هل تساءلتم يوما بينكم وبين أنفسكم : أية قوة هذه يملكها طائر نقار الخشب الصغير الذي يمضي يومه في النقر السريع على جذوع الأشجار دون توقف لوتيرة تصل الى 20 نقرة في الثانية الواحدة أحيانا ، وبمعدل 12.000 نقرة في اليوم ؟
وكيف يستطيع أن يواصل عملية النقر دون أن يتأثر دماغه وجمجمته الصغيرة ولا تتعرض للاهتزاز أو الصدمة ... ؟
انها معجزة من معجزات الخالق عز وجل تتجلى في هذا المخلوق الصغير الذي تفوق في قوته على الكثير من المخلوقات الأخرى التي تكبره حجما ووزنا
طائر نقار الخشب ينتمي الى عائلة "Picidae" والتي تضم نحو 30 نوعا مختلفا من أنواع الطيور التي يطلق عليها في غالبيتها بطيور نقار الخشب
وهي متواجدة في جميع بقاع العالم ما عدا أستراليا و نيوزيلندا والمناطق القطبية البعيدة ...
تعيش في الغابات وتتغذى على الديدان والحشرات ، تمضي نهارها في النقر المتواصل على جذوع الأشجار إما لصنع أعشاشها أو للبحث عن الحشرات الصغيرة التي تعيش داخل جذع الشجرة ... أو لجذب انتباه الأنثى
في الثانية الواحدة كما أسلفنا قد تنقر حتى عشرين نقرة متواصلة ينتج عنها ثقب بحجم 6 ميليمترات
تتمسك في الجذع بواسطة أرجلها وكذا بواسطة ذيلها الذي يتميز بطوله وقوته
تمتاز طيور نقار الخشب بتركيبة مختلفة وخاصة تحيط بجمجمتها حتى تجعلها مهيئة لعملية النقر على جذوع الأشجار دون أن تتأثر بهذا
دماغها محاط بنسيج اسفنجي موزع على سطح الجمجمة يقوم بمهمة امتصاص الصدمات والضربات يعمل بآلية ارتدادية ولا يوجد عند بقية الطيور
بالاضافة الى عظمة تحيط بجميع الجمجمة كما لو كانت خوذة تحمي رأسه من الصدمات ، و يطلق عليها العظم اللامي وهو موجودة عند الإنسان كذلك في مقدمة الرقبة "Hyoid bone"
اما المسالك التنفسية الخارجية فهي على شكل شق صغير محمية ومغطاة بالريش حتى لا تتأثر بالنشارة المتصاعدة من الخشب
وكذا نفس الأمر بالنسبة للعيون المحمية بواسطة غشاء ينطبق بسرعة فائقة على العين عند الضرورة لحمايتها من الشظايا المتناثرة من جراء عملية النقر
اما المنقار القوي والذي يعمل كإزميل فله أيضا خاصيته في حماية جمجمة الطائر ومنع إصابتها بأي تلف او ضرر دماغي ؛ إذ إضافة الى قوته وصلابته يوجد اختلاف في الطول بين جانبي المنقار مما يخفف من قوة ارتداد الضربات على الدماغ
ولا يزال العلماء كل يوم يكتشفون المزيد من الأسرار العجيبة في طائر نقار الخشب الذي يعتبرونه ملهما لهم في صنع الخوذات الواقية من الصدمات
تعليق