أثناء تصفحي لشبكة الانترنت وجدت الحديث عن فتاة كورية قامت بإعداد معرض صغير للطرق التقليدية والمتبعة قديما لحفظ الفواكه والخضر والتوابل وحتى البيض دون تبريد ودون حاجة الى الثلاجة كما هو الحال بالنسبة لنا في وقتنا الحاضر
النظرية التي تتبناها هذه الفتاة والتي تحاول ايصالها الى العالم ، انه بالإمكان الاستغناء عن الكثير من الأجهزة الحديثة والكثير من مخترعات التكنولوجيا التي غزت حياتنا حتى ما عاد بالإمكان لأحدنا العيش دون حاجة الى استعمال الطاقة الكهربائية ولو لمرة واحدة في اليوم
أضف الى هذا فقدان الأطعمة لمذاقها الطبيعي ونكهتها الأصلية عند وضعها في الثلاجة ، فحفظها دون تبريد باتباع الطرق التقليدية لا يفقدها مذاقها
نبدأ أولا مع البطاطس والتي عادة ما تحفظ دون حاجة الى التبريد ، لكن اذا أردنا حفظها لمدة أطول نضعها مع التفاح كما ترى صاحبة المشروع
فالتفاح ينتج غاز الإيثيلين الذي يمنع البطاطا من الإنبات
اما الخضروات الجذرية مثل الجزر واللفت والبصل الأخضر الطويل ... فحفظها بهذا الشكل العمودي وسط الرمل يجعلها لا تفقد الكثير من طاقتها
كما أن الرمل بجعلها تحافظ على مستوى الرطوبة اللازم لاحتفاظها بطراوتها
بالنسبة للفلفل مثلا والباذنجان والخيار والقرع ... فتوضع فوق حاوية مملوءة بالماء وبهذا تحافظ على طراواتها دون حاجة الى الثلاجة
ونفس الطريقة بالنسبة للفواكه : نضعها في طبق مثل هذا او ربما مصفاة فوق اناء به ماء ، فتبقى محافظة على طراوتها
اما البيض فبسبب وجود الملايين من المسام الصغيرة في قشرته الخارجية فانه يتأثر بالروائح الموجودة حوله بالثلاجة والصادرة من مختلف الأطعمة
لذلك يتغير طعمه فيفضل حفظه في مكان عادي بالمطبخ بعيدا عن امكانية امتصاص الروائح الأخرى
وللتوابل طريقة أخرى في حفظها أطول مدة ممكنة للحؤول دون تكون البكتيريا بها : نقوم بوضع كمية من الأرز في قطعة ثوب تسمح بمرور الهواء ثم نلصقها في سدادة القارورة من الداخل
والحكمة في هذا هي أن الأرز له قدرة عالية على امتصاص الرطوبة
تبقى هذه الطرق بنظري مفيدة حقا في حال رغب أحدنا الاستغناء عن التبريد وتناول الخضراوات والفواكه طازجة ، كذلك بالنسبة لعشاق الرحلات والمخيمات ...
ما ينبغي انه نعيه حقا ان مصادر الطاقة في العالم في تناقص مستمر ، تنضب يوما بعد يوم
وأن العودة الى حضن الطبيعة بغض النظر عما فيها من حفاظ على صحتنا ، فإننا يوما ما ربما سنجد أنفسنا مجبرين عليها ...
تعليق