آية من آيات القرآن تتحقق أمام أعينناالآن ...!
كلما أرى صورة الرئيس السابق حسني مبارك خلف القضبان وبجواره ولديه جمال وعلاء ... أتذكر الآيتين الكريمتين من سورة التغابن...
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن ْتَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)إِنَّمَاأَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15) ﴾التغابن
كيف يكون الأزواج والأولاد عدوا أو فتنة ؟ كما ذُكِر في القرآن الكريم ...؟!الإجابة ... وشرح الآيتين ... وسبب نزولهما كما قرأت هو الآتي : -
" لقد حذر الله عباده المؤمنين ، وأخبرهم أن من أولادهم وأزواجهم من هو عدو لهم ، كما أخبر أن الأموال والأولاد فتنة .
والمراد بهذه العداوة أن الإنسان يلتهي بهم عن العمل الصالح ، أو يحملونه على قطيعة الرحم ، أو الوقوع في المعصية ، فيستجيب لهم بدافع المحبة لهم .
ولهذا قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [المنافقون:9] .
ولهذا قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [المنافقون:9] .
وقد أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً سأله عن هذه الآية ، فقال : هؤلاء رجال من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم - أي بعد مدة - ورأوا الناس قد فقهوا في الدين أي سبقوهم بالفقه في الدين لتأخر هؤلاء عن الهجرة ، فهمّوا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله هذه الآية : (وَإِنْ تَعْفُواوَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن:14].
وعن عطاء بن يسار وابن عباس أيضاً أن هذه الآية نزلت بالمدينة في شأن عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد ، فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه ، وقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق لهم فيقعد عن الغزو، وشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية في شأنهم .
فالولد يكون عدوا لأبيه ، والزوجة تكون عدوة لزوجها إذا تسببا في صرف الرجل عن طاعة الله أو إيقاعه في معصية الله ، وهذا أمر معلوم مشاهد ، فكثير من الآباء يقصرون في البذل والإحسان بسبب أبنائهم ، ومنهم من يدخل بيته المنكرات أو المال الحرام استجابة لرغبة أهله وأولاده ، ولهذا كان على المسلم أن يحذر حتى يسلم . "
*********
ومع كل ما قرأناه عن ممارسات زوجة وأبناء مبارك في الحياة السياسية في مصر وما سببوه من مصائب وفساد في المجتمع ... ومع ما ذُكِر من أن إبني مبارك تشاجرا وتشابكا بالأيدي يوم تنحيه وتخليه عن الحكم ... وما قيل أن علاء إتهم جمال بأنه هو سبب ما حدث لأبيه... أقول سبحان الله ... !... وكأن الآيتين نزلتا لهذا الموقف ... ! فكما قيل أيضا أن مبارك في سنواته الأخيرة لم يكن يحكم ... بل ترك الأمر برمته الى إبنه الذي كان يحكم وكانت تتحكم فيه والدته وهي التي كانت وراء مشروع التوريث ... الذي كان سببا في هياج الشعب وانقلابه على النظام ... لقد تفوقا على أعدى أعداء حسني مبارك ...وتحقق معنى الآيتين الكريمتين ...
ولما لا ...؟؟؟ ... القرآن الكريم نزل لكل زمان ومكان ... والآيات تتحقق على مر العصور ... منها ما فهمناه... أو إعتقدنا أننا فهمناه ... ومنها من ينتظر أن نفهمه ... لتتحقق المعجزة القرآنية .... وتستمر معنا الى يوم الدين ...
" صدق الله العظيم "
تعليق