النايلوني الرقيق هو الحفاظ على حياة النحلة وتمكينها من أن تستعيد شوكتها بعد رميها ولا تموت
فالمتعارف عليه ان النحلة اذا قامت برمي شوكتها تموت بعد دقائق فقط من العملية ، لأن الجرح الذي يظل بمؤخرتها جراء فقد هذا الجزء من جسمها لا يندمل فيتسبب هذا لها بالموت
ولكن هذا لا يحدث الا في حالة وخز جلد الانسان أو أي حيوان فقري ، إذ تظل الشوكة منغرزة بالجلد وبالتالي لا تتمكن النحلة من استعادتها فتموت
وليس كل النحل يستخدم في استخلاص السم ، بل يقتصر هذا على النحلة الأنثى دون الذكر ، فهذا الأخير لا يستطيع ان ينتج المخزون السمي الذي تنفرد به النحلة الأنثى
كما ان النحلة الملكة لا تستعمل شوكتها الا ضد نحلة ملكة عذراء موجودة بالخلية
ولذلك فإن النحلات الحارسات الموجودات بباب الخلية هن افضل من يقدم للانسان هذا الدواء الطبيعي والمجاني
بعد استخلاص السائل السمي يحول فيما بعد بواسطة التجفيف الى مسحوق أبيض اللون يدخل في صناعة العديد من المستحضرات الطبية على شكل كريمات وقطرات ... الا ان تجفيفه قد يفقده بعضا من خواصه لكنه مع ذلك يظل على نسبة عالية من التركيز والسمية
من أجل استخلاص غرام واحد من سم النحل يلزم حوالي عشرين خلية ، فالواحدة منها سوف تعطينا 50 ميلغرام
على الرغم من عدم وجود أدلة علمية موثقة على العلاج بواسطة لسع النحل ، الا أن هذه الطريقة العلاجية أصبحت الآن مطبقة في العديد من بلدان العالم وخاصة بآسيا بدول الشرق الأقصى مثل الصين وكوريا واليابان
وكذا بعض البلدان الأوروبية وأمريكا وكندا
هناك تجد مراكز مختصة في العلاج الطبيعي لعدد من الأمراض بواسطة الوخز بإبر النحل سواء بالطريقة التقليدية والتي يتعرض فيها المريض للدغ المباشر من طرف النحلة ، او باستخدام حقنة تحتوي على سم النحلة المخفف وبجرعات محددة
اما عن التطبيقات العلاجية للتداوي بسم النحلة فهي عديدة جدا من بينها :
آلام العظام والعضلات و التهابات المفاصل والالتهابات الروماتيزمية المزمنة و تصلب الأنسجة أو ما يسمى بالتصلب المتعدد
اضطرابات الجهاز التنفسي : الربو والتهابات الشعب الهوائية
التهابات المسالك البولية
بعض الأمراض الجلدية
مرض باركنسون ومرض الصرع ...
مرض السكري
الفشل الكلوي
بعض الأمراض القلبية ...
وكل هذا لا يزال العلم الحديث لم يعترف به رسميا ويعتبر النتائج العلاجية محدودة ولا تتعدى التخفيف من المرض ، طالما أن النتائج المخبرية لم تثبت بعد ان مكونات سم النحل ومضادات الالتهاب التي يحتوي عليها تمتلك هذه الخصائص العلاجية المتحدث عنها
تعليق