سرطان الجلد هو أحد أكثر انواع السرطان شيوعا في بعض المناطق من العالم دون أخرى ، بسبب تعرض المصاب به للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس والتي تحجب طبقةُ الأوزون عنا نسبة ً كبيرة منها
كما وله مسببات أخرى ...
لكن بسبب عوامل مختلفة على رأسها التلوث الصناعي بدأت هذه الطبقة بالتآكل خاصة في مناطق معينة ، مما أسفر عن حدوث العديد من الأضرار والمشاكل المختلفة
الصحة والسلامة البشرية واحد من المجالات التي تأثرت بثقب الأوزون ، اذ ارتفعت نسبة الاصابة بسرطان الجلد بشكل مهول السنوات الأخيرة
ولم تسلم حتى الحيوانات من هذا إذ بتنا نسمع عن اصابة الكلاب والخيول بسرطان الجلد ...
لكن يبدو ان قوة الأشعة فوق البنفسجية وضررها على جلد الكائنات الحية لم يقتصر على اليابسة ، بل امتد الى البحار والمحيطات وما يوجد بقعرها من كائنات حية
عدد من اسماك التروتة بالحيد المرجاني الكبير بأستراليا "Great Barrier Reef" والذي يضم أكبر موئل للشعاب المرجانية والكائنات البحرية بالعالم ، اكتشف العلماء اصابتها بأعراض سرطان الجلد
و بما ان المنطقة تقع تحت احد ثقوب طبقة الأوزون التي سبق رصدها من طرف العلماء ، فان سبب الإصابة يكاد يكون معروفا بالرغم من أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من السبب المباشر لشيوع سرطان الجلد بين المخلوقات البحرية
فالتلوث يمكن أن يكون أيضا هو المسبب في هذا ...
نسبة الاصابة بين اسماك التروتة في المنطقة حسب تقديرات العلماء نسبة لا يستهان بها : 15 %
وهي نسبة قابلة للارتفاع طبعا اذا لم تنقذ هذه المخلوقات المسكينة ، وكذا قابلة للانتشار في فصائل أخرى من الأسماك وفي بقعة جغرافية أوسع
يحضرني اللحظة مقتطف من كلام رائع جدا للدكتور عبد الدائم الكحيل في مقالة له حول آثار التلوث الصوتي على المخلوقات البحرية ، أنقله لكم كأفضل خاتمة يمكن أن أختم بها الموضوع
يقول بارك الله بعمره : { لقد خلق الله البحار ولآلاف السنوات عاشت الحيتان والكائنات البحرية ولم يكن هناك أية مشاكل، ولكن الإنسان بمجرد أن بدأ يتدخل في الطبيعة وبدأ يغير النظام المحكم الذي قدره الله تعالى، وبدأ يلوث البيئة بمختلف أنواع الملوثات الكيميائية والصوتية ولوث الأرض "بالفواحش" بدأت معها المشاكل فانظروا يا أحبتي إلى الفارق الكبير بين تدبير الله وتدبير البشر، وهذا مصداق قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ)
وفي ذلك رد على من يدعي أن الطبيعة هي التي تحكم الكون، ولو أن الله تعالى تخلّى عن أرضنا وعن خلقه لزالت الحياة، ولو ترك الله تدبير هذه الأرض لنا لفسدت هذه الأرض، ولذلك قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). فهذا الفساد في البر والبحر والذي يشغل بال العلماء اليوم، ما هو إلا نتيجة الفواحش والفساد والترف والإسراف الذي أوصل العالم إلى ما هو عليه الآن، ومع ذلك فإن الله تعالى وبرحمته الواسعة، يفتح أمامنا أبواب الأمل في قوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، فلو عاد الإنسان إلى طريق الله فسيجد النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. }
*********************************************
تعليق