موعظة جميلة وبليغة جدا من الامام الشعراوي رضي الله عنه ، قرأتها وأحببت أن تشاركوني إياها علها تخفف عنا وطء ما نعانيه في هذه الأيام العصيبة التي تستباح فيها دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم في أكثر من بقعة بالعالم
قال رحمه الله : { إن أي صراع يحدث بين إنسان وآخر قد يكون أحدهما قويا او يكونان متساوييين في القوة ... فإن الغلبة والانتصار سيكونان للأقوى
أما إذا قام صراع بين إنسان وآخر ... وأحدهما ملتحم بالإيمان بالله ، فالغلبة للإنسان المؤمن ما دام قد آمن بالله ... ولن ينتصر عليه أحد إلا إذا شرد بعيدا عن جانب الله
ولقد ضربت على ذلك مثلا لتقريب المسألة من الذهن العادي ولأوضح بشكل قاطع تلك المسألة العقيدية ... ولله من قبل ومن بعد المثل الأعلى
قلت : لنفترض ان رجلا له غلام صغير ، وقف الرجل ليتحدث الى صديق له فشرد الغلام الصغير بعيدا عن أبيه ليلعب في الشارع
وتصدى لهذا الغلام أطفال أكبر منه في العمر والقوة ... فلمن يلجأ الغلام ؟ لا بد أنه سيلجأ الى أبيه
وفي اللحظة التي يلجأ فيها الى ابيه يصايب الأولاد منه بالخوف لأن للطفل أبا قويا ... ولأن الوالد قادر على حماية ابنه
يحدث ذلك من أب وابن ... كليهما مخلوق من مخلوقات الله ... فما بالنا بالخالق الكامل المطلق لكل الوجود !
ماذا يحدث عندما يحتمي صاحب حق ضعيف بالخالق الأعلى ؟
ما بالنا بإنسان بذل كل ما في طاقته لتحقيق هدف في حدود منهج الله فتكثر عليه أهل الكذب بالله ... فاستنجد هذا الإنسان المؤمن بالحي القيوم الذي لا تغفل له عين ولا تحد قدراته قدرة او قوة ؟
ان الحماية لن تكون حماية أب لابنه فحسب ... ولكنها حماية خالق أعظم لمخلوق مؤمن
لذلك فعندما يقف عبد مؤمن ملتحم بقوة وربوبية الله ... فلا بد ان يهزم العبد الفارغ من ربوبية الله }
****************************************
حكمة عظيمة جعلتني ازداد يقينا بأن نصر الله مهما طال فإنه واقع لا محالة لمن آمن واتقى والتحم بربوبية الله عز وجل كما قال شيخنا الشعرواي رضي الله عنه وأرضاه
اللهم فرج كرب أشقائنا السوريين وانصر الحق على الباطل وآمن روعاتهم و ارحم ضعفائهم وارحم جميع المسلمين المستضعفين بكل مكان يا أرحم الراحمين
تعليق